الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حسين بن غنام الأحسائي
هو مؤلف "روضة الأفكار والأفهام": قال يرثي الشيخ محمد بن عبد الوهاب ويثني عليه بما هو أهله:
إلى الله في كشف الشدائد نفزع
…
وليس إلى غير المهيمن مفزع
لقد كسفت شمس المعارف والهدى
…
فسالت دماء في الخدود وأدمع
إمام أصيب الناس طراً بفقده
…
وطاف بهم خطبٌ من البين موجِعُ
وأظلم أرجاء البلاد بموته
…
وحلّ بهم كربٌ من الحزن مفظع
شهاب هوى من أفقه وسمائه
…
ونجمٌ ثوى في الترب واراه بلقع
وكوكب سعد مستنير سناؤه
…
وبدر له في منزل اليمن مطلع
وصبحٌ تبدّى للأنام ضياؤه
…
فداجي الدياجي بعده متقشع
لقد غاض بحر العلم والفهم والندى
…
وقد كان فيه للبرية مرتع
فقوم جلا عنهم صدى الرين فاهتدوا
…
فأسماعهم للحق تصغي وتسمع
وقوم ذوو فقرٍ وجهدٍ وفاقة
…
حووا واقتنوا ما فيه للعيش مطمع
لقد رفع المولى به رتبة الهدى
…
بوقت به يعلى الضلال ويرفع
أبان له من لمعة الحق لمعة
…
أزيل بها عنه حجاب وبرقع
سقاه نمير الفهم مولاه فارتوى
…
وعام بتيار المعارف يقطع
فأحيا به التوحيد بعد اندراسه
…
وأقوى به من مظلم الشرك مهيع
فأنوار صبح الحق باد سناؤها
…
ومصباحه عال ورياه طيع
سما ذروة المجد التي ارتقى لها
…
سواه ولا حاذى سناها سميدع
وشمر في منهاج سنة أحمد
…
يشيد ويحيي ما
…
ويرفع
وينفي الأعادي عن حماه وسوحه
…
ويدمغ أرباب الضلال ويدفع
يناظر بالآيات والسنة التي
…
أمرنا إليها في التنازع نرجع
فأضحت به السمحاء يبسم ثغرها
…
وأمسى محيّاها يضيء ويلمع
وعاد به نهج الغواية طامساً
…
وقد كان مسلوكاً به الناس تربع
وجرت به نجد ذيول افتخارها
…
وحق لها بالألمعي ترفّع
فآثاره فيها سوام سوافرٍ
…
وأنواره فيها تضيء وتسطع
لقد وجد الإسلام يوم فراقه
…
مصاباً خشينا بعده يتصدّع
وطاشت أولوا الأحلام والفضل والنهى
…
وكادت له الأرواح تترى وتتبع
وطارت قلوب المسلمين بموته
…
فظنوا به أن القيامة تقرع
فضجوا جميعاً بالبكاء تأسّفاً
…
وكادت قلوب بعده تتفجّع
وفاضت عيونٌ واستهلّت مدامعٌ
…
يخالطها مزجٌ من الدم يهمع
بكته ذوو الحاجات يوم فراقه
…
وأهل الهدى والحق والدين أجمع
إلى أن قال:
لئن كان في الدنيا له القبر موضعاً
…
فيوم الجزا يرجى له الخلد موضعا
سقى قبره من هاطل العفو ديمةً
…
وباكره سحب من البر همع
وأسكنه بحبوحة الفوز والرضا
…
ولا زال بالرضوان فيها يمتّع