الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بل ولا يأسف ولا يغار هذا الكاتب على هزيمة الدولة الإسلاميّة الفتية التي قامت على أساس الإسلام الصحيح بعقيدته القوية ووحدت جزيرة العرب معقل الإسلام الأول، تحت حكم آل سعود وأخذت تنطلق وتمتد خارج هذه الجزيرة لتنقذ الخلافة الإسلامية من الصوفية والطرقية والمذهبية المتعصبة المهترئة
…
التي كانت من أعظم الأسباب لترك الشريعة والارتماء في أحضان القوانين الأجنبية.
علي الطنطاوي
جاء في كتابه "الشيخ محمد بن عبد الوهاب"1:
ذكر فشو البدع قبل ولادة الشيخ "محمد" كما قال: واعتقد الناس النفع والضرر بالرسول والصالحين، وبالقبور والأشجار، والقباب والمزارات، فيطلبون منهم الحاجات، ويرجعون في الشدائد إليهم، وينذرون لهم، ويذبحون لهم، واشتدّ تعظيم الأموات.
1 لهذا الكتاب قصة طريفة أذكرها للحقيقة والتاريخ، فإنه منذ أكثر من ربع قرن كانت مكتبة دار الفكر بدمشق اتفقت مع مؤلفه على إصدار "سلسلة: أعلام التاريخ فسألته مرة معاتباً قائلاً: أليس للإمام محمد بن عبد الوهاب نصيب في هذه السلسلة فأجاب بلى، وطلب مني بعض المصادر فقدمتها له، وبعد مدة تزيد على الشهر سألته عن المشروع فقال لي: "لقد تشعب عليّ البحث وتوقفت عنه وقتياً ولا أدري ماذا سيحدث معي وكان قصدي من ذلك الإفادة من شهرة هذا الأديب الكبير ولكسر هذا السدّ المضروب على دعوة التوحيد وإيصالها إلى المسلمين وإنقاذهم مما نسجه حولها أعداء الشيخ من الأوهام والأكاذيب ليحجبوا نورها عن الناس، وفيها إنقاذ العالم الإسلاميّ مما فشى بين صفوفه من وثنيات وخرافات وبعد شهور طلب مني ومن أخوين آخرين عقد اجتماع في داره لسماع ما كتب. وجرت المناقشة واحتدمت لأنّه علق في ذهنه أمور تلقاها قديماً من بعض شيوخه، خصوم ما أسموها بالدعوة الوهابية.
وطلب إنهاء الجلسة وتأجيل الاجتماع، وبعد مدة علمت أنه أرسل موضوع الشيخ إلى المطبعة فحدثته بهذا الشأن وقلت له هل تعلم أن لنا علاقة بالقائمين على الحركة =
وكان حظّ نجد في هذه الجاهلية الجديدة أكبر الحظوظ، فقد اجتمع على أهله الجهل والبداوة، والفقر، والانقسام في كل ناحية من نواحي نجد، ومن الأمراء بمقدار ما كان فيها من القرى ففي كل قرية أمير، وفي كل ناحية جمعية أمم وكان في كل أمارة قبر عليه بناء أو شجرة لها أسطورة يقوم عليها سادن من شياطين الإنس يزين للناس الكفر ويدعوهم إلى الاعتقاد بالقبر والذبح له.
والتبرك به والدعاء عنده ثم ذكر شجرة تسمى "شجرة الذئب" وقبر "زيد بن الخطاب" وذلك على سبيل المثال، وكان العلماء قلة والحكام عتاة ظلمة والناس فوضى يغزو بعضهم بعضاً ويعدو قويهم على ضعيفهم.
في تلك البيئة نشأ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، فرأى شمس الإسلام إلى أفول، ورأى ظلمة الكفر إلى امتداد وشمول وأراد الله له الخير، فقدر له أن يكون أحد الذين أخبر الرسول أنهم يبعثون ليجددوا لهذه الأمة دينها، بل لقد كان أحق بهذا الوصف من كل من وصف به في تاريخنا. فقد حقق على يديه عودة نجد إلى التوحيد الصحيح، والدين الحق، والألفة بعد
= الوهابية في المملكة العربية السعودية؟ فأجاب: لا. فقلت له: فلماذا دفعت الكتاب إلى المطبعة قبل أن نتذاكر بشأنه بقصد الوصول إلى الحقيقة؟ فوافق على سحب الكتاب من المطبعة لمناقشته، واشترط ألا أكون في الاجتماع لما يعلم من حماستي للفكرة، واقترح شخصين آخرين. فتم الاتفاق على ذلك ولكن الاجتماع لم يحصل وتم طبع الكتاب، وخرج إلى السوق. فسارعت إلى مطالعته، فرأيت فيه الكثير من الخير والصواب والإنصاف، وبعض التناقض الخطأ، فكتبت مقالاً بعنوان:"الأستاذ علي الطنطاوي يرد على الأديب علي الطنطاوي" وأوضحت فيه بعض ذلك غير أن فريقاً من الأصدقاء نصحوني بعدم نشره، فقبلت النصيحة. ولما كان هذا الكتاب بجزأيه الصغيرين يغلب فيه الصواب على الخطأ، فحشدت جميع أولادي لبيعه في مسجد الجامعة السورية بدمشق كل يوم جمعة، فنفدت طبعته بسرعة.
وقد رجوت الأستاذ الأخ علي منذ سنوات بلزوم تعديله فوافق على ذلك جزاه الله خيراً، وبالنظر لكثرة أعماله جعل الله سبحانه فيها النفع للمسلمين، فقد عهد بذلك إلى أحد الإخوة، فنأمل أن يصدر قريباً وفيه الحقيقة كل الحقيقة.....
الاختلاف، والوحدة بعد الانقسام. أنا لا أقول إن الرجل كامل فالكمال لله، ولا أقول إنه معصوم فالعصمة للأنبياء، ولا أقول: إنه عار من العيوب والأخطاء1ولكن أقول: إن هذه اليقظة التي عمت نجد ثم امتدت حتى جاوزته إلى أطراف الجزيرة، ثم إلى ما حولها، ثم امتدت حتى وصلت إلى آخر بلاد الإسلام ليست إلا حسنة من حسناته عند الله إن شاء الله.
1 ليت هذا الأديب ذكر لنا هذه العيوب والأخطاء كي نعرفها ونتجنبها!!..