الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
..............................................................................
واحد ". قال الحافظ (11/132) :
" وكأنه أخذه من كلام ابن القيم؛ فإنه قال:
إن هذه الكيفية لم ترد مجموعة في طريق من الطرق، والأولى أن يستعمل كل لفظ
ثبت على حدة؛ فبذلك يحصل الإتيان بجميع ما ورد، بخلاف ما إذا قال الجميعَ دفعة
واحدة؛ فإن الغالب على الظن أنه صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ".
قلت: وقد فصل القول في هذا في كتابه " الجلاء "(219 - 222) ، فراجعه؛ فإنه
نفيس، لا تكاد تجده في كتاب. {وبيّنه شيخ الإسلام ابن تيمية في بحث له في
التكبير في العيدين " مجموع "(69/253/1) } .
الفائدة السادسة:
قال العلامة صديق حسن خان في كتابه " نزل الأبرار بالعلم
المأثور من الأدعية والأذكار " - بعد أن ساق أحاديث كثيرة في فضل الصلاة على
النبي صلى الله عليه وسلم والإكثار منها؛ قال - (ص 161) :
" لا شك في أن أكثر المسلمين صلاة عليه صلى الله عليه وسلم هم أهل الحديث ورواة السنة
المطهرة؛ فإن من وظائفهم في هذا العلم الشريف التصلية عليه أمام كل حديث، ولا يزال
لسانهم رطباً بذكره صلى الله عليه وسلم، وليس كتاب من كتب السنة، ولا ديوان من دواوين الحديث
- على اختلاف أنواعها؛ من الجوامع والمسانيد والمعاجم والأجزاء وغيرها - إلا وقد اشتمل
على آلاف الأحاديث، حتى إن أخصرها حجماً كتاب " الجامع الصغير " للسيوطي، فيه
عشرة آلاف حديث، وقس على ذلك سائر الصحف النبوية، فهذه العصابة الناجية
والجماعة الحديثية أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، وأسعدهم بشفاعته صلى الله عليه وسلم
بأبي هو وأمي -، ولا يساويهم في هذه الفضيلة أحد من الناس إلا من جاء بأفضل مما
جاؤوا به، ودونه خرط القتاد، فعليك يا باغي الخير! وطالب النجاة بلا ضير! أن تكون
مُحَدِّثاً، أو متطفلاً على المحدِّثين، وإلا؛ فلا تكن
…
! فليس فيما سوى ذلك من عائدة
{وكذلك سنَّ لهم الدعاء في هذا التشهد وغيره، فقال صلى الله عليه وسلم:
" إذا قعدتم في كل ركعتين؛ فقولوا: التحيات لله
…
". فذكرها إلى
آخرها، ثم قال:" ثم ليتخيَّر من الدعاء أعجبه إليه "(1) } .
تعود إليك ".
قلت: وأنا أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلني من هؤلاء المحدِّثين الذين هم أولى
الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعل هذا الكتاب من الأدلة على ذلك، ورحم الله الإمام
أحمد؛ إمام السنة الذي أنشد:
دين النبيِّ محمد أخبار
…
نعم المطيَّة للفتى آثار
لا ترغبن عن الحديث وأهله
…
فالرأي ليل والحديث نهار
ولربما جهل الفتى أثر الهدى
…
والشمس بازغة لها أنوار
(1)
{أخرجه النسائي، وأحمد، والطبراني من طرق عن ابن مسعود (*) ، وهو
مخرج في " الصحيحة "(878) مع الكلام في فقهه.
وله شاهد في " مجمع الزوائد "(2/142) من حديث ابن الزبير} .
* * *
_________
(*) [وانظر تخريجه مفصلاً فيما سبق ص (865) ، وسيأتي الكلام على شطره الأخير
(ص 998 - 1000، 1002 - 1003) ] .