الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والسفر إلى بلاد الكفر فيه من المحاذير ما فيه، من خطورة الإقامة بين الكفار ورؤية المعاصي في كل دقيقة وفي كل مكان، والتبرج والاختلاط وشرب الخمور.
كل ذلك مما يؤثر على دين الإنسان وخلقه، وقد يتأثر بعد عودته من السفر بما رأى وسمع، خصوصا وأن البعض مهووس في حياة هؤلاء.
وما ينطوي على ذلك من تضييع للمال في غير فائدة، كان الأولى به أن ينفقه فيما أحل الله تعالى.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:» شهر العسل تقليد لغير المسلمين، وفيه إضاعة أموال كثيرة، وفيه أيضا تضييع لكثير من أمور الدين، خصوصا إذا كان يقضى في بلاد غير إسلامية» (1).
وقد أعجبني ما يفعله بعض الأخوة الملتزمين بدينهم، من ذهابهم بدل ما يسمى شهر العسل، لرحلة إلى المسجد الحرام لأداء العمرة، فيكون الإنسان في هذه الرحلة المباركة قد جمع خيري الدنيا والآخرة، وأخذ فيها من الراحة وتغيير المكان بالقدر الكافي.
المطلب الثالث: نشر أسرار الزواج
يقوم بعض التافهين من الناس بنشر ما يجري بينه وبين زوجته، خصوصا العلاقة الجنسية التي هي من أخص أسرار الحياة الزوجية.
فيتحدث الأصحاب مع صاحبهم ماذا فعل في ليلة عرسه وبعدها،
(1) موقع صيد الفوائد: بدع ومنكرات الأفراح: ص13.
ويقوم هو بشرح مفصل عما جرى بينه وبين زوجته.
وهذا الكلام الذي يكون باللسان ويظنه المتكلم أنه بسيط، فيكون في ذهن السامع غير ذلك، لأنه يتشكل في ذهنه الصورة الكافية عنه، علما أن بعض الناس يأخذ القدر الذي يريده من الجنس بمجرد السماع.
ولا يقتصر الأمر على الرجال بل النساء تتحدث كما يتحدث الرجال، إن لم يكن وزيادة.
وقد جاء التحذير من فعل ذلك بما يدل على أن الأمر من كبائر الذنوب، فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم فاعل ذلك أنه من أشر الناس يوم القيامة.
فقال عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا» رواه مسلم: 2597.
وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفعل بأنه من فعل الشياطين والعياذ بالله، فإنها هكذا تفعل.
فعن أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَالرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ قُعُودٌ عِنْدَهُ، فَقَالَ:«لَعَلَّ رَجُلًا يَقُولُ مَا يَفْعَلُ بِأَهْلِهِ، وَلَعَلَّ امْرَأَةً تُخْبِرُ بِمَا فَعَلَتْ مَعَ زَوْجِهَا، فَأَرَمَّ الْقَوْمُ، فَقُلْتُ: إِي وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُنَّ لَيَقُلْنَ، وَإِنَّهُمْ لَيَفْعَلُونَ، قَالَ: فَلَا تَفْعَلُوا فَإِنَّمَا ذَلِكَ مِثْلُ الشَّيْطَانِ لَقِيَ شَيْطَانَةً فِي طَرِيقٍ فَغَشِيَهَا، وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ» رواه أحمد: 27624، وحسنه الألباني.
وقد سمعنا أنه كان في القديم عادات في غاية القبح والشناعة، منها: أن أهل العروس لا يفارقون باب غرفة نوم ابنتهم في ليلة عرسها إلا إذا أحضر لهم العريس قطعة قماش وعليها آثار الدماء