الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والألوان التي على وجهها أكثر من خشيتها من ربها، فتترك صلاة ذلك اليوم لأجل ذلك.
ومن نساء لربما انشغلن في سماع الغناء والرقص أفضل لهن من الصلاة، ولربما خجل بعضهن أن يصلي في مكان تدار فيه الموسيقى، أو خجل من أهل العرس أن يطلب منهم مكانا يصلي فيه، كما حُدِثتُ عن بعض النساء.
ومما لا شك فيه أن تهاون هؤلاء في أداء الصلاة يدل على قلة دينهم، أو جهلهم بإثم من ترك ولو صلاة واحدة، ظنا منهم أن ترك صلاة أو صلاتين إنما هو من صغائر الذنوب التي تغفر بين الصلوات، ومن الجمعة إلى الجمعة.
وليسمعوا إلى قول رسولنا صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَرَكَ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّه «رواه أحمد: 22128، وحسنه الألباني.
فهذا الوعيد لمن ترك صلاة واحدة فما بالك بصلوات، وكيف إذا كانت الصلاة المتروكة هي العصر، التي قال في حق من تركها النبي صلى الله عليه وسلم:» مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ» رواه البخاري: 520.
ومما لا شك فيه أنه ينطبق على هؤلاء الوعيد الذي جاء في قوله تعالى: «فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ» (الماعون: 5).
المطلب الثامن: خطورة التصوير في العرس
نحن ندين إلى الله بقول من قال من أهل العلم بحل التصوير
الفوتوغرافي، أو تصوير الفيديو ما لم يشتمل على محرم، ونعتبر أن هذا هو القول الراجح من أقوال العلماء، وليس المقام مقام بسط لهذه المسألة الفقهية التي كثر فيها الجدل.
ورغم أن القول بحل التصوير هو الأرجح، إلا أن التصوير في العرس يحدث فيه من المحاذير الخطيرة، والتي قد تقود إلى مشاكل فيما بين الناس أحيانا:
تبدأ هذه المحاذير من زيارة العريس والعروس لاستوديو التصوير قبل الزفاف ليلتقطا الصور التذكارية، فإذا كان المصور رجلا فيكون الحكم هو التحريم قولا واحدا.
وإذا كانت التي تصور العروس امرأة: فهل نضمن أن تكون امرأة التي تخرج لنا هذه الصور؟
لأن غالب من يشتغل بهذا العمل هم من الرجال، عدا عن كون الذين يعملون في هذه الاستوديوهات لا يكترثون لذلك.
ومن المحاذير أيضا: أن الذي يستلم مهمة تصوير الفيديو في القاعة كثيرا ما يكون رجلا، ولا يسمح لأحد غيره بالدخول، كما يحلو للبعض أن يسمي عرسه بعد ذلك: بالإسلامي.
فهذا الذي يسمح لنفسه بالدخول عند النساء، وينظر إليهن، ويصورهن، ولا يتورع من ذلك، فكيف يؤمن لهذا وأمثاله أن يذهبوا بالصور حيثما شاءوا.
وحتى لو كانت التي تصور امرأة، فالمحذور موجود.
وثمة مشكلة أخرى: أن شريط العرس لربما يطوف على أهل البلد، أو على الأصحاب غالبا، أو على الأقارب، كلهم ينظر إلى هذه الحفلة، فتكون هذه المرأة التي تلبس الجلباب أمام الناس، ولكنها تبرجت في عرس أخيها قد هتك سترها، وأصبحت أمام الناس دون الحاجة للنظر إليها وهي متبرجة.
وقد حدثني رجل عن امرأة في شريط عرسه تلبس فوق الركبة، وهي الآن متنقبة في الشارع أمام الناس.
فلا أدري أي نقاب بقي بعد كل هذا؟!
وعلى كل مؤمنة أن تحذر اليوم من وسائل الاتصال التي يستخدمها الناس اليوم، فإذا كان الكلام عن محذور من شريط قد يوزع على بعض البيوت، وإذا كان الكلام عن خطورة مصور قد تتلاشاه المرأة في الحفلة.
فإن الحديث اليوم عن الهواتف النقالة التي أصبحت في متناول الجميع، وكلها مزودة بكاميرات فيديو.
وحدث عما في العرس من النساء اللواتي لا يتقين الله في ذلك، ولا يتورعن عن تصوير النساء المتبرجات في العرس ونقل الصور بعد ذلك لمن شئن.
والأدهى من ذلك اليوم: أن هذه الصور يستطيع ملتقطها أن يضعها على الانترنت، ينظر إليها من شاء من الناس، بل ينظر إليها العالم كله (1).
وقد يكون الحل الأمثل إذا كان ولا بد عن التصوير، أن تكون الكاميرا من أهل العرس، وأن لا يذهبوا بالشريط يمينا ولا شمالا، لا من أجل دبلجة كما يحلو لهم، ولا من أجل غيرها.
(1) والمتصفح لصفحات بعض المواقع الالكترونية، مثل: يوتيوب، فيس بوك يجد من حفلات الزواج الكم الذي لا يحصى، كما حدثنا.
فهل أذن كل الحضور لهؤلاء أن ينشروا هذه الحفلات، وهل علمت المتبرجات في العرس أن صورهن وهن يرقصن متبرجات صارت في متناول الجميع، ولا يمكن أزالتها.