المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌خاتمة وإني إذ أصل إلى خاتمة المطاف في بحثي استميح الباحثين - الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة

[آمنة محمد نصير]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌الباب الأول: حيَاتهُ وَمؤلفَاتهُ وَعصرُه وبيئتهُ

- ‌الفصل الأول: حياته ومؤلفاته

- ‌الفَصْل الثَاني: عصره وبيئته

- ‌الباب الثاني: المعالم الرئيسية لفكره ومنهجه

- ‌الفصل الأول: موقفه بين الاجتهاد والتقليد

- ‌الفصل الثاني: اهتمامه بالربط بين العلم والعمل

- ‌البَابُ الثَّالِث: مَوقفهُ مِنَ الغَيبيَّات

- ‌الفصل الأول: الذات والصفات

- ‌الفصل الثاني: النبوات

- ‌الفصل الثالث: البعث والجزاء

- ‌الباب الرابع: التصوف وصلته بالعقيدة

- ‌الفصل الأول: موقفه من التصوف

- ‌الفصل الثاني: التفرقة بين جوهر التصوف وأشكاله

- ‌الفصل الثالث: موقفه من التوسل

- ‌الباب الخامس: نظرته إلى دور العقيدة في بناء الفرد من خلال الجماعة

- ‌مدخل

- ‌الفصل الأول: مفهوم الجماعة المسلمة وكيف تتكون، ومدى ارتباط الإيمان بالتزام الجماعة

- ‌الفصل الثاني: التكفير وما يخرج عن الإسلام

- ‌الفصل الثالث: الجهاد في سبيل الله كركن من أركان العقيدة

- ‌الباب السادس: آثاره في الفكر والسياسة

- ‌مدخل

- ‌الفصل الأول: أثره في الفكر الإسلامي

- ‌الفصل الثاني: أثرة في السياسة

- ‌خاتمة

- ‌مصادر ومراجع

الفصل: ‌ ‌خاتمة وإني إذ أصل إلى خاتمة المطاف في بحثي استميح الباحثين

‌خاتمة

وإني إذ أصل إلى خاتمة المطاف في بحثي استميح الباحثين والقراء العذر عما عساهم يعثرون عليه خلاله من هنات أو قصور. إذ الكمال المطلق لله تعالى وحده. وحسبى أن انتهيت إلى النتائج الآتية:

(في موضوعات الباب الأول)

قطعنا جانب الشك باليقين فيما يتعلق بنسبة ومولده ونشأته وشيوخه ورحلاته فترجح لدينا أنه لم يغادر الجزيرة العربية وأن مسرح رحلاته مكة والمدينة والبصرة والزبير والإحساء.

(1)

وتبين لنا في تأسيس معارفه أن اعتمد على التلقي عن بعض الشيوخ وقراءة مصنفات بعض السابقين إلي جانب تأمله في واقع الحياة والناس وإن هذا التأمل أثرى معارفه أكثر من أخذه المعارف بالتلقي إذ أنه حرك مداركه ودعاه إلى أن ينقل ويعقل.

(2)

وإن تأمله في أحوال عصرة وبيئته أوقفه على مخالفة هذه الأحوال لعقيدة التوحيد ومنهج الشرك فاتبع ذلك بإنكار هذه المخالفات ودعوة الناس إلى تصحيح عقائدهم بما يدل عليه ذلك من أن الدعوة إلى الإصلاح لا تكفي في قيامها كثرة العلوم والمعارف ما لم يكن للدعاة معرفة بأحوال الناس في زمانهم.

ص: 247

وفي موضوعات الباب الثاني

(4)

تبين لنا دقة تحليله لعلل وردها إلى غلق باب الاجتهاد وسيادة التقليد بما أدى إلى تكريس البدع والخرافات الموروثة بما رأى معه تشديد النكير على المقلدين والدعوة إلي استمرار الاجتهاد ولزومه.

(5)

وتبين لنا عمق إدراكه لارتباط العلم بالعمل في ميزان الإسلام وقيامه بإحياء سنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثمرة لهذا الإدراك ونتيجة له.

وفي موضوعات الباب الثالث

(6)

تبين لنا سلامة منهجه في إصلاح بالبدء بالأهم قبل المهم. فرأى أن إصلاح العقيدة مقدم على كل شئ. وإن صلاح العقيدة مرهون بسلامة النظر في الغيبيات.

(7)

وعرضنا لبعض مسائل الغيبيات التي تحدث فيها فتبين لنا منهجه فى شأنها منهج السلف القائم علي تلقي أمور الغيب من النصوص دون خوض في كيفيتها.

(8)

وإن زمام الأمر عنده في مسائل الغيب والنبوات قائم على تنقية التوحيد من كل صور الشرك الخفي والجلي فذات الله وصفاته بالنبوة وكلف بعضهم بالرسالة وايدهم بالمعجزات وكل ذلك دون الخروج عن بشريتهم فلا يدعون من دون الله ولا يتوجه إليهم بالقصد والطلب.

(9)

وإن البعث والجزاء وما يتصل بهما من مشاهد القيامة من أمور الغيب التي يجب الإيمان بها كما ذكرتها النصوص.

(10)

وإن الشفاعة ثابتة لمن يأذن له الله فيمن يأذن الله بالشفاعة فيه. ولا تطلب إلا من الله.

ص: 248

وفي موضوعات الباب الرابع

(11)

ثبت لنا أنة يقر بالتصوف الموافق لنصوص الشرع وتكاليفه وينكر على بعض المتصوفة الزعم بأن للشريعة ظاهرا وباطناً.

(12)

ويثبت الكرامة للولي الذي يثبت نهوضه بتكاليف الشرع.

(13)

ويقر التوسل بالأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين شريطة أن يكون التوجه به إلى الله وحده.

وفي موضوعات الباب الخامس

(14)

ثبت لنا أنة يؤكد وحدة الأساس الذي تقوم علية الجماعة المسلمة وهو أساس العقيدة وحده وهي عقيدة التوحيد.

(15)

وإن سائر الموحدين على اختلاف أجناسهم وألوانهم أمة واحدة وكل من خالف التوحيد عدو لهم يتربص بهم الدوائر.

(16)

وإن الجهاد في سبيل الله فرض عين علي الموحدين لدفع العدوان الواقع عليهم أو المحتمل وقوعه.

(17)

وإن موادة أهل الشرك كفر تخرج صاحبها من الملة ولو كان ينطق بالشهادتين.

(وفي موضوعات الباب السادس)

(18)

ثبت لنا عظيم تأثيره في الفكر الإسلامي بما كان يحتاج إليه هذا الفكر من فتح باب الاجتهاد وبما كان يحتاجه العالم الإسلامي من إحياء شريعة الجهاد في مواجهة عدوان أوربا الحديث عليه.

(19)

كما ثبت لنا أن منهجه القائم على الإسلام الشامل قد أقام دولة موحدة لأول مرة في جزيرة العرب وكان لهذه الدولة بدورها أثرها في الصراع مع القوى المحيطة بها بعد ذلك.

ص: 249

تلك بعض نتائج البحث المنبثة خلال أبوابه وفصوله المتفرقة ولكن النتيجة الأهم – في تقديري – لحركة محمد بن عبد الوهاب ودعوته- ولكل بحث يعرض لهذه الدعوة في جانب من جوانبها المتعددة هي:

ثبوت قدرة المنهج التربوي الإسلامي المستقى من الكتاب والسنة على صناعة الرجال وصياغة الأفكار عبر كل مرحلة من مراحل التاريخ وأنه مهما بدا للناس أن الفكر الإسلامي قد حجبته غواشي الجهل والتخلف وشبهات بعض المستشرقين ومن نقل عنهم عاد صافيا متجددا عبر أحد مفكريه على امتداد الزمان والمكان تصديقاً لقول الله تعالى:

{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}

ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "

"إن الله يبعث على رأس كل قرن من يجدد لها أمر دينها"

رحم الله الشيخ المصلح المجدد: محمد بن عبد الوهاب

ص: 250