الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويبقى الحذر من الهواتف النقالة لا حل له، إلا اللباس الساتر.
المطلب التاسع: توزيع الدخان في العرس
كادت كلمة العلماء اليوم أن تقطع بحرمة التدخين، ويكون الحكم بحرمته بما يشبه الإجماع على ذلك، لأمور كثيرة، منها (1):
1 -
الأضرار التي يسببها التدخين، ومن بينها أمراض خطيرة، كالسرطان وأمراض الشريان التاجي، والذبحة الصدرية، وغير ذلك من الأمراض الفتاكة.
وقد نهى الإسلام أن يضر الإنسان بنفسه أو بالآخرين، قال عليه الصلاة والسلام:«لا ضرر ولا ضرار» رواه الحاكم وصححه: 2345، وصححه الألباني.
2 -
ولا يقتصر ضرر المدخن على نفسه، وإنما يضر بكل من يجلس بجانبه، وقد يتضايق بعض الناس جدا من الدخان فيكون المدخن سببا في إيذاء الناس، ومعلوم أن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم:876. (2)
(1) يسألونك: 2/ 155.
(2)
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى من أكل البصل والثوم أن يقرب المسجد (رواه مسلم: 876)، لما يخرجه من روائح تؤذي المصلين.
فإن المدخن تكون رائحة فمه أحيانا أسوأ حالا من رائحة البصل والثوم، خصوصا في صلاة الفجر، عند المهووسين بالدخان: الذين يستيقظون من النوم وهم يبحثون عن السيجارة قبل أن يقول الواحد منهم: لا إله إلا الله.
3 -
الأموال الكثيرة التي تنفق في سبيله، والتي تضر باقتصاد الفرد والمجتمع (1).
عدا عن كون الدخان من الخبائث التي أمرنا باجتنابها، فكيف إذا أضيف لهذا الخبيث أنه يستعبد النفس ويسلب إرادتها، ويجعلها أسيرة لهذه العادة السخيفة.
فهذه بعض أضرار الدخان، وإلا فأضراره تتكشف يوما بعد يوم.
فإذا علمت أضراره، وأن القول بحرمته هو الحق، فلا يجوز لأهل العرس أن
يقوموا بتوزيعه على الحضور.
وكما أذكر أن هذه العادة كانت في القديم أكثر منها في يومنا هذا، فكانوا يوزعون علبة دخان كاملة على كل رجل يحضر العرس،
(1) أجريت عملية حسابية على مدخنين في قرية، سكانها: 2000 نسمة، فكان حجم المال الذي ينفق على الدخان في السنة يساوي تقريبا: 300000 (ثلاثمائة ألف دينار أردني).
فلو وضعت هذه الأموال في مشاريع تطوير في هذه البلاد فكم يحصل من التقدم في سنوات قليلة؟
ولو أنفق شيء من هذه المبالغ في الدعوة إلى الله فكم يهتدي من الناس بسبب ذلك؟ ولو أنفق شيء على مراكز تحفيظ القرآن، فكم سيكون من الحفظة بسبب ذلك؟
فليعلم المدخن أنه بهذا المال قد يصنع الكثير من الخير لنفسه في الدنيا والآخرة.
ويصل الأمر ببعضهم أنه يبخل على أسرته حتى يوفر لنفسه ثمن الدخان!!
فالله المستعان.