الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تناولت ما دار بين صلاح الدين والفرنجة من حروب في القرن التالى لغزو المغول والهجمات المضادة للمماليك.
وحذف من هذه المادة الحديث عن المدفعية في عصر الأسلحة النارية،
حسن شكرى [كاهن CI. Cahen]
2 - المغرب الإسلامى:
كانت أساليب الحرب التى استخدمها المحاصِرُون والمحاصَروُن هى في الأساس الأساليب نفسها التى اتبعت في المغرب والمشرق، مع اختلاف ينصب في الجوهر على الألفاظ فحسب. ومن يرد مزيدًا من التفصيلات الجوهرية يمكنه الرجوع إلى: - E. Levi provencal في l،Espagne muslmane au Xe siecle، سنة 1932، ص 150؛ H.R.Idris فى La Berberie Orientale sous les Zirides، جـ 2، ص 533؛ R. Brunch- vig في La Berberie orientale sous les Hafsides، جـ 2، ص 87.
ومن آلات الحصار التي بلغت غاية القوة المجانيق التى استخدمت في عصر المرينيين، ففى عمليات الحصار الشهيرة التى فرضت على تلمسان مثلا أطلقت منها على هذه المدينة قذائف رخامية، عثر على بعض منها هناك، ويبلغ محيط أكبرها مترين، ويزن 230 كيلو جراما. على حين كان وزن أكبر قذيفة في حصار المهدية الذى ضربه سنة 601 هـ (1204 م) السلطان الموحّدى الناصر لا يزيد على 120 رطلا (روض القرطاس، ترجمة Beaumier، ص 239). وظهرت في عصر المرينيين أيضًا آلة حصار جديدة هى: قوس الزيار، وهو قوس أو مقلاع هائل يجره أحد عشر بغلا إلى المكان الذى يفرغ فيه. وصارت القسى الصغيرة (رعّادة أو عرّادة) تستخدم بدلا من العرّادة القديمة وكثر عددها، وكان المحاصرُون يضعونها فوق متاريس أبراجهم الزاحفة. وقد استخدمها المحاصَرون في الوقت نفسه في إطلاق كرات اللهب لإضرام النار في هذه الأبراج.
أما الأسلحة المحمولة فمن الملاحظ أن المحاصِرين كانوا، منذ النصف الأول من القرن الخامس الهجرى (الحادى
عشر الميلادى)، مسلحين عامة بقسى عَقَّارَة شديدة الفتك يمنعون بها المحاصرين من الظهور في المزاغل ليرموا بالسهام القائمين على شق الأنفاق.
وحتى يتمكن قائد جيش الحصار من الإشراف على مجرى القتال خصص له مكان للمراقبة (مرَقْبة، ديدبان، أو "شراع" في القليل النادر).
أما التفصيلات الدقيقة لعمليات الحصار نفسها فنادرة. ولكن ثمة فقرات هامة عن حصار بُبَشْتر في سنة 475 هـ (1065 م، ابن عذارى: البيان المغرب، جـ 3، طبعة ليفي بروفنسال، ص 227) وعن حصار سرقسطة سنة 512 هـ (1118 م، روض القرطاس، ترجمة Beaumier، ص 233، طبعة الرباط، جـ 2، ص 88). وعن الحصارين اللذين ضربهما الموحدون على قفصة (ابن عذارى، فصل عن الموحدين، طبعة Huici، سنة 1963، ص 165 - 168؛ Hesperis، ص 25، سنة 1941، ص 45، 62) وعن الحصارين اللذين ضربهما على تلمسان المرينيون (ابن خلدون: العبر، جـ 7، ص 94، 221، 257، ترجمة De salne، جـ 3، ص 373؛ جـ 4، ص 143، 221) وعن حصار المّرِيَّة سنة 709 هـ (1309 م، العبر، جـ 7، ص 249؛ الترجمة، جـ 4، ص 204).
وفعل عبد المؤمن الموحدى فعلًا خارقًا سنة 450 هـ (1146 م) لإزالة جزء من حصون مدينة فاس، فقد بنى خزانًا فوق النهر الذى يقطعها فلما تراكم قدر كاف من الماء هدم الخزان فاكتسح السيل هذه الحصون (ليفى بروفنسال في - Documents inedits d'his toire almohade، ص 164 تعليق (1).
وكانت بعض الحصارات تمتد عدة سنوات: فقد ضرب السلطان المرينى يوسف بن يعقوب الحصار على تلمسان ثمانى سنوات وثلاثة أشهر، ولم يفك هذا الحصار إلا بعد اغتياله الذى أدى إلى تفكك جيشه. والحق أن السور المحيط بأى مدينة كان لا يحمى مبانيها وحسب، بل كان يحمى أيضًا أراض شاسعة مكشوفة تصلح للزراعة والرعى. وثمة بعض تفصيلات