الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخذه من بركة، فلم يقرّ. ثم أخرج في رابع عشرينه على حمار، وطيف به القاهرة ينادى عليه:«هذا جزاء من يقتل الأمراء بغير إذن» ، وهو يقول:«ما قتلته إلاّ بإذن» ، ويستغيث:«يا سيدي نهار هذا ما وعدتني به» .
وكان الشيخ «نهار» فيما ذكره ابن (1) عرّام عنه أنه قال له إنه يموت مقتولا بالسيف، وكان سمّر بالمسامير (2) في كفّيه وذراعيه وقدميه، وصار ينشد:
لك قلبي تعلّه
…
فدمي لم تحلّه
قال: إن كنت بالأمر (3)
…
فلي الأمر كلّه
وهو يكرّر ذلك في مثل تلك الحالة.
ثم أحضر إلى تحت القلعة للتوسيط فبدره مماليك بركة بسيوفهم فقطّعوه قطعا، وحزّت رأسه وعلّقت على باب زويلة، فلا زالت أمّه تلقط ما عساها قدرت عليه من بدنه، وأخذت رأسه وغسّلته ودفنته بمدرسته جوار قنطرة أمير حسين.
وكان ابن (4) عرّام هذا إنسانا حسنا، له فضيلة، ويذاكر بعلوم. وصنّف تاريخا مفيدا مع معرفة وذكاء وفطنة ورياسة، وتقدّم في عدّة دول، سيوسا حازما، عنده نوادر، وله جرأة وإقدام. فيقال إنه قتل ظلما لأنه أمر بقتل بركة ثم أنكر عليه ذلك افتئاتا (5).
وهذه من نذالة الجراكسة فافهمها.
[وفاة جار الله النيسابوري]
[604]
- وفي رابع عشره مات الشيخ الإمام، العلاّمة، جلال الدين محمد بن محمد بن محمد النيسابوريّ، الحنفيّ، المدعو بجار الله (6).
وكان عالما فاضلا ترقّى المناصب العليّة، وله معرفة بالعقول العلمية.
(1) في الأصل: «بن» .
(2)
في الأصل: «بالمآمير» .
(3)
في السلوك ج 3 ق 1/ 397 «إن كنت مالكا» ، ومثله في: تاريخ ابن قاضي.
(4)
في الأصل: «بن» .
(5)
انظر عن (ابن عرام) في: تاريخ ابن خلدون 5/ 470، و 471، والسلوك ج 3 ق 1/ 398 و 408، وإنباء الغمر 1/ 215 و 223، 224 رقم 12، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 33، 34 و 44، 45، والنفحة المسكية 234، والذيل على العبر 2/ 494، والمواعظ والاعتبار 2/ 393، 394، والنجوم الزاهرة 11/ 183 - 187، والدليل الشافي 1/ 291 - 292 رقم 1003، والمنهل الصافي 5/ 263 - 268 رقم 1006، ووجيز الكلام 1/ 248، 249، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 273، 274 و 281.
(6)
انظر عن (جار الله) في: السلوك ج 3 ق 1/ 407، وتاريخ ابن قاضي شهبة 1/ 53، وإنباء الغمر 1/ 229 رقم 33، ووجيز الكلام 1/ 251، 252 رقم 530، وبدائع الزهور ج 1 ق 2/ 272.