الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأي فتنة يقاسيها الرجل من موظفة تجلس بجانبه في اليوم أكثر من سبع أو ثمان ساعات، أكثر من زوجته، وكثيرا ما تكون متبرجة، كل ذلك بحجة الزمالة في العمل.
فإذا كان الرجل لا يحتمل منظرا رآه في الطريق للحظات فكيف يحتمل مناظر كهذه؟
شبهات وردود:
يخرج علينا رجال، أحيانا بصورة علماء ومرشدين لأمة الإسلام، وأحيانا يعلنوها جهارا نهارا أنهم من أعداء هذا الدين.
والغريب أن القنوات الفضائية المسمومة والتافهة، وحتى تحوز على شعبية كبيرة تتسابق في استضافة أمثال هؤلاء المغرضين، وتبين أنهم أهل الفتوى في الإسلام:
فماذا يقولون؟
يقولون بجواز الاختلاط بين الرجال والنساء، ويحتجون بما هو أوهى من بيت العنكبوت:
وصار عدد من المثقفين (العوام في دين الله) يحاول مناقشتنا في الشُبه التي يلقيها هؤلاء، فنعرض أهم ما يحتج به هؤلاء:
فيحتجون: بأن كلمة اختلاط دخيلة على الإسلام وليست منه، فمن أين لكم وجئتم بهذه الكلمة؟
رد: الحقيقة أنه من خلال النظر في النصوص يرى الإنسان أن هذه الكلمة مستقاة من عموم النصوص الشرعية التي تنهى عن الاختلاط وتفهم منه.
كما يفهم حرمة ضرب الوالدين من باب أولى من قوله تعالى: «فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا» (الإسراء: 23).
بل لقد جاءت هذه الكلمة صراحة في الحديث الذي رواه أبو داود:
5272، وحسنه الألباني من حديث حمزة بن أبي أسيد الأنصاري عن أبيه أنه:«سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنْ الْمَسْجِدِ فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلنِّسَاءِ: اسْتَأْخِرْنَ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ (1)، عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ فَكَانَتْ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ» .
ويحتجون: بأن النساء كن يصلين في عهده صلى الله عليه وسلم مع الرجال في مسجد واحد، ولم يكن هناك ما يفصل الرجال عن النساء؟
رد: نعم صحيح، ولكن المصطفى عليه الصلاة والسلام قد عمل ما يمنع هذا الاختلاط المزعوم، فكانت النساء يصلين خلف الرجال، وحثهن على التأخر في صفوف الصلاة، حتى لا يكون الاختلاط بينهن وبين الرجال.
روى أبو داود في سننه: 876، وصححه الألباني من حديث أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ:«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَلَّمَ مَكَثَ قَلِيلًا وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ ذَلِكَ كَيْمَا يَنْفُذُ النِّسَاءُ قَبْلَ الرِّجَالِ» .
وقد قال عليه الصلاة والسلام: «خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا» رواه مسلم: 664.
كما أنه كان للنساء باب خاص يدخلن ويخرجن منه، روى الطيالسي في مسنده: 1929، من حديث ابن عمر:» أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بنى المسجد جعل بابا للنساء، وقال: لا
(1) تحققن الطريق: تمشين في وسطها، عون المعبود: 14/ 127.
يَلِجَنَّ (بمعنى: لا يدخل) من هذا الباب من الرجال أحد، قال نافع: فما رأيت ابن عمر داخلا من ذلك الباب ولا خارجا منه»، قال الألباني: منكر.
ويحتجون: بأن المرأة لا بد لها من الاختلاط في أماكن، مثل: السوق، الطريق، فكيف ستستطيع الحياة إذا منعت من ذلك؟
رد: نقول للضرورات أحكامها: لا يمكن أن تمنع المرأة من المشي في السوق إذا كانت تلبس اللباس الشرعي، بعيدة عن الطيب والزينة المحرمة.
وبذلك يتبين أن حجج هؤلاء التي يتعلقون بها واهية، لا يوافقها دين، ولا فطرة سوية.
وإذا عدنا إلى موضوعنا: العرس، كأحد الأفراح التي يحدث فيها الاختلاط المحرم، نرى أن الاختلاط المحرم يحدث فيه في مواضع كثيرة، منها:
الاختلاط الأكبر يحدث بين الرجال والنساء: في السهرة الليلية، وأحيانا في القاعة، وأحيانا في زفة العريس التي تكون غالبا في الشارع كما هو الحال في القرى.
ويحدث الاختلاط بأشكال أخرى: كدخول أهل العروس ليعطوها هدية عرسها (وهو ما يعرف: بالنقوط)، أو يدخل عمها وخالها بين النساء في بيت العروس ليخرجوها من بيتها.
ويحدث بشكل أضيق عندما يدخل المصور إلى القاعة ليصور العرس بين النساء، وكأنه ليس رجلا، ولا يوجد عنده شهوة، أو أن الإثم مرفوع عنه لأنه مصور، والضرورات تبيح المحظورات عند أهل العرس في مثل هذه الحالة.
ويحدث الاختلاط عندما يدخل العريس ليجلس إلى جنب العروس بين النساء.