الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ
(20)
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ)
انظر سورة الحج آية (3) . وقول الشيخ الشنقيطي لبيان الجدل بغير علم.
قوله تعالى (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)
انظر سورة البقرة آية (112) لبيان ومن يسلم وجهه إلى الله، أي: يخلص لله تعالى. وانظر سورة البقرة آية (256) لبيان العروة الوثقى: الإسلام والإيمان.
قوله تعالى (نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ)
قال ابن كثير: ثم قال: (نمتعهم قليلا) أي: في الدنيا (ثم نضطرهم) أي: نلجئهم (إلى عذاب غليظ) أي: فظيع صعب مشق على النفوس، كما قال تعالى:(إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون) .
قوله تعالى (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ)
قال ابن كثير: وإنما ذكرت السبعة على وجهة المبالغة، ولم يرد الحصر ولا (أن) ثم سبعة أبحر موجودة تحيط بالعالم، كما يقوله من تلقاه من كلام الإسرائيليين التي لا تصدق ولا تكذب، بل كما قال تعالى في الآية الأخرى:(قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا)، فليس المراد بقوله:(بمثله) أخر فقط، بل بمثله ثم بمثله ثم بمثله، ثم هلم جرا، لأنه لا حصر لآيات الله وكلماته.
وانظر سورة الكهف آية (109) .
قوله تعالى (مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (كنفس واحدة) يقول: كن فيكون للقليل والكثير.
قال ابن كثير: وقوله تعالى (ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة) أي: ما خلق جميع الناس وبعثهم يوم المعاد بالنسبة إلى قدرته إلا كنسبة خلق نفس واحدة، الجميع هين عليه و (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون)، (وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر) أي: لا يأمر بالشيء إلا مرة واحدة، فيكون ذلك الشيء لا يحتاج إلى تكراره وتوكده:(فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة) .
قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (ألم تر أن الله يولج الليل في النهار) نقصان الليل في زيادة النهار (ويولج النهار في الليل) نقصان النهار في زيادة الليل.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (وسخر الشمس والقمر كل يجرى إلى أجل مسمى) يقول: لذلك كله وقت، وحدّ معلوم، لا يجاوزه ولا يعدوه.
قوله تعالى (وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ)
قال ابن كثير: (وإذا غشيهم موج كالظلل) أي: كالجبال والغمام (دعوا الله مخلصين له الدين)، كما قال تعالى:(وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه) ، وقال (فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين) .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (فمنهم مقتصد) قال: المقتصد في القول وهو كافر.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله (كل ختار) قال: غدار.
قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ)
انظر سورة البقرة آية (48) .
قوله تعالى (
…
فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ)
قال ابن كثير: (فلا تغرنكم الحياة الدنيا)، أي: لا تلهينكم بالطمأنينة فيها عن الدار الآخرة (ولا يغرنكم بالله الغرور) يعني: الشيطان: قاله ابن عباس، ومجاهد، والضحاك وقتادة. فإنه يغر ابن آدم ويعده ويمنه، وليس من ذلك شيء بل كما قال تعالى (يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا) .
وانظر سورة النساء آية (120) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (ولا يغرنكم بالله الغرور) ذاكم الشيطان.
قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)
قال الشيخ الشنقيطى: قد قدمنا في سورة الأنعام أن هذه الخمسة المذكورة في خاتمة سورة لقمان: أنها هي مفاتح الغيب الذكورة في قوله تعالى (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو) .
قال البخاري: حدثني إسحاق، عن جرير، عن أبي حيان، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوماً بارزاً للناس، إذ أتاه رجل يمشي فقال: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، ورُسله، ولقائه، وتؤمن بالبعث الآخر. قال: ما الإسلام؟ قال: الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتى الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، قال: يا رسول الله، ما الإحسان؟ قال: الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن
لم تكن تراه فإنه يراك. قال: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل، ولكن سأحدثك عن أشراطها: إذا ولدت المرأة ربتها فذاك من أشراطها، وإذا كان الحفاة العُراة رُءوس الناس فذاك من أشراطها، في خمس لا يعلمهن إلا الله (إن الله عنده علم الساعة ويُنزل الغَيث ويعلم ما في الأرحام) .
ثم انصرف الرجلُ، فقال: رُدوا عَلَيّ. فأخذوا ليُردوا فلم يروا شيئا، فقال: هذا جبريل جاء ليعلمَ الناس دينهم.
(صحيح البخاري 8/373- ك التفسير - سورة لقمان، ب (الآية) ح4777) ، (صحيح مسلم 1/39-40 ح9، 10 - ك الإيمان، ب بيان الإيمان والإسلام والإحسان) .
قال البخاري: حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان بن بلال، حدثني عبد الله
ابن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفسٌ بأي أرض تموت إلا الله، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله".
(صحيح البخاري 13/374 - ك التوحيد، ب قول الله تعالى (عالم الغيب
…
) ح7379) .
قوله تعالى (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ)
قال ابن ماجة: حدثنا أحمد بن ثابت الجحدري وعمر بن شبّة بن عبيدة قالا: ثنا عمر بن علي، أخبرني إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا كان أجل أحدكم بأرض، أوْثَبَتْهُ إليها الحاجة، فإذا بلغ أقصى أثره، قبضه الله سبحانه. فتقول الأرض، يوم القيامة: ربّ! هذا ما استودعتني".
(السنن 2/1424 - الزهد، ب ذكر الموت والاستعداد له ح4263)، قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، رواه الحاكم في (المستدرك 1/41-42) من طريق عمر بن علي المقدمي ومحمد ابن خالد الوهبي وهشيم عن إسماعيل بن أبي خالد به. وقال: أسند هذا الحديث ثلاثة من الثقات. (مصباح الزجاجة 2/549) . وقال الألباني: صحيح (صحيح ابن ماجة 2/420) . ذكره ابن كثير (6/359) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (إن الله عنده علم الساعة) الآية، أشياء من الغيب استأثر الله بهن، فلم يطلع عليهن ملكا مقربا، ولا نبيا مرسلا (إن الله عنده علم الساعة) فلا يدري أحد من الناس متى تقوم الساعة، في أي سنة أو في أي شهر، أو ليل أو نهار (وينزل الغيث) فلا يعدم أحد متى ينزل الغيث، ليلا أو نهاراً ينزل؟ (ويعلم ما في الأرحام) فلا يعلم أحد ما في الأرحام، أذكر أم أنثى، أحمر أم أسود، أو ما هو؟ (وما تدري نفس ماذا تكسب غداً) خير أم شر ولا تدرى يا ابن آدم متى تموت؟ لعلك الميت غداً، لعلك المصاب غداً؟ (وما تدري نفس بأي أرض تموت) ليس أحد من الناس يدري أين مضجعه من الأرض في بحر أو برّ أو سهل أو جبل، تعالى وتبارك.