الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 - سلطنة المماليك:
يجب أن نتناول تاريخ فن الحصار في عصر سلطنة المماليك على الأساس التالى:
وقعت معظم الحروب الكبرى لسلطنة المماليك في عقود السنين الأولى من قيامها. وخاضت هذه الحروب أساسًا مع الصليبيين حيث كان فن الحصار عاملًا حاسمًا بل يكاد يكون حقا هو العامل الوحيد، وكذلك كان ميدان القتال هو العامل الحاسم في حروبهم مع المغول رغم أن عمليات الحصار قد قامت بدور لا يمكن إغفاله بحال أما بعد ذلك فلم يخض المماليك سوى حروب محدودة باستثناء حربين بارزتين إحداهما مع تيمور لنك حيث كان لفن الحصار قدر من الأهمية، وثانيتهما هى آخر حروبهم مع العثمانيين، ولم يكن لفن الحصار أية أهمية في هذه الحرب. وفى حروبهم المحدودة كانت عمليات الحصار كثيرة العدد، ولكن هذه الصراعات كانت أتفه من أن تستدعى تطوير أساليب الحصار وآلاته.
وفى معظم العصر المملوكي كانت الآلة الأساسية المستخدمة في إطلاق القذائف الثقيلة هى المنجنيق وقد بلغ حكم المماليك ذروة مجده في القرن السابع الهجرى (الثالث عشر الميلادى) وفى العقود الأخيرة من هذا القرن بخاصة، وعقب طرد الصليبيين إلى غير رجعة أو بعد ذلك بقليل، انتهى التاريخ العظيم لهذا النظام.
وبعد انتهاء الحروب الصليبية بنحو سبعين أو ثمانين سنة كانت المدفعية الثقيلة للحصار عند المماليك هى المجانيق وحسب. ومع ذلك، فقد دخل خلال الستينيات من القرن الثامن الهجرى (الرابع عشر الميلادى) السلاح الثورى في سلطنة المماليك وهو البارود، وكانت أول دولة إسلامية تستخدمه ولقد استخدم المماليك. المدفعية حتى نهاية حكمهم سلاحًا للحصار وحسب؛ وعلى الرغم من السمة الثورية للمدفعية إلا أنها استخدمت فترة طويلة جدًا سلاحًا مساعدًا للمنجنيق ولم تنجح في أن تحل محله إلا قرب نهاية حكم المماليك
وحتى في هذا الوقت لم تحل محله إلا قرب نهاية حكم المماليك وحتى في هذا الوقت لم تحل المدفعية محل المنجنيق على الإطلاق. وفى فترات من النصف الثانى من القرن التاسع الهجرى (الخامس عشر الميلادى) صارت الأسلحة النارية سلاحًا أساسيًا في الحصار، ولكنها لم تصل إلى الدرجة التى وصلت إليها في بعض أجزاء أوربا المعاصرة، أو في الأمبراطورية العثمانية من حيث التغلب على التفوق المكثف الذى امتاز به الدفاع على الهجوم في فن الحصار في العصور الوسطى المتأخرة. (من أراد مزيدًا من التفصيلات فلينظر D Ayalon في - Gun powder and Firearms in the Mamluk - Kingdom - a challenge to a edieval So ciety لندن، سنة 1956، والسمة المميزة لفن الحصار في ظل المماليك هى أن الآلة التى تطلق القذائف سواء المنجنيق أو المدفعية كانت في الحق الآلة الوحيدة الهامة التى استخدمت في الحصار. ومع أن آلات الحصار الأخرى مثل "الدبابة"، والبرج المتحرك، والنفط كانت في أوجها قبل عصر المماليك إلا أنهم لم يضعوها في الحسبان والمماليك في العقود المتقدمة من حكمهم، قد لجأوا في الحصارات التى ضربوها إلى حفر الأنفاق (النقب) بكثرة كاثرة ونجحوا في ذلك نجاحًا كبيرًا.
وليس بين أيدينا شاهد مباشر على أن المجانيق التى استخدمها المماليك على نطاق واسع هى ذلك النوع الذى يشبه الميزان، إلا أن ثمت دلائل كثيرة على ذلك (وعلى أن دولا إسلامية وشرقية أخرى قد استخدمت هذا النوع، ولكن على نطاق أضيق من ذلك).
ومن السمات البارزة لاستخدام المجانيق في الشام (سورية) ومصر خلال القرنين السادس والسابع الهجريين (الثانى عشر والثالث عشر الميلاديين)، وبخاصة في الصراع مع الصليبيين هى زيادة عددها زيادة كبيرة في عمليات الحصار التى قام بها المماليك بالمقارنة إلى ما استخدمه الأيوبيون في حصاراتهم. ذلك أن سلاطين الأيوبيين بما فيهم صلاح الدين لم يستخدموا ما يزيد على عشرة مجانيق في الحصار الواحد، وكان
العدد الذى يستخدمونه منها أقل من ذلك بكثير، إذ يكتفون بواحد أو اثنين أو ثلاثة في العادة (الفتح القسى، ص 331؛ ابن الأثير، جـ 9، ص 120، 320، 331؛ جـ 12، ص 6، 34، 42؛ أبو شامة، جـ 2، ص 129، 135، 184، 192، 235؛ RHC Hist Or، جـ 4، ص 254؛ السلوك، جـ 1، ص 84؛ - De schamps في Les Chateaux des Croises، جـ 2، ص 52، 64؛ ولمعرفة الحالات الشاذة البارزة انظر ابن الأثير، جـ 11، ص 37؛ ومن أراد مزيدًا من المعلومات عن استخدام المجانيق في عصر الأيوبيين فلينظر الفتح القسى، ص 154؛ سبط الجوزى ص 435، 447؛ السلوك، جـ 1، ص 95، 97، 243). وربما نجد زيادة لافتة للنظر في استخدام المجانيق حين قارب العصر الأيوبى على الانتهاء (السلوك، جـ 1، ص 331، النجوم الزاهرة، طبعة القاهرة، جـ 6، ص 329؛ ولعلنا لا نجد من الحكام في حدود الممالك الإسلامية من كانوا مثل المماليك من حيث الاستخدام المكثف للمجانيق اللهم إلا المغول الايلخانية في بلاد فارس، فقد استخدموا في حالات كثيرة ما بين عشرين وخمس وعشرين آلة من هذه الآلات في الحصار الواحد (ابن كثير، جـ 13، ص 234، 269، النهج السديد (في Po)، جـ 12، ص 437؛ ابن الفرات، جـ 7، ص 41؛ السلوك، جـ 1، ص 426، 475 وانظر أيضًا Huur، ص 191 - 192 حيث تذكر أعداد مبالغ فيها، حاشية 4، صفحة 191). وكانت أعداد المجانيق التى استخدمها المماليك في حصار قلاع الصليبيين مماثلة لتلك الأعداد، على أن بعضًا منها، كان في جميع الاحتمالات، متطورًا بدرجة أكثر من الأنواع التى استخدمها المغول (انظر ما يلى، السلوك، جـ 1، ص 565 - 56؛ Zettersteen Beitraege، ص 16؛ ابن كثير، جـ 13، ص 313، 327، النهج السديد، جـ 14، ص 553، ابن الفرات، جـ 8، ص 80، 136؛ السلوك، جـ 1، ص 608، 778، حاشية 2؛ الجزرى، ص 16؛ ونجد أحسن وصف لتوزيع المماليك للمجانيق في الحصار الذى فرضوه على قلعة الروم). ولكن الحصار الذى ضربه الأشرف خليل على عكا سنة 690 هـ (1291 م) حطم
كل الأرقام القياسية المتقدمة. ويذكر أبو الفدا الذى شهد هذا الحصار أن عكا حوصرت بعدد من المجانيق الكبيرة والصغيرة يفوق أى عدد حوصرت به أى مدينة أخرى (أبو الفدا، جـ 4، ص 24). وتذكر بعض المصادر المملوكية أن عددها كان 92 منجنيقًا، وتقول بعض المصادر الأخرى أنه 72 منجنيقًا (الجزرى، ترجمة Sauvaget، ص 5؛ ابن الفرات، جـ 8، ص 5 - 6 والحاشية التى في صفحة 6؛ المنهل، جـ 3، ورقة 62 ب؛ ابن إياس، جـ 1، ص 123)؛ ويذكر ابن العبرى أن عدد المنجنيقات التى استخدمها المماليك في حصار عكا كان 300 منجانيق، ويذكر صاحب المؤلف المجهول الموسوم - Excidium Ac conis أن عددها كان منجنيقًا (انظر Huuri، ص 173، حاشية 3؛ وانظر أيضًا J. Prawer في A History of the Latin Kingdom of Jerusalem (بالعبرية)، طبعة القدس، سنة 1963، جـ 2، ص 529) ولا شك في أن هذه أعداد مبالغ فيها إلى حد كبير، ويمكن تفسير ذلك بأنه يمثل رغبة المؤلفين النصارى في تضخيم قوة المسلمين المحاصرين. وفى سنة 671 هـ (1272 - 1273 م) توقع بيبرس الأول هجوم الفرنجة بحرًا فحصن ميناء الإسكندرية بمائة منجانيق (الخطط، جـ 1، ص 175؛ السلوك، جـ 1، ص 608). وفى هذا الصدد يجب أن نلاحظ أن المصادر تذكر في أكثر الأحوال عدد المجانيق لدى الجيوش المُحاصره أكثر مما تذكره عند المحصورين. ومن شاء معرفة عدد المجانيق في عمليات الحصار فلينظر أيضًا Huuri، ص 164 - 165، 172 - 173، وبعض الأعداد المذكورة في هذا المصدر مبالغ فيها بالتأكيد، . أما بالنسبة للمراجع التى تعرضت لاستخدام المجانيق في عصر الصليبيين فانظر المرجع نفسه ص 156، حاشية (1)
ويندر أن تذكر المصادر المملوكية بعد طرد الصليبيين من الشام وفلسطين عدد المجانيق التى استخدمت في الحصار مع أنها كانت تستخدم بكثرة على أن ثمة دلائل واضحة على أن عددها قد تناقص إلى حد كبير (انظر مثلا، ابن كثير، جـ 14، ص
213، 281، 282؛ وانظر أيضًا، ص 230، 209). ورغم أن معلوماتنا عن أعداد المجانيق، وبخاصة ما استخدم منها في الحصارات التى فرضت إبان سلطنة المماليك، وافرة بعض الوفرة، إلا أنها ضئيلة للغاية فيما يتعلق بعدد المدافع التى استخدمت في هذه الحصارات، ويعد هذا الأمر من أكبر العقبات في دراسة تاريخ الأسلحة النارية في عصر سلطنة المماليك (Gunpowder and firearms: Ayalon .... ، ص 30).
والسمة المميزة للحصار في القرن السابع الهجرى (الثالث عشر الميلادى) هى تلك الزيادة الكبيرة في عدد آلات إطلاق الصواريخ، وفى تعدد أنواعها تعددًا كبيرًا بالمقارنة بالماضى. فقد تطور النوع الجديد من مجانيق قذف الأحجار إلى عدة أنواع من الآلات القائمة على المبدأ نفسه. وكان المسلمون في كثير من الأحوال يقذفون النفط بمجانيق قذف الأحجار التى يبدو أنها كانت من أنواع أخف بالنسبة لهذا النمط من الآلات.
وتذكر المصادر المملوكية أربعة أنواع من المجانيق هى: (الفرنجية)، و (المغربية)، و (القرابغاوية)، و (الشيطانية). ويرد ذكر هذه الأنواع من المجانيق في عصر المماليك أكثر مما يرد في عصر الأيوبيين بل أكثر مما يرد في ظل أى حكم إسلامى في العصر الوسيط، ونادرًا ما ترد هذه الأسماء في المصادر قبل القرن السابع الهجرى (الثالث عشر الميلادى) بل هى قد اختفت منها تماما على وجه التقريب بعد انتهاء ذلك القرن بفترة وجيزة أو قل إن اختفاءها كان من التواريخ الإخبارية على الأقل. وتعكس هذه الحقيقة التوقف الفجائى والإضمحلال الفعلى في تطور المنجنيق حين زال التحدى العظيم الذى تمثل في وجود الصليبيين في ديار الإسلام. ولا تفسر المصادر الاختلاف بين الأنواع الأربعة من المجانيق، على أنه يمكن التوصل إلى بعض النتائج الهامة من المعلومات التى توفرها لنا هذه المصادر.
وحفر الأنفاق (النقب) كان أسلوبا من أساليب فن الحصار عرف منذ
قرون عدة، ولكنه لم يستخدم قبل القرن السادس الهجرى (الثانى عشر الميلادى) إلا في القليل النادر، وبلغ هذا الأسلوب في الحصار ذروة نجاحه في أواخر القرن السادس الهجرى (الثانى عشر الميلادى) وكذلك في القرن السابع الهجرى (الثالث عشر الميلادى) واستخدمه المسلمون بصفة خاصة وقد جرى تنفيذه على النحو الذى سنبينه بعد. يبدأ الأمر بحفر نفق تحت الأرض (نقب، والجمع نقوب، أو حفر سرب في القليل النادر، والجمع أسراب، وسروب) على مسافة معلومة قرب الحصن أو السور، ويستمر الحفر في هذا الاتجاه مع توسيع النفق أو السرب وتعميقه من تحت الحصن، وتقويته بدعامات من الخشب، ثم يملأ بعد ذلك بأغصان الأشجار والقش وبغير ذلك المواد القابلة للحريق وتشعل النار فيها فتحترق الدعامات الخشبية وجميع المواد الأخرى فينهار الحصن القائم فوق النفق.
وكان حفر الأنفاق بطبيعته وسيلة فعالة في الأساس لدك التحصينات القائمة فوق تربة لينة على تفاوت، ولكنها لم تكن كذلك بالنسبة للتحصينات القائمة على أساسات صخرية أو المحاطة بمياه عميقة (ومن شاء معرفة إحدى المحاولات المثيرة للتغلب على صلابة التربة، فلينظر أبو شامة، في. RHC. Hist Or جـ 4، ص 254 - 255). والمزايا العظيمة لهذا الأسلوب أن عمال الأشغال العسكرية يكونون في مأمن من القذائف والنفط المشتعل التى يرميهم المدافعون بها، وكان البرج والدبابة معرضين لخطرها، كما ساعد في كثير من الحالات على أخذ الحامية المحصورة على غرة. ومن أفضل وسائل الدفاع التى كان المحاصرون يلجأون إليها القيام بحفر نفق مضاد، وكلما اقتربوا من خط العدو اكتشفوه فيواصلون الحفر فيه ثم ينقضون على النقَّابين فيقتلونهم أو يحملونهم على الفرار خشية الاختناق بالدخان ويدمرون ما عملوا.
وقد استخدم حفر الأنفاق في الشام أيام الحروب الصليبية أكثر مما استخدم في أوربا، ولجأ إليه المسلمون
على نحو منتظم أكثر مما لجأ إليه الصليبيون: واستخدم ريتشارد قلب الأسد في الحصار الذى فرضه على داروم سنة 1192 بعض مسلمى حلب المهرة في حفر الأنفاق، وكان قد أسرهم في الحصار الذى فرضه على عكا (Grousset، جـ 2، ص 86، والمراجع في حاشية 3). ومما هو جدير بالذكر أن صلاح الدين حين فرض الحصار على قلعة صهيون سنة 584 هـ (1188 م) اصطحب معه كثيرًا من المشاة الحلبيين الذين اشتهروا ببسالتهم (ابن الأثير، جـ 7، ص 5 - 6). ولعل الأمر لم يكن من المصادفات حين نجد في خدمة صلاح الدين صفوة من النقَّابين والمشاة المتدربين على فن الحصار، وكانوا جميعا من هذه المدينة نفسها. كما اتبع المماليك أسلوب حفر الأنفاق على نطاق أوسع من اتباع الأيوبيين له، وخاصة في عمليات الحصار التى فرضوها على آخر قلاع الصليبيين (مرآة الزمان، ص 225، 462، 467، 474، الجزرى، ترجمة Sauvaget، ص 16؛ النهج السديد، جـ 12، ص 470، 490؛ سيرة الملك المنصور، ص 152؛ ابن الدوادارى، طبعة Roemer، جـ 9، ص 131، 261؛ ابن العبرى Bar He- braeus، ترجمة Budge، ص 492 - 493؛ اليونينى، جـ 2، ص 317 - 318؛ ابن الفرات، جـ 13، ص 80، 112؛ السلوك، جـ 1، ص 69، 84، 489، 491، 498، 747، 767 ك العينى في RHC. Hist. Or جـ 2 - 1، ص 242؛ النجوم الزاهرة طبعة القاهرة، جـ 5، ص 36، 40؛ جـ 7، ص 138؛ جـ 8، ص 6؛ وانظر طبعة Popper، جـ 6، ص 407، 462، 467؛ جـ 6، ص 52، 370 وانظر أيضًا Mon-: Quatremere gols، ص 252 - 255، حاشية 81، Rey في
…
Etudes sur les monuments، باريس سنة 1871، ص 36، 37، وفى مواضع أخرى؛ Oman، جـ 1، ص 134؛ جـ 2، ص 50 - 52؛ Grousset، جـ 2؛ ص 550؛ جـ 3، ص 703 - 704، 743، 755، 762؛ Deschamps جـ 2، ص 66؛ Fedden، ص 38 - 39 prawer، جـ 2، ص 50، 452، 456 - 457، 460، 488، 539، 541).
وقد عرف عمال الأشغال العسكرية باسم "النقَّابُون" (ويقال في القليل
النادر "النقَّابة"). وأطلق على حفر الأنفاق "نَقَبَ""نَقَّبَ" وعلى من يستخرجون الأحجار من الحصون "الحَجَّارُون" كما اشتغل النجَّارُون أيضًا في حفر الأنفاق. وأطلق على إشعال النار في المواد القابلة للاحتراق "عَلَّق" ونادرًا ما يقال "أحرق". وبالأضافة إلى المراجع السابق ذكرها انظر أيضًا: الفتح القسى، ص 166؛ سيرة الملك المنصور، ص 89؛ ابن الفرات، جـ 13، ص 80؛ السلوك، جـ 1، ص 1003؛ النجوم الزاهرة، طبعة القاهرة، جـ 8، ص 6؛ وانظر طبعة - pop per، جـ 5، ص 407؛ Mon-: Qautremere gols، ص 284، حاشية 95؛ الأنصارى طبعة Scanlon، ص 92). وقد تناقص استخدام النقوب إلى حد كبير بعد الحروب الصليبية، بل اختفى، على أنه لم يبطل تماما (انظر المراجع المتعلقة بالفترة اللاحقة للحروب الصليبية، وقد تقدم ذكرها).
ومما له فائدة وأهمية خاصة تلك الأوصاف التى وردت عن النقوب التى حفرها المماليك في الحصارات التى فرضوها على أرسوف سنة 663 هـ (1265 م؛ السلوك، جـ 1، ص 528 - 529) وعلى المَرْقب (سنة 684 هـ = 1285 م)؛ أبو الفدا، جـ 4، ص 27؛ سيرة الملك المنصور، ص 78 - 79؛ ابن الفرات، جـ 8، ص 17 - 18 وانظر أيضًا النجوم الزاهرة طبعة القاهرة، جـ 6، ص 40).
ومن أسباب نجاح المماليك في حفر الأنفاق التى قاموا بها في أثناء فرضهم الحصار على القلاع الساحلية للصليبيين هى أنهم كانوا مطلقى اليد في استخدامها استخدامًا كاملًا وبلا تحفظ كبير أكثر مما كانوا يفعلون في الظروف العادية ذلك أنهم لم يكونوا يرغبون في الإبقاء على هذه القلاع أو ترميمها بعد الاستيلاء عليها، بل كان جل همهم هو تسويتها بالأرض.
وكان السلاحان الأساسيان للحصار اللذان نجح المماليك بفضلهما في الاستيلاء على قلاع الصليبيين، ومن ثم القضاء على حكمهم في الشام وفلسطين، هما المجانيق والنقوب.
حرب الحصار وقوة المماليك البحرية: ومن أكبر عوامل الضعف عند المماليك في عمليات الحصار التى فرضوها على المدن والقلاع الصليبية الساحلية هى أنهم لم يستطيعوا قط فرض الحصار الكامل عليها، ذلك أن البحر كان مكشوفًا للمُحاصرين، وليس ثمة حالة واحدة قام المماليك فيها بالحصار من البر والبحر في آن واحد، ولم يحدث ذلك حتى في حكم بيبرس الأول الذي بلغت فيه البحرية المملوكية أوج قوتها. وقد نفذت جميع عمليات الحصار المملوكية بطول الشريط الساحلى وكان البحرية المملوكية لم يكن لها وجود على الإطلاق. ولم يحدث قط في الهجمات الإسلامية على الصليبيين أن ظهرت البحرية الإسلامية بهذه الدرجة من الضعف، كما ظهرت في الهجمة العظيمة الأخيرة.
ففى حصار عكا قامت سفن الفرنجة الحربية، وبخاصة تلك السفن المحمية من النيران، بمهاجمة المحاصرين بحرًا (أبو الفدا، جـ 4، ص 25، RHC. Hist Or، جـ 1، ص 164)، ولم تقم السفن البحرية للمماليك بإعاقة الفرنجة عن تعزيز قوتهم بالإمدادات، أو بإجلاء اللاجئين عن القلاع المحصورة أو المستولى عليها، أو إنزالهم في الموانئ التى كانت لا تزال في حوزة الصليبيين (انظر مثلا، ابن كثير، جـ 13، ص 321؛ النهج السديد، جـ 12، ص 539 - 540؛ ابن الفرات، جـ 8، ص 80، 112؛ السلوك، جـ 1، ص 747، 764؛ 765، النجوم الزاهرة طبعة القاهرة، جـ 8، ص 8، 11؛ وانظر أيضًا prawer، جـ 2، ص 454 - 541، وفى مواضع أخرى، والشواهد والأمثلة فيما نذكره بعد. وعن عزلة البحرية المملوكية، وعن تدخلها الضعيف انظر Stevenson في The crusaders in the East، ص 355). لقد كانت البحرية المملوكية عاجزة بالتأكيد عن إعاقة حملة صليبية من النزول في أى موقع على الساحل الشامى الفلسطينى، بما في ذلك القلاع المحصورة لو أن حملة من هذا القبيل قد أنفذت إليها. بل كانت أكثر عجزًا عن القيام بذلك أكثر مما هى في عصر صلاح الدين حين كان المسلمون بعد معركة حطين قاب قوسين أو أدنى من
طرد الصليبيين إلى غير رجعة، ولكنهم أضاعوا هذه الفرصة بسبب التفوق البحرى الأوربى.
وكانت الصعوبات تعترض بوجه خاص استيلاء المماليك على الأبراج أو القلاع الصليبية المقامة في البحر وكانت مثل هذه المنشآت تقوم في مواجهة صيداء (القصر البحرى الشهير)، ومَرَقيَّة، واللاذقية وأياس (في خليج الإسكندرونة، وكانت ثمة أيضًا جزيرة أرواد الحصينة شمالى غرب طرابلس.
ولقد تركت إياس وأرواد حتى يتم طرد الصليبيين. أما قلعة صيداء البحرية فقد سلمت للمسلمين بلا قتال تقريبًا، حين فقد الصليبيون الأمل بعد استيلاء المسلمين على عكا (Deschamps جـ 1، ص 64، 73 - 76، جـ 2، ص 17، 18، 227 - 230، 253 - 254؛ Grous- set، جـ 3، ص 762، حاشية 2؛ prawer جـ 2، ص 498، 544). وبالنسبة لمَرقيِّة، كان "الحصن أو البرج" الذى يتحكم في مدخل مينائها هو حصنها الأساسى. ذلك أنها كانت قائمة في البحر على قيد مرمى قوسين من الساحل، كما كانت منيعة التحصن. ولقد صرح السلطان قلاوون بأن حصار هذا الحصن أمر مستحيل لأنه قائم في البحر، ولأن المسلمين لا يملكون سفنًا تقطع عنه الامدادات، وتوقف أولئك الذين يريدون الدخول فيه أو الخروج منه (ابن عبد الظاهر: سيرة الملك المنصور، طبعة القاهرة، سنة 1961، ص 88). ويفسر هذا القول ضعف البحرية المملوكية، ليس في حالة مرقية وحدها، بل في الحصارات الأخرى لتحصينات الفرنجة الساحلية. وثمة واقعة كاشفة وقعت في أثناء الاستيلاء على طرابلس هى: أن جماعة من الفرنجة لجأوا إلى جزيرة صغيرة هى سانت توهاس تقوم قبالة طرابلس، ولا يمكن بلوغها إلا بالسفن، ولكن "السعادة الأبدية للمسلمين" قد ساقت لهم جَزْرًا مكن المهاجمين من الوصول إليها سيرًا على الأقدام ممتطين صهوة الخيل، وأحاطوا بالفرنجة اللاجئين (ابن الفرات، جـ 8، ص 115 - 121، ومن شاء رواية أخرى تؤيد هذه الواقعة وتختلف عنها بعض الاختلاف، فلينظر أبى الفدا، جـ 4، ص 23؛ وانظر Grous-
set جـ 3، ص 744). ويعكس هذا إحساس الراوية بأنه لولا تدخل العناية الآلهية لعجز المسلمون حتى وهم في فورة النصر عن التصدى لمثل هذا الهدف الأعزل القريب كل القرب من البحر.
وحين وجد السلطان قلاوون نفسه عاجزًا عن غزو حصن مرقية البحرى بوسائله الخاصة ضغط على بوهمند أمير طرابلس فحمل المدافعين عنه على تسليمه للمماليك.
وقد دمر هذا الحصن بصعوبة بالغة وجهد مشترك بين المماليك والفرنجة سنة 683 هـ = 1285 م؛ سيرة الملك المنصور، ص 87 - 90، وانظر أيضًا النجوم الزاهرة، طبعة القاهرة، جـ 7، ص 315 - 317؛ Grousset، جـ 3، ص 704). أما البرج الذى كان يحمى مدخل ميناء اللاذقية فلم يستول عليه إلا بعد أن دمره زلزال (سيرة الملك المنصور، ص 151 - 152، انظر أيضًا Grousset، جـ 3، ص 734).
وكانت جزيرة أرواد هى الحصن الوحيد الذى تم الاستيلاء عليه سنة 702 هـ (1302 م) بعملية بحرية (سفن حربية من مصر وجيش من طرابلس، انظر أبو الفدا، جـ 4، ص 47؛ ابن الدوادارى، جـ 9، ص 80؛ Beitraege. zettersteen، ص 108؛ النهج السديد؛ جـ 20، ص 21؛ السلوك، جـ 1، ص 923؛ النجوم الزاهرة، طبعة القاهرة، جـ 8، ص 154 - 157؛ ابن خلدون، جـ 5، ص 416؛ الدرر، جـ 3، ص 269؛ الخطط، جـ 2، ص 195). وكانت تحصينات آياس تضم قلعة وثلاثة أبراج، أقواها برج بحرى على قوس ونصف القوس من الساحل، وقد تم الاستيلاء على هذا البرج سنة 722 هـ (1322 م) بعد أن أقيمت قنطرة طولها 300 ذراع بينه وبين ساحل البحر (واستخدمت الطريقة نفسها في الاستيلاء على برج اللاذقية: سيرة الملك المنصور، ص 153، انظر أيضًا De- schamps، جـ 2، ص 231 فيما يتعلق بالاستيلاء على "قلعة صيداء البحرية"؛ Beitraege، Zettersteen، ص 150 - 194؛ أبو الفدا، جـ 4، ص 91، 115، 119؛ ابن كثير، جـ 14، ص 102؛ السلوك، ص 420 - 421، 429 - 430، 436؛
المنهل، جـ 2، ورقة 11 ب؛ ابن خلدون، جـ 5، ص ص 430 وانظر أيضًا مادة "بحرية"؛ D. ayalon في The Mamluks and naval Power، a Phase in the struggle between Islam and Christian Europe، in -Proceeding of the Israel cademy of sci ences and Humanities، جـ 1 - 8، القدس 1965).
الدبابة والبرج والنفط: قامت هذه الآلات الثلاث من آلات الحصار في وقت متقدم بدور هام في الصراع بين المسلمين والصليبيين، ولكن تضاءلت أهميتها في المراحل الأخيرة لذلك الصراع، أو في الفترة التى تلت طرد الصليبيين.
وكان البرج والدبابة من أسلحة الفرنجة أصلا (Cahen في Traite، ص 57، حاشية 2) ولم يقتبسها المسلمون حقا، أو في أفضل الأحوال، إلا في نطاق ضيق جدًا.
فقد عرف المسلمون النزر اليسير عن هاتين الآلتين حين ظهرتا في ساحة القتال، وسببتا إلى حين، هلعا عظيما كما حظيتا بالإعجاب الكبير، وقد وصفتهما المصادر الإسلامية بتفصيل أكثر مما وصفت المجانيق. ونجد أفضل الأوصاف للدبابة في الحصار الذى فرضته بحرية صقلية على الإسكندرية سنة 570 هـ (1174 م) في حصار عكا سنة 586 هـ (1190 - 1191 م؛ انظر مثلا، أبو شامة في كتاب الروضتين، جـ 1، ص 235، جـ 2، 162 - 164، 166، 180، 185؛ السلوك، جـ 1، ص 56 - 57؛ ابن الأثير جـ 11؛ ص 272، جـ 12، ص 33؛ As . Jour سنة 1849، ص 225؛ - Qua tremere Mongols ص 284 - 286، حاشية 95). كما نجد أفضل الأوصاف للبرج في حصار عكا سنة 586 هـ (1190 - 1191 م) وفى عمليتى حصار دمياط سنة 615 هـ (1218 م)، وفى سنة 647 هـ (1249 م؛ انظر ابن الأثير، جـ 12، ص 28، 42؛ أبو شامة، جـ 1، ص 98، جـ 2، ص 153 وما بعدها، ص 162؛ السلوك، جـ 1، ص 103، 104، 189، 207، 339، 348 حاشية 95، Jour as، سنة 1849، ص 225؛ Reinaud في Extraits، ص 291؛ Joinville، ص 47، 52؛ وانظر
أيضًا Cahen في Traite، ص 18 - 19) ولم يستخدم المسلمون هذا النوع من آلات الحصار مع الصليبيين إلا في القليل النادر سواء في العصر الأيوبى أو المملوكى. أما صلاح الدين فقد استخدم عددًا من الدبابات في حصاره مدينة الكرك سنة 580 هـ 1184 - 1185 م؛ RHC. Hist Or جـ 5، ص 254 - 255) ودبابة واحدة في حصاره مدينة صور سنة 583 هـ (1187 م) بعد بضعة أشهر من معركة حطين (ابن الأثير، جـ 9، ص 366؛ انظر أيضًا Deschamps، جـ 2، ص 66 عن حصار مدينة الكرك سنة 1184 م). واستخدم بيبرس الأول الدبابات في حصاره واستيلائه على قيسارية وأرسوف سنة 663 هـ (1265 م؛ السلوك، جـ 1، ص 526 - 527؛ Prawer، جـ 2، ص 450، 452). وفى جميع عمليات الحصار الكبيرة للقلاع الصليبية التى تلت حصار قيسارية الذى اختتم به مصير الصليبيين، لم يكد يرد ذكر للدبابة أو البرج بين آلات الحصار التى استخدمها المهاجمون. (وربما توجد في مصادر الفرنجة أمثلة أخرى لاستخدام المسلمين لهذين السلاحين، ولكن المصادر الإسلامية التى تكاد لا تذكر هما فيها دلالات على ضالة شأنهما.
(انظر عن التدابير الوقائية التى اتخذها المسلمون عند فرضهم الحصار على عكا Prawer ، جـ 2، ص 542 - 547 وعن آلات الحصار الصليبية انظر المصدر نفسه ص 47 - 50). وكان لا بد من انقضاء قرن أو أكثر حتى يعود هذا النوع من آلات الحصار إلى ظهور سريع الزوال.
فقد استخدم تيمورلنك قلعة خشبية أو "برجًا" في الحصار الذى فرضه على دمشق سنة 803 هـ (1400 م) وقام المدافعون بحرقه، فصنع برجًا آخر فلم يأت بنتيجة أفضل (النجوم، طبعة Popper جـ 6، ص 65؛ الضوء اللامع، جـ 2، ص 48) كما صنع السلطان بيبرس برجًا حين فرض الحصار على آمد سنة 836 هـ (1433 م)، ولكن لم يكن له أثر يذكر (النجوم، طبعة Popper، جـ 6، ص 705). ولم يذكر ابن فضل الله العمرى المتوفى سنة 947 هـ (1349 م)
أو القلقشندى المتوفى 821 هـ (1418 م) البرج أو الدبابة في فصول كتابيهما عن آلات الحصار (التعريف بالمصطلح الشريف، ص 207 - 209؛ صبح الأعشى، جـ 2، ص 136 - 138)، على الرغم من أنهما ذكرا في وصفهما عددًا من الأسلحة القديمة.
ومن آلات الحصار التى يبدو أنها كانت تشبه الدبابة أو البرج آلة أطلق عليها الـ "زَحَّافة" استخدمها بيبرس الأول في حصاره لقيسارية وقد ورد ذكر استخدام المماليك لها بصفة عارضة في تواريخ لاحقة (السلوك، جـ 2، ص 428، 429؛ تاريخ بيروت، ص 38) ويصف هذه الآلة ابن صَصْرى الذى يتناول تاريخه الإخبارى الفترة من 786 - 799 هـ (1384 - 1397 م) بقوله: "زَحَّافّاتُ تجرى على الأرض مثل العجل وعليها جلود"(الدرر المضية، طبعة W.M. Brinner، المتن، ص 81، ترجمة إنجليزية، ص 113؛ وعن وصف آلة الزحف انظر Supplement، Dozy ، هذه المادة، وعن ذكر أبو شامة لأبراج الزحف انظر Huuri، ص 158، حاشية 1).
وظهور النفط سلاحًا أكبر من أسلحة الحصار خلال جزء من الحقبة الصليبية يرجع في المقام الأول إلى ظهور البرج والدبابة على مسرح الأحداث، وكان النفط هو الرد الإسلامى، بل هو أعظم الردود فاعلية على التهديد الخطير الذى سببته أسلحة الفرنجة الجديدة هذه (انظر مثلا، ابن شداد ، RHC . Hist Or، جـ 3، ص 221 - 222؛ الفتح القسى، ص 227؛ السلوك، جـ 1، ص 57، 103 - 104؛ سبط ابن الجوزى ص 498؛ دول الإسلام، جـ 2، ص 117، Joinville، ص 47، 52؛ As Jour سنة 1850، ص 219، 244؛ Oman، جـ 2، ص 46، 48 - 49؛ وكذلك معظم المراجع التى تقدم ذكرها عن البرج والدبابة). وتجد في الروايات المختلفة الخاصة بأصل النفط الإسلامى (دمشق أم بغداد؟ ) النفط الذى استخدم في حصار عكا سنة 1189 - 1191 م انظر ابن الأثير، جـ 12، ص 29؛ أبو شامة، جـ 2، ص 153؛ ابن شداد، ص 102).
ومن الأسباب الرئيسية في إضمحلال شأن النفي والبرج والدبابة
هو أن النفي كان تدبيرًا فعالا في الرد على هاتين الآلتين، هذا علاوة على أن قلاع الصليبيين كانت مشيدة بالأحجار ونادرًا ما دخل الخشب في بنائها (Smail في Crusading Warefare ، ص 228)، كما حال دون استخدام النفط سلاحًا فعالًا في الهجوم خلال هذه الفترة هو أن المبادرة قد انتقلت آخر الأمر بلا رجعة من الفرنجة إلى المسلمين، ولم يذكر في هذه الآونة إلا نادرًا (وانظر عن استخدام المماليك للنفط سلاحًا هجوميًا في صراعهم مع الصليبيين ابن الفرات، جـ 7، ص 46؛ جـ 8، ص 80؛ السلوك، جـ 1، ص 747)، وعلى العكس مما كانت الحال عليه في الماضى القريب لم تعلق عليه أية أهمية خاصة.
القوس والنُشَّاب: استخدم (المهاجمون والمدافعون) أنواعًا أثقل من القسى والنُشَّاب في الحصار، وفى الحرب البحرية، وفى الهجمات على التحصينات الساحلية. وكانت القذائف المشتعلة أو غير المشتعلة يرمي بها (استخدمت أنواع أخف في ساحات القتال، وخصوصًا على يد الرجَّالة) ومن أشهر الأسماء العربية لهذا النوع من السلاح: قوس الرِجْل والركاب واختصر الاسم في أغلب الأحوال فأصبح قوس الرِجْل) ويبدو أنه قد أطلق على القوس والنشاب بأحجامها المختلفة، بما في ذلك ما استخدم منهما في عمليات الحصار. والظاهر أن هذا السلاح لم يكن له أهمية كبيرة في المعارك التى خاضها المماليك سواء مع الصليبيين أو المغول.
المصادر:
علاوة على ما ذكر في صلب المادة انظر:
(1)
أبو شامة، كتاب الروضتين، طبعة القاهرة سنة 1287 - 1288 هـ
(2)
المقريزى، كتاب السلوك لمعرفة الدول والملوك، طبعة القاهرة، سنة 1934 - 1942
(3)
سبط بن الجوزى، مرآة الزمان، طبعة شيكاغو، سنة 1907
(4)
ابن كثير، البداية والنهاية، طبعة القاهرة سنة 1351 - 1358 هـ
(5)
المفضل بن أبى الفضائل، النهج السديد في Patrologia orientalis جـ 12، 14، 20