الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في غيره لأنه مجتهد مجدد ما عفى من رسم الدين وهو آخر المجتهدين يملأ الأرض عدلًا وقد وجدها ممتلئة جورًا وهو من ولد فاطمة وأمه من ولد العباس رضي الله تعالى عن الجميع اسمه محمد أبن عبد الله وكنيته أبو القاسم ولقبه المهدي والصحيح أنه يشبه النبي صلى الله عليه وسلم في الخلق بالضم لا في الخلق بالفتح ويقال أن على خذه الأيمن شامة وعيناه كأنهما كوكبان دريان:
خاتمة الكتاب:
أنهيت ما جمعه اجتهادي
…
وضربي الأغوار مع الإنجاد
مما أفادنيه درس البررة
…
مما انطوت عليه كتب المهرة
يعني أني أيها الناظم أنهيت أي أتيت بنهاية وخاتمة ما جمعه اجتهادي وبذل طاقتي في تحصيل علم الأصول وما جمعه ضربي أي خوضي في البلاد أغوارها وإنجادها لذلك وذلك المجمع متلقى من تدريس أي تعليم الأشياخ البارين بي أي المبالغين في الإحسان إلي ببذل مسائله من كتب الفقهاء الماهرين في الفن مجمع بتشديد الميم للسلامة من الخبل مع أنه أبلغ في المعنى وضربي مرفوع بالعطف على اجتهادي والأغوار جمع غور وهو ما انخفض من الأرض والإنجاد جمع نجد وهو ما ارتفع منها والبررة والمهرة بالتحريك فيهما جمعًا بار وماهر وأشرت إلى بعض الكتب التي تلقيت منها بقولي:
كالشرح للتنقيح والتنقيح
…
والجمع والآيات والتلويح
التنقيح للقرافي المالكي وشرحه له فقد سمي التنقيح بتنقيح الفصول في علم الأصول وقد جمع فيه مسائل المحصول للإمام فخر الدين الرازي ومسائل كتاب الإفادة للقاضي عبد الوهاب المالكي وهو مجلدان وكتاب الإشارة للباجي وكلام ابن القصار في الأصول وهما مالكيان مع
أنه زاد كثيرًا على الكتب المذكورة قال في التنقيح المذكور وبينت مذهب مالك في الأصول لينتفع بذلك المالكية خصوصًا وغيرهم عمومًا والجمع المراد به جمع الجوامع لتاج الدين السبكي الوارد من زهاء مائة مصنف مع الإحاطة بزيدة ما في شرحيه على مختصر أبن الحاجب ومنهاج البيضاوي مع زيادات كثيرة على تلك الزبدة والمراد بالآيات: الآيات البينات للعباسي على المحلي وجمع الجوامع وهي حاشية لا يأتي الزمان بمثلها والتلويح لسعد الدين التفتازاني على التنقيح لصدر الشريعة الحنفي:
مطالعًا لأبن حلولو اللامعا
…
مع حواش تعجب المطالعا
أي حال كونه في ذلك الاجتهاد مطالعًا شرح جمع الجوامع المسمى بالضياء اللامع لأبي العباس أحمد بن أبي زيد عبد الرحمان الشهير بابن حلولو القروي المالكي والقروي نسبة إلى القيروان ومستودعًا فوائده الجمة هذا النظم مع فوائد كثيرة اقتطفتها من حواشي على المحلي نفيسة تعجب من طالعها لنفاستها كحواشي أبن أبي شريف وحواشي الشيخ زكرياء الأنصاري وحواشي ناصر الدين اللقاني وحواشي شهاب الدين عميرة:
فالحمد لله العلي المجزل
…
المانح الفضل لنا المكمل
المجزل المكثر العطايا المكمل لهذا النظم:
لنعم عنها يكل العد
…
لو كان ما في الأرض لي يمد
من أمد الرباعي واللام في قوله لنعم جمع نعمة بالكسر بمعنى على ويكل بفتح المثناة التحتية وكسر الكاف بمعنى يعجز ويقصر ولو أمدني ما في الأرض شجرة وانس وجان وإمداد الشجر أن تجعل أقلامًا أكتب بها نعمة علي وإمداد الأنس والجن أن يلقوا على ماله على من النعم لقوله تعالى ((وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)).
"ثم صلاة الله والسلام على الذي انجلى به الظلام":
ثم صلاة الله والسلام
…
على الذي انجلى به الظلام
محمد الذي سما فوق السما
…
وأهله من بعد ما الأرض سما
الظلام بفتح الظاء والمراد به الكفر والأرض مفعول سما قدم عليه أي سما على أهل الأرض الأحياء منهم والأموات الأنبياء وغيرهم:
فاسئل الحسنى وزيدًا في الرضى
…
واللطف في كل أمر قد قضي
أي اسئل الله تعالى الختم بالحسنى أي الموت على دين الإسلام مع رضوانه الأكبر والزيادة التي هي النظر إلى وجهه الكريم واللطف أي الرفق في كل أمر قدره علي والحمد لله على إكمال هذا الشرح منتصف شوال عام أربعة عشر ومائتين وألف بالبادية وصلى الله على سيدنا محمد وسائر النبيئين وآل كل وسائر الصالحين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والله يغفر لنا ولوالدينا ولقرابتنا ومن تعلق بنا ولجميع المسلمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. انتهى بحمد الله تعالى وحسن عونه وتوفيقه الجميل ويمنه جعله الله من الأعمال التي لا تنقطع.
وهذه هي نهاية الجزء الثاني من الكتاب حسب تقسيمنا له بعد أن كان ثلاثة أجزاء بالطبعة الحجرية والحمد لله رب العالمين.