الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِذَا خَفَضَ صَوْته، وَعَبَرَ الْكِتَاب إِذَا تَدَبَّرَهُ بِنَفْسِهِ وَلَمْ يَرْفَعْ صَوْته بِقِرَاءَتِهِ، وَاسْتَعْجَمَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءةُ إِذَا لَمْ يَقْدِر عَلَيْهَا لِغَلَبَةِ النُّعَاسِ عَلَيْهِ.
وَيُقَالُ: نَاد الْقَارِئ يَنُودُ نَوَدَاناً إِذَا حَرَّكَ رَأْسَهُ وَأَكْتَافَهُ فِي الْقِرَاءةِ، وَتَقُولُ: مَا فُلان بِقَارِئ، وَإِنَّهُ لَرَجُل أُمِّيّ، وَفِيهِ أُمِّيَّةٌ.
فَصْلٌ فِي الْخَطِّ
يُقَالُ: خَطَّ الْكَلِمَة، وَكَتَبَهَا، وَرَسَمَهَا، وَرَقَمَهَا، وَصَوَّرَهَا، وَكَتَب الصَّحِيفَة، وَسَطَرَهَا، وَسَطَّرَهَا، وَرَقَّمَهَا، وَنَمَّقَهَا، وَدَبَّجَهَا، وَوَشَّاهَا، وَطَرَّزَهَا، وَرَقَشَهَا، وَحَبَّرَهَا.
وَقَدْ كَتَبَ كَذَا سَطْراً، وَهُوَ مُسْتَوِي الأَسْطُر، وَمُعْتَدِلُ الأَسْطُرِ، وَالسُّطُورِ، وَالسَّلاسِل، وَإِنَّهُ لَجَيِّد الْخَطِّ، حَسَن الْخَطِّ، جَمِيل الْخَطِّ، أَنِيق الرَّسْمِ، مُحْكَم التَّصْوِيرِ، وَإِنَّهُ لَمِنْ أَبْرَع الْكَتَبَة، وَأَلْبَقِهِمْ، وَمِنْ أَلْطَفِهِمْ ذَوْقاً، وَأَجْرَاهُمْ قَلَماً، وَأَنْقَاهُمْ صَحِيفَة، وَأَجْمَلِهِمْ رُقْعَة، وَأَصَحِّهِمْ رَسْماً، وَأَبْدَعِهِمْ تَصْوِيراً، وَقَدْ جَوَّدَ خَطَّهُ، وَحَسَّنَهُ، وَنَمَّقَهُ، وَتَأَنَّقَ فِيهِ، وَتَنَوَّقَ، وَمَا أَحْسَنَ
مَرَاعِفَ أَقْلامِه، وَمَقَاطِر أَقْلامه.
وَفُلانٌ كَأَنَّ خَطَّهُ الْوَشْم فِي الْمَعَاصِم، وَالْوَشْم فِي الأَصْدَاغِ، وَكَأَنَّ صَحَائِفه قِطَع الرِّيَاض، وَكَأَنَّهَا الْوَشْيُ الْمُحَبَّر، وَكَأَنَّهَا الْحِبَرُ الْمُوشِيَة، وَكَأَنَّ سُطُورَهُ سَبَائِك الْفِضَّةِ، وَسَلاسِل الْعِقْيَان، وَكَأَنَّهَا قَلائِدُ السَّبَج، وَكَأَنَّ حُرُوفَهُ قِطَع الْفُسَيْفِسَاءِ، وَكَأَنَّ سَوَادَ حِبْرِهِ سَوَاد الْعِذَار عَلَى صَفَحَاتِ الْخُدُودِ، وَكَأَنَّ نُقَطَهُ الْخِيلان فِي وُجُوهِ الْحِسَانِ.
وَيُقَالُ: رَقَّن الْكِتَاب تَرْقِيناً إِذَا كَتَبَهُ كِتَابَة حَسَنَة، وَهَذَا مِنْ كُتُب التَّحَاسِين وَهِيَ مَا كُتِبَ بِالتَّأَنُّقِ وَالتَّأَنِّي، وَفُلانٌ يَمْشُقُ الْخَطّ أَيْ يُسْرِعُ فِيهِ، وَإِنَّهُ لَيَمْشُق بِقَلَمِهِ، وَهُوَ خِلافُ اِلْتَّحَاسين.
وَالْمَشْقُ أَيْضاً مَدّ الْحُرُوفِ فِي الْكِتَابَةِ َقَدْ مَشَقَ الْحَرْف، وَمَطّه، وَالْقَرْمَطَةُ بِخِلافِهِ وَهِيَ أَنْ يُقَارِبَ بَيْنَ الْحُرُوفِ وَالسُّطُورِ وَقَدْ قَرْمَطَ خَطّه، وَدَامَجَهُ، وَنَمْنَمَ خَطّه إِذَا كَتَبَهُ دَقِيقاً وَقَارَب بَيْنَ سُطُورِهِ، وَهَذَا خَطّ نَزِل بِفَتْحٍ فَكَسْر إِذَا كَانَ مُتَلَزّزًا يَقَعُ مِنْهُ الشَّيْء الْكَثِير فِي الْقِرْطَاسِ الْيَسِير.
وَتَقُولُ: فُلان سَيِّئ
الْخَطّ، رَدِيء الْخَطِّ، سَقِيم الْخَطّ، وَإِنَّ فِي خَطِّهِ لَعُهْدَة بِالضَّمِّ إِذَا لَمْ يُقِمْ حُرُوفَهُ، وَمَا أَشْبَهَ خَطّ فُلان بِتَنَاشِير الصِّبْيَان وَهِيَ خُطُوطُهُمْ فِي الْمَكْتَبِ، وَقَدْ ثَبَّج خَطّه، وَمَجْمَجَهُ، إِذَا عَمَّاهُ وَتَرَكَ بَيَانه، وَفِي خَطِّهِ ثَبَج بِفَتْحَتَيْنِ، وَهُوَ خَطٌّ مُمَجْمَجٌ، وَفُلانٌ مَا يُحْسِنُ إِلا الْمَجْمَجَة.
وَتَقُولُ: مَحَوْت الْكَلِمَةَ، وَطَرَسْتهَا، إِذَا أَزَلْت كِتَابَتَهَا، وَطَلَسْتهَا، وَطَمَسْتهَا، إِذَا مَحَوْتهَا لِتُفْسِدهَا، وَحَكَكْتهَا، وَكَشَطْتهَا، وَقَشَطْتهَا، وَجَرَّدْتهَا، وَسَحَفْتهَا، وَسَحَوْتُهَا، إِذَا قَشَرْتهَا بِطَرَف جَلَموَنَحْوه، وَطَرَّسْت عَلَى الْكَلِمَةِ تَطْرِيساً إِذَا أَعَدْت الْكِتَابَة عَلَيْهَا، وَيُقَالُ: نَجَل الصَّبِيّ لَوْحه إِذَا مَحَاهُ، وَقَدْ مَسَحَهُ بِالطَّلاسَةِ وَهِيَ الْخِرْقَةُ يُمْسَحُ بِهَا اللَّوْح.
وَخَرَّجَ الصَّبِيُّ لَوْحه إِذَا تَرَكَ بَعْضه غَيْر مَكْتُوب، وَإِذَا كَتَبْت الْكِتَابَ وَتَرَكْت مَوَاضِع الْفُصُولِ وَالأَبْوَابِ فَهُوَ كِتَابٌ مُخَرَّجٌ، وَهِيَ التَّخَارِيج، وَتَقُولُ: تَشَعَّثَ رَأْس الْقَلَمِ إِذَا اِنْتَفَشَ طَرَفه وَسَاءَ خَطُّهُ، وَالْتَاثَتْ بِرَأْسِ الْقَلَمِ شَعْرَة إِذَا عَلِقَتْ بِهِ أَوْ اِلْتَفَّتْ عَلَيْهِ.
وَانْمَجَّتْ مِنْ الْقَلَمِ نُقْطَة أَيْ تَرَشَّشَتْ.
وَكَتَبَ فَتَفَشَّى الْحِبْر
عَلَى الصَّحِيفَةِ، وَتَشَيَّع فِي الصَّحِيفَةِ، إِذَا كَتَبَ عَلَى وَرَق هَشّ فَتَمَشَّى الْحِبْر فِيهِ.
وَتَقُولُ: فُلان يَتَخَيَّرُ الأَقْلامَ، وَالْقَصَبَ، وَالْيَرَاع، وَالْمَرَاقِم، وَإِنَّهُ لأَكْتَب مَنْ قَبَضَ عَلَى يَرَاعَة، وَأَخَطّ مَنْ أَجْرَى مُرَقَّماً.
وَهَذَا قَلَم صُلْب اللِّيط، مُعْتَدِل الأُنْبُوب، كَثِيف الشَّحْم، وَقَلَم أَعْصَل، وَعَصِل، أَي مُعْوَجّ، وَإِنّ فِيهِ لَدَرْءا أَيْ اِعْوِجَاجاً، وَإِنّ فِيهِ لَنَقَداً بِفَتْحَتَيْنِ، وَقَادِحاً، وَهُوَ مَا يَكُونُ فِيهِ مِنْ تَأَكُّل.
وَقَدْ بَرَيْت الْقَلَمَ بِالسِّكِّينِ، وَالْمُدْيَةِ، وَالْجَلَمِ، وَالْمِبْرَاة، وَقَطَطْته عَلَى الْمِقَطّ، وَالْمِقَطَّة، وَإِنَّهُ لَحَسَن الْبِرْيَة، سَمِين الْجِلْفَة، دَقِيق السِّنِّ، عَرِيض الْقِطَّة، وَفُلان يَكْتُبُ بِالْقَلَمِ الْجَزْم وَهُوَ الْمُسْتَوِي الْقِطَّة، وَيَكْتُبُ بِالْقَلَمِ الْجَلِيلِ، وَقَلَم الثُّلُث، وَيَكْتُبُ بِالْقَلَمِ الدَّقِيقِ.
وَتَقُولُ: مَسَحْت الْقَلَمَ بِالْوَفِيعَةِ
وَهِيَ خِرْقَةٌ يُمْسَحُ بِهَا الْقَلَم، وَجَعَلْت الْقَلَمَ فِي الْمِقْلَمَةِ وَهِيَ وِعَاء الأَقْلام، وَهِيَ الدَّوَاةُ، وَالْمِحْبَرَةُ، وَالنُّونُ، وَقَدْ أَلاقَ الْكَاتِبُ دَوَاته، وَلاقَهَا، إِذَا جَعَلَ لَهَا لِيقَة، وَاجْعَلْ هَذِهِ اللِّيقَة فِي فُرْضَة دَوَاتِي وَهِيَ مَوْضِعُ الْحِبْرِ مِنْهَا، وَلاقَ الدَّوَاة أَيْضاً أَصْلَحَ مِدَادهَا وَلاقَتْ هِيَ صَلَحَتْ، وَيُقَالُ: اِلْتَمِس لِي بُوهَة أُلِيق بِهَا دَوَاتِي وَهِيَ اللِّيقَةُ قَبْلَ أَنْ تُبَلَّ.
وَهُوَ الْمِدَادُ، وَالْحِبْرُ، وَالنِّقْسُ، وَقَدْ مَدَدْت الدَّوَاة، وَأَمْدَدْتهَا، إِذَا جَعَلْت فِيهَا مِدَاداً، وَأَمَهْتهَا إِذَا صَبَبْت فِيهَا مَاء، وَمَدَدْت مِنْ الدَّوَاةِ، وَاسْتَمْدَدْت، إِذَا أَخَذْت مِنْ حِبْرِهَا عَلَى الْقَلَمِ، وَسَأَلْتهُ مُدَّةَ قَلَم بِالضَّمِّ وَهِيَ مَا يُؤْخَذُ عَلَى الْقَلَمِ بِالاسْتِمْدَادِ فَأَمَدَّنِي.
وَكَتَبْت فِي الصَّحِيفَةِ، وَالْوَرَقَةِ، وَالرُّقْعَةِ، وَالطِّرْسِ، وَالْكَاغَدِ، وَالْقِرْطَاسِ، وَالْمُهْرَق، وَالدَّرْجِ، وَالرَّقّ، وَجَعَلْت الأَوْرَاق فِي الْقَمَاطِرِ، وَالرَّبَائِد.