الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله الذي جعلَ البيت الحرام مثابةً للناس وأَمناً، وأَمرنا بأَن نتخذ مقام إبراهيم مُصَلًّى. وعَهِدَ إلى إبراهيم وإِسماعيل أَن يُطَهِّرا بيته للطَّائفين والعاكفين والركَّع السُّجود. وأَشهد أَن لَا إلهَ إلَاّ الله وحده لَا شريك له. القائل {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} (1) وأَشهد أَن سيدنا محمداً عبده ورسوله. المنَزَّل عليه (وَأَتِمُّواْ
الْحَجَّ
وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ) (2).
اللَّهم صلِّ وسلِّم وبارِكْ على سيدنا محمدٍ القائل: {خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُم} (3) وعلى آله الأَطهار، وصحابته الأَخيار، ومن نَسَكَ منسكَهم واهْتَدَى بهديهم وتَبِعَهم بإِحسان.
(أَمَّا بعد) فيقول العبدُ الفقيرُ على رحمة رَبِّه القدير أَمين بن محمود ابن محمد بن أَحمد بن خطَّاب السُّبكي: هذا جزءٌ لطيفٌ في بيان أَعمال الحج والعُمْرة ومناسكهما عند الأَئمَّة الأَعلام مع بيان أدلتها النقلية وحكمها الشرعيَّة. ولم آلُ جهداً في بيانِ حالِ الحديث صِحَّةٌ وحسناً وغيرهما مع
(1) سورة آل عمران، الآية 97.
(2)
سورة البقرة، الآية 196.
(3)
أخرجه البيهقى من حديث جابر، انظر ص 125 ج 5 (الإيضاع فى وادى محسر).
عَزْوِه لمخرجيه. وأَردتُ بالإمامين: مالِكاً وأَحمد (1)
رضي الله عنهما.
(1)(مالك) هو أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبى عامر بن الحارث الأصبحى المدنى، إمام دار الهجرة وأحد أئمة المذاهب المتبوعة، وهو من تابعى النابعين. ولد سنة 95 خمس وتسعين هـ. ومات بالمدينة فى صفر سنة 179 تسع وسبعين ومائة عن أربع وثمانين سنة. وهو إمام الناس فى الفقه والحديث. أجمع العلماء على أمانته وجلالته وعظيم سيادته وتبجيله وتوقيره والإذغان له فى الحفظ والتثبت وتعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " روى " أبو هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحداً أعلم من عالم المدينة. أخرجه الحاكم والترمذى - وقال: هذا حديث حسن - قال عبد الرزاق وسفيان بن عيينة: إنه مالك بن أنس. انظر ص 6 ج 1 تيسير الوصول وص 114 ج 3 منه (مالك بن أنس رحمه الله وقال فى التيسير: ولما حج الرشيد سمع عليه الموطأ وأعطاه ثلاثة آلاف دينار ثم قال له: ينبغى أن تخرج معنا فإنى عزمت على أن أحمل الناس الموطأ، فقال: أما حمل الناس على الموطأ فليس إلى ذلك سبيل فإن أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم افترقوا بعده فى البلاد، فعند أهل كل مصر علم، وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: اختلاف أمتى رحمة. وأما الخروج معك فلا سبيل إليه. قال صلى الله عليه وسلم: المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. وهذه دنانيركم كما هى فلا أوثر الدنيا على مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ومناقبه أكثر من أن تحصى، رحمة الله عليه. انظر ص 7 ج 1 تيسير الوصول.
و(أحمد) هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد، ينتهى نسبة إلى نزار بن معد بن عدنان: أحد الأئمة المتبوعين، مجمع على جلالته وأمانته وورعه وزهادته ولد ببغداد فى ربيع الأول سنة 164 أربع وسنين ومائة. وتوفى فى ربيع الأول سنة 241 إحدى وأربعين ومائتين، عن سبع وسبعين سنة. وله مسند فيه أربعون ألف حديث. وقيل ثلاثون ألفاً. المكرر منها عشرة آلاف. وقال: جعلته حجة بينى وبين الله. ولم يلتزم رحمة الله الصحة فى مسنده وإنما أخرج ما لم تجمع الناس على تركه. ومناقبه كثيرة.
وبالأئمة الإمامين والشَّافعي (1)،
وبالشَّيخَيْن: البُخارى ومُسْلماً (2)، وبالثلاثة:
(1)(الشافعى) هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع ابن السائب بن عبيد بن عد يزيد بم هاشم بن عبد المطلب القرشى. يجتمع نسبه مع النبى صلى الله عليه وسلم فى جده عبد مناف. وهو أحد الأئمة المجتهدين. قال: ولدت بعسقلانى فلما أتى على سنتان حملتنى أمى إلى مكة. وقيل ولد بغزة فى رجب سنة 150 خمسين ومائة أهـ. ومات بمصر ليلة الجمعة الأخيرة من رجب سنة 204 أربع ومائتين أهـ عن أربع وخمسين سنة. تفقه فى مكة على مسلم بن خالد الزنجى ثم قدم المدينة فلزم الإمام مالكاً وقرا عليه الموطأ حفظاً. وكان سنه إذا ذاك ثلاث عشرة سنة. ثم رحل إلى اليمن واشتهر بها، ثم رحل إلى العراق وجدّ فى طلب العلم ونشر علم الحديث ونسر السنة واستخرج منها الأحكام. وفى آخر سنة 199 تسع وتسعين ومائة أهـ رحل إلى مصر وألف كتابه الجديد والأم والإملاء الصغير والأمالى الكبرى وكتاب الرسالة وغيرها، وأحبه أهل مصر وغيرهم لعلمه وفضله وتقواه. ورحل الناس إليه من سائر الأقطار. " روى " أبو هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: اللهم اهد قريشاً فإن عالمها يملأ طباق الأرض علماً (الحديث) أخرجه الخطيب وابن عساكر بسند حسن. انظر رقم 1460 ص 105 ج 2 فيض القدير وعن ابن مسعود أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: لا تسبوا قريشاً فإن عالمها يملأ الأرض علماً (الحديث) أخرجه أبو داود الطيالسى (انظر ص 39 و 40 الطيالسى) قال أبو نعيم عبد الملك بن محمد الفقيه: المراد بعالم قريش الإمام الشافعى رضى الله عنه، لأنه من قريش ومن علماء هذه الأمة. وقد ظهر علمه وانتشر فضله لا نعلم إحاطتها بأحد إلا الشافعى رحمه الله تعالى. ومناقبه كثيرة شهيرة، وفضائله أكثر من أن تحصى ..
(2)
(البخارى) هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة. ولد يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شوال سنة 194 أربع وتسعين ومائة هـ. وتوفى ليلة الفطر سنة 256 ست وخمسين ومائتين، وله اثنتان وستون سنة إلا ثلاثة عشر يوماً. ولم يعقب ولداً ذكراً. طلب العلم وله عشر سنين، وقال: خرجت كتابى الصحيح من زهاء ستمائة ألف حديث وما وضعت فيه حديثاً إلا وصليت ركعتين. وجملة ما بصحيحه 7275 خمسة وسبعون ومائتان وسبعة آلاف حديث بما فيها المكرر وبحذفه أربعة آلاف حديث و (مسلم) هو أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيرى النيسابورى. ولد سنة 204 أربع ومائتين. وتوفى لست بقين من رجب 261 إحدى وستين ومائتين، وله سبع وخمسون سنة. أخذ الحديث عن قتيبة بن سعيد وإسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل والقعنبى وغيرهم من أئمة الحديث. قدم بغداد غير مرة وحدّث بها. وأخذ عنه الحديث خلق كثير، وقال: صنفت المسند من ثلاثمائة ألف حديث.
أبا داود والنسائى والترمذى (1)
وبالأربعة الثلاثة وابن ماجه (2) وبالخمسة الشيخين والثلاثة، وبالستة الشيخين والأربعة، وبالسبعة أحمد والستة، وبالجماعة السبعة ومالِكاً.
(1)(أبو داود) هو سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأزدى السجستانى. ولد سنة 202 اثنتين ومائتين. وتوفى بالبصرة لأربع عشرة ليلة بقيت من شوال سنة 275 خمس وسبعين ومائتين. وله ثلاث وسبعون سنة. قال: كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث فانتخبت منها 4800 ثمانمائة وأربعة آلاف حديث. ضمنتها هذا الكتاب (يعنى السنن) وما ذكرت فى كتابى حديثاً أجمع الناس على تركه. قال الخطابى: لم يصنف فى علم الدين مثل كتاب السنن لأبى داود. وانظر ترجمته وافيه ص 15 - 19 ج 1 - المنهل العذب المورود.
و(النسائى) هو أبو عبد الرحمن بن شعيب بن على بن بحر. ولد سنة 215 خمس عشرة ومائتين. ومات بمكة سنة 303 ثلاث وثلاثمائة وله ثمان وثمانون سنة، وكان شافعى المذهب. ساله بعض الأمراء عن كتابه السنن: أكله صحيح؟ فقال: فيه الصحيح والحسن وما يقاربهما، قال: فاكتب لنا الصحيح منه مجرداً، فصنف المجتبى (السنن الصغرى) فهو المجتبى من السنن.
و(الترمذى) هو أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذى. ولد سنة 200 مائتين، وتوفى بترمذ ليلة الاثنين الثالث عشر من رجب سنة 279 تسع وسبعين ومائتين، وله تسع وسبعون سنة. وله تصانيف كثيرة فى عالم الحديث. وجامعه من أحسن الكتب وأكثرها فائدة. ومن كان فى بيته فكأنما فى بيته نبى يتكلم.
(2)
(ابن ماجه) هو أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزوينى إمام متقن مقبول بالاتفاق. ولد سنة 209 تسع ومائتين. ومات يو الاثنين لثمان بقين من رمضان سنة 293 ثلاث وتسعين ومائتين. وسننه أحد الكتب السنة التى تلقتها الأمة بالقبول. اشتملت على شئون انفرد بها عن غيره. والمشهور أن ما انفرد به يكون ضعيفاً غالباً. وقد حكم ابو زرعه على أحاديث كثيرة منه بأنها باطلة أو ساقطة أو منكرة. وعدد أحاديثه أربعة آلاف.