المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

تحالفوا بالله، لنبيتنه: أي لنباغتنه بياتا: أي ليلا فنقتله ونقتل - الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور - جـ ٤

[حكمت بشير ياسين]

فهرس الكتاب

- ‌ الشعراء

- ‌(62

- ‌69)

- ‌(141)

- ‌(176)

- ‌ النمل

- ‌(1

- ‌(7)

- ‌(54)

- ‌ القصص

- ‌(1)

- ‌54)

- ‌(70)

- ‌ العنكبوت

- ‌ الروم

- ‌(1)

- ‌(8

- ‌(17)

- ‌(30)

- ‌ لقمان

- ‌(1))

- ‌(7)

- ‌(20)

- ‌ السجدة

- ‌(1)

- ‌17

- ‌ الأحزاب

- ‌ 1

- ‌4

- ‌5

- ‌ 10

- ‌25)

- ‌35

- ‌51

- ‌(61)

- ‌ سبأ

- ‌(12)

- ‌(16)

- ‌ فاطر

- ‌(1

- ‌(6)

- ‌27

- ‌(32)

- ‌ يس

- ‌(7

- ‌(20)

- ‌(33)

- ‌38

- ‌(41)

- ‌ الصافات

- ‌6)

- ‌(25)

- ‌(32)

- ‌(66)

- ‌(83)

- ‌(99)

- ‌ ص

- ‌(1)

- ‌(41)

- ‌(45)

- ‌(82)

- ‌ الزمر

- ‌(1)

- ‌(53)

- ‌ غافر

- ‌(1

- ‌17

- ‌(47)

- ‌(73)

- ‌(79)

- ‌ فصلت

- ‌(1)

- ‌(6)

- ‌(15)

- ‌(20)

- ‌ الشورى

- ‌(1)

- ‌7

- ‌ الزخرف

- ‌(1)

- ‌(5

- ‌(13)

- ‌(70)

- ‌ الدخان

- ‌(1)

- ‌(10)

- ‌(17)

- ‌(58)

- ‌ الجاثية

- ‌(1

- ‌(10)

- ‌ الأحقاف

- ‌1

- ‌6)

- ‌9

- ‌10

- ‌(22)

- ‌ محمد

- ‌(1)

- ‌18

- ‌ الفتح

- ‌1

- ‌(2)

- ‌9

- ‌(19)

- ‌27

- ‌ الحجرات

- ‌3)

- ‌9

- ‌ ق

- ‌(1

- ‌(28)

- ‌ الذاريات

- ‌(1)

- ‌(18

- ‌(41)

- ‌(47)

- ‌ الطور

- ‌ 1

- ‌(5)

- ‌(17)

- ‌ النجم

- ‌(1)

- ‌9

- ‌(38)

- ‌ القمر

- ‌(1)

- ‌3

- ‌(33)

- ‌45

- ‌ الرحمن

- ‌(1

- ‌46)

- ‌ الواقعة

- ‌ 1

- ‌(39)

- ‌(83)

- ‌ الحديد

- ‌1

- ‌4)

- ‌27

- ‌ المجادلة

- ‌ 1

- ‌2

- ‌7

- ‌(9)

- ‌(12)

- ‌(20)

- ‌ الحشر

- ‌(1)

- ‌(2

- ‌5

- ‌6

- ‌9

- ‌ الممتحنة

- ‌4

- ‌6

- ‌ الصف

- ‌1

- ‌6)

- ‌ الجمعة

- ‌1

- ‌3

- ‌6

- ‌9

- ‌ المنافقون

- ‌1

- ‌ التغابن

- ‌(1)

- ‌15

- ‌ الطلاق

- ‌1

- ‌(2)

- ‌ 4

- ‌7

- ‌(12

- ‌ التحريم

- ‌(1)

- ‌(3)

- ‌5

- ‌ الملك

- ‌ 1

- ‌10)

- ‌ القلم

- ‌1

- ‌4

- ‌5

- ‌28)

- ‌ الحاقة

- ‌(9)

- ‌(27)

- ‌ المعارج

- ‌(1

- ‌ نوح

- ‌(1)

- ‌ الجن

- ‌1

- ‌8

- ‌ المزمل

- ‌(1)

- ‌4

- ‌(11)

- ‌19

- ‌ المدثر

- ‌(1)

- ‌(11)

- ‌(30)

- ‌ القيامة

- ‌(14

- ‌ 16

- ‌ الإنسان

- ‌(1

- ‌4

- ‌ المرسلات

- ‌1

- ‌6)

- ‌ النَّبَإِ

- ‌(1)

- ‌(11)

- ‌(23)

- ‌ النازعات

- ‌1

- ‌ 30

- ‌ عبس

- ‌2

- ‌(12)

- ‌ التكوير

- ‌1

- ‌7

- ‌(11)

- ‌(22)

- ‌(1)

- ‌5

- ‌(15)

- ‌ المطففين

- ‌(1)

- ‌(4)

- ‌(25)

- ‌(29)

- ‌ الانشقاق

- ‌(1)

- ‌6

- ‌(10

- ‌ البروج

- ‌1

- ‌(5)

- ‌ الطارق

- ‌(1

- ‌(8)

- ‌ الأعلى

- ‌ 1

- ‌(6)

- ‌ الغاشية

- ‌(1

- ‌20

- ‌(25)

- ‌ الفجر

- ‌(1)

- ‌9)

- ‌ البلد

- ‌1

- ‌4)

- ‌14)

- ‌17

- ‌ الشمس

- ‌(12)

- ‌ الليل

- ‌(1)

- ‌5

- ‌ الضحى

- ‌1

- ‌5

- ‌11

- ‌ الشرح

- ‌ 1

- ‌ التين

- ‌1

- ‌ العلق

- ‌(6)

- ‌ القدر

- ‌1

- ‌ البينة

- ‌1

- ‌4

- ‌ الزلزلة

- ‌(1)

- ‌(6

- ‌7

- ‌ العاديات

- ‌ القارعة

- ‌ التكاثر

- ‌(1)

- ‌2

- ‌8)

- ‌ العصر

- ‌ الهُمَزة

- ‌ الفيل

- ‌ قريش

- ‌ الماعون

- ‌(1)

- ‌3

- ‌ الكوثر

- ‌ 1

- ‌ الكافرون

- ‌1

- ‌ النصر

- ‌ 1/3

- ‌ المسد

- ‌ الإخلاص

- ‌ الفلق

- ‌1

- ‌ 3

- ‌ الناس

- ‌(1)

الفصل: تحالفوا بالله، لنبيتنه: أي لنباغتنه بياتا: أي ليلا فنقتله ونقتل

تحالفوا بالله، لنبيتنه: أي لنباغتنه بياتا: أي ليلا فنقتله ونقتل أهله معه (ثم لنقولن لوليه) أي أوليائه وعصبته (ما شهدنا مهلك أهله) أي: ولا مهلكه هو، وهذا يدل على أنهم لا يقدرون أن يقتلوه علنا، لنصرة أوليائه له، وإنكارهم شهود مهلك أهله دليل على خوفهم من أوليائه.

قوله تعالى (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ‌

(54)

أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55) فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آَلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ (57) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (58))

وفيها قصة لوط وقد تقدمت في سورة الأعراف (80-84) ، وسورة هود (77-83) وسورة الحجر (57-77) ، وسورة الأنبياء (71-75) .

قال ابن كثير: (أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ)، أي: لا تعرفون شيئا لا طبعا ولا شرعا، كما قال في الآية الأخرى:

(أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون) .

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد، في قوله (إنهم أناس يتطهرون) قال: من أدبار الرجل وأدبار النساء استهزاء بهم.

أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة أنه تلا (إنهم أناس يتطهرون) فقال: عابوهم والله بغير عيب أي إنهم يتطهرون من أعمال السوء.

وانظر سورة الأعراف آية (83) لبيان قوله تعالى (فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين) أي من الباقين في عذاب الله تعالى.

قوله تعالى (وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة

) أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله (حدائق ذات بهجة) قال: النخل الحسان.

ص: 32

قوله تعالى (أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون)

قال ابن كثير: (وجعل بين البحرين حاجزا)، أي: جعل بين المياه العذبة والمالحة حاجزا، أي: مانعاً يمنعها من الاختلاط، لئلا يفسد هذا بهذا وهذا بهذا فإن الحكمة الإلهية تقتضي بقاء كل منهما على صفته المقصودة منه، فإن البحر الحلو هو هذه الأنهار السارحة الجارية بين الناس. والمقصود منها أن تكون عذبة زلالا تسقي الحيوان والنبات والثمار منها. والبحار المالحة المحيطة بالأرجاء والأقطار والأرجاء، من كل جانب، والمقصود منها أن يكون ماؤها ملحا أجاجا لئلا يفسد الهواء بريحها، كما قال تعالى (وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا) .

وانظر سورة لقمان آية (10) لبيان رواسي أي: جبال.

قوله تعالى (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون)

قال ابن كثير: وقوله تعالى (ويجعلكم خلفاء الأرض)، أي: يخلف قرناً لقرن قبلهم خلفا لسلف، كما قال تعالى (إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين)، وقال تعالى:(وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات) .

قوله تعالى (أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرى بين يدي رحمته أإله مع الله تعالى الله عما يشركون)

قال ابن كثير: يقول (أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر) أي: بما خلق من الدلائل السماوية والأرضية، كما قال:(وعلامات وبالنجم هم يهتدون) وقال تعالى (وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر

) الآية.

ص: 33

قوله تعالى (أمّن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)

انظر سورة الأنبياء آية (104) .

قال ابن كثير: أي: هو الذي بقدرته وسلطانه يبدأ الخلق ثم يعيده، كما قال في الآية الأخرى:(إن بطش ربك لشديد إنه هو يبدئ ويعيد) وقال: (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده، وهو أهون عليه)

(قل هاتوا برهانكم) على صحة ما تدعونه من عبادة آلهة أخرى (إن كنتم صادقين) في ذلك، وقد علم أن لا حجة لهم ولا برهان، كما قال:(ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون) سورة المؤمنون: 117.

قوله تعالى (قل لا يعلم من في السموات الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون)

انظر سورة الأنعام آية (59) .

قوله تعالى (بل ادارك علمهم في الآخرة

)

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله:(بل ادارك علمهم في الآخرة) يقول: غاب علمهم.

قوله تعالى (وقال الذين كفروا أءِذا كنا ترابا وعظاما وآباؤنا أئنا لمخرجون لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين)

انظر سورة الرعد آية (5) ، وسورة الصافات آية (16) .

قوله تعالى (قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون)

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله:(قل عسى أن يكون ردف لكم) يقول: اقترب لكم.

ص: 34

قوله تعالى (وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالأرْضِ إِلاّ فِي كِتَابٍ مّبِينٍ)

انظر سورة الأنعام آية (59) .

قوله تعالى (إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون)

قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى (إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون) ومن ذلك اختلافهم في عيسى، فقد قدمنا في سورة مريم ادعاءهم على أمه الفاحشة، مع أن طائفة منهم آمنت به، كما يشر إليه قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحوارين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة) والطائفة التي آمنت قالت الحق في عيسى، والتي كفرت افترت عليه وعلى أمه. كما تقدم إيضاحه في سورة مريم.

قوله تعالى (وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين)

انظر سورة الإسراء آية (9) .

قوله تعالى (إن ربك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم)

انظر حديث ابن مسعود عند البخاري المتقدم عند الآية (93) ، من سورة النساء، وهو حديث:"أول ما يقضى بين الناس في الدماء".

قوله تعالى (إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين)

قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى (إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين) ، اعلم أن التحقيق الذي دلت عليه القرائن القرآنية واستقراء القرآن، أن معنى قوله هنا: إنك لا تسمع الموتى لا يصح فيه من أقوال العلماء إلا تفسيران:

الأول أن المعنى: إنك لا تسمع الموتى: أي لا تسمع الكفار الذين أمات الله قلوبهم، وكتب عليهم الشقاء في سابق علمه إسماع هدى وانتفاع لأن الله كتب عليهم الشقاء، فختم على قلوبهم، وعلى سمعهم، وجعل على قلوبهم الأكنة،

ص: 35

وفي آذانهم الوقر، وعلى أبصارهم الغشاوة، فلا يسمعون الحق سماع اهتداء وانتفاع: ومن القرائن القرآنية الدالة على ما ذكرنا أنه جل وعلا قال بعده: (إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون)

التفسير الثاني: هو أن المراد بالموتى الذين ماتوا بالفعل، ولكن المراد بالسماع المنفي في قوله (إنك لا تسمع الموتى) خصوص السماع المعتاد الذي ينتفع صاحبه به، وإن هذا مثل ضرب للكفار، والكفار يسمعون الصوت، لكن لا يسمعون سماع قبول بفقه واتباع كما قال تعالى (ومثل الذين كفروا بربهم كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء) ، فهكذا الموتى الذين ضرب بهم المثل لا يجب أن ينفي عنهم جميع أنواع السماع كما لم ينف ذلك عن الكفار، بل قد انتفى عنهم السماع المعتاد الذي ينتفعون به، وأما سماع أخر فلا، وهذا التفسير الثاني جزم به واقتصر عليه العلامة أبو العباس ابن تيمية رحمه الله.

وانظر سورة البقرة آية (17) .

قوله تعالى (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم)

قال مسلم: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، حدثنا أبي، حدثنا شعبة، عن فرات القزاز، عن أبي الطفيل، عن أبي سريحة، حذيفة بن أسيد. قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في غرفة ونحن أسفل منه، فاطلع إلينا فقال: ما تذكرون؟ قلنا: الساعة.

قال: إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف في جزيرة العرب، والدخان، والدجال، ودابة الأرض، ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، ونار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس.

(الصحيح 4/2226 بعد رقم 2901 -ك الفتن وأشراط الساعة، ب في الآيات التي تكون قبل الساعة) .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، قوله (وإذا وقع القول عليهم) قال: حق عليهم.

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله:(أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم) قال: تحدثهم.

ص: 36

قوله تعالى (ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون) قال الشيخ الشنقيطي: ظاهر الآية الكريمة خصوص الحشر بهذه الأفواج المكذبة بآيات الله، ولكنه قد دلت آيات كثيرة على عموم الحشر لجميع الخلائق، كقوله تعالى بعد هذا بقليل (وكل أتوه داخرين) ، وقوله (وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا) ، وقوله تعالى (ويوم يحشرهم جميعا) .

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد (من كل أمة فوجا) قال: زمرة.

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله:(ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون) قال: يقول: فهم يدفعون.

قوله تعالى (حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أمّاذا كنتم تعملون)

قال ابن كثير: (حتى إذا جاءوا)، أي: أوقفوا بين يدي الله عز وجل في مقام المساءلة (قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أمّاذا كنتم تعملون) ؟

أي: ويسألون عن اعتقادهم، وأعمالهم فلما لم يكونوا من أهل السعادة وكانوا كما قال الله تعالى عنهم:(فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى) ، فحينئذ قامت عليم الحجة، ولم يكن لهم عذر يعتذرون به كما قال تعالى:(هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون ويل يومئذ للمكذبين) .

قوله تعالى (ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون)

قال الشيخ الشنقيطي: الظاهر أن القول الذي وقع عليم هو كلمة العذاب، كما يوضحه قوله تعالى (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) ونحو ذلك من الآيات، وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة (فهم لا ينطقون) ، ظاهره أن الكفار لا ينطقون يوم القيامة، كما يفهم من قوله تعالى (هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون) ، وقوله تعالى (ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما) الآية،

ص: 37

مع أنه بينت آيات أخر من كتاب الله أنهم ينطقون يوم القيامة، ويعتذرون، كقوله تعالى عنهم (والله ربنا ما كنا مشركين)

قوله تعالى (ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون)

انظر سورة الإسراء آية (12) .

قوله تعالى (ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين)

انظر حديث مسلم الطويل عن عبد الله بن عمرو الآتي عند الآية (24) من سورة الصافات، وفيه ذكر النفخ في الصور.

وانظر حديث أبي داود عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما المتقدم تحت الآية (73) من سورة الأنعام وهو حديث: "الصور قرن ينفخ فيه".

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (ويوم ينفخ في الصور) قال: كهيئة البرق.

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله (ويوم ينفخ في الصور) ، أي في الخلق (ففزع من في السماوات ومن في الأرض)، يقول: ففزع من في السماوات من الملائكة ومن في الأرض من الجن والإنس والشياطين، من هول ما يعاينون ذلك اليوم.

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله:(وكل أتوه داخرين) يقول: صاغرين.

قوله تعالى (

وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء)

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله:(وترى الجبال تحسبها جامدة) يقول: قائمة.

ص: 38

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله:(صنع الله الذي أتقن كل شيء) يقول: أحكم كل شيء.

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، قوله (الذي أتقن كل شيء) قال: أوثق كل شي وسوى.

قال ابن كثير: وقوله (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب) أي: تراها كأنها ثابتة باقية على ما كانت عليه، وهى تمر مر السحاب، أي: تزول عن أماكنها، كما قال تعالى (يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا) وقال:(ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا)، وقال تعالى (ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة) سورة الكهف:47.

قوله تعالى (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار

)

قال مسلم: وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله! ما الموجبتان؟ فقال: "من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة. ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار".

(الصحيح 1/94 ح93 -ك الإيمان، من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة) .

قال الطبري: حدثني محمد بن خلف العسقلاني، قال: ثني الفضل بن دكين قال: ثنا يحيى بن أيوب البجلي، قال: سمعت أبا زرعة، قال: قال أبو هريرة -قال يحيى: أحسبه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذٍ آمنون) قال: وهى لا إله إلا الله (ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار) قال: وهي الشرك".

(التفسير 20/22) وإسناده حسن، وأخرج ابن أبي حاتم في (تفسيره رقم 578 من سورة النمل) من طريق يحيى بن أيوب به، لكن موقوفاً على أبي هريرة، وأشار إلى شطره الأول عن أبي هريرة موقوفاً.

ص: 39

أيضاً (عقب رقم 573 من سورة النمل) ويشهد له ما أخرجه الطبري في (تفسيره رقم 14272-14274) وابن أبي حاتم في (تفسيره رقم 573 من سورة النمل) ، والحاكم في (المستدرك 2/406) وفي إسناده سقط، والبيهقي في (الأسماء والصفات ص133) من طرق عن الحسن بن عبيد الله عن جامع بن شداد عن الأسود بن هلال عن عبد الله بن مسعود قال:(من جاء بالحسنة) قال: من جاء بلا إله إلا الله، قال:(من جاء بالسيئة) قال: الشرك. وأخرجوه أيضاً -سوى ابن أبي حاتم- من طريق الأعمش عن جامع به، وفي بعض الروايات الاقتصار على شطره الأول، وصححه الحاكم على شرط الشيخين وأقره الذهبي. وورد نحوه أيضاً من رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس موقوفاً عند الطبري (رقم 14290 و20/22) وابن أبي حاتم (رقم 1223 من سورة الأنعام، ورقم 579 من سورة النمل) والبيهقي في (الأسماء والصفات ص345-135) . وإسناده جيد.

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله:(من جاء بالحسنة فله خير منها) يقول: من جاء بلا الله إلا الله (ومن جاء بالسيئة) وهو الشرك.

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله (فله خير منها) يقول: له منها حظ.

قوله تعالى (إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها)

قال البخاري: حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور عن مجاهد، عن طاوُس، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: "إن هذا البلد، حرّمه الله، لا يُعْضَد شوكه، ولا يُنفّر صيده، ولا يلتقط لُقطته إلا مَن عرفها".

(صحيح البخاري 3/525 -ك الحج، ب فضل الحرم ح1587) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله (إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها) يعني: مكة.

قوله تعالى (ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين)

قال الشيخ الشنقيطي: جاء معناه في آيات كثيرة كقوله تعالى (فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب) . وقوله تعالى (إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل) وقوله تعالى (فتول عنهم فما أنت بملوم) .

ص: 40

قوله تعالى (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها)

قال الشيخ الشنقيطي: جاء معناه في غير هذا الموضع كقوله تعالى (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) .

قوله تعالى (وما ربك بغافل عما تعملون)

قال الشيخ الشنقيطى: جاء موضحا في آيات كثيرة كقوله تعالى (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) .

أخرج آدم ابن أبي إياس بشده الصحيح عن مجاهد، قوله (سيريكم آياته فتعرفونها) قال: في أنفسكم، وفي السماء والأرض والرزق.

وانظر سورة فصلت آية (53) .

ص: 41