الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:(عَلَى مَكَانَتِكُمْ) قال: على ناحيتكم (إِنِّي عَامِلٌ) كذلك على تؤدة على عمل من سلف من أنبياء الله قبلي (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) إذا جاءكم بأس الله، من المحقّ منا من المبطل، والرشيد من الغويّ.
وقوله: (مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ) يقول تعالى ذكره: من يأتيه عذاب يخزيه، ما أتاه من ذلك العذاب، يعني: يذله ويهينه (وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ) يقول: وينزل عليه عذاب دائم لا يفارقه.
القول في تأويل قوله تعالى: {إِنَّا أَنزلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ
(41) }
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: إنا أنزلنا عليك يا محمد الكتاب تبيانا للناس بالحقّ (فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ) يقول: فمن عمل بما في الكتاب الذي أنزلناه إليه واتبعه فلنفسه، يقول: فإنما عمل بذلك لنفسه، وإياها بغى الخير لا غيرها، لأنه أكسبها رضا الله والفوز بالجنة، والنجاة من النار. (وَمَنْ ضَلَّ) يقول: ومن جار عن الكتاب الذي أنزلناه إليك، والبيان الذي بيَّناه لك، فضل عن قصد المحجة، وزال عن سواء السبيل، فإنما يجور على نفسه، وإليها يسوق العطب والهلاك، لأنه يكسبها سخط الله، وأليم عقابه، والخزي الدائم. (وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) يقول تعالى ذكره: وما أنت يا محمد على من أرسلتك إليه من الناس برقيب ترقب أعمالهم، وتحفظ عليهم أفعالهم، إنما أنت رسول، وإنما عليك البلاغ، وعلينا الحساب.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:(وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) أي بحفيظ.