الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التي تدل على طهارة ابنتهم من فعل الفاحشة كما يظنون (1).
المطلب الرابع: وصف النساء للعروس
يأخذ العرس قسطا غير بسيط من اهتمامات الناس اليوم، والملاحظ أن خبر الزواج ينتشر أكثر من غيره من الأخبار، ويهتم الناس به كثيرا.
فإذا اتفق رجل مع أهل امرأة على الزواج فإن الخبر يكون بعد ساعات قليلة قد انتشر عند الناس وتكلموا به، وحللوا محتويات هذا الخبر كما تحلل الأخبار السياسية وأكثر.
ويقوم الناس غالبا بتفنيد ما يجرى في العرس، ويتفوق جانب النساء هنا على جانب الرجال، فتتفنن النساء في وصف العروس وصفا دقيقا ناقدا لكل شكلها الخَلقي، وأحيانا كثيرة يكون الاستهزاء بها هو سيد الحديث.
(1) هناك العديد من العادات السيئة التي كانت متفشية في أعراس الناس قديما، ويبدو أنها كانت جزءاً من ثقافتهم وفيها خليط من المعتقدات الخرافية التي كانت سائدة عندهم.=
= منها: دخول مجموعة من الرجال يغسلون العريس ولا يدخل العريس في الحمام وحده، فيغسلوه وهو متجرد من ثيابه تماما.
ومنها: أن العريس قبل دخوله على العروس يقوم بعض الرجال بضربه ضربا شديدا بالعصي، كما حدثنا من رأى وشهد ذلك في القديم.
والبعض كما حدثنا: أنه كان إذا دخل على زوجته في ليلة عرسه ضربها ضربا شديدا دون سابق إنذار، ظنا منه أنه بذلك يحكمها من البداية، وحتى تعرف أنه رجل شديد.
ناهيك عما في هذا الكلام من غيبة وإثم وهو الأهم في ذلك.
ولا يقف الأمر عند وصف العروس وحدها وإنما يتعدى ذلك إلى وصف معظم النساء في العرس بما يلبسن، وبأشكالهن، وحركاتهن، كل تغتاب الأخرى.
وقد حرم الله سبحانه وتعالى الغيبة وعدها من الأمور الشنيعة التي يستحق صاحبها أن يكون كأنه أكل من لحم أخيه وهو ميت، قال تعالى:«وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (الحجرات: 12)» .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ، قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟
قَالَ: إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ» رواه مسلم:4690.
وهناك نساء من نوع آخر تظن أنها تمدح العروس بوصف محاسنها، أو وصف إحدى النساء التي رأتها في العرس.
فتقوم بوصف هذه المرأة وصفا تاما أمام زوجها، فيأخذ الزوج الصورة الكافية عن تلك العروس، وربما يفكر فيها ويتمنى لو كانت زوجته، وغالبا ما يَضعُف حبه لزوجته بعد هذا الوصف ولو لفترة بسيطة، لأن النفوس تتأثر بما تسمع وترى (1). فتكون هذه
(1) عد بعض أهل العلم: غض البصر من الأسباب التي تقلل من المشاكل الزوجية، لأن الرجل إذا أطلق
العنان لبصره فإن زوجته ستصغر في عينه، وسيرى من هي أجمل منها مهما كان جمال زوجتة.
وبالتالي سيتمنى أن لو كانت هذه التي رآها هي زوجته، وبالطبع لو كانت زوجته فإنه سيرى من هي أجمل منها وبالتالي سيصغر في عينه أي امرأة يتزوجها وهكذا، ولا حل لهذه المشكلة إلا: بتقوى الله وغض البصر.
المرأة قد أساءت إلى نفسها بتقليل شأنها أمام زوجها، وقد حذر الذي لا ينطق عن الهوى من هذا.
فقال عليه الصلاة والسلام:» لَا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا» رواه البخاري: 4839.