الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[وفاة كبير تجّار الكارم]
[495]
- وكبير تجّار الكارم بمصر ورئيسهم، الخواجا ناصر الدين (1)، محمد بن مسلّم بن حسين بن مسلّم النابلسيّ، المصريّ.
وكان أعجوبة عصره في كثرة المال، حتّى كان يقال إنّه لا يعلم قدر ماله لكثرته.
وذكر سبطا (2) له يقال له أحمد بن بشير أنّ ماله حرّر (3) عشرة آلاف ألف دينار، وحكي عنه أنه تخاصم هو والتّاجر بدر الدين الخرّوبيّ مرة، فقال له ابن (4) مسلّم: اشتر بجميع ما معك من المال شكاير أحضرها إليّ املأها مالا.
وكان مع ذلك موصوفا بالإمساك، وله المدرسة المسلّمية بمصر، وأنشأ مطهّرة كبيرة بجوار جامع عمرو بن العاص، وذهب ماله بعد موته شذر مذر.
وله ذرّية الآن فقراء الحال. فسبحان من لا يفتقر. وله في كثرة الأموال نوادر غريبة.
وكانت وفاته في ليلة الجمعة ثامن عشر شوال هذا.
[شفاعة أمّ سالم الدوكاري بالفارس التركماني لدى السلطان]
وفي خامس عشره قدم إلى القاهرة أمّ سالم الدوكاري (5)، ومعها الفرس البطل الشجاع أحمد بن يغمر (6) التركمانيّ. وكان مشهورا بالشجاعة قد تمرّد وانفرد في الطرقات بقطعها على التجّار، وأعيا الحكّام أمره، وتطلّبه حتى السلطان فضاق ذرعه، فأتا (7) السلطان تائبا طائعا مستشفعا بهذه المرأة، فقبل السلطان شفاعتها وأنعم على أحمد هذا بأن جعله في الجند السلطاني وأحسن إليه عامه (8).
(1) انظر عن (الخواجا ناصر الدين) في: الذيل على العبر 2/ 380، 381، والسلوك ج 3 ق 1/ 246، والمواعظ والاعتبار 2/ 401، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 472، وإنباء الغمر 1/ 99، 100 رقم 94، والدرر الكامنة 4/ 257 رقم 712، ولحظ الألحاظ 166، والنجوم الزاهرة 11/ 132، والدليل الشافي 2/ 705 رقم 2411، ووجيز الكلام 1/ 212 رقم 448، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 144 و 151.
(2)
الصواب: «وذكر سبط» .
(3)
في السلوك: «حزر» .
(4)
في الأصل: «بن» .
(5)
في السلوك: «الدكري» .
(6)
في السلوك: «همز» ، وفي تاريخ ابن قاضي شهبة:«همر» ، والمثبت عن الأصل وهو يتفق مع إنباء الغمر.
(7)
الصواب: «فأتى» .
(8)
السلوك ج 3 ق 1/ 236، 237، وتاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 449، وإنباء الغمر 1/ 73، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 143.