الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَيُقَالُ أَرْفِهْ عِنْدِي، وَاسْتَرْفِهْ، وَرَفِّهْ عِنْدِي، وَرَوِّحْ عِنْدِي، أَيْ أَقِمْ وَاسْتَرِحْ
فَصْلٌ فِي عُلُوِّ الْهِمَّةِ وَسُقُوطِهَا
يُقَالُ: فُلانٌ عَالِي الْهِمَّةِ، أَصْيَد الْهِمَّة، بَعِيد الْهِمَّةِ، مَاضِي الْعَزِيمَةِ، نَافِذ الْعَزْمِ، مُسْتَحْصِد الْعَزْم، مُمَرّ الصَّرِيمَة، وَإِنَّهُ لَرَجُل مَاضٍ فِي الأُمُورِ، صَلْت، ومِصْلَت بِكَسْر الْمِيم، وَمُنْصَلِت، وَأَحْوَذِيّ، وَمُشَمِّر، وَشِمِّير، وَرَجُل ذُو عَارِضَة، وَذُو شَكِيمَة، وَذُو حَدّ، وَذُو بَاعٍ، طَلاع ثَنَايَا، وَطَلاع أَنْجُد، وَحَمَّال أَعْبَاء، وَنَهَّاض بِبَزْلاء، وَإِنَّهُ لَذُو عَزِيمَة حَذَّاء، وَصَرِيمَة مُحْكَمَة، وَهِمَّة شَمَّاء، وَهِمَّة قَصِيَّة الْمَرْمَى،
رَفِيعَة الْمَنَاط.
وَهُوَ دَرَّاك غَايَات، سَبُوق إِلَى الْغَايَاتِ، مِقْدَام عَلَى الْعَظَائِمِ، يَقْصِدُ خَطِيرَات الأُمُورِ، وَيَرْكَبُ الْمَرَاقِيَ الصَّعْبَة، وَيَضْطَلِعُ بِأَعْبَاءِ الْمُهِمَّاتِ.
وَإِنَّهُ لَيُذَلِّلُ الْعِقَاب، وَيَرُوضُ الصِّعَاب، وَيَرْكَبُ ظُهُور الْعَوَائِق، وَيَتَخَطَّى رِقَاب الْمَوَانِع، لا يَتَعاظَمه أَمْر، وَلا يَقِفُ دُونَ غَايَة، وَلا يَفُوتُهُ مَطْلَب، وَلا تُعْجِزُهُ لُبَانَة، وَلا يَنْكُلُ عَنْ خُطَّة، وَلا تُثَبِّطُهُ عُقْلَة.
وَيُقَالُ: فُلانٌ مُطَّلِعٌ لِهَذَا الأَمْرِ، وَمُقْرِنٌ لَهُ، أَيْ مُطِيق لَهُ قَادِر عَلَيْهِ، وَقَدْ شَمَّرَ لِلأَمْرِ، وَحَسَرَ لَهُ عَنْ سَاقِهِ، وَقَامَ فِيهِ عَلَى سَاقٍ، وَقَرَعَ لَهُ سَاقَهُ، وظُنْبُوبه، وَانْدَفَعَ فِيهِ، وَانْصَلَتَ فِيهِ، وَمَضَى فِيهِ، وَهُوَ أَمْضَى مِنْ الشِّهَابِ، وَأَنْفَذُ مِنْ السَّهْمِ.
وَتَقُولُ فِي خِلافِ ذَلِكَ: هُوَ رَجُلٌ سَاقِطٌ الْهِمَّة، قَاعِد الْهِمَّةِ، مُتَقَاعِس الْهِمَّةِ، عَاجِز الْهِمَّة، عَاجِز الرَّأْي، ضَعِيف الرَّأْيِ، ضَعِيف الْمُنَّة، وَاهِن الْعَزِيمَةِ، ضَئِيل الْعَزْم، كَلِيل الْحَدّ،