الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَصْلٌ فِي النَّقْدِ
يُقَالُ: نَقَدْت الْكَلام، وَانْتَقَدْتهُ، وَفَلَيْتُه، وَتَدَبَّرْتهُ، وَتَأَمَّلْتهُ، وَتَرَسَّمْتهُ، وَتَوَسَّمْتهُ، وَتَصَفَّحْتهُ، وَتَبَصَّرْته، وَطَفَّلْته، وَمَيَّزْته، وَاسْتَشْفَفْته، وَاسْتَبْطَنْتهُ، وَنَظَرْت فِيهِ، وَرَوَّأْت فِيهِ، وَتَثَبَّت فِيهِ، وَأَعْمَلْت فِيهِ النَّظَر، وَقَلَّبْت فِيهِ النَّظَرَ، وَأَنْعَمْت فِيهِ النَّظَر، وَحَكَكْت مَعْدِنَه، وَسَبَرْت غَوْرَهُ، وَعَجَمْت عُوده وَقَلَّبْتهُ بَطْناً لِظَهْر.
وَفُلان نَقَّاد، بَصِير، خَبِير، عَارِف، جَهْبَذ، وَهُوَ مِنْ أَكَابِرِ أَهْل النَّقْد، وَمِنْ جَهَابِذَةِ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَمِنْ ذَوِي الْبَصَائِرِ النَّافِذَةِ، صَحِيح النَّقْدِ، صَائِب الْفِكْرِ، ثَاقِب الْفِكْر، ثَاقِب الرَّوِيَّةِ، ثَاقِب النَّظَرِ، دَقِيق النَّظَرِ، صَادِق النَّظَرِ، بَعِيد مَرْمَى النَّظَر، بَعِيد مَطْرَح الْفِكْر، مُدَقِّق، شَدِيد التَّنْقِيبِ، كَثِير التَّنْقِير، دَقِيق الْبَحْثِ، بَعِيد الْغَوْرِ، يَغُوصُ عَلَى الْحَقَائِقِ، وَيُثِيرُ الدَّفَائِن، وَيَكْشِفُ عَنْ الْغَوَامِض، عَارِف بِمَوَارِدِ الْكَلام وَمَصَادِرِهِ، خَبِير بِمَحَاسِنِهِ وَمَسَاوِئِهِ، عَلِيم بِصَحِيحِهِ
وَفَاسِده، بَصِير بِجَيِّدِهِ وَسَفْسافِه.
وَتَقُولُ: هَذَا كَلام لا يَثْبُتُ عَلَى النَّقْدِ، وَلا يَثْبُتُ عَلَى السَّبْكِ، وَإِنَّ فِيهِ لَمَطْعَناً، وَمَغْمَزًا، وَمَنْقَفاً، وَمَأْخَذًا وَإِنَّ فِيهِ لَمُتَرَقَّعاً، وَمُتَرَدَّماً، وَمُسْتَرَمّاً.
وَإِنَّهُ مَجَالُ نَظَر، وَمَحَلُّ نَظَر، وَفِيهِ نَظَر، وَفِيهِ كَلام، وَفِيهِ مَوْضِعٌ لِلْقَوْلِ، وَمَوْضِعٌ لِلنَّقْدِ، وَمَوْضِع لِلنَّكِيرِ.
وَإِنَّهُ لا يَخْلُو مِنْ حَزَازَة، وَلا يَخْلُو مِنْ اِعْتِسَاف، وَمِنْ شَطَط، وَلا يَخْلُو مِنْ مُبَايَنَةٍ لِوَجْهِ الصَّوَابِ.
وَتَقُولُ: هَذَا كَلام لَمْ يُرْزَق حَظّه مِنْ التَّثَبُّتِ، وَلَمْ تَتَوَلَّهُ رَوِيَّة صَادِقَة، وَلَمْ يَصْدُرْ عَنْ عِلْمٍ رَاسِخٍ. وَلَمْ يُمْلِهِعِلْم صَحِيح، وَإِنَّمَا هُوَ ضَرْبٌ مِنْ التَّخَرُّصِ، وَضَرْب مِنْ الْخَبْطِ، وَإِنَّمَا هُوَ كَلام مُجَازِف، وَإِنَّهُ لَمُعْتَسِف عَنْ جَادَّة الصَّوَاب، بَعِيد عَنْ مَرْمَى السَّدَادِ، وَإِنَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّوَابِ مَرَاحِلَ.
وَهُوَ مَأْتِيٌّ مِنْ وَجْه كَذَا، وَقَدْ كَانَ الْوَجْه أَنْ يُقَالَ كَذَا، وَالصَّوَاب أَنْ يُقَالَ كَذَا، وَلَوْ قِيلَ فِي مَوْضِعِهِ كَذَا