الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله تعالى (كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ
(176)
إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180) أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183) وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185) وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (186) فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187) قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (188) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِين (190))
وفيها قصة شعيب وأصحاب الأيكة.
انظر سورة الأعراف (85-94) ، وسورة هود (84-95) ، وانظر سورة الحجر الآية (78-79) ، وسورة العنكبوت آية (36-37) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: (كذب أصحاب الأيكة المرسلين) يقول: أصحاب الغيضة.
قوله تعالى (واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين)
قال الشيخ الشنقيطى: الجبلة الخلق ومنه قوله تعالى (ولقد أضل منكم جبلا كثيرا) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله:(واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين) يقول: خلق الأولين.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: (كسفا) يقول: قطعا.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (يوم الظلة) قال: إظلال العذاب إياهم.
أخرج البستي بسنده الصحيح عن الضحاك يقول: (فأخذهم عذاب يوم الظلة) قوم شعيب، حبس الله عنهم الظل والريح فأصابهم حر شديد ثم بعث الله لهم سحابة فيها العذاب فلما رأوا سحابة انطلقوا يرمونها، زعموا يستظلون بها، فاضطرمت عليهم فأهلكتهم.
قوله تعالى (وإنه لتنزيل رب العالمين)
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله (لتنزيل رب العالمين) قال: هذا القرآن.
قوله تعالى (نزل به الروح الأمين)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: (نزل به الروح الأمين) قال: جبريل.
قوله تعالى (وإنه لفي زبر الأولين)
قال ابن كثير: يقول تعالى: وإن ذِكرَ هذا القرآن والتنويه به لموجودٌ في كتب الأولين المأثورة عن أنبيائهم، الذين بشروا به في قديم الدهر وحديثه، كما أخذ الله عيهم الميثاق بذلك، حتى قام آخرهم خطيبا في مَلَئِه بالبشارة بأحمد (وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) والزبر ها هنا هي: الكتب وهى جمع زبور، وكذلك الزبور، وهو كتاب داود. وقال تعالى:(وكل شيء فعلوه في الزبر) أي: مكتوب عليهم في صحف الملائكة.
قوله تعالى (أو لم يكن لهم ءاية أن يعلمه علماء بني إسرائيل)
أخرج ابن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله (علماء بني إسرائيل) قال: عبد الله بن سلام وغيره من علمائهم من أسلم منهم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة في قوله (أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل) قال: أولم يكن لهم النبي آية، علامة أن علماء بني إسرائيل كانوا يعلمون أنهم كانوا يجدونه مكتوبا عندهم.
قوله تعالى (وَلَوْ نَزّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأعْجَمِينَ)
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله (ولو نزلناه على بعض الأعجمين) قال: لو أنزله الله أعجميا لكانوا أخسر الناس به لأنهم لا يعرفون العجمية.
قوله تعالى (كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون)
قال ابن كثير: يقول تعالى: كذلك سلكنا التكذيب والكفر والجحود والعناد، أي أدخلناه في قلوب المجرمين، (لا يؤمنون به) أي بالحق (حتى يروا العذاب الأليم) أي: حيث لا ينفع الظالمين معذرتهم، ولهم اللعنة ولهم سوء الدار.
(فيأتيهم العذاب بغتة) أي: عذاب الله بغتة، (وهم لا يشعرون فيقولوا هل نحن منظرون) أي: يتمنون حين يشاهدون العذاب أن لو أنظروا قليلا ليعملوا بطاعة الله، كما قال تعالى (وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال) .
قوله تعالى (فيقولوا هل نحن منظرون أفبعذابنا يستعجلون)
انظر حديث مسلم عن أنس بن مالك المتقدم عند الآية (201) من سورة البقرة، وهو: حديث الرجل الذي دعا الله أن يعجل له العقوبة في الدنيا.
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى (أفبعذابنا يستعجلون) قد قدمنا الآيات الموضحة في سورة الرعد في الكلام على قوله تعالى (ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة) الآية.
قوله تعالى (أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون)
قال ابن كثير: قوله تعالى (أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون) أي: لو أخرناهم وأنظرناهم، وأملينا لهم برهة من الزمان وحينا من الدهر وإن طال، ثم جاءهم أمر الله، أيّ شيء يجدي عنهم ما كانوا فيه من النعيم، (كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها) وقال تعالى (يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من
العذاب أن يعمر) وقال تعالى: (وما يغني عنه ماله إذا تردى) ولهذا قال: (ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون) .
قوله تعالى (وما أهلكنا من قرية إلا ولها منذرون ذكرى وما كنا ظالمين) انظر سورة الإسراء (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) آية: 15.
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى (ذكرى وما كنا ظالمين) قد قدمنا الآيات
الدالة عليه كقوله تعالى (إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون) وقوله تعالى (إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما) .
قوله تعالى (وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون)
قال الشيخ الشنقيطي: قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الحجر في الكلام على قوله تعالى (ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين وحفظناها) الآية.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة، في قوله (وما تنزلت به الشياطين) قال: هذا القرآن. وفي قوله (إنهم عن السمع لمعزولون) قال: عن سمع السماء.
قوله تعالى (فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين)
قال الشيخ الشنقيطي: قد أوضحنا في سورة بني إسرائيل في الكلام على قوله تعالى (لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد ملوما مخذولا) ، بالدليل القرآني أن
النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب بمثل هذا الخطاب والمراد التشريع لأمته مع بعض الشواهد العربية، وقوله هنا (فلا تدع مع الله إلها آخر) الآية. جاء معناه في آيات كثيرة كقوله (لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد ملوما مخذولا) وقوله تعالى (ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا) وقوله تعالى (لئن أشركت ليحبطن عملك) إلى غير ذلك من الآيات.
قوله تعالى (وأنذر عشيرتك الأقربين)
قال الشيخ الشنقيطي: هذا الأمر في هذه الآية الكريمة بإنذاره خصوص عشيرته الأقربين، لا ينافي الأمر بالإنذار العام، كما دلت على ذلك الآيات القرآنية كقوله تعالى (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) وقوله تعالى (وأوحي إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) وقوله تعالى (وتنذر به قوما لدا) .
قال البخاري: حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثني عَمرو بن مرّة عن سيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين) صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا فجعل ينادي: يا بني فِهر، يا بني عديّ -لبطون قريش- حتى اجتمعوا، فجعل الرجلُ إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقا.
قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. فقال أبو لهب: تبا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟ فنزلت (تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب) .
(صحيح البخاري 8/360 -ك التفسير- سورة الشعراء، ب (الآية) ح4770) ، (صحيح مسلم الإيمان، ب في قوله تعالى (وأنذر عشيرتك الأقربين) رقم 207) .
قال البخاري: حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سعيد ابن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله (وأنذر عشيرتك الأقربين) قال: يا معشر قريش -أو كلمة نحوها- اشتروا أنفسكم، لا أُغنى عنكم من الله شيئا. يا بني عبد مناف، لا أُغني عنكم من الله شيئا. يا عباس بن عبد المطلب، لا أغني عنك من الله شيئا.
ويا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أغنى عنكِ من الله شيئا. ويا فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم سليني ما شئت من مالي، لا أغني عنك من الله شيئا.
تابعه أصبغ عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب.
(صحيح البخاري 8/360 -ك التفسير- سورة الشعراء ح 4771) ، (صحيح مسلم - الإيمان، ب في قوله تعالى (وأنذر عشيرتك الأقربين) رقم 207) .
قوله تعالى (واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين فإن عصوك إني بريء مما تعملون وتوكل على العزيز الرحيم)
انظر سورة التوبة آية (128-129) ، وسورة الحجر آية (88) .
قوله تعالى (الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين)
قال البخاري: حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"هل ترون قِبلتي هاهنا؟ فوالله ما يخفى علىّ خشوعكم ولا ركوعكم، إني لأراكم من وراء ظهري".
(الصحيح 1/612 ح418 -ك الصلاة، ب عظة الإمام الناس لي إتمام الصلاة
…
) ، وأخرجه مسلم (الصحيح 1/319 ح424) .
قال عبد الرزاق أخبرنا معمر قال عكرمة في قوله (وتقلبك في الساجدين) قال: قائما وساجدا وراكعا وجالسا.
وسنده صحيح.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله: (وتقلبك في الساجدين) قال: في المصلين.
قوله تعالى (إنه هو السميع العليم)
قال ابن كثير: قوله (إنه هو السميع العليم) أي: السميع لأقوال عباده، العليم بحركاتهم وسكناتهم، كما قال تعالى:(وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن. ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه) .
قوله تعالى (هل أنبكم على من تنزل الشياطين نزل على كل أفاك أثيم يُلقون السمع وأكثرهم كاذبون)
قال البخاري: حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا هشام بن يوسف، أخبرنا معمر عن الزهري، عن يحيى بن عروة بن الزبير، عن عروة، عن عائشة
-رضي الله عنها قالت: سأل ناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان؟ فقال (ليس بشيء) . قالوا: يا رسول الله، إنهم يحدثوننا أحيانا بشيء فيكون حقا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وَليّه، فيخلطون معها مائة كذبة".
(الصحيح 10/216 ح5762 -ك الطب، ب الكهانة) ، وأخرجه مسلم (الصحيح 4/1750 ح2228/122-123، بنحوه.
أخرج آدم ابن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله (كل أفاك أثيم) قال: كل كذاب من لناس.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله (كل أفاك أثيم) قال: هم الكهنة تسترق الجن السمع ثم يأتون به إلى أوليائهم من الإنس.
أخرج آدم ابن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (يلقون السمع) قال: الشياطين ما سمعته ألقته على كل أفاك كذاب.
قوله تعالى (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (والشعراء يتبعهم الغاوون) قال: هم الكفار يتبعهم ضلال الجن والإنس.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (ألم تر أنهم في كل واد يهيمون) يقول: في كل لغو يخوضون.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله (في كل واد يهيمون) قال: يمدحون قوما بباطل، ويشتمون قوما بباطل.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (وأنهم يقولون ما لا يفعلون) يقول: أكثر قولهم يكذبون، وعنى بذلك شعراء المشركين.
قوله تعالى (إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)
قال البخاري: حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري قال، أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن، أن مَروان بن الحكم أخبره، أن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث أخبره أن أبي بن كعب أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن من الشعر حِكمة".
(صحيح البخاري 10/553-554- ك الأدب، ب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء وما يكره منه ح6145) .
قال البخاري: حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان؟ "اهجهم -أو هاجهم- وجبريل معك".
(الصحيح 6/351 ح3213 -ك بدء الخلق، ب ذكر الملائكة) ، وأخرجه مسلم (الصحيح - ك فضائل الصحابة، ب فضائل حسان بن ثابت ح2486)
قال أحمد: ثنا عبد الرزاق، قال: أنا معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل قد أنزل في الشعر ما أنزل". فقال: "إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه، والذي نفسي بيده لكأن ما ترمونهم به نضح النبل".
(المسند 6/387) ، وأخرجه الطبراني (المعجم الكبير ح153) من طريق محمد بن عبد الله بن أبي عتيق، وابن حبان في صحيحه (الإحسان 11/5 -6 ح4707) من طريق يونس، والبيهقي (السنن 10/239) من طريق شعيب، كلهم عن الزهري به. قال الهيثمي: رواه أحمد بأسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح. (مجمع الزوائد 8/123) . وصححه الأرناؤوط على شرط الشيخين (حاشية الإحسان) ، وصححه الألباني في (السلسلة الصحيحة 4/172-173 ح1631) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: ثم استثنى المؤمنين منهم، يعني الشعراء فقال (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) .
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثير وانتصروا من بعد ما ظلموا) قال: هم الأنصار الذين هاجروا مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا) في كلامهم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (وانتصروا من بعد ما ظلموا) قال: يردون على الكفار الذين كانوا يهجون المؤمنين.
قوله تعالى (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)
قال الشيخ الشنقيطي: والمعنى: وسيعلم الذين ظلموا أي مرجع يرجعون.
وأي مصير يصيرون، وما دلت عليه هذه الآيات الكريمة، من أن الظالمين سيعلمون يوم القيامة المرجع الذي يرجعون: أي يعلمون العاقبة السيئة التي هي مآلهم، ومصيرهم ومرجعهم، جاء في آيات كثيرة كقوله تعالى (كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين) .