الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب السابع: فيما يعرض في الألفة والمجتمع والتقلب والمعاش
فَصْلٌ في الاجْتِمَاعِ وَالافْتِرَاقِ
يُقَالُ: اِجْتَمَعَ الْقَوْمُ، وَالْتَأَمُوا، وَائْتَلَفُوا، وَتَأَلَّفُوا، وَانْتَظَمَ شَمْلُهُمْ، وَانْتَظَمَتْ أُلْفَتُهُمْ، وَانْتَظَمَ شَمْل أُلْفَتِهِمْ، وَاتَّصَلَ حَبْل شَمْلِهِمْ، وَانْتَظَمَ عِقْدُ اِجْتِمَاعِهِمْ، وَإِنَّهُمْ لَعَلَى شَمْلٍ جَمِيعٍ، وَقَدْ بَاتُوا فِي الاجْتِمَاعِ كَأَنْجُم الثُّرَيَّا، وَكَجُمَّاع الثُّرَيَّا وَهُوَ كَوَاكِبهَا الْمُجْتَمِعَة، وَبَاتَ بَعْضُهمْ مِنْ بَعْضٍ بِمَكَانِ الْكُلْيَتَيْنِ مِنْ الطِّحَالِ.
وَكَانَ ذَلِكَ أَيَّام دَار الشَّمْل جَامِعَة، وَأَيَّامَ الشَّمْل مُجْتَمِع، وَالْحَبْل مُتَّصِل، وَالشَّعْب مُلْتَئِم، وَالْمَزَار أَمَم.
وَتَقُولُ: اِجْتَمَعَ الْقَوْمُ بِمَكَانِ كَذَا، وَاحْتَشَدُوا، وَاحْتَفَلُوا، وَالْتَفُّوا، وَانْتَدَوْا مَكَانَ كَذَا، وَنَدَوْا فِيهِ، وَقَدْ اِحْتَفَلَ حَشْدهمْ، وَالْتَأَمَ
حَفْلهمْ، وَاحْتَشَدَ جَمْعهمْ.
وَهَذَا مَجْمَع الْقَوْم، وَمَجْمَعَتُهمْ، وَمَحْفِلُهُمْ، وَمَحْشَدُهُمْ، وَمَحْضَرُهُمْ، وَمَشْهَدُهُمْ، وَنَادِيهُمْ، وَنَدِيُّهمْ، وَنَدْوَتُهمْ، وَهَذَا مُجْتَمَعهمْ، وَمُحْتَفَلُهُم، وَمُحْتَشَدهمْ، وَمُنْتَدَاهُمْ، وَقَدْ حَفَلَ النَّادِي بِأَهْلِهِ، وَغَصَّ بِهِمْ، وَاكْتَظَّ بِهِمْ، وَهَذَا جَمْع لا يَنْدُوهُ النَّادِي أَيْ لا يَسَعُهُ لِكَثْرَتِهِ.
وَيُقَالُ: فِي ضِدِّ ذَلِكَ تَفَرَّق الْقَوْم، وَتَشَتَّتُوا، وَتَبَدَّدُوا، وَتَصَدَّعُوا، وَتَمَزَّقُوا، وَتَشَرَّدُوا، وَشَتَّ شَمْلُهمْ، وَانْصَدَعَ شَمْلُهمْ، وَتَمَزَّقَ شَمْلُهُمْ، وَتَصَدَّعَ شَعْبُهُمْ، وَتَفَرَّق لَفِيفُهُمْ، وَتَقَطَّعَ بَيْنَهُمْ.
وَانْبَتّ حَبْلهمْ، وَتَشَعَّثَتْ أُلْفَتُهُمْ، وَانْتَثَرَ عِقْدُهُمْ، وَتَفَرَّقُوا قِدَداً، وَطَرَائِق، وَحَزَائِق، وَثُبَات، وَأَبَادِيد، وَعَبَادِيد، وَشَتَّى، وَأَشْتَاتاً، وَذَهَبُوا أَيْدِي سَبَا، وَأَيَادِي
سَبَا، وَذَهَبُوا أَيَادِي، وَتَفَرَّقُوا شَتَاتَ شَتَاتَ، وَبَدَدَ بَدَدَ، وَشَذَرَ مَذَرَ، وَشَغَر بَغَر، وَذَهَبُوا أَخْوَلَ أَخْوَلَ، وَأَمْسَوْا ثُغُوراً، وَمَزَّقَهُمْ الدَّهْرُ كُلَّ مُمَزَّقٍ، وَصَارُوا كَبَنَات نَعْش،
وَتَفَرَّقُوا تَحْت كُلِّ كَوْكَب.
وَقَدْ أَصَابَتْهُمْ رَوْعَة الْبَيْن، وَرَوْعَات الْفِرَاقِ، وَصَدَّعَتْهُمْ النَّوَى، وَصَدَع الْبَيْن شَمْلَهُمْ، وَضَرَبَ الدَّهْر بَيْنَهُمْ، وَسَعَى الدَّهْر بَيْنَهُمْ، وَنَبَتْ بِهِمْ الْبِلادُ، وَفَرَّقَتْهُمْ عُدَوَاء الدَّارَاي بَعْدَهَا، وَعَجِلَتْ بِهِمْ حُمَة الْفِرَاق أَي قَدَره، وَقَدْ حُمَّ الْفِرَاق عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ أَي قُدِر، وَأَحَمّ الْفِرَاق، وَأَجَمّ أَي حَضَر وَقْته.
وَتَقُولُ: قَدْ ارْفَضّ الْجَمْع، وَانْفَضَّ الْحَشْد، وَتَفَرَّقَ الْحَفْلُ، وَتَقَوَّضَ الْمَجْلِس، وَتَقَوَّضَتْ