الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله تعالى (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)
قال الشيخ الشنقيطي: ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن الكافر إذا تُتلى عليه آيات الله، وهي هذا القرآن العظيم، ولى مستكبرا: أي متكبرا عن قبولها، كأنه لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا أي صمما وثقلا مانعا له من سماعها، ثم أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يبشره بالعذاب الأليم. وقد أوضح جل وعلا هذا المعنى في آيات كثيرة كقوله تعالى (وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ
(7)
يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آَيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9) مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10)) وقد قال تعالى هنا (كأن في أذنيه وقرا) على سبيل التشبيه وصرح في غير هذا الموضع أنه جعل في أذنيه الوقر بالفعل في قوله (إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا) .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله (في أذنيه وقرا)، يقول: ثقلا.
قوله تعالى (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (خلق السماوات بغير عمد ترونها) قال: قال الحسن وقتادة: إنها بغير عمد ترونها، ليس لها عمد.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (وألقى في الأرض رواسي) : أي جبالا (تميد بكم) أثبتها بالجبال.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (من كل زوج كريم) أي حسن.
قوله تعالى (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (هذا خلق الله) ما ذكر من خلق السماوات والأرض، وما بث من الدواب، وما أنبت من كل زوج كريم، فأروني ماذا خلق الذين من دونه الأصنام الذين تدعون من دونه.
قوله تعالى (وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (ولقد آتينا لقمان الحكمة) قال: الفقه والعقل والإصابة في القول من غير نبوة.
قوله تعالى (أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه)
قال تعالى (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم) سورة إبراهيم: 7.
قوله تعالى (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)
قال البخاري: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه ليس بذاك، ألا تسمع إلى قول لقمان لابنه (إن الشرك لظلم عظيم) ".
(صحيح البخاري 8/372 - ك التفسير - سورة لقمان، ب (لا تشرك بالله
…
) ح4776) .
قوله تعالى (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ
…
)
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة قوله: (حملته أمه وهنا على وهن) أي: جهداً على جهد.
قال أبو داود: حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا الربيع بن مسلم، عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يشكر الله من لا يشكر الناس".
(السنن 4/255 ح4811 - ك الأدب، ب في شكر المعروف) ، وأخرجه الترمذي (السنن 4/339 ح1954) - ك البر والصلة، ب ما جاء في الشكر) من طريق عبد الله بن المبارك، وأحمد (المسند 2/295) من طلق يزيد، وابن حبان في صحيحه (الإحسان 8/198-199 ح3407) من طريق عبد الرحمن بن بكر كلهم عن الربيع بن مسلم به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح وحسنه الهيثمي (مجمع الزوائد 8/181)، وقال الألباني: صحيح (صحيح سنن الترمذي ح1592 - السلسلة الصحيحة ح417) . وقال محقق الإحسان: إسناده صحيح على شرط مسلم.، له شاهد من حدث أبي سعيد، أخرجه الترمذي في (الباب السابق ح1955) وقال: حديث حسن صحيح.
وصححه الألباني (صحيح سنن الترمذي ح1593) .
قوله تعالى (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
انظر حديث سعيد بن أبي وقاص عند مسلم المتقدم في سورة المائدة آية (90) وفيه قصة امتناع أمه عن الطعام والشراب حتى يكفر.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (واتبع سبيل من أناب إلي) أي: من أقبل إليّ.
قوله تعالى (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل) من خير أو شر.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة في قوله (فتكن في صخرة) أي في جبل.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (إن الله لطيف خبير) أي: لطيف باستخراجها خبير بمستقرها.
قوله تعالى (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)
انظر سورة آل عمران آية (110) .
قوله تعالى (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)
قال مسلم: حدثنا مِنجاب بن الحارث التميمي وسُويد بن سعيد، كلاهما عن علي بن مسهر، قال منجاب: أخبرنا ابن مسهر، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان. ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة خردل من كبرياء".
(صحيح مسلم 1/93 - ك الإيمان، ب تحريم الكبر وبيانه) .
وانظر حديث ابن عمر المتقدم في الآية (32) من سورة الأعراف.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (ولا تصعر خدك للناس) يقول: ولا تتكبر فتحقر عباد الله، وتعرض عنهم بوجهك إذا كلموك.
قال الحاكم: أخبرني أحمد بن محمد العنزي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا الأسود بن شيبان السدوسي، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير أبي العلاء، عن مطرف بن عبد الله قال: كان يبلغني عن أبي ذر حديث فكنت أشتهي لقاءه فلقيته فقلت يا أبا ذر كان يبلغني عنك حديث فكنت أشتهي لقاءك قال: لله أبوك فقد لقيتني، قال: قلت حدثني بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثك قال: "إن الله يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة". قال فلا إخالني أكذب على خليلي قال: قلت من هؤلاء الذين يحبهم الله قال: رجل غزا في سبيل الله صابراً محتسباً مجاهد فلقي العدو فقاتل حتى قتل وأنتم تجدونه عندكم في كتاب الله المنزل ثم قرأ هذه الآية (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص) قلت: ومن؟ قال: رجل له جار سوء يؤذيه فيصبر على إيذائه حتى يكفيه الله إياه إما بحياة أو موت، قلت: ومن؟ قال: رجل يسافر مع قوم
فأدلجوا حتى إذا كانوا من أخر الليل وقع عليهم الكرى والنعاس فضربوا رؤوسهم ثم قام فتطهر رهبة لله ورغبة لما عنده قلت: فمن الثلاثة الذين يبغضهم الله؟ قال: المختال الفخور وأنتم تجدونه في كتاب الله المنزل (إن الله لا يحب كل مختال فخور) قلت: ومن؟ قال: البخيل المنان، قلت: ومن؟ قال: التاجر الحلاف أو البائع الحلاف.
(المستدرك 2/88-89- ك الجهاد) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
والحديث السابق شاهد لبعضه ولبعضه أيضاً شواهد في الصحيحين.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) قال: نهاه عن التكبر قوله (إن الله لا يحب كل مختال فخور) متكبر ذي فخر.
قوله تعالى (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (واقصد في مشيك) قال: نهاه عن الخيلاء.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (واغضض من صوتك) يقول: واخفض من صوتك فاجعله قصدا إذا تكلمت.
أخرج البستي بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله (إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) قال: أنكر: أقبح.
قوله تعالى (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ)
انظر سورة إبراهيم آية (32 و33) لبيان بعض المسخرات.
أخرج الطبري بأسانيد يقوي بعض بعضاً عن مجاهد (وأسبغ عليكم نعمته ظاهرة وباطنة) قال: لا إله إلا الله.