المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌ التَّنْجِيمُ وَالمنَّجِمُونَ وَحكم ذلك في الإسلام تأليف: الدّكتور عبد المجيد بن - التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام

[عبد المجيد بن سالم المشعبي]

فهرس الكتاب

-

- ‌المقدمة

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: أن الله هو المتفرد بالخلق، والمتصرف في الكون، والعالم بالغيب وحده

- ‌المطلب الثاني: تعريف التنجيم

- ‌المطلب الثالث: أقسام علم النجوم

- ‌الباب الأول: التنجيم في القديم والحاضر

- ‌الفصل الأول: التنجيم عند قوم إبراهيم

- ‌‌‌المبحث الأول: عبادة قوم إبراهيم للنجوم

- ‌المبحث الأول: عبادة قوم إبراهيم للنجوم

- ‌المبحث الثاني: لم يكن خليل الرحمن منجما

- ‌المطلب الأول: لم يكن خليل الرحمن متعلقا بالكواكب في قوله تعالى: {فلما جن عليه الليل وراء كوكبا قال هذا ربي فلما قال قال لا أحب الأفلين}

- ‌المطلب الثاني: لم يكن خليل الرحمن منجماً في قول الله تعالى: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ}

- ‌المطلب الثالث: لم يكن خليل الرحمن يعتقد أن للفلك تدبيراً في هذا الكون:

- ‌‌‌الفصل الثاني: تنزيه الأنبياء أن يكونوا منجمين

- ‌الفصل الثاني: تنزيه الأنبياء أن يكونوا منجمين

- ‌‌‌الفصل الثالث: التنجيم عند العرب في الجاهلية

- ‌الفصل الثالث: التنجيم عند العرب في الجاهلية

- ‌الفصل الرابع: دور أعداء الإسلام في نشر التنجيم

- ‌المبحث الأول: دور أهل الكتاب وغيرهم من المشركين في نشر التنجيم بين المسلمين

- ‌المبحث الثاني: دور الرافضة في نشر التنجيم بين المسلمين

- ‌‌‌الفصل الخامس: التنجيم في العصر الحاضر

- ‌الفصل الخامس: التنجيم في العصر الحاضر

- ‌الباب الثاني: أحكام التنجيم

- ‌‌‌الفصل الأول: الحكمة من خلق النجوم

- ‌الفصل الأول: الحكمة من خلق النجوم

- ‌‌‌الفصل الثاني: حكم الاستسقاء بالأنواء

- ‌الفصل الثاني: حكم الاستسقاء بالأنواء

- ‌‌‌الفصل الثالث: حكم تعلم علم الفلك

- ‌الفصل الثالث: حكم تعلم علم الفلك

- ‌‌‌الفصل الرابع: الأدلة على فساد صناعتهم، وأنها ظنون كاذبة

- ‌الفصل الرابع: الأدلة على فساد صناعتهم، وأنها ظنون كاذبة

- ‌‌‌الفصل الخامس: شبهات المنجمين، والرد عليها

- ‌الفصل الخامس: شبهات المنجمين، والرد عليها

- ‌الفصل السادس: حكم التنجيم

- ‌المبحث الأول: حكم العمل بالتنجيم

- ‌المبحث الثاني: حكم تعلم التنجيم دون العمل به

- ‌المبحث الثالث: حكم إتيان المنجمين، وتصديقهم بما يخبرون به

- ‌المبحث الرابع: حكم الأجرة المأخوذة على صناعة التنجيم، والواجب تجاه المنجمين

- ‌الباب الثالث: فيما يلحق بالتنجيم وما قد يظن أنه منه، وهو ليس منه

- ‌الفصل الأول: ما يلحق بالتنجيم

- ‌المبحث الأول: حروف أبي جاد، والاستدلال بها على

- ‌المبحبث الثاني: الخط على الرمل، وما يلحق به، والاستدلال به على المغيبات

- ‌الفصل الثاني: أمور ليست من التنجيم، وقد يظن أنها منه

- ‌المبحث الأول: توقع حدوث الكسوف والخسوف

- ‌المبحث الثاني: توقع حالة الجو

الفصل: ‌ ‌ التَّنْجِيمُ وَالمنَّجِمُونَ وَحكم ذلك في الإسلام تأليف: الدّكتور عبد المجيد بن

التَّنْجِيمُ وَالمنَّجِمُونَ وَحكم ذلك في الإسلام

تأليف: الدّكتور عبد المجيد بن سالم المشعبي

‌المقدمة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} 3.

أما بعد: فإن الله سبحانه وتعالى لما خلق الناس خلقهم على الحنيفية السمحة، وجبلهم على الفطرة النقية الصافية، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه جل وعلا أنه قال:"وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً"4.

1 سورة آل عمران، الآية:102.

2 سورة النساء، الآية:1.

3 سورة الأحزاب، الآيتان: 70، 71.

4 أخرجه مسلم: (8/159) ، كتاب الجنة وصفة نعيمها.

ص: 5

فما من مولود إلا ولد على ذلك، وما من ضال أو مشرك إلا وقد أضله الشيطان، وقد كانت البشرية في قرونها الأولى لا تعرف الشرك، بل كانوا على الحنيفية التي جبلهم الله عليها.

وبعد عدة قرون والناس على ذلك زين الشيطان لفريق منهم التعلق بالصالحين من الأموات، فعبدوهم من دون الله، فكان هذا أول شرك وقع في العالم.

فأرسل الله تعالى نوحاً عليه السلام ليعيد الناس إلى عقيدة التوحيد، ويخرجهم من الظلمات إلى النور.

ثم توالت القرون بعد ذلك، وحدث في الناس شرك من نوع آخر وهو التعلق بالكواكب وعبادتها، واعتقاد النفع والضر فيها فأرسل الله سبحانه رسوله وخليله إبراهيم عليه السلام، فناظر أهل الشرك وأدحض حججهم، وبين بطلان عبادتهم، وسوء معتقدهم، فلما بهتوا وقامت الحجة عليهم لجأوا إلى الشدة والقوة، وألقوه في النار ظنًّا منهم أن ذلك هو طريق الخلاص منه. ولكن الله أنقذه منها، ورد كيدهم في نحورهم وجعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم عليه السلام، فأخرجوه من أرضهم، وتبرأوا من دعوته فانتقم الله من الطاغوت الذي وقف أما دعوة إبراهيم عليه السلام، فأهلكه الله وجعله من الصاغرين.

وهكذا دواليك لا تكاد تبعد أمة من الأمم عن عهد نبيها إلا وتراهم يسقطون فريسة لحبائل الشيطان المنصوبة، فيتبعونه ويستمعون إلى غوايته، ويتخذونه وليًّا من دون الله تعالى، وساء وليًّا.

ولا يقع الناس في شيء من ذلك إلا أرسل الله إليهم رسلاً ينبذون الشرك ويقطعون أسبابه، ويدعون الناس إلى التوحيد وإفراد الله بالعبادة،

ص: 6

كما قال تعالى:} وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} 1.

وعلى مر العصور واختلاف الأمم لم يقع في العالم أعظم من هذين الشركين:

الأول: عبادة القبور، والتعلق بالأموات، وهو شرك قوم نوح عليه السلام، وهو أول شرك وقع في العالم، وفتنته أعظم، والابتلاء به أكثر.

والثاني: الإشراك بالنجوم وتعظيمها واعتقاد أنها أحياء ناطقة، وأن لها روحانيات تتنزل على عابديها. وهذا الاعتقاد هو الذي حدا بعابديها إلى أن يبنوا لها هياكل فيها أصنام تناسبها، وكان مبدأ هذا الشرك تعظيم الكواكب وظن السعود والنحوس فيها، وحصول الخير والشر منها2.

وآل أمر هذا الشرك –أعني عبادة الكواكب واعتقاد أنها آلهة مدبرة- إلى الفلاسفة والصائبة والمجوس وغيرهم، واعتقدوا فيها ما اعتقد أسلافهم من قوم إبراهيم، وكانوا ينتشرون حول الجزيرة قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كانت الكهانة في ذلك الوقت منتشرة بين الناس، والاعتقاد بالكواكب والأنواء ونسبة بعض الحوادث إليها مشهوراً لديهم، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم هذه المعتقدات، وأنار لأمته دياجير الظلمات، وبين لهم الحق، وحذرهم من إتباع المهلكات الموبقات، وتركهم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

ومن بين هذه الأمور التي حذر أمته منها ادعاء علم الغيب، واعتقاد،

1 سورة النحل، الآية:36.

2 "مفتاح دار السعادة": (2/197) .

ص: 7

أن لهذه الكواكب تأثيراً في حوادث هذا العالم مما يزيد على الأمر الطبيعي المألوف، حماية لهم من الوقوع فيما وقعت فيه الأمم الماضية من الإشراك بهذه النجوم واتخاذها أرباباً من دون الله.

وبقي المسلمون على هذه الحال لا يدخل بينهم يدعي شيئاً من علم التنجيم إلا أخرسوه، وحذروا الناس منه، ولا تأتي مناسبة لذمه إلا وذموه، وذموا من يقتفي أثره، ولم يتركوا باب شر تدخل منه مثل هذه الأمور إلا أغلقوه وأحكموا رتاجه كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما أمر جنوده الذين فتحوا الإسكندرية أن يحرقوا كتب الفلاسفة والمنجمين التي وجدوها هناك سدًّا لباب الشرك وعبادة الكواكب1.

ومضت السنون على هذا الحال، إلا أن أعداء الإسلام لا يتركون للإسلام صفاءه، ولأهله سموهم وتمكنهم، وهم على عادتهم يتربصون بالمسلمين الدوائر، فإذا وجدوا ثغرة فيهم، أو لمسوا غفلة منهم استغلوها غاية الاستغلال في تنفيذ مخططاتهم التي غايتها إبعاد المسلمين عن دينهم.

فوجد هؤلاء الثغرة لمنتظرة عندما فتح الخلفاء العباسيون باب تترجمة كتب الفلاسفة، فتسابق الفرس والصائبة والمجوس وغيرهم ليمدوا أيديهم لتحقيق ذلك، وليبذلوا الجهد والوقت في تنفيذ مخططاتهم، وتقربوا إلى الخلفاء بهذه الأعمال، فلما وجدوا لأنفسهم مكانة عندهم أرادوا منهم أن يسلكوا سلوك ملوك الفرس والروم في اتخاذ المنجمين مستشارين في جميع الأمور، واستطاعوا أن يفعلوا ذلك، فاتخذ بعض الخلفاء في بلاطهم منجمين إن لم يكن اعتقاداً فيهم فهو على الأقل استئناساً

1 "مجموع فتاوى ابن تيمية": (17/41) .

ص: 8

بأكاذيبهم، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول:"أتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا حجر ضب تبعتموهم"1.

وساهم بعض هؤلاء المنجمين في جمع كتب الفلاسفة الأقدمين، فكانوا يعطون العطاء الجزيل لمن يحضر شيئاً منها وإن كان قليلاً.

ودخلوا بين صفوف المسلمين وخالطوهم، ومال فريق من المنتسبين إلى الإسلام إليهم، وجعلوا أيديهم في أيديهم، ونصبوا أنفسهم الذراع الأيمن لهم، والستار المنيع الذي يتسترون خلفه، واتفقوا على إرجاع الجاهلية الأولى بين المسلمين، وناصروهم في كل مصر وعصر، واتخذوا طريقاً مموهاً لإقناع الناس بباطلهم، فادعوا أن هذه الكواكب صحائف الغيب تفتح لهم متى شاؤوا، ولما صارت لهم سلطة ودولة مكنوا الفلاسفة والمنجمين في الأرض، وقربوهم إليهم، وصرفوا عليهم الأموال تأييداً لهم، وإظهاراً لمعتقدهم.

وقام علماء المسلمين من كل حدب وصوب يردون على هذا الباطل، ويفندونه ويبينون فساده وهلاك من اعتنقه، كما قام من عرف باطلهم من شعراء وأدباء وغيرهم بالتشهير بهم، وإظهار كذبهم وإفكهم.

إلا أن بعض السذج من الناس انخدعوا بالأقوال البراقة وبالعبارات الجوفاء، فانجرفوا مع تيار هؤلاء، واتخذوا التنجيم صناعة، ومن النجوم مستنداً يتكئون عليه عند حلول الملمات، وما زالت هذه الطوائف في كل عصر تدعو إلى هذا الباطل وتوجه عدتها وعتادها للدعوة لهذه الصناعة، ولإقناع الناس بأن هذا السخف علم، وأن هذا الباطل حق، وأن هذه

1 أخرجه البخاري: (9/185) ، كتاب الاعتصام، ومسلم:(8/57) ، كتاب العلم.

ص: 9

الكواكب صحائف الغيب، وأنها المؤثرة في أحوال البشر، بل في أحوال الكون كله، بالاستدلالات الفاسدة أحياناً، وبالتمويهات والخداع أحياناً أخرى.

وفي العصر الحاضر، وبعد تقدم الوسائل الإعلامية ازداد نشاط هؤلاء المخادعين، وازداد انتشار هذا الجبت، وأصبح كل يدلي بدلوه في هذا المجال رجماً بالغيب وقولاً على الله بغير علم، وسخرت هذه الآلات وهذه الوسائل في خدمة هذه الصناعة.

- أسباب اختيار البحث:

ولقد رأيت أن تكون أطروحتي لنيل درجة الماجستير في هذا الموضوع، فجعلت عنوانها:"التنجيم والمنجمون، وحكم ذلك في الإسلام"، وكان اختياري لهذا الموضوع للأسباب التالية:

1-

إن هؤلاء المنجمين استشرى خطرهم في هذا العصر، فلا تكاد تجد بلداً من البلدان إلا وتجد لهم فيه أثراً، فكان واجباً على كل مسلم الوقوف أمام هؤلاء، وبيان كذبهم بالحجة والبرهان.

2-

رغبتي في رد أباطيل هؤلاء وكذبهم على الأنبياء، وبيان فساد استدلالهم.

3-

إن هذا الموضوع لم يدرس دراسة علمية مفصلة –فيما أعلم- في العصر الحاضر، لذا رأيت أن الكتابة فيه جديرة بالبحث والاهتمام.

- خطة البحث:

وقد سرت في إنجاز هذا البحث على الخطة التالية:

قسمته إلى مقدمة وتمهيد وثلاثة أبواب وخاتمة.

ذكرت في المقدمة سبب اختياري لهذا الموضوع والخطة التي سرت عليها، ومنهجي في البحث.

ص: 10

أما التمهيد: فهو في بيان أن المتفرد بالخلق وتصريف الكون وعلم الغيب هو الله وحده، وفي بيان التعريف بالتنجيم وأقسامه. ويشتمل على ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: أن الله هو المتفرد بالخلق والمتصرف في الكون، والعالم بالغيب وحده.

المبحث الثاني: تعريف التنجيم.

المبحث الثالث: أقسام التنجيم.

- أما الباب الأول: ففي التنجيم في القديم والحاضر.

وفيه خمسة فصول:

الفصل الأول: التنجيم عند قوم إبراهيم.

ويتضمن مبحثين:

المبحث الأول: عبادة قوم إبراهيم للنجوم.

المبحث الثاني: لم يكن خليل الرحمن منجماً.

ويشتمل على ثلاثة مطالب:

- المطلب الأول: لم يكن خليل الرحمن متعلقاً بالكواكب في قوله تعالى: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ} .

- المطلب الثاني: لم يكن خليل الرحمن منجماً في قول الله تعالى: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ} .

- المطلب الثالث: لم يكن خليل الرحمن معتقداً أن للفلك تدبيراً في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ} .

الفصل الثاني: تنزيه الأنبياء أن يكونوا منجمين.

الفصل الثالث: التنجيم عند العرب (في الجاهلية) .

ص: 11

الفصل الرابع: دور أعداء الإسلام في نشر التنجيم بين المسلمين.

ويشتمل على مبحثين:

المبحث الأول: دور أهل الكتاب وغيرهم من المشركين في نشر التنجيم بين المسلمين.

المبحث الثاني: دور الرافضة في نشر التنجيم بين المسلمين.

الفصل الخامس: التنجيم في العصر الحاضر.

- أما الباب الثاني: ففي أحكام التنجيم.

وفيه ستة فصول:

الفصل الأول: في الحكمة من خلق النجوم.

الفصل الثاني: في حكم الاستسقاء بالنجوم.

الفصل الثالث: في حكم تعلم علم الفلك.

الفصل الرابع: في الأدلة على فساد صناعة المنجمين، وأنها ظنون كاذبة.

الفصل الخامس: في شبهات المنجمين والرد عليها.

الفصل السادس: في حكم التنجيم.

ويشتمل على أربعة مباحث:

المبحث الأول: حكم العمل بالتنجيم.

المبحث الثاني: حكم تعلم علم النجوم دون العمل به.

المبحث الثالث: حكم إتيان المنجمين وتصديقهم بما يخبرون به.

المبحث الرابع: حكم الأجرة المأخوذة على صناعة التنجيم والواجب تجاه المنجمين.

ص: 12

أما الباب الثالث: ففيما يلحق بالتنجيم، وما قد يظن أنه منه، وهو ليس منه.

وفيه فصلان:

الفصل الأول: ما يلحق بالتنجيم.

ويشتمل على مبحثين:

المبحث الأول: حروف أبي جاد، والاستدلال بها على المغيبات.

المبحث الثاني: الخط على الرمل، وما يلحق به، والاستدلال به على المغيبات.

الفصل الثاني: أمور ليست من التنجيم، وقد يظن أنها منه:

ويشتمل على مبحثين:

المبحث الأول: توقع حدوث الكسوف والخسوف.

المبحث الثاني: توقع أحوال الجو.

ثم الخاتمة: وتضمنت أهم النتائج التي توصلت إليها في هذا المبحث.

منهج البحث:

وقد سرت في بحثي هذا على منهج رسمته لنفسي، وهو كما يلي:

الأول: قمت بعزو الآيات القرآنية التي وردت في الرسالة إلى مواضعها بذكر اسم السورة ورقم الآية.

الثاني: خرجت الأحاديث من كتب السنن، ونقلت حكم العلماء على كل الأحاديث، إلا إذا كان الحديث في "الصحيحين" أو أحدهما فأكتفي بتخريجه لصحة الأحاديث فيهما، كما خرجت كثيراً من الآثار من كتب السنن، ووجدت بعضاً منها في غيرها، فأوردتها لموافقتها الحق.

الثالث: قمت بترجمة الأعلام الوارد ذكرهم في الرسالة.

ص: 13

الرابع: اجتهدت في بيان معنى الألفاظ والعبارات الغامضة الواردة في الرسالة.

الخامس: قمت بشرح بعض المصطلحات التي يرد ذكرها في البحث.

السادس: جعلت أول صحيفة في الباب في ذكر اسم الباب واسم الفصول التي تندرج تحته.

السابع: التزمت أن لا استدل إلا بالأحاديث الصحيحة، إلا إذا كان ثم دليل ضعيف يوافق الأدلة الصحيحة فإني قد أورده مع بيان ضعفه.

الثامن: حاولت توثيق أقوالهم الدالة على فساد صناعتهم من كتبهم، وقد وجدت الكثير منها، وما لم أجده اكتفيت بالإحالة إلى الكتب التي ذكرت ذلك.

التاسع: قمت بالرد على أدلة المنجمين بنصوص الكتاب والسنة والأدلة والعقلية ما أمكن ذلك، وراعيت في ذكر شبهاتهم التي استندوا عليها أن أوثقها من مصادرهم ما أمكن ذلك.

العاشر: ناقشت الشبة التي استدلوا بها، إن كانت من القرآن بينت وجه فساد استدلالهم مع بيان المعنى الصحيح للآية، وإن كانت أحاديث عاملتها معاملة حديثية، فأورد شبهتهم التي استدلوا بها، ثم أبين درجتها من الصحة والضعف، فإن كانت صحيحة وجهتها إلى المعنى الصحيح الذي يظهر من النص مع بيان فساد استدلالهم.

الحادي عشر: بينت دور الرافضة في نشر التنجيم، واعتمدت في ذلك على أقوالهم، وعلى الكتب المشهورة عندهم.

الثاني عشر: إذا استخلصت فائدة من نص ما، أو كتاب ما، ولم أقف على قول لأحد في ذلك فإني أهبر بكلمة:(مستفاد من كذا) .

ص: 14

الثالث عشر: قمت بعمل فهرس للآيات القرآنية، وآخر للأحاديث النبوية، وثالث للآثار، ورابع للأعلام المترجم لهم.

الرابع عشر: قمت بعمل فهرس للمصادر والمراجع التي رجعت لها.

الخامس عشر: ذيلت البحث بعمل فهرس تفصيلي للموضوعات.

وقد بذلت في كتابة بحثي هذا الوقت والجهد العظيمين، ونظراً لأهمية الموضوع فقد كان يتطلب الوقوف على مصادر المنجمين حتى يكون الرد عليهم أبلغ، والحجة عليهم أقوى، ومن فمك أدينك، فعزمت على السفر والتنقيب عن مصادرهم، فذهبت إلى العراق ومصر، وحصلت على كتب من تركيا، كما زرت معهد الملك فيصل للدراسات الإسلامية بالرياض، وزرت بعض الجامعات، كجامعة أم القرى وجامعة الملك عبد العزيز مما كون عندي مجموعة من كتب المنجمين، وفكرة واضحة عن المواضيع التي تعرضت لها في هذا البحث ثم كتبت هذا البحث مستعيناً بالله، ومحاولاً تحري العدل والحق في أقوالي وأحكامي، متبعاً قول الله تعالى:{وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} 1، فما كان في هذا البحث من حق وصواب فهو من توفيق الله الذي لا تعد آلاؤه ولا تحصى، وما كان فيه من خطأ وسهو فمن نفسي ومن الشيطان، والله ورسوله بريئان منه، وإني لرجاع إلى الحق إن شاء الله.

1 سورة المائدة، الآية:8.

ص: 15