الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البيت الثاني عشر:
12 -
خذ الوجد عني مسندا ومعنعنا
…
فغيري بموضوع الهوى يتحلل
ذكر ابن فرح رحمة الله علينا وعليه في هذا البيت ثلاثة أنواع:
النوع الأول المسند:
وهو: في اللغة: ما علا وارتفع من الأرض.
وفي الاصطلاح: ما رفعه صحابي بسند ظاهره الاتصال. هذا تعريفه الجامع المانع، فإنه يخرج منه ما ليس بمرفوع، ويخرج ما رفعه التابعي لأنه مرسل، ويخرج من دون التابعي فإنه معضل أو معلق، ويخرج ما ظاهره الانقطاع، ويدخل ما فيه احتمال الاتصال، والانقطاع الخفي، كعنعنة المدلس، والمعاصر الذي لم يثبت لقيه، وهذا عمل الأئمة الذين خرجوا المسانيد (1).
مثاله: قول الحاكم: ما حدثناه أبو عمرو عثمان بن أحمد السماك ببغداد، ثنا الحسن بن مكرم، ثنا عثمان بن عمر، أخبرنا يونس، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه (أنه تقاضى ابن أبي حدرد دينا كان عليه، في المسجد فارتفعت أصواتهما، حتى سمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج حتى كشف ستر حجرته فقال: يا كعب ضع من دينك هذا، وأشار إليه.
(1) انظر (النهاية 2/ 408، ونزهة النظر ص: 57، تدريب الراوي 1/ 182) بتصرف. وانظر تعاريف العلماء في الكفاية 58، ومعرفة علوم الحديث 17، 18 - 19، ومقدمة ابن الصلاح 39، والتمهيد 1/ 21، وتوضيح الأفكار 1/ 258 وتوجيه النظر 1/ 396 - 397).
أي الشطر، فقال: نعم. فقضاه) (1). ثم بين رحمه الله اتصاله، بسماع كل عن الآخر، وقال: وهذا مثل ضربته لألوف من الحديث، يستدل بهذا الحديث الواحد على جملتها، من رزق فهم هذا العلم (2).
ومثال ضده: قول الحاكم أيضا: ما حدثناه أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني بمكة، ثنا الحسن بن عبد الأعلى الصنعاني، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن محمد بن واسع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أقال نادما أقاله الله نفسه يوم القيامة، ومن كشف عن مسلم كربة، كشف الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)(3)، وبين رحمه الله عدم اتصال هذا السند، فقال: هذا إسناد من نظر فيه من غير أهل الصنعة لم يشك في صحته وسنده، وليس كذلك فإن معمر بن راشد ثقة مأمون ولم يسمع من محمد بن واسع، ومحمد بن واسع ثقة مأمون ولم يسمع من أبي صالح، ولهذا الحديث علة يطول شرحها، وهو مثل لألوف مثله، من الأحاديث التي لا يعرفها إلا أهل هذا العلم (4).
(1) معرفة علوم الحديث ص: 17 - 18) وأخرجه البخاري في (ص 97) كتاب الصلاة، باب (71) حديث (457)، ومسلم في (3/ 1192) كتاب المساقاة، باب (4) حديث (20 - 1558).
(2)
معرفة علوم الحديث ص: 17 - 18.
(3)
معرفة علوم الحديث ص: 18، وأخرجه البيهقي في (السنن الكبرى 6/ 27).
(4)
معرفة علوم الحديث ص: 18.