الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على هامش الندوة
نفطة (الكوفة الصغرى) تحتضن ندوة علمية حول العلامة محمد الخضر حسين
(1)
بين أحضان واحات الجريد في أحد نزل "نفطة"، التأمت الندوة العلمية الأولى حول العلامة محمد الخضر حسين وإصلاح المجتمع الإسلامي، بمناسبة مرور خمسين سنة على وفاته، وذلك أيام 16 - 17 - 18 جانفي 2009 م.
هذه الندوة نظمتها (الجمعية التونسية للدراسات والبحوث حول التراث الفكري التونسي)، بالتعاون مع وزارة الثقافة والمحافظة على التراث، ووزارة الشؤون الدينية.
* العلامة محمد الخضر حسين في سطور:
محمد الخضر حسين، تونسي، ينحدر من عائلة جزائرية الأصل، ولد بنفطة سنة 1873 م، حصل على شهادة التطويع من جامع الزيتونة 1898 م، أنشأ أول مجلة في تونس أسماها:"السعادة العظمى" ناطقة بالفصحى، ومزاحمة لمجلة "المنار" المصرية، وفي سنة 1905 م تولى خطة القضاء ببنزرت، واستقال منه بعد شهور قليلة.
كما شارك الشيخُ في تأسيس (جمعية تلامذة جامع الزيتونة) قبل هجرته
(1) الملحق الثقافي الصادر في الخميس 5 فيفري 2009 م بجريدة "الحرية" تونس. بقلم عبد الكريم عمار.
إلى الشرق سنة 1912 م. وهناك في دمشق وقع اختياره عضواً في (مجمع اللغة العربية) سنة 1919 م. وانتقل إلى مصر، واستقر بها سنة 1920 م، تألق نجم الشيخ في الأوساط العلمية بعد ردّه على كتاب علي عبد الرازق "الإسلام وأصول الحكم"، وذلك سنة 1926 م، كما ردّ على كتاب طه حسين "في الشعر الجاهلي" بكتاب "نقض كتاب في الشعر الجاهلي" سنة 1927 م.
أسس العلامة محمد الخضر حسين مجلة "الهداية الإسلامية" سنة 1928 م، بالتعاون مع ثلة من علماء الأزهر، وكان أول رئيس لها، تواصل صدورها سنوات، ثم توقفت في أثناء الحرب العالمية الثانية، وشارك كذلك في تأسيس (جمعية الشبان المسلمين) بمصر في نفس السنة.
عُين الشيخ عضواً بجماعة كبار الأزهر، تولى مشيخته سنة 1952 م، واستعفى من ذلك المنصب لتقدم سنه بعد سنتين، واستمر يمارس نشاطه العلمي دون انقطاع إلى أن توفي في شهر فيفري 1958 م، ودفن رحمه الله في التربة التيمورية بالقاهرة.
* افتتاح الندوة:
في صباح الجمعة 16 جانفي 2009 م، افتتحت الندوة بحضور السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث، الذي ألقى كلمة بعد اللجنة التنظيمية والكلمة الترحيبية للسيد والي توزر، وبعد ذلك ألقى الأستاذ فتحي القاسمي كلمة (الجمعية التونسية للدراسات والبحوث حول التراث التونسي).
وقد حضر الندوة من سورية: الأستاذ علي الرضا الحسيني "ابن أخي الشيخ"، ومن الجزائر: الأستاذ فوزي المصمودي عن (الجمعية الخلدونية)،
والأستاذ العربي الزبيري (الجامعة الجزائرية).
وحضر من مصر: الأستاذ مجاهد توفيق الجندي (جامع الأزهر)، ومن الكويت: الأستاذ فهد سالم الراشد.
* محاضرات الندوة:
تمحورت محاضرات ومداخلات الندوة حول ثلاثة محاور رئيسية:
- شخصية الشيخ محمد الخضر حسين.
- العلامة محمد الخضر حسين والإصلاح الديني والاجتماعي.
- العلامة محمد الخضر حسين ومساجلاته الفكرية.
في الجلسة العلمية الأولى سلطت محاضرة الأستاذ مواعدة الضوء على المرحلة التونسية من حياة الشيخ، وجاءت المحاضرة الثانية التي ألقاها علي الرضا الحسيني (سورية) مبينة المرحلة السورية من حياته.
أما المحاضرة المتعلقة بالمرحلة المصرية، فقد أُجلت إلى الغد؛ بسبب تأخر قدوم الأستاذ مجاهد توفيق الجندي، وفي ختام الجلسة قدم الأستاذ حسين بن عزوز محاضرة حول زاوية مصطفى بن عزوز، وأشهر أعلامها، خاصة: المكي بن عزوز خال العلامة الخضر حسين.
وفي اليوم التالي 17 جانفي 2009 م تناولت الجلسة العلمية الثانية محور الإصلاح الديني والاجتماعي عند العلامة؛ فقد نزل الأستاذ الحبيب الجنحاني تجربة الشيخ الإصلاحية في سياقها التاريخي والفكري بمحاضرة متميزة عنوانها: "الفكر الإصلاحي ومشاريع التحديث"، كما تناول الأستاذ أنور ابن خليفة في محاضرته "تجربة التفسير عند الشيخ"، فأبرز منهجه في ذلك المجال من خلال تفسيره لسورة "البقرة"، وبعض السور الأخرى.
أما الأستاذة نجاة بو ملالة، فقد تطرقت في محاضرتها إلى قضايا الإصلاح من خلال دراسة مستفيضة لمجلة "السعادة العظمى".
وألقى الأستاذ جمال الدين دراويل محاضرة رصد فيها تطور الخطاب الديني لدى الشيخ من "السعادة العظمى" إلى "الهداية الإسلامية". ولم تكن الجلسة العلمية الثالثة أقل أهمية من الجلستين الأوليين؛ فقد تناولت مساجلات الشيخ الفكرية، فجاءت محاضرة الأستاذ فوزي المصمودي (الجزائر) لتبين النشاط الصحفي الذي قام به الشيخ منذ بداية مسيرته العلمية إلى حين وفاته.
وعن تطوير الفكر الديني من خلال مجلة "السعادة العظمى" ارتجل الأستاذ كمال عمران محاضرة متميزة بيّن فيها إسهامات الشيخ في هذا المجال.
أما الأستاذ فتحي القاسمي، فقد تناولت محاضرته نقائض العلامة محمد الخضر حسين من خلال دراسته لكتابيه:"نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم" لعلي عبد الرازق، و"نقض كتاب في الشعر الجاهلي" لطه حسين.
وفيما يخص تجربة الشيخ الشعرية، فقد تناولها الأستاذ محجوب عون في محاضرة بيّن فيها رسوخ قدم الشيخ في مجال الشعر من خلال دراسته لقصائده.
وفي اليوم الثالث من أيام الندوة، قدّم الأستاذ مصدق الجليدي محاضرة حول الإصلاح التربوي في فكر الشيخ، وبعدها أتم الأستاذ الجندي عرض بعض الوثائق والأدوات التي جلبها من رواق المغاربة بالأزهر الشريف، ثم دارت مداولات حول دور المثقف في توثيق العلاقات التونسية الجزائرية
خاصة، والعلاقات العربية الإسلامية عامة: العلامة محمد الخضر حسين أنموذجاً.
* اختتام الندوة:
اختتمت الندوة بكلمة ألقاها الأستاذ أبو بكر الأخزوري وزير الشؤون الدينية، أكد فيها على مقومات الهوية وثوابتها، وبارك أعمال الندوة، كما تولى تكريم الأستاذ المنجي الشملي، بمنحه شهادة تقدير؛ اعترافاً بمساهمته العلمية في الندوة، وكرم السادةُ: والي توزر، معتمدُ نفطة، المندوب الجهوي للثقافة والمحافظة على التراث، والكاتبُ العام للجنة التنسيق بتوزر، كرموا المحاضرين والمساهمين في إنجاز الندوة.
وإلى جانب النجاح العلمي الذي حققته الندوة، وثقت عرا التواصل والتعاون الثقافي بين تونس والجزائر بالإعلان عن توءمة بين (الجمعية التونسية للدراسات والبحوث حول التراث الفكري التونسي)، (والجمعية الخلدونية بالجزائر).
وعلى هامش الندوة أقامت الفنانة التشكيلية روضة يحيى معرضاً لمجموعة من لوحاتها، كما احتفت (المدرسة الأساسية الخضر حسين) بنفطة بضيوف الندوة؛ إذ قدم كورال أطفالها مجموعة من الأناشيد والأغاني.