المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الأول: حكم العمل بالتنجيم - التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام

[عبد المجيد بن سالم المشعبي]

فهرس الكتاب

-

- ‌المقدمة

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: أن الله هو المتفرد بالخلق، والمتصرف في الكون، والعالم بالغيب وحده

- ‌المطلب الثاني: تعريف التنجيم

- ‌المطلب الثالث: أقسام علم النجوم

- ‌الباب الأول: التنجيم في القديم والحاضر

- ‌الفصل الأول: التنجيم عند قوم إبراهيم

- ‌‌‌المبحث الأول: عبادة قوم إبراهيم للنجوم

- ‌المبحث الأول: عبادة قوم إبراهيم للنجوم

- ‌المبحث الثاني: لم يكن خليل الرحمن منجما

- ‌المطلب الأول: لم يكن خليل الرحمن متعلقا بالكواكب في قوله تعالى: {فلما جن عليه الليل وراء كوكبا قال هذا ربي فلما قال قال لا أحب الأفلين}

- ‌المطلب الثاني: لم يكن خليل الرحمن منجماً في قول الله تعالى: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ}

- ‌المطلب الثالث: لم يكن خليل الرحمن يعتقد أن للفلك تدبيراً في هذا الكون:

- ‌‌‌الفصل الثاني: تنزيه الأنبياء أن يكونوا منجمين

- ‌الفصل الثاني: تنزيه الأنبياء أن يكونوا منجمين

- ‌‌‌الفصل الثالث: التنجيم عند العرب في الجاهلية

- ‌الفصل الثالث: التنجيم عند العرب في الجاهلية

- ‌الفصل الرابع: دور أعداء الإسلام في نشر التنجيم

- ‌المبحث الأول: دور أهل الكتاب وغيرهم من المشركين في نشر التنجيم بين المسلمين

- ‌المبحث الثاني: دور الرافضة في نشر التنجيم بين المسلمين

- ‌‌‌الفصل الخامس: التنجيم في العصر الحاضر

- ‌الفصل الخامس: التنجيم في العصر الحاضر

- ‌الباب الثاني: أحكام التنجيم

- ‌‌‌الفصل الأول: الحكمة من خلق النجوم

- ‌الفصل الأول: الحكمة من خلق النجوم

- ‌‌‌الفصل الثاني: حكم الاستسقاء بالأنواء

- ‌الفصل الثاني: حكم الاستسقاء بالأنواء

- ‌‌‌الفصل الثالث: حكم تعلم علم الفلك

- ‌الفصل الثالث: حكم تعلم علم الفلك

- ‌‌‌الفصل الرابع: الأدلة على فساد صناعتهم، وأنها ظنون كاذبة

- ‌الفصل الرابع: الأدلة على فساد صناعتهم، وأنها ظنون كاذبة

- ‌‌‌الفصل الخامس: شبهات المنجمين، والرد عليها

- ‌الفصل الخامس: شبهات المنجمين، والرد عليها

- ‌الفصل السادس: حكم التنجيم

- ‌المبحث الأول: حكم العمل بالتنجيم

- ‌المبحث الثاني: حكم تعلم التنجيم دون العمل به

- ‌المبحث الثالث: حكم إتيان المنجمين، وتصديقهم بما يخبرون به

- ‌المبحث الرابع: حكم الأجرة المأخوذة على صناعة التنجيم، والواجب تجاه المنجمين

- ‌الباب الثالث: فيما يلحق بالتنجيم وما قد يظن أنه منه، وهو ليس منه

- ‌الفصل الأول: ما يلحق بالتنجيم

- ‌المبحث الأول: حروف أبي جاد، والاستدلال بها على

- ‌المبحبث الثاني: الخط على الرمل، وما يلحق به، والاستدلال به على المغيبات

- ‌الفصل الثاني: أمور ليست من التنجيم، وقد يظن أنها منه

- ‌المبحث الأول: توقع حدوث الكسوف والخسوف

- ‌المبحث الثاني: توقع حالة الجو

الفصل: ‌المبحث الأول: حكم العمل بالتنجيم

‌الفصل السادس: حكم التنجيم

‌المبحث الأول: حكم العمل بالتنجيم

المبحث الأول: حكم العمل بالتنجيم

فيما تقدم من الكلام ذكرنا أن علم أحكام النجوم ينقسم إلى قسمين:

القسم الأول: اعتقاد أن هذه الكواكب تدبر هذا الكون، ومنها يصدر الخير والشر والسعادة والنحوسة.

القسم الثاني: اعتقاد أن الخالق والمدبر هو الله، وقد جعل الله هذه الكواكب علامات ودلالات على الحوادث الأرضية.

أما القسم الأول: وهو نسبة الاختراع والتدبير إلى الكواكب دون الله أو مع الله فهذا كفر، يقتل صاحبه مرتداً بالإجماع1. فمن اعتقد هذا الاعتقاد فقد نحا نحو الصابئة: عبدة الكواكب. الذي بعث فيهم إبراهيم عليه السلام، وصار على عقيدتهم وارتد عن الإسلام –والعياذ بالله-.

وهل يستتاب من فعل ذلك؟

ذهب أكثر العلماء إلى أنه يستتاب ثلاثاً قبل قتله2.

وفضل ابن رشد3 الجد في ذلك فقال: (إذا كان المنجم يزعم أن

1 انظر: "البيان والتحصيل": (17/407)، و"الفصل في الملل والأهواء والنحل":(5/148)، و"الفروق":(4/259)، و"مجموعة الفتاوى المصرية":(1/330)، و"مفتاح دار السعادة":(2/166) .

2 انظر: "الكافي" لابن عبد البر: (584)، و"روضة الطالبين":(10/76) .

3 هو محمد بن أحمد بن رشد القاضي، أبو الوليد الأندلسي المالكي القرطبي، توفي سنة عشرين وخمسمائة.

انظر: "سير أعلام النبلاء": (19/501)، و"هدية العارفين":(2/85) .

ص: 279

النجوم واختلافها في الطلوع والغروب هي الفاعلة لذلك كله، وكان مستسرًّا بذلك فحضرته البينة قتل بلا استتابة؟ لأنه كافر زنديق، وإن كان معلناً بذلك غير مستسر به، يظهره ويحاج عليه استتيب، فإن تاب وإلا قتل، كالمرتد سواء) 1.

واختلف القائلون بالاستتابة في وجوبها وعدمها على قولين:

أحدها: أنها واجبة، وهذا ما ذهب إليه عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، والإمام مالك وأصحاب الرأي، والنووي وأشهر الروايتين عن الإمام أحمد ورواية عن الشافعي وغيرهم.

الثاني: أنها مستحبة، وهذا ما ذهب إليه الإمام أحمد في رواية عنه وهو القول الثاني للشافعي، وإليه ذهب الحنيفة وغيرهم2.

واستدل الفريق الأول بما رواه الإمام مالك وغيره، أنه قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجل من قبل أبي موسى فقال له عمر: هل كان من مغرية خبر؟ قال: نعم. رجل كفر بعد إسلامه، فقال: ما فعلتم به؟ قال قربناه فضربنا عنقه. فقال عمر: فهلا حبستموه ثلاثاً، فأطعمتموه كل يوم رغيفاً، واستتبتموه لعله يتوب، أو يراجع أمر الله؟ اللهم إني لم أحضر، ولم آمر، ولم أرض إذ بلغني3، ولو لم تجب

1 انظر: "البيان والتحصيل": (17/407) .

2 انظر: "الموطأ": (631-632)، و"المغني" لابن قدامة:(8/129)، و"المحرر":(2/167)، و"روضة الطالبين":(10/76)، و"تبيين الحقائق":(3/284)، و"الإنصاف" للمرداوي:(10/352) .

3 أخرجه مالك في "الموطأ": (632)، وضعفه الألباب في "الإرواء":(رقم 2474) .

ص: 280

استتابته لما برئ من فعلهم.

ولأنه أمكن استصلاحه، فلم يجز إتلافه قبل استصلاحه كالثوب النجس1.

واستدل الفريق الثاني بما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بدل دينه فاقتلوه"2. ولم يذكر استتابة.

وبما رواه الشيخان عن معاذ أنه قدم على أبي موسى فوجد عنده رجلاً موثقاً فقال: ما هذا؟ قال: رجل كان يهودياً فأسلم، ثم راجع دينه دين السوء فتهود، قال: لا أجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله، قال: اجلس. قال: لا أجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله ثلاث مرات. فأمر به فقتل3 ولم يذكر استتابة.

وقالوا: لأنه يقتل لكفره فلم تجب استتابة كالأصيل، فهو كافر حربي بلغته الدعوة. فيقتل للحال لقوله تعالى:{فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} 4.

والراجح –والله أعلم- القول بوجوب الاستتابة وذلك لما يأتي:

1-

قد ورد في حديث معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أرسله إلى اليمن قال له:

"أيما رجل ارتد عن الإسلام فادعه، فإن عاد وإلا فاضرب عنقه،

1 انظر: "المغني": (8/127) .

2 أخرجه البخاري: (9/26) ، كتاب استتابة المرتدين.

3 أخرجه البخاري: (9/26-27) ، كتاب استتابة المرتدين، ومسلم:(6/6) ، كتاب الإمارة.

4 انظر: "المغني" لابن قدامة: (8/127)، و"تبيين الحقائق":(3284/) ، والآية (5) من سورة التوبة.

ص: 281

وأيما امرأة ارتدت عن الإسلام فادعها، فإن عادت وإلا فاضرب عنقها" 1 وهو نص في محل النزاع.

2-

أما قصة معاذ مع أبي موسى فقد جاء في رواية: أنه استتاب أبو موسى وقال: (ونحن نريده على الإسلام، قال: أحسبه شهرين)2.

واكتفى معاذ رضي الله عنه باستتابة أبي موسى للرجل3.

3-

أما حديث: "من بدل دينه فاقتلوه" فقد بينه حديث معاذ وهو أنه يقتل بعد الاستتابة، والحديث دل على حكم من فعل ذلك، وهو أن من بدل دينه فحكمه القتل.

4-

أما الاستدلال بقوله تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} فهو دال على أن المشركين مستحقين للقتل، ودلت السنة على عرض الإسلام عليهم قبل قتالهم، كما دلت على استتابة المرتد في حديث معاذ رضي الله عنه، وكذلك فإن ارتداد المسلم يكون عن شبهة غالباً، فلا بد من مدة يمكنه التأمل فيها4.

أما القسم الثاني: وهو جعل الكواكب دلالات وعلامات على الحوادث الأرضية، وادعاء علم ما يستقبل من الحوادث، وما مضى منها بناءاً على هذه الدلالات، ولم يقترن هذا الاعتقاد بالسجود للكواكب، أو

1 أخرجه الطبري في "المعجم الكبير": (20/53) . وضعفه الهيثمي في "المجمع": (6/263)، وحسنه ابن حجر في "فتح الباري":(12/272) .

2 أخرجه الإمام أحمد: (5/231) .

وصححه الألباني وقال: (على شرط الشيخين) . انظر: "الإرواء": (8/125) .

3 انظر: "المغني" لابن قدامة: (8/127)، و"فتح الباري":(12/275) .

4 انظر: "تبيين الحقائق": (3/284) .

ص: 282

الاستعانة بها أو التوكل عليها، أو نحو ذلك من صرف العبادات لهذه الكواكب، فأجمع المسلمون على تحريم ذلك.

كما دلت النصوص من الكتاب والسنة على تحريمه1 منها:

1-

قوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً {} .

1 انظر: "مجموع فتاوى ابن تيمية": (35/192) .

أما ما نقله الزبيدي عن المولى أبي الخير: (أن الإمام الشافعي ذكر أن المنجم إن اعتقد أن المؤثر الحقيقي هو الله تعالى، لكن عادته تعالى جارية على وقوع الأحوال بحركاتها وأوضاعها المعهودة ففي ذلك لا بأس عندي، وحديث الذم ينبغي أن يحمل على من يعتقد تأثير النجوم) . انظر: "الإتحاف": (1/221) .

فقد أخطأ على الشافعي وعلى السبكي، إذ أن السبكي نقل هذا الكلام عن برهان الدين بن الفركاح، وليس عن الشافعي.

انظر: "طبقات الشافعية" للسبكي: (1/243) .

والذي جعل برهان الدين بن الفركاح يقول بهذا القول بغية التماس العذر للشافعي عندما اطلع على ما روى عن الشافعي في استعماله لهذه الصناعة، إلا أنه لم يحسن التماس العذر فقال ذلك، وقد سبق أن بينت ضعف هذه الروايات في فصل شبهات المنجمين والرد عليها.

وما ذكره الزبيدي أيضاً عن الخطيب بقوله: (ونقل الخطيب من كتا "الأنواء" لأبي نيفة المنكر من النظر في النجوم نسبة الآثار إلى الكواكب، وأنها هي المؤثرة، وأما من نسب التأثير إلى خالقها، وزعم أنه نصبها أعلاماً على ما يحدثه فلا جناح عليه) .

(الإتحاف) : (1/221) فليس معناه جعل هذه النجوم علامات على السعود والنحوس، وإنما المقصود جواز القول بأن للأمطار أوقاتاً معلومة، وجعل هذه الكواكب دالة على هذه الأوقات –كما سيأتي بيانه في فصل توقع أحوال الجو إن شاء الله.

2 سورة الجن، الآية: 27-28.

ص: 283

قال الهيثمي1: "إن الله أطلع أنبياءه على مغيبات كثيرة، ولكنها تعتبر جزئيات قليلة بالنسبة إلى علمه تعالى، فهو المنفرد بعلم المغيبات على الإطلاق كليها وجزئيها دون غيره) 2.

2-

وقوله تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} 3.

قال الهيثمي رحمه الله: (أي لا تقل في شيء من الأشياء ما ليس لك به علم، فإن حواسك مسئولة عن ذلك)4.

3-

وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} 5.

وما رواه البخاري رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: "مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم أحد ما يكون فيغد، ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام، ولا تعلم نفس ماذا تكسب غداً، وما تدري نفس بأي أرض تموت، وما يدري أحد متى يجئ المطر"6.

قال الخطيب البغدادي: (ولم يذكر الله تعالى أن الله عنده علم هذه

1 هو أحمد بن محمد بن علي بن حجر المكي الهيثمي السعدي الأنصاري، شهاب الدين، أبو العباس، فقيه، باحث مصر توفي سنة أربع وسبعين وتسعمائة.

انظر: "كشف الظنون": (956)، و"هدية العارفين":(1/146) .

2 انظر: "الزواجر": (2/109) .

3 سورة الإسراء، الآية:36.

4 "الزواجر": (2/109) .

5 سورة لقمان، الآية:34.

6 أخرجه البخاري: (2/82) ، كتاب الاستسقاء.

ص: 284

الأشياء وفي خلقه من يعلمها كعلمه، وما كان لوصفه نفسه بالعلم بها هو ممتقع يختص بالتسليم إليه، لمشاركة خلقه فيها، ولا إفادة للمتصفح قراءتها، وإذا اشترك الخالق والمخلوق في شيء فكيف يتبين القادر منهما، والعاجز فيهما على أوضاع المنجمين وقد شاركوا رب العالمين تبارك وتعالى في علم هذه الأمور؟) .

لأن منهم من يخبر أن طوفان نار يكون في آخر الزمان في وقت بعينه يحده، يأتي على الخلق، ينشر له الكواكب، فالمظهر للتمسك بالشرع منهم يقول: إنه القيامة التي ذكرها الله تعالى، ويتكلمون أيضاً في الغيث في تحاويل السنين، ويحكمون على الجنين في بطن أمه من مطالع، فيقولون: ذكر هو أو أنثى

) 1.

وما أخرجه الإمام أحمد وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبة من سحر ما زاد زاد، وما زاد زاد"2.

4-

وما رواه الإمام مسلم عن أبي مالك الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة"3.

وما رواه الخطيب البغدادي وأبو وغيرهما عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي حتى خرجنا من

1 انظر: "حكم علم النجوم": (ق12/أ) .

2 صحيح. سبق تخريجه: ص97.

3 سبق تخريجه: ص109.

ص: 285

المدينة، فلما خرجنا نظر إليها، وقال:"هذه الجزيرة قد برئت من الشرك ما لم تضلهم النجوم". قال: "يقولون إذا أصابهم الغيث: مطرنا بنجم كذا وكذا"1.

7-

وما رواه الإمام أحمد في "مسنده" عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: "يا علي أسبغ الوضوء وإن شق عليك، ولا تأكل الصدقة، ولا تنز الحمير على الخيل، ولا تجالس أصحاب النجوم"2.

8-

وما رواه الخطيب والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكر القدر فأمسكوا، وإذا ذكر النجوم فأمسكوا"3.

قال الخطيب البغدادي رحمه الله: (أراد صلى الله عليه وسم بالإمساك عن النجوم الكف عما يقول المنجمون فيها، من أنها فاعلة مدبرة وأنها تسعد وتنحس، وأن ما يكون في العالم من حادث فهو بحركات النجوم، فأمر عليه الصلاة والسلام بالإمساك عن هذا القول، وأن يقال فيها إنها كما جعلها الله تعالى يهتدي بها في ظلمات البر والبحر، ويعرف بالشمس

1 حسن لغيره. سبق تخريجه: ص156.

2 رواه الإمام أحمد في "مسنده": (1/78) .

قال الهيثمي: رواه عبد الله بن أحمد، وفيه هارون بن مسلم صاحب الحناء لينه أبو حاتم، ووثقه الحاكم، وبقية رجاله ثقات. "مجمع الزوائد":(5/116) .

وقال أحمد شاكر: (الحديث ضعيف لوجود الانقطاع بين علي زين العابدين وعلي بن أبي طالب، إذ إن علي زين العابدين لم يدركه، فكانت الرواية عنه مرسلة)"تحقيق أحمد شاكر على مسند أحمد": (2/582) .

3 حسن بمجموع طرقه. سبق تخريجه: ص101.

ص: 286

9-

والقمر عدد السنين والحساب، وأن فيها دلالة على قدرة الله وحكمته) 1.

10-

وما رواه الطبراني عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أخوف ما أخاف على أمتي في آخر زمانها: النجوم، وتكذيب بالقدر، وحيف السلطان"2.

11-

وما رواه أحمد والخطيب البغدادي وغيرهما من ثعلبة بن عباد العبدي3 من أهل البصرة قال: شهدت خطبة لسمرة بن جندب4 فذكر حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه قال: "أما بعد: فإن ناساً يزعمون أن كسوف الشمس، وكسوف هذا القمر، وزوال هذه النجوم عن مواضعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض وأنهم قد كذبوا، ولكنها هي آيات الله يعتبر بها عباده فلينظر من يحدث له منهم توبة

" 5.

1 "حكم علم النجوم": (ق9/أ) .

2 حسن لغيره. سبق تخريجه: ص155.

3 تابعي، سمع سمرة. قال ابن المديني: الأسود يروي عن المجاهيل.

وقال ابن حزم: ثعلبة مجهول، وتبعه ابن القطان، وصحح الترمذي حديثه.

قال ابن حجر في "التقريب": مقبول.

انظر: "الجرح والتعديل": (2/463)، و"ميزان الاعتدال":(1/371)، و"تهذيب التهذيب":(2/24)، و"التقريب": ح (843) .

4 هو سمرة بن جندب بن هلال الفزاري، من علماء الصحابة نزل البصرة، توفي سنة ثمان وخمسين، وقيل: تسع وخمسين، وقيل: ستين. انظر: "التاريخ الكبير": (4/176)، و"الإصابة":(2/78)، و"شذرات الذهب":(1/65) .

5 أخرجه أبو داود: (رقم 1184)، والترمذي:(رقم 562) وصححه، والإمام أحمد:(5/16)، والحاكم في "المستدرك":(1/330) وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، والخطيب في "حكم علم النجوم":(ق7/ب) .

قال الهيثمي: (رجال أحمد رجال الصحيح غير ثعلبة بن عباد، ووثقه ابن حبان) . "المجمع": (7/342) .

وضعفه الأرناؤوط في "جامع الأصول": (6/83)، وأشار أحمد شاكر إلى تصحيحه فقال عن ثعلبة العبدي:(وهذا توثيق له كاف في معرفته) . "سنن الترمذي": (2/451) .

ص: 287

وما رواه الخطيب البغدادي أيضاً عن ابن لهيعة1 أن الربيع ابن سبرة2 حدثه قال: "لما غزا عمر رضي الله عنه، وأراد الخروج

1 هو عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي، أبو عبد الرحمن، قاضي مصر وعالمها، وضعفه كثير من العلماء، وقالوا: لا يحتج به، مات سنة أربع وسبعين.

انظر: "الجرح والتعديل": (5/145)، و"ميزان الاعتدال":(2/475)، و"تهذيب التهذيب":(5/373) .

2 هو الربيع بن سبرة بن معبد، ويقال: ابن هوسجة، الجهني المدني، قال العجلي: حجازي تابع ثقة، وقال النسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن أبي خيثمة: سئل ابن معين عن أحاديث عبد الملك بن الربيع بن سبرة عن أبيه عن جده، فقال: ضعاف.

وقد وهم ابن حجر فقال: (قال الخطيب أبو بكر: لا يستقيم عندي سماعه من علي. قال هذا بعد أن أخرج من طريقه حديثاً عن علي في كتاب ذم النجوم) .

قلت: والصحيح أن الربيع بن سبرة روى هذا الحديث عن عمر لا عن علي.

وقد قال الخطيب بعد إيراد هذا الحديث: (وليس بمستقيم عندي سماع الربيع بن سبرة من عمر رضي الله عنه، ولعل الربيع رواه عن أبيه عن عمر رضي الله عنه، والله أعلم) .

قلت: إن قول الخطيب: (ولعل الربيع رواه عن أبيه عن عمر) لا يصح لأنه ورد في هذا الأثر قول عمر: (قد عرفت ما تريد يا ابن سبرة) ، وابن سبرة هو الربيع لا أبوه، وبهذا يكون هذا الإسناد غير محفوظ عند أهل العلم، مما يدل على ضعف هذا الأثر بالإضافة إلى رواية ابن لهيعة له، وهو ضعيف.

انظر: "الجرح والتعديل": (3/462)، و"تهذيب التهذيب":(3/244)، و"حكم علم النجوم":(ق10/أ) .

ص: 288

إلى الشام خرجت معه، فلما أردنا أن ندلج نظرت فإذا القمر في الدبران فأردت أن أذكر لعمر ذلك، فعرفت أنه يكره ذكر النجوم. فقلت له: يا أبا حفص انظر إلى القمر ما أحسن استواءه الليلة، فنظر فإذا هو في الدبران، قال: قد عرفت ما تريد يا ابن سبرة، تقول: إن القمر بالدبران، وإنا والله لا نخرج بالشمس ولا بالقمر ولكن نخرج بالله الواحد القهار"1.

11-

وما رواه الخطيب أيضاً عن ميممون بن مهران قال لابن عباس: أوصني. قال: (أوصيك بتقوى الله، وإياك وعلم النجوم فإنه يدعو إلى الكهانة، وإياك أن تذكر أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بخير فيكبك الله على وجهك في جهنم، فإن الله تعالى أظهر بهم هذا الدين، وإياك والكلام في القدر فإنه ما تكلم فيه اثنان إلا أثماً، أو أثم أحدهما)2.

وهل يحكم بتكفير من عمل بهذه الصناعة، فادعى أنه يعلم الغيب بما تدل عليه هذه الكواكب؟

اختلف العلماء في تكفيره على قولين:

القول الأول: ذهب فريق من العلماء منهم: القرطبي، والشيخ سليمان عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب3 إلى أن من ادعى أن هذه

1 أخرجه الخطيب في "حكم علم النجوم": (ق10/أ) .

2 أخرجه الخطيب في كتاب "حكم علم النجوم": (ق11/أ) .

3 هو سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، من آل الشيخ محدث، فقيه، مفسر، مجتهد، ثقة، أكرم بالشهادة رمياً بالرصاص لوشاية سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف.

انظر: "تيسير العزيز الحميد": المقدمة، و"فتح المجيد": ص5، و"الأعلام":(3/129) .

ص: 289

الكواكب دلالات على علم الغيب فهو كافر، لأنه ادعى علم شيء استأثر الله بعلمه1.

قال القرطبي رحمه الله: (قال العلماء رحمة الله عليهم: لما تمدح سبحانه بعلم الغيب، واستأثر به دون خلقه، كان فيه دليل على أنه لا يعلم الغيب أحد سواه، ثم استثنى من ارتضاه من الرسل فأودعهم ما شاء من غيبه بطريق الوحي إليه، وجعله معجزة لهم، ودلالة صادقة على ثبوتهم، وليس المنجم ومن ضاهاه ممن يضرب بالحصى وينظر في الكتب، ويزجر الطير ممن ارتضاه من رسول فيطلعه على ما يشاء من غيبه، بل هو كافر بالله، مفترٍ عليه بحدسه وتخمينه وكذبه)2.

وقال الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله: (وينبغي أن يقطع بكفره، لأنها دعوى لعلم الغيب الذي استأثر الله تعالى بعلمه بما لا يدل عليه)3.

القول الثاني: ذهب مالك وابن رشد الجد والقرافي4 وابن حجر وغيرهم إلى عدم تكفيره.

قال ابن رشد الجد رحمه الله: (سئل مالك عن الذي ينظر في النجوم

1 انظر: "تفسير القرطبي": (19/27-28)، و"تيسير العزيز الحميد": ص442.

وبهذا قال أيضاً ابن عابدين وطائفة من فقهاء الحنيفة.

انظر: "حاشية ابن عابدين": (4/242) .

2 "تفسير القرطبي": (19/28) .

3 "تيسير العزيز الحميد": ص442.

4 هو أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن، أبو العباس، شهاب الدين الصنهاجي، القرافي، من علماء المالكية، توفي سنة أربع وثمانين وستمائة.

انظر: "الديباج المذهب": (1/236)، و"هدية العارفين":(1/99) .

ص: 290

فيقول: الشمس تكسف1 غداً، والرجل يقدم غداً، وما أشبه ذلك، فقال: أرى أن يزجر عن ذلك، فإن لم يفعل أدب في ذلك) 2.

وقال ابن رشد الجد أيضاً: (وإن كان مؤمناً بالله عز وجل، مقراًّ بأن النجوم واختلافها في الطلوع والغروب لا تأثير لها في شيء مما يحدث في العالم، وأن الله هو الفاعل لذلك كله، إلا أنه جعلها أدلة على ما يفعله، فهذا يزجر عن اعتقاده ويؤدب عليه أبداً حتى يكف عنه، ويرجع عن اعتقاده، ويتوب عنه، لأن ذلك بدعة يجرح بها وتسقط إمامته وشهادته)3.

وقال القرافي رحمه الله: (إن اعتقد أن الله هو الفاعل عندها زجر عن هذا الاعتقاد الكاذب، لأنه بدعة تسقط العدالة)4.

وقال ابن حجر العسقلاني رحمه الله: (ولم يتعين الكفر في حق من قال ذلك، وإنما يكفر من نسب الاختراع إليها، وأما من جعلها علامة على حدوث أمر في الأرض فلا)5.

قلت: والمتتبع لكتب هؤلاء المنجمين وأحوالهم يرى أنهم يعتدون على ما استأثر الله بعلمه، حتى علم الساعة جعلوا لأنفسهم نصيباً منه، وغالب أحكامهم تدور على ادعاء ما يكسبه الإنسان في مستقبل أيامه، وعلى جعل الأمور الغيبية تحت تصرفه وحكمه، يطلع عليها متى شاء

1 سيأتي بيان هذه المسألة في مبحث توقع حادثتي الكسوف والخسوف.

2 "البيان والتحصيل": (17/404) .

3 المرجع السابق: (17/407) .

4 "الفروق": (4/259) .

5 "فتح الباري": (6/295) .

ص: 291

ويقضي فيها بما أراد، فمن كان هذا حاله فلا شك في كفره، إذ إنه ينازع الرب في ربوبيته، ويدعي علماً استأثر الله به، والله أعلم.

وقد ذكر الشيخ حافظ الحكمي1 رحمه الله الأوجه التي بها حكم على الكاهن والمنجم والعراف ونحوهم بالكفر فقال: (وأما كفر الكاهن فمن وجوه: منها كونه ولياً للشياطين، فلم يوح إليه الشيطان إلا بعد أن تولاه، قال تعالى:{وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ} 2، والشيطان لا يتولى إلا الكفار، وهم يتولونه، قال تعالى:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} 3 وهذا وجه ثان.

والثالث قوله تعالى: {يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ} أي: نور الإيمان والهدى {إِلَى الظُّلُمَاتِ} أي: ظلمات الكفر والضلالة، وقال تعالى:{وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِينا ً} 4 وهذا وجه رابع.

والخامس: تسميته طاغوتاً5 في قوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً} 6 نزلت في المتحاكمين إلى كاهن جهينة.

1 هو حافظ بن أحمد بن علي الحكمي، فقيه، أديب، من علماء جيزان بين الحجاز واليمن، توفي سنة سبع وسبعون وثلاثمائة وألف.

انظر: "معارج القبول": المقدمة، و"الأعلام":(2/159) .

2 سورة الأنعام، الآية:121.

3 سورة البقرة، الآية:257.

4 سورة النساء، الآية:119.

5 الطاغوت: الكاهن والشيطان هو كل رأس في الضلالة. "الصحاح": (6/2413) .

6 سورة النساء، الآية:60.

ص: 292

وقوله: {وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} أي: الطاغوت، وهذا وجه سادس.

والسابع: إن من هداه الله للإيمان من الكهان كسواد بن قارب1 رضي الله عنه لم يأته رأيه بعد أن دخل في الإسلام، فدل أنه لم ينزل عليه في الجاهلية إلا لكفره وتوليه إياه.

الثامن: وهو أعظمها تشبهه بالله عز وجل في صفاته، ومنازعته له في ربوبيته، فإن علم الغيب من صفات الربوبية التي استأثر الله تعالى بها دون من سواه، فلا سمي له، ولا مضاهي، ولا مشارك قال تعالى:{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَاّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} 2، وقال:{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً} 3.

التاسع: إن دعواه تلك تتضمن التكذيب بالكتاب وبما أرسل الله به رسله.

العاشر: النصوص في كفر من سأله عن شيء فصدقه بما يقول، فكيف به نفسن فيما ادعاه؟ كما روى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول

1 هو سواد بن قارب الأزدي الدوسي، أو السدوسي، كاهن شاعر في الجاهلية، صحابي في الإسلام، عاش إلى خلافة عمر وتوفي بالبصرة سنة خمس عشرة.

انظر: "الإصابة": (2/96)، و"بلوغ الأرب":(3/29) .

2 سورة الأنعام، الآية:59.

3 سورة الجن، الآيتان: 26-27.

ص: 293

الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد"1.

ثم قال الحكمي: ثم أعلم أن الكاهن وإن كان أصله ما ذكرنا فهو عام في كل من ادعى معرفة المغيبات ولو بغيره كالرمال الذي يخط في الأرض أو غيرها، والمنجم، والطارق بالحصى وغيرهم2.

1 أخرجه الإمام أحمد في "مسنده": (2/429)، والحاكم في "المستدرك":(1/8)، والبيهقي في "السنن الكبرى":(8/135) .

قال المناوي: (قال الحاكم: على شرطهما، وقال الحافظ العراقي في "أماليه": حديث صحيح، ورواه عنه البيهقي في السنن، وقال الذهبي: إسناده قوي) .

"فيض القدير": (6/23)، وصححه ابن كثير في "تفسيره":(1/143) ، وصححه الألباني.

انظر: "مشكاة المصابيح": (رقم 4599) .

2 انظر: "معارج القبول": (1/435-436) .

ص: 294