الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع الثامن والأربعون بعد المائة
في معرفة غريبة
النوع الثامن والأربعون بعد المائة
في معرفة غريبة
أفرده بالتصنيف خلائق لا يحصون، منهم: أبو عبيدة،
وأبو عمر الزاهد، وابن دريد، ومن أشهرها: كتاب العزيزي، فقد أقام في تأليفه خمس عشرة سنة، يحرره هو وشيخه أبو بكر بن الأنباري، ومن أحسنها، المفردات للراغب. ولأبي حيان في ذلك تأليف مختصر في كراسين. [وكتاب الغريبين للهروي حسن في بابه. قال ابن الصلاح]: وحيث رأيت في كتب التفسير، قال [أهل] المعاني: فالمراد به مصنفو
الكتب في معاني القرآن كالزجاج، والفراء، والأخفش، وابن الأنباري. انتهي.
وينبغي الاعتناء به؛ فقد أخرج البيهقي من حديث أبي هريرة مرفوعاً: «أعربوا القرآن، والتمسوا غرائبه» .
وأخرج مثله عن عمر، وابن عمر، وابن مسعود موقوفاً.
وأخرج من حيث ابن عمر مرفوعاً: «من قرأ القرآن فأعربه كلن له بكل حرف عشرون حسنة، ومن قرأه بغير إعراب كان له بكل حرف عشر حسنات» . المراد بإعرابه معرفة ألفاظه، وليس المراد به الإعراب المصطلح عليه عند النحاة؛ وهو ما يقابل اللحن؛ لأن القراءة مع فقده ليست قراءة، ولا ثواب فيها.
وعلى الخائض في ذلك التشبث والرجوع إلى كتب أهل الفن، وعدم الخوض بالظن؛ فهذه الصحابة؛ وهم العرب العرباء، وأصحاب اللغة الفصحى، ومن نزل القرآن عليهم، وبلغتهم توقفوا في ألفاظ، لم يعرفوا
معناها، فلم يقولوا فيها شيئاً، فأخرج أبو عبيد في الفضائل، عن إبراهيم التيمي أن أبا بكرا الصديق سئل من قوله تعالى:{وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} [عبس: 31]، فقال: أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني إن أنا قلت في كتاب الله تعالى ما لا أعلم.
وأخرج عن أنس، أن عمر بن الخطاب قرأ على المنبر:{وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} [عبس: 31]، فقال: هذه الفاكهة قد عرفناها، فما الأب؟ ثم رجع إلى نفسه، فقال: إن هذا هو الكلف يا عمر.
وأخرج من طريق مجاهد: عن ابن عباس، قال: كنت لا أدري ما فاطر السموات، حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أخدهما: أنا فطرتها، والآخر يقول: أنا ابتدأتها.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير أنه سئل عن قوله تعالي: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} [مريم: 13]، فقال: سألت عنها ابن عباس، فلم يجب فيها شيئاً.
وأخرج من طريق عكرمة، عن ابن عباس، قال: لا والله، ما أدري
ما حناناً.
وأخرج الفريابي، حدثنا [إسرائيل]: حدثنا سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كل القرآن أعلمه إلا أربعاً: {غِسْلِينٍ} [الحاقة: 26]، و {وَحَنَانًا} [مريم: 13]، و {لَأَوَّاهٌ} [التوبة: 114]، و {الرَّقِيمِ} [الكهف: 9].