المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌مقدمة الكتاب اطلعت من خلال الأعمال التي قمت - موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين - ١٤/ ٢

[محمد الخضر حسين]

الفصل: بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌مقدمة الكتاب اطلعت من خلال الأعمال التي قمت

بسم الله الرحمن الرحيم

‌مقدمة الكتاب

اطلعت من خلال الأعمال التي قمت بها منذ أكثر من عشرين عاماً، والتي تهدف إلى جمع وضبط وتحقيق آثار الإمام محمد الخضر حسين -رضوان الله عليه- على مجموعة قيمة من المقالات والدراسات والكتب التي تناولت سيرته من جميع نواحيها: الذاتية، والعلمية، في الصحف اليومية، والمجلات الأسبوعية والشهرية، أو المطبوعات المستقلة برسالة أو كتاب، موجزة في البعض، ومفصلة في البعض الآخر.

وبعد أن أكرمنا الله جل جلاله بفضله وعونه، وتم جمع كل الآثار الفكرية للإمام، وطبعت ونشرت في كتب ورسائل تزيد عن ثلاثين مطبوعة، فقد اتجهت إلى بحوث السيرة، وانتقيت منها عدداً تكون طوع الغرض الذي أرمي إليه، وأهدف من مرماه غاية نبيلة تتجلى في التسهيل على الباحث والدارس وطالب العلم في معرفة حياة وآثار الإمام، ووضعت بين يديه مختارات تكون له العضد والسند في اختصار الوقت وبذل الجهد.

عشرات الأقلام أفاضت في سيرة الإمام، منها: قلم الكاتب، وقلم العالم، وقلم الأديب، والمحقق، والصحفي، وطالب العلم، ورسائل جامعية عدة من مختلف الأقطار، وبإشراف أساتذة الجامعات -وأغلب أولئك الأساتيذ ممن أخذوا العلم عنه، أو تلاقت أفكارهم مع فكره المنير الحكيم- كُتبت ونشُرت بين الناس.

ص: 4

وهذا الكتاب "الإمام محمد الخضر حسين بأقلام نخبة من أهل الفكر" هو واحد من تلك الصحف المشرقة.

انتخبت محتوى الكتاب، وقدمته عقداً يزين تاريخ الأعلام ممن صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ونخبت من الأقلام نخبة تناولت سيرة الإمام في مقال أو رسالة، وراعيت في الانتقاء:

أ - انفراد البحث المنتقى بموضوع لم يتطرق إليه الآخر.

ب - اختيار الكتّاب من أقطار عدة: من تونس، ودمشق، والقاهرة، والجزائر.

جـ - التسلسل التاريخي في نشر البحث وصدوره.

د - الإشارة إلى المرجع والمصدر لكل بحث في الهامش من صفحته الأولى.

يلاحظ القارئ التشابه والتكرار بين كل الدراسات من جهة السيرة الذاتية للإمام؛ كالولادة، وتواريخ التعلم والتعليم، والتنقل والمهام والأعمال التي قام بها، منذ قدومه المبارك إلى الحياة الدنيا في مدينة "نفطة" في الجنوب التونسي، إلى يوم انتقاله -رضوان الله عليه- إلى رحاب الله في "القاهرة".

ولكن القارئ سيجد بشيء من الروية والتدقيق أن كل بحث له ميزة عن الآخر، وأن الميزات كلها تعطي الصورة الأوضح لحياة الإمام ونتاجه العلمي. ومن تمام الفائدة المتوخاة في هذه المقدمة: أن نوجز بالتعليق على المنتخبات للتعريف بها.

* "محمد الخضر بن الحسين":

أول ترجمة عن حياة الإمام طلعت على الناس، تلك التي نشرت في

ص: 5

مجلة "البدر" التونسية للكاتب والأديب والصحفي التونسي زين العابدين السنوسي. وقد قدم الترجمة بقوله:

"يظهر أن تونس لا زالت قاصرة عن كفالة عظمائها والنابغين من أبنائها، أو أن بها مرضاً -ونظنه سياسياً أكثر منه اجتماعياً- يجعلها غير المناخ الصالح لهؤلاء، فلا يكاد يشب أحدهم ويظهر، حتى يسلم وجهه شطر الشرق حيث النسيم يهب حراً مباحاً، فيجد مجال العمل والنبوغ مفتحاً بين يديه، ليس عليه إلا أن يكون عربياً مخلصاً عاملاً لأجل العرب ونفع العموم، فتستفيد منه حكومات هاتيك البلاد وشعوبها، بينما نحن نندب ثكل تونسنا، ونصمها بالعقم، منذ أنجبت أمثال الشيخ إبراهيم الرياحي، والمشير أحمد باي، والمصلح الخطير خير الدين، وأمثال هؤلاء النبغاء التونسيين الذين خلدوا لنا تاريخاً ماجداً.

واليوم وقد عثرنا على مذكرات مهمة عن حياة أحد أولئك النابغين التونسيين في هذا العصر الذين اضطرهم نبوغهم إلى تحمل آلام الاغتراب -ألا وهو الأستاذ الشيخ الخضر بن الحسين- فرأينا أن نثبتها فيما يلي خدمة للتاريخ".

وبعد المقدمة، أورد الكاتب ترجمة الإمام منذ الولادة، وحتى دخوله القاهرة.

هذه الترجمة بنصها الكامل مع تحوير بسيط في بعض الكلمات حذفاً أو زيادة أو تنقيحاً. صدرت ضمن كتاب "الأدب التونسي في القرن الرابع عشر" للأستاذ السنوسي، وقد اعتمدنا النص الوارد في الكتاب.

ومما أراه من مميزات هذه الترجمة: أنها الأولى في بابها، والأساس

ص: 6

الأقوى التي قامت عليه التراجم اللاحقة. وأخذ أكثر الباحثين عنها، فهي من المراجع الهامة التي يعتد بها.

* "الاحتفال بعودة الإمام من سورية":

أقامت جمعية "الهداية الإسلامية" التي كان يرأسها الإمام محمد الخضر حسين في القاهرة حفلًا إسلامياً بمناسبة عودته من زيارة إلى دمشق عام (1356 هـ 1937 م)، وكانت كلمة الأستاذ محمود حافظ أحد أعضاء الجمعية في ذاك المنتدى الفكري من أهم الكلمات التي تحدثت عن حياة الإمام.

* "شيخ الأزهر محكوم عليه بالإعدام":

عنوان مثير، يخطف الأبصار، فتتهافت الأيدي لالتقاف المجلة، وقراءة التحقيق بمزيد من الرغبة والفضول. وهو أسلوب رجال الصحافة في انتخاب العناوين التي تملأ الآذان طنيناً ورنيناً.

وقلم الأستاذ الصحفي أحمد لطفي حسونة من الأقلام المهتمة بالقضايا الإِسلامية، فقد صحب الإمام في مرحلة مشيخة الأزهر، ونقل أخباره وأعماله.

وهذا البحث في حياة الإمام، بل التحقيق الصحفي لصحة التسمية، لا يعرف كاتبه تفاصيل سيرته، وإنما كان يتردد على مشيخة الأزهر ليلتقط عن النشاط الإِسلامي خبراً للصحيفة، أو يتبعه إلى المسجد ليصلي وراء الإمام، فأخذ منه معلومات صاغها في هذا التحقيقال في يمكن الاعتماد عليه، والوثوق به؛ لصدوره عن الإمام بالذات.

يقول الأستاذ حسونة: "ويروي الأستاذ الأكبر قصة إفلاته من أيدي الفرنسيين، فيقول،. .". . . "ويقول الشيخ في تواضع وطيبة. . . "، وهذا بحث له ميزته؛ لأن جلّه من حديث الإمام.

ص: 7

ولا بد من الإشارة إلى سهو وقع فيه الأستاذ حسونة عندما قال: "ولم يرزقه الله أولاداً. . . "، والصحيح أن له ابنة من زوجته الأولى في تونس.

* "معلوماتي الخاصة عن شيخي علامة العصر - الأستاذ محمد الخضر بن الحسين":

كتب شيخ الصحافة التونسية الأستاذ الطيب بن عيسى حلقات في ترجمة الإمام، ضمنها معلوماته الخاصة عن شيخه علامة العصر كما أشار إلى ذلك في العنوان.

نشرت في صحيفة "الأسبوع" التونسية، وهي ترجمة وافية وجامعة.

وقد أعاد الكاتب نشرها بالنص الكامل في صحيفة "المشير" التونسية عنود انتقال الإمام إلى الرفيق الأعلى تحت عنوان "في ذمة الله -العلامة محمد الخضر بن الحسين- بقلم تلميذه الطيب بن عيسى". وليس في الطبعة المكررة سوى زيادة في المقدمة التي قال فيها الكاتب: "نعت قاهرة مصر الأستاذ الكبير، والعالم المديني الشهير، شيخي محمد الخضر بن الحسين، فكان للخبر وقع عظيم لدى الأوساط العلمية الراقية؛ لما له من المكانة في قلوب عارفي فضله وعلمه، لا سيما تلاميذه بتونس وسورية ومصر، ولمعلوماتي الخاصة عن تاريخ حياة هذا الرجل العظيم الذي لعب أدواراً سامية في عصره المحفوف بالمشاكل الدينية والسياسية، فسأنشر نبذاً تاريخية عن حياته العامرة بالأعمال الجسام تباعاً، وابتداءً من هذا العدد؛ إذ خسارتنا في فقده لا تعوض".

وقد اخترنا النص المدون في صحيفة "الأسبوع"، وهي الأسبق تاريخاً.

* "شيخ الأزهر السابق السيد محمد الخضر حسين":

يقول الأستاذ محب الدين الخطيب في مطلع البحث: "وسأتحدث في

ص: 8

هذه الصفحات إلى إخواني من شباب المسلمين وكهولهم وشيوخهم عن مراحل حياة هذا الرجل المؤمن بالإِسلام، كما راقبتها فيه، أو علمتها منه، من سشة 1330 إلى أن اختاره الله إليه".

وخير الأنباء ما يأتيك بها خبير صادق، والأستاذ الخطيب قضى برفقة الإمام ما يقارب من سبعة وثلاثين عاماً، فهو من الرجال القلائل الذين صحبوه هذه الفترة الطويلة، وأخلصوا له الود، واستمعوا إلى أحاديثه المطولة.

ويمكن أن نعتبر التواريخ والوقائع التي أوردها الأستاذ الخطيب عن حياة الإمام هي الأصدق والأقرب إلى الحقيقة؛ لأنه كما يقول: "راقبتها فيه، أو علمتها منه".

* "المرحوم الشيخ محمد الخضر حسين":

أقام مجمع اللغة العربية بالقاهرة حفل تأبين الإمام، وقد ألقى فضيلة الشيخ محمد علي النجار الأستاذ في كلية اللغة العربية بالأزهر كلمة تناول فيها حياته، وأعماله الجليلة، وآثاره الخالدة، وألقيت في جلسة المجلس العلنية في 31/ 3/ 1958 الدورة الرابعة والعشرون.

* "الشيخ الخضر":

للأستاذ أحمد حمزة الوزير السابق، وصاحب مجلة "لواء الإِسلام" الصادرة في القاهرة اعتقاد كبير بالإمام وصلاحه، وعلمه وتقواه. لذا نراه يقول في كلمته:"ومذ اتجهنا إلى إنشاء مجلة "لواء الإِسلام" نتقدم بها محتسبين النية خدمة لهذا الدين الحنيف، وبياناً لحقائقه، لم نجد علماً يحمل اللواء سوى الشيخ الخضر حسين".

والأستاذ حمزة عندما يتحدث عن الإمام، فهو حديث عارف به، مرافق

ص: 9

له في رحلته وجهاده في "لواء الإِسلام" لنصرة الإِسلام.

* "تونس تفقد عبقرياً من أبنائها بمصر":

مقالة للأديب والصحفي الأستاذ علي الجندوبي في جريدة "النداء" التونسية، والمقال على إيجازه، فهو عرض سريع ومكثف لحياة الإمام وأعماله.

* "محمد الخضر حسين - شيخ الأزهر السابق":

الأديب والكاتب التونسي الأستاذ أبو القاسم محمد كرّو، كان السّبَّاق في وضع دراسة مستفيضة عن الإمام أصدرها في كتاب مستقل. وهو من المهتمين بأعلام تونس، وله فيهم دراسات قيمة. وهذا البحث تقدم نشره على خمس حلقات في الملحق الثقافي لجريدة "العمل"، التونسية ثم أعاد نشره في سلسلة "أعلامنا".

بذل الأستاذ (كرو) جهداً في إعطاء ترجمة مسلسلة التاريخ، منسقة العرض، بديعة الأسلوب لحياة وأعمال الإمام محمد الخضر حسين، وكأني أحس من خلال قراءة الترجمة أن أديب تونس يوفي واجباً وطنياً ودينياً بذمته، ويحاول أن يزيح من سماء تونس غيوماً داكنة، نشرها جاهل ومغرور وأحمق فترة طويلة من الزمن، فأطبقت بكلكلها على تاريخ البلد والثقافة، فتصدى الأستاذ (كرو) للعاصفة الهوجاء، فأزاح عن تونس حجب الظلام، وأبان أنه في تونس "رجال أفذاذ في شتى ميادين الكفاح والنضال، وفي جميع نواحي الحياة الفكرية والأدبية والاجتماعية. فمنذ فجر يقظتها، وهي تلد الأفذاذ والعباقرة، كما تلد الأبطال والنبغاء في كل الميادين".

ثم يصفع أديب تونس ذاك الجاهل والمغرور والأحمق صفعته، فيقول:

ص: 10

"وها أنا أختار واحداً من أولئك الأفذاذ النبغاء، الذين أنجبتهم هذه التربة الولود، رجل جمع إلى الذكاء والجد والحصافة والنبوغ، صفاتِ الشهامة والبطولة والإخلاص الوطني".

وقد حييته بأبيات من ديواني "تونسيات" إثر إهدائه كتابه "محمد الخضر حسين شيخ الأزهر السابق"، فقلت:

يا (أبا القاسم) يا أوفى أخٍ

فاض آداباً وأرسى الخُلقا

لك كفٌّ أبدعت في قلمٍ

سطَّر الفصحى وأحيا الرمقا

قد أضاء الدرب من إشعاعه

فإذا الإشعاع طال الأفقا

خفقت ألوية الفكر له

فغدت تونس تحكي المشرقا

* محمد الخضر حسين -عالم فذ، ومجاهد من الرعيل الأول":

من كتاب "من الفكر والقلب" للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي اخترنا هذا المقال.

وفضيلة الدكتور البوطي أحدُ الذين تلقوا العلم عن الإمام في الأزهر، وهو في مقاله هذا يضرب المثل السامي على وفاء المتعلم للمعلم، ويؤكد على رابطة الشرف والطهارة بين التلميذ وأستاذه.

إن زيارة الدكتور البوطي للإمام في داره في أيامه الأخيرة، صفة من صفات العالم الفاضل الذي يذكر أهل الفضل، ولا ينسى أساتيذه الذين كانوا هداة طريقه، ومنارات حياته.

وعندما قرأت ما كتبه في آخر المقال: "ولا أزال أذكر يوم عدته في السنة الماضية في بيته في القاهرة، رأيته جالساً على مقعد إلى جانب مكتبه، وقد ذوى

ص: 11

منه الشكل، وذابت معظم ملامح وجهه، وامتزجت - من الضعف - الكلمات بعضها في بعض على شفتيه، ورأيت -رغم هذا- قلماً يرتجف في يده. . . ".

عندما قرأت هذه الكلمات، قلت: إن العلماء الأبرار يلاقون ربهم بذكر الله، وأقلام الحق قائمة في أيديهم.

* "محمد الخضر حسين - عالم مجاهد":

نشرت مجلة "الأزهر" في القاهرة بحثاً قيماً للكاتب الإِسلامي الدكتور محمد رجب بيومي. وقد عالج فيه الباحث أموراً شتى من حياة الإمام، وخص كتابيه:"نقض كتاب في الشعر الجاهلي"، و"نقض كتاب الإِسلام وأصول الحكم" بعرض جيد، يستحق أن يحفظ في الكتاب. ولهذه الميزة في البحث ضممناه إلى المجموعة المختارة.

ولا بد من الإشارة إلى السهو الوارد في المقال عن مكان مولد الإمام، فقد ذكر الكاتب أنه ولد بقرية من قرى الجزائر، والصحيح أنه ولد في "نفطة" بالقطر التونسي.

* "محمد الخضر حسين ذلك الجندي المجهول":

بحث له أهميته؛ نظراً للرابطة المتينة بين الإمام، والكاتب الشيخ عبد القادر سلامة. وعندما يتحدث التلميذ عن أستاذه بوقار واحترام، مع طول العهد، وبُعد الدار والمزار، فإن حديثه ينبع من فكر وقلب مؤمنين، فكر أحاط بالمعرفة، وتلقى العلم الصافي من معلم صافي السريرة. وقلب غمره الإيمان الممزوج بحب الشيخ لشيوخه.

ولعل أهم ميزة اختص بها البحث: تناوله لأخلاق الإمام التي لمسها

ص: 12

منه بنفسه "كان خلقه قبساً من شمائل النبوة، ومشكاة من هدي القرآن"، والتي تتجلى في:

- محبته لتونس الوطن الأم، وزيارته وحفاوته لكل تونسي يمر بالقاهرة، فيسأل عن أحوال تونس صغيرها وكبيرها.

- حفاظه على المودة والإخاء، وجمع العاملين لتحرير المغرب.

- مجلسه مجلس علم وحلم ودين ووقار.

- اهتمامه بشؤون جميع المسلمين، وسعيه لجمعهم على العمل لطاعة الله وطاعة رسوله.

ومن أجمل ما جاء في المقال: كلمات معبرة صادقة للشيخ سلامة إذ يقول: "وقد ترى أن النوابغ في المغرب، تشرق من المغرب، وتغرب بالمشرق".

* "مع العلامة محمد الخضر حسين في جهاده":

الأستاذ سعدي أبو حبيب جمع في قلمه خصائص لا تجدها إلا عند النادر من أصحاب الأقلام.

قلمه لا يكتب إلا ما يؤمن به حقاً، وإن الكلمات التي يخطها جديرة أن تسطر على الكاغد. فهو قلم مؤمن صادق.

وقلمه طيِّع في يد أديب، يجعل قراءة البحث المكتوب متعة أدبية للقارئ.

وقلمه قلم باحث يكتب عن روية وتمحيص، ويضع الكلمة في موضعها اللائق، ويعرض الأفكار عقداً مترابطاً.

وقلم المؤمن الصادق، وقلم الأديب البارع، وقلم الباحث المحقق،

ص: 13

كلها التقت في قلمه لتصوغ هذا البحث الممتع.

* "محمد الخضر حسين - تونس 67 عاماً الاحتلال الفرنساوي":

من سلسلة الكتاب الشهري لصحيفة "الحرية" بتونس: الكتاب الرابع تقديم وتحقيق الأستاذ كمال العريف. والمحققُ من الصحفيين والأدباء أصحاب الهمم السامية، والغيورين على تاريخ تونس، وقد أخذنا مقدمة الكتاب؛ لما تحويه من معلومات هامة.

* "أعلام الجزائر - الشيخ الإمام محمد الخضر حسين":

الأستاذ محمد الأخضر عبد القادر السائحي من الأدباء والصحفيين الجزائريين، أتى في جزء من دراسته على تلخيص لكتاب الأستاذ محمد مواعدة "محمد الخضر حسين- حياته وآثاره".

أوردتُ المقالات والبحوث دون أي تعليق، رغم أن في بعضها من الفقرات ما يحتاج إلى رد، وإذا شئنا تهذيب اللفظ، فنقول: إن هناك أفكاراً وآراء تحتاج إلى مناقشة، وهي بالشكل المرسومة فيه، إذا عبرت عن نظرات أصحابها، فلا يعني هذا رضاءنا عنها، ولكل مجتهد نصيب فيما اجتهد به.

لذا ندع التعليقات والإيضاحات إلى كتاب آخر -إن شاء الله تعالى-.

وكنت قد خطَّطت أن أجمع كل ما قيل في الإمام محمد الخضر حسين -رضوان الله عليه- على أقلام العلماء والأدباء، ورجال الصحافة والسياسة، فوجدت أن الطريق سيطول، وأن هذه المرحلة في هذا الكتاب كافية الآن. وعسى أن نحقق الأمل مع الأيام القادمة.

إن الإمام محمد الخضر حسين لم يكن تونسياً أو جزائرياً، أو سورياً

ص: 14

أو مصرياً، إن المكان لا يعني شيئاً بالنسبة له، فقد كان فوق النظريات الإقليمية، والدعوات الفاسدة. كان مسلماً حقاً، ومؤمنًا حقاً، وعالم الإِسلام هو عالمه الذي عاش فيه ومن أجله.

وأروي في خاتمة المقدمة أبياتاً من شعر الإمام في ديوانه "خواطر الحية" يقول فيها:

تسائلني هل في صحابك شاعر؟

إذا متُّ قال الشعر وهو حزين

فقلت لها: لا همَّ لي بعد موتتي

سوى أن أرى أخراي كيف تكون

وإن أحظ بالرحمى فمالي من هوى

سواها وأهواء النفوس شجون

وإن شئت تأبيني فدعوة ساجد

لها بين أحناء الضلوع حنين

وما كتابنا هذا كيل مديح للإمام، والمديح والاطراء لا يقدم أو يؤخر عند ربه، ومرمانا أن ينهج سيرته مجاهد مؤمن، فيدعو للإمام في سجوده دعوة صالحة. فيكون هذا الكتاب دعوة ساجد لله يبثها من حنين يملأ أحناء الضلوع أن يجعله مع الصديقين والشهداء والأبرار والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

والحمد لله رب العالمين

علي الرّضا الحسيني

ربيع الأول 1413 هـ / أيلول 1922 م

ص: 15