المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌بحث في تعداد الشهداء الواردة بذكرهم الأدلة - الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني - جـ ١٠

[الشوكاني]

فهرس الكتاب

- ‌مناقشة العلامة حسن بن يحيى الكبسي على بحث في قاذف الرجل للشوكاني

- ‌هذا ما تعقب به الأخ العلامة شرف الإسلام الحسين بن محمد العنسي على بحث في قاذف الرجل للشوكاني

- ‌هذا ما تعقب به شيخنا العلامة بدر الإسلام محمد بن علي الشوكانيعلى الأخ العلامة الحسين بن محمد العنسي عافاه الله تعالى لما حرره على بحث الجلال في حد قاذف الرجل

- ‌بحث في مسائل الوصايا

- ‌إقناع الباحث بدفع ما ظنه دليلا على جواز الوصية للوارث

- ‌جواب سؤال ورد من أبي عريش حول الوصية بالثلث

- ‌المباحث الدرية في المسألة الحمارية

- ‌إيضاح القول في إثبات العول

- ‌بحث في تعداد الشهداء الواردة بذكرهم الأدلة

- ‌ترجمة علي بن موسى الرِّضا

- ‌رسالة في حكم صبيان الذميين إذا مات أبوهم

- ‌حل الإشكال في إجبار اليهود على التقاط الأزبال

- ‌توضيح وجوه الاختلال في إزالة الإشكال في إجبار اليهود على التقاط الأزبال

- ‌الإبطال لدعوى الاختلال في رسالة إجبار اليهود على التقاط الأزبال

- ‌إرسال المقال على إزالة الإشكال

- ‌تفويق النبال إلى إرسال المقال

- ‌تنبيه الأمثال على عدم جوز الاستعانة من خالص المال

- ‌بحث في التصوير

- ‌إبطال دعوى الإجماع على تحريم مطلق السماع

الفصل: ‌بحث في تعداد الشهداء الواردة بذكرهم الأدلة

(163)

(6/ 1)

‌بحث في تعداد الشهداء الواردة بذكرهم الأدلة

تأليف

محمد بن علي الشوكاني

حقَّقه وعلَّق عليه وخرَّج أحاديثه

محمد صبحي بن حسن حلاق

أبو مصعب

ص: 4945

وصف المخطوط:

1 -

عنوان الرسالة من المخطوط: بحث في تعداد الشهداء الواردة بذكرهم الأدلة.

2 -

موضوع الرسالة: "فقه".

3 -

أول الرسالة: بسم الله الرحمن الرحيم بحث في تعداد الشهداء الواردة بذكرهم الأدلة

4 -

آخر الرسالة: انتهى البحث بمن الله وفضله والصلاة والسلام على خير خلقه وآله وصحبه.

5 -

نوع الخط: خط نسخي جيد.

6 -

عدد الصفحات: 5 صفحات ما عدا صفحة العنوان.

7 -

عدد الأسطر في الصفحة: 23 سطرًا.

8 -

عدد الكلمات في السطر: 10 - 12 كلمة.

9 -

الرسالة من المجلد الأول من الفتح الرباني من فتاوى الشوكاني.

ص: 4947

[بسم الله الرحمن الرحيم]

بحثٌ في تعداد الشهداء الواردةِ بذكرهم الأدلة: قال رضي الله عنه: الأول والثاني والثالث والرابع والخامس: المَبْطونُ والمطعونُ، والغريقُ وصاحبُ الهدمِ والشهيدُ في سبيل الله كما ثبت في البخاري (1) ومسلم (2) وغيرِهما (3). من حديث أبي هريرة، والسادس: ُ صاحبُ ذاتِ الجنبِ.

السابع: صاحبُ الحريقِ.

والثامن: المرأةُ تموت بجمع (4) أي وفي بطنها

(1) في صحيحه رقم (653). وأطرافه (720، 2829، 5733).

(2)

في صحيحه رقم (1914).

(3)

كمالك في "الموطأ"(1/ 131).

الشهيد: قال الحافظ في "الفتح"(6/ 43): اختلف في سبب تسمية الشهيد شهيدًا.

فقال النضر بن شميل: لأنه حيٌّ فكأن أرواحهم شاهدة أي حاضرة.

قال ابن الأنباري: لأنَّ الله وملائكته يشهدون له بالجنة.

وقيل: لأنه يشهد عند خروج روحه ما أعد له من الكرامة.

وقيل: لأنه يشهد له بالأمان من النار.

وقيل: لأن عليه شاهدًا بكونه شهيدًا.

وقيل: لأنه لا يشهده عند موته إلا ملائكة الرحمة.

وقيل: لأنَّه يشهد يوم القيامة بإبلاغ الرسل.

وقيل: لأن الملائكة تشهد له بحسن الخاتمة.

وقيل: لأن الأنبياء تشهد له بحسن الاتباع.

قال الحافظ: بعض هذه يختص بمن قتل في سبيل الله، وبعضها يعم غيره وبعضها قد ينازع فيه.

المبطون: أي الذي يموت بمرض بطنه كالاستسقاء.

"النهاية"(1/ 136).

(4)

المرأة تموت بجُمْع: بضم الجيم وسكون الميم، وقد تفتح الجيم وتكسر أيضًا هي النفساء، وقيل هي التي يموت ولدها في بطنها ثم تموت بسبب ذلك.

وقيل: هي التي تموت بمزدلفة وهو خطأ ظاهر، وقيل التي تموت عذراء.

قال الحافظ في "الفتح" والأول هو الأظهر. "الفتح"(6/ 43).

ص: 4951

ولدٌ. هؤلاء الثلاثةُ مذكورون في حديث جابرٍ عند مالكٍ في الموطأ (1) وأحمد (2) وأبي داود (3)، والنسائي (4) والحاكمِ في المستدرك (5) وابن حبانَ (6) والبيهقيِّ في الشعب (7).

والتاسعُ: الذي يموت بالسيل أخرجه الطبراني في الكبير (8) من حديث سلمان.

والعاشر: المسافر يموت، أخرجه ابن ...................................

(1)(1/ 233 - 234).

(2)

في "المسند"(5/ 446).

(3)

في "السنن" رقم (3111).

(4)

في "السنن" رقم (4/ 13).

(5)

(2/ 109).

(6)

في صحيحه رقم (3189) و (3190).

(7)

وفي "السنن"(4/ 69 - 70).

عن جابر بن عتيك أخبره أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت، فوجده قد غلب عليه، فصاح به، فلم يجبه فاسترجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:"غلبنا عليك يا أبا الربيع" فصاح النسوة، وبكين، وجعل ابن عتيك يسكِّنهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"دعهن فإذا وجب، فلا تبكينَّ باكية". فقالوا: ما الوجوب يا رسول الله؟ قال: "إذا مات" قالت ابنته: والله إن كنت لأرجو أن تكون شهيدًا، فإنَّك كنت قد قضيت جهازك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله قد أوقع أجره على قدر نيَّته وما تعدّون الشهادة؟ " قالوا: القتل في سبيل الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله: المبطون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمطعون شهيد، والحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة بجُمعٍ شهيد".

وهو حديث صحيح.

(8)

(6/ 247 رقم 6115).

وفي "الأوسط" رقم (1243).

وأورده الهيثمي في "المجمع"(5/ 301) وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه مندل بن علي وهو ضعيف وقد وثق، ورواه البزار.

مندل بن علي وثقه ابن معين في رواية وضعفه في أخرى.

"الميزان"(4/ 180).

ص: 4952

ماجه (1) من حديث ابن عباس.

والحادي عشر: من صُرع عن دابته في سبيل الله فمات أخرجه أبو يعلى (2). من حديث عقبة بن عامرٍ.

والثاني عشر: من مات مرابطًا أخرجه الطبراني (3) من حديث سلمان، وابن .................

(1) في "السنن" رقم (1613). وهو حديث ضعيف.

قال الحافظ ابن حجر في "الفتح"(6/ 43): إسناد ابن ماجه ضعيف لأن الهذيل منكر الحديث.

قال البخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 152) منكر الحديث.

وقال ابن عدي في "الكامل"(7/ 124) لا يقيم الحديث.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(11/ 246 رقم 11628) وأبو يعلى (121/ 1) وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 221) من طريق آخر عن عبد العزيز.

وأخرجه العقيلي في "الضعفاء"(4/ 365 - 366) في ترجمة هذيل بن الحكم الأزدي وقال: روى عن طاوس مرسلًا وهو أولى.

وأخرجه الطبراني رقم (11034) من طريق أخرى وفي عمرو بن الحصين وهو متروك. وهو حديث موضوع.

(2)

في مسنده (2/ 290 رقم 1752).

وأورده الهيثمي في "المجمع"(5/ 282 - 283) وقال: رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه.

وقال في "المجمع"(5/ 301): أخرجه الطبراني (17/ 323 رقم 892) ورجاله ثقات.

عن عقبة بن عامر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صرع عن دابته في سبيل الله فمات فهو شهيد".

(3)

في "الأوسط" رقم (4049) وفي "الكبير" رقم (6134) وأورده الهيثمي في "المجمع"(5/ 290) وقال: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.

عن سلمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "رباط يوم في سبيل الله خيرٌ من صيام شهر وقيامه ومن مات مرابطًا في سبيل الله أُجير من فتنة القبر وجرى عليه صالح عمله إلى يوم القيامة".

وأخرج مسلم في صحيحه رقم (163/ 1913) عن سلمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "رباط يوم وليلة خيرُ من صيام شهرٍ وقيامه، وإن مات جرى عليه عملُهُ الذي كان يعمله، وأُجري عليه رزقه وأمن الفتان".

ص: 4953

حبان (1) من حديث أبي هريرة.

والثالث عشر: المتردَّي من رءوس الجبالِ. أخرجه الطبرانيُّ (2) من حديث ابنِ مسعودٍ وأخرجه أيضًا من وجه آخر بلفظ المتردِّي من دون ذكر رءوس الجبال.

والرابع عشر: الغريُب يموت. أخرجه أيضًا الطبرانيُّ (3) من حديث عبدِ الملكِ [1أ] بن هارونَ بنِ عنترةَ عن أبيه عن جده.

والخامس عشر: من قُتِلَ دون ماله.

والسادس عشر: من قُتِلَ دون دينِه.

والسابع عشر: من قتل دون دمِه، هؤلاء الثلاثة في حديث سعيدٍ بنِ زيدٍ عند أبي داودَ (4) والنسائي (5) وابن ماجه (6). والأول منهم في صحيح .................................

(1) في صحيحه رقم (4627).

(2)

كما في "مجمع الزوائد"(5/ 302) وقال الهيثمي رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (5/ 269).

"من تردى من رءوس الجبال وتأكله السباع ويغرق في البحار لشهيد عند الله".

قال الحافظ في "الفتح"(6/ 44) وأخرجه الطبراني من حديث ابن مسعود بإسناد صحيح.

(3)

أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 87 رقم 161)(من) عنترة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم: "ما تعدون الشهيد فيكم؟ قلنا يا رسول الله من قتل في سبيل الله قال: إن شهداء أمتي إذًا لقليل، من قتل في سبيل الله فهو شهيد، والبطن شهيد، والمتردي شهيد، والنفساء شهيد، والغريق شهيد

".

وأورده الهيثمي في "المجمع"(5/ 301) وقال: رواه الطبراني وفيه عبد الملك متروك.

قال ابن حبان: يضع الحديث وقال يحيى بن معين، كذاب وقال السعدي: عبد الملك بن هارون دجال كذاب وسرد له الذهبي أحاديث اتهم بوضعها.

"الميزان"(2/ 666 - 667).

(4)

في "السنن" رقم (4772).

(5)

في "السنن" رقم (4049).

(6)

في "السنن" رقم (2580). وأخرجه الترمذي رقم (1421). وهو حديث صحيح

ص: 4954

مسلم (1) عن ابن عمرو.

والثامن عشر: من قُتل دون مظلمةٍ. أخرجه أحمدُ في المسند (2) بإسناد صحيحٍ من حديث ابن عباسٍ.

والتاسع عشر: من أدّى زكاة مالهِ فتعدي عليه في الحق فأخذ سلاحه فقاتل فقُتل أخرجه الطبراني (3) والحاكمُ في المستدرك (4) وقال صحيح على شرط الشيخين من حديث أمِّ سلمةَ.

والموفي عشرين: من قام إلى إمام جائر فأمره بمعروف أو نهاه عن منكر فقتله، أخرجه البزَّار (5) من حديث أبي عبيدةَ بنِ الجراح.

والحادي والعشرون والثاني والعشرون والثالث والعشرون والرابع والعشرون: من وَقَصه

(1) رقم (226/ 141) من حديث ابن عمرو قال: "من قتل دون ماله فهو شهيد".

وأخرجه البخاري رقم (2480).

(2)

في "المسند"(5/ 205) بسند صحيح.

قال الهيثمي في "المجمع"(6/ 244) رواه أحمد. ورجاله رجال الصحيح.

(3)

في "الكبير"(23/ 287 رقم 632).

قال الهيثمي في "المجمع"(3/ 82) رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" ورجال الجميع رجال الصحيح.

(4)

(1/ 404) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

وفيه: "

من أدى زكاة ماله طيب النفس بها، يريد بها وجه الله والدار الآخرة فلم يغيب شيئًا من ماله وأقام الصلاة ثم أدى الزكاة فتعدي عليه في الحق فأخذ سلاحًا فقاتل فقتل فهو شهيد".

(5)

في مسنده (4/ 109 رقم 3314 - كشف).

وأورده الهيثمي في "المجمع"(7/ 272) وقال رواه البزار وفيه ولم أعرفه اثنان.

عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال: قلت: "يا رسول الله، أي الشهداء أكرم على الله؟ قال: رجل قام إلى إمام جائر فأمره بمعروف ونهاه عن المنكر فقتله".

ص: 4955

فرسُه أو بعيرُه أو لدغته هامَّةٌ أو مات على فراشه في سبيل الله أخرجه الطبراني (1) من حديث أبي مالكٍ الأشعريِّ وأخرج أيضًا في الكبير (2) من حديث سرّا بنتِ نبهانَ من قتلته الحيَّة، وأخرج (3) أيضًا من حديث ابن عباسٍ بلفظ "اللديغ شهيد".

(1) في "المعجم الكبير"(3/ 282 رقم 3418).

قلت: وأخرجه الحاكم (2/ 78، 79) وقال: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه.

والبيهقي في "السنن الكبرى"(9/ 166). وأبو داود في "السنن" رقم (2499). قال الذهبي: ابن ثوبان لم يحتج به مسلم وليس بذاك وبقية ثقة وعبد الرحمن بن غنم لم يدركه مكحول فيما أظن.

قلت: صرح الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب"(6/ 250) بسماع مكحول من عبد الرحمن بن غنم والله أعلم.

عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه رفعه: "من وقصه فرسه أو بعيره أو لدغته هامة، أو مات على فراشه في سبيل الله على أي حتف شاء فهو شهيد".

ولفظ أبي داود عن أبي مالك الأشعري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من فصل في سبيل الله فمات أو قُتل فهو شهيد، أو وقصه فرسه أو بعيره أو لدغته هامَّة أو مات على فراشه أو بأي حتف شاء الله فإنه شهيد وإن له الجنة". وهو حديث ضعيف.

(2)

(24/ 308 - 309 رقم 779).

وأورده الهيثمي في "المجمع"(4/ 45) وقال: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه أحمد بن الحارث الغساني وهو متروك.

أحمد بن الحارث الغساني: بصري شيخ لابن دارة قال أبو حاتم متروك الحديث وقال البخاري: فيه نظر. "ميزان الاعتدال"(1/ 88).

وقال الهيثمي مرَّة في "المجمع"(3/ 78) شيخ لابن دارة ضعيف.

سرّا بنت نبهان بن عمرو الغنوية. صحابية. "الإصابة"(7/ 675).

قالت: سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الحيَّات، ما يُقتل منها؟ فقال:"ما ظهر منها كبيرها وصغيرها أسودها وأبيضها، فإنَّ من قتلها من أمتي كانت فداه من النار ومن قتلته كان شهيدًا".

(3)

أي الطبراني في "الكبير"(11/ 263 - 264 رقم 11686).

وأورده الهيثمي في "المجمع"(5/ 300) وقال: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه عمرو بن عطية بن الحارث الوادعي وهو ضعيف.

وفيه: "

والمرء يموت على فراشه في سبيل الله شهيد، والمبطون شهيد، واللديغ شهيد، والغريق شهيد، والشريق شهيد، والذي يفترسه السبع شهيد والخار عن دابته شهيد، وصاحب الهدم شهيد، وصاحب الجنب شهيد، والنفساء يقتلها ولدها نحرها بسرره إلى الجنة".

ص: 4956

والخامس والعشرون من عشَقَ فعفَّ فكتم فمات أخرجه الخطيب في تاريخه (1)، والديلميُّ في مسند الفردوسِ (2) من حديث ابن عباسٍ.

والسادس والعشرون والسابع والعشرون والثامن والعشرون الفريس الذي يفترسه السبع، والخار عن دابَّته من غير تقييدٍ بكونه في سبيل اللهِ أخرجه ................

(1)(12/ 479).

(2)

لم أجده.

وأخرجه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 349).

قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص"(2/ 283 - 284): وقد أنكره على سويد الأئمة.

قاله ابن عدي في "الكامل"، وكذا أنكره البيهقي، وابن طاهر، وقال ابن حبان: من روى مثل هذا عن علي بن مسهر تجب مجانبة روايته، وسويد بن سعيد هذا وإن كان مسلم أخرج له في صحيحه فقد اعتذر مسلم عن ذلك. وقال: إنه لم يأخذ عنه إلا ما كان عاليًا وتوبع عليه، ولأجل هذا أعرض عن مثل الحديث.

وقال أبو حاتم الرازي: صدوق وأكثر ما عيب عليه التدليس والعمى.

وقال الدارقطني: كان لما كبر يقرأ عليه حديث فيه بعض النكارة فيجيزه.

وقال يحيى بن معين: لما بلغه أنه روى أحاديث منكرة لقنها بعد عماه فتلقن لو كان لي فرس ورمح لكنت أغزو سويد بن سعيد

وانظر "العلل المتناهية"(2/ 771).

وكلام حفاظ الإسلام في إنكار هذا الحديث هو الميزان، وإليهم يرجع في هذا الشأن، ولم يصححه ولم يحسنه أحد يعوّل في علم الحديث عليه - ويرجع في التصحيح إليه، ولا من عادته التسامح والتساهل، فإنه لم يصف نفسه له، ويكفي أن ابن طاهر الذي يتساهل في أحاديث التصوف، ويروي منها الغث والسمين، قد أنكره وشهد ببطلانه.

وهو حديث موضوع.

"المقاصد الحسنة" رقم (1153)، "سلسلة الأحاديث" الضعيفة للألباني رقم (409).

ص: 4957

الطبراني (1) من حديث ابن عباسٍ.

التاسع والعشرون: من حبسه السلطانُ ظلمًا فمات في السِّجن، أخرجه ابنُ منده في كتاب الإيمان [1ب] بالسؤال عن عليِّ بنِ أبي طالب رضي الله عنه ولم يرفعه.

الموفي ثلاثين والحادي والثلاثون: من ضُرب فمات في الضرب وكلُّ مؤمن يموت، أخرجه أيضًا ابنُ منده عن علي مرفوعًا كما تقدم قبل هذا.

والثاني والثلاثون المرأةُ تصبِرُ على الغيرة فلها أجر شهيدٍ، أخرجه البزَّارُ (2) والطبراني (3) بسند حسنٍ من حديث ابن مسعود.

والثالث والثلاثون من قال في يوم خمسًا وعشرينَ مرةً اللهم باركْ لي في الموت وفيما بعدَ الموتِ ثم مات على فراشه أعطاه الله أجر شهيد. أخرجه الطبرانيُّ في الأوسط (4) من حديث عائشة.

والرابع والثلاثون: من صلى الضحى وصام ثلاثة أيام من الشهر ولم يترك الوتر في

(1) تقدم تخريجه.

(2)

في مسنده (2/ 190 رقم 1495).

(3)

في "الكبير"(10/ 107 رقم 10040).

وأورده الهيثمي في "المجمع"(4/ 320) وقال رواه البزار والطبراني وفيه عبيد بن الصياح ضعفه أبو حاتم ووثقه البزار، وبقية رجاله ثقات.

عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل كتب الغيرة على النساء والجهاد على الرجال، فمن صبر منهنَّ إيمانًا واحتسابًا كان لها مثل أجر الشهداء".

(4)

رقم (7676) بإسناد صحيح.

وأورده الهيثمي في "المجمع"(5/ 301) وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه من لم أعرفه.

عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله، ليس الشهيد إلا من قتل في سبيل الله؟ فقال:"يا عائشة إن شهداء أمتي إذًا لقليل، من قال في يوم خمسةٍ وعشرين مرةً: اللهم بارك في الموت، وفيما بعد الموت ثم مات على فراشه أعطاه الله أجر شهيد".

وأخرجه أحمد في "مسنده"(3/ 489)، (5/ 317) من طرق.

ص: 4958

حضر ولا سفر كُتب له أجر الشهيد أخرجه الطبراني في الكبير (1) بسند حسن من حديث ابنِ عمرَ.

والخامس والثلاثون: المتمسّكُ بالسنة عند فسادِ الأمةِ له أجرُ شهيد. أخرجه الطبرانيُّ في الأوسط (2) من حديث أبي هريرة.

السادس والثلاثون: طالبُ العلم إذا مات في طلبه أخرجه البزّارُ (3) من حديث أبي هريرةَ وأبي ذرَّ.

السابع والثلاثون: من دعا في مرضه أربعين مرةً بقوله سبحانه: {ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} (4) أُعطيَ أجر شهيدٍ أخرجه الحاكمُ في مستدركه (5) من حديث سعدِ بن أبي وقاص.

(1) كما في "مجمع الزوائد"(2/ 241) وقال فيه أيوب بن نهيك ضعفه أبو حاتم وغيره ووثقه ابن حبان وقال: يخطئ."

انظر "ميزان الاعتدال"(1/ 294).

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صلى الضحى وصام ثلاثة أيام من الشهر ولم يترك الوتر في حضر ولا سفر كتب له أجر شهيد". وسنده حسن.

(2)

(5/ 315 رقم 5414).

وأورده الهيثمي في "المجمع"(3/ 208) فيه محمد بن صالح العدوي ولم أر من ترجم له وبقية رجاله ثقات.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر الشهيد".

(3)

في "المسند"(1/ 84 رقم 138 - كشف). وأورده الهيثمي في "المجمع"(1/ 124) وقال وفيه هلال بن عبد الرحمن الحنفي وهو متروك.

عن أبي هريرة وأبي ذر قالا لباب من العلم يتعلمه الرجل أحب إليَّ من ألف ركعة تطوعًا وقالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاء الموت لطالب العلم وهو على هذه الحالة مات وهو شهيد".

(4)

[الأنبياء: 88].

(5)

(1/ 506) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

ص: 4959

الثامن والثلاثون: التاجرُ الأمينُ الصَّدوقُ مع الشهداء يوم القيامةِ أخرجه الحاكمُ (1) من حديث ابنِ عمرَ، وأخرجه (2) مثلَه من حديث أبي سعيدٍ.

التاسع والثلاثون: من جلب طعامًا إلى مصر من أمصار المسلمين كان له أجرُ شهيدٍ أخرجه الديلميُّ (3) من حديث ابن مسعود.

الموفي [2أ] أربعين: من سعى على أهله وولدِه وما ملكت يمينُه يُقيم فيهم أمر الله ويُطعمهم من حلال كان حقًّا على الله أن يجعله مع الشهداء في درجاتهم أخرجه الطبراني في الكبير (4) من حديث أبي كاهل. قال الذهبيُّ: إسنادُهُ مُظلم.

الحادي والأربعون: عن ابن عباس: من مات مداريًا مات شهيدًا. أخرجه الديلميُّ (5) من حديث جابر وأخرجه السلفي في المُنتقى من حديث أبي طاهرٍ الخياط.

الثاني والأربعون: المؤذَّنُ المحْتسِبُ كالشهيد المتشحّط في دمه. أخرجه الطبرانيُّ (6) من

(1)(2/ 6). وأخرجه ابن ماجه رقم (2139) وهو حديث ضعيف.

"التاجر الصدوق الأمين مع الشهداء يوم القيامة".

(2)

أي الحاكم في "المستدرك"(2/ 6).

وأخرجه الترمذي رقم (1209) وقال: هذا حديث حسن غريب. وهو حديث ضعيف.

(3)

عزاه إليه صاحب "كنز العمال"(4/ 9740) والسيوطي في "جمع الجوامع"(1/ 770) ولفظه: "من جلب طعامًا إلى مصر من أمصار المسلمين كان له أجر شهيد".

(4)

(18/ 361 - 362 رقم 928).

وأورده الهيثمي في "المجمع"(4/ 219) وفيه الفضل بن عطاء ذكره الذهبي وقال إسناده مظلم.

وهو جزء من حديث طويل وفيه: "

اعلمن يا أبا كاهل أنَّه من سعى على امرأته وولده وما ملكت يمينه يقيم فيهم أمر الله ويطعمهم من حلال كان حقًّا على الله أن يجعله مع الشهداء في درجاتهم".

(5)

عزاه إليه السيوطي في "جمع الجوامع"(1/ 800).

(6)

في "الكبير"(12/ 422 رقم 13554).

وأورده الهيثمي في "المجمع"(2/ 3) وقال رواه الطبراني وفيه محمد بن الفضل القسطاني ولم أجد من ذكره.

عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤذن المحتسب كالشهيد يتشحط في دمه حتى يفرغ من أذانه ويشهد له كل رطب ويابس، وإذا مات لم يدود في قبره"

ص: 4960

حديث ابن عمر.

الثالث والأربعون: من اغتسل بالثلج فأصابه البردُ فمات أخرجه ابن أبي شيبةَ (1) في المصنف عن الحسن البصري من قوله.

الرابع والأربعون: من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم مائةَ مرة أسكنه الله يوم القيامة مع الشهداء أخرجه الطبراني في الأوسط (2) والصغير (3) من حديث أنس.

الخامس والأربعون: من قال حين يمسي وحين يصبح اللهم إني أشهدك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدكَ لا شريكَ لك وأن محمدًا عبدُك ورسولك أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوءُ بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب غيرُك فمات مات شهيدًا. أخرجه الأصبهانيُّ في الترغيب (4) من حديث حُذيفةَ بنِ اليمانِ.

السادس والأربعون: من قال حين يصبح ثلاثَ مرات: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وقرأ الثلاثَ [2ب] الآياتِ من آخر سورة الحشرِ وكّل اللهُ سبعين ألفَ ملكٍ يصلّون عليه حتى يُمسي فإن مات في ذلك اليوم مات شهيدًا، ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلةِ. أخرجه الترمذي (5) من حديث معقل بن يسار.

(1) لم أعثر عليه في المصنف

(2)

كما في "مجمع الزوائد"(10/ 163) وقال الهيثمي وفيه إبراهيم بن سالم بن سلم الهجيمي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.

(3)

(2/ 48)

(4)

لم أجده في الترغيب للأصبهاني.

(5)

في "السنن" رقم (2922).

وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

وأخرجه أحمد (5/ 26)، وابن السني في "علم اليوم والليلة"، رقم (80) وهو حديث ضعيف.

ص: 4961

السابع والأربعون: من قرأ سورةَ الحشر إذا أخذ مضْجَعَه فمات مات شهيدًا، أخرجه ابن السُّنِّي (1) من حديث أنس.

الثامن والأربعون: من مات يوم الجمعة كتب الله له أجرَ شهيد أخرجه حميدُ بنُ زنجويه في فضائل الأعمال (2) من مرسل إياسِ بنِ بكر مرفوعًا.

التاسع والأربعون: من طلب الشهادة صادقًا أُعطيها ولو لم يُصبها أخرجه مسلمٌ (3) من حديث أنس.

الموفي خمسين: أخرج الحاكم (4) عن عروة أن أبا سفيان بنَ الحارث حلقه الحالق بمنى

(1) في "عمل اليوم والليلة" رقم (718) بإسناد ضعيف عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى رجلًا إذا أخذ مضجعه أن يقرأ سورة الحشر، وقال إن مت مت شهيدًا أو قال من أهل الجنة.

(2)

ذكره الحاجي خليفة في "كشف الظنون"(2/ 1274).

(3)

في صحيحه، رقم (156/ 1908).

(4)

في "المستدرك"(3/ 256) وصححه ووافقه الذهبي.

قال ابن التين كما في "فتح الباري"(6/ 44): هذه كلها ميتات فيها شدة تفضل الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بأن جعلها تمحيصًا لذنوبهم وزيادة في أجورهم يبلغهم بها مراتب الشهداء.

قال الحافظ ابن حجر: والذي يظهر أن المذكورين ليسوا في المرتبة سواء.

ويتحصل مما ذكر في هذه الأحاديث أن الشهداء قسمان: شهيد الدنيا وشهيد الآخرة وهو من يقتل في حرب الكفار مقبلًا غير مدبر مخلصًا. وشهيد الآخرة وهو من ذكر بمعنى أنهم يعطون من جنس أجر الشهادة ولا تجري عليه أحكامهم في الدنيا

وفي حديث العرباض بن سارية - عند النسائي (6/ 17 - 38) وأحمد (4/ 128) مرفوعًا: "يختصم الشهداء والمتوفّون على فرشهم إلى ربنا عز وجل في الذي يتوفّون من الطاعون، فيقول الشهداء: إخواننا قتلوا كما قتلنا ويقول المتوفون على فرشهم: إخواننا ماتوا على فرشهم كما متنا على فرشنا فيقول ربنا عز وجل انظروا إلى جراحهم، فإن أشبهت جراحُهُم جراح المقتولين، فإنهم منهم ومعهم فإذا جراحُهم قد أشبهت جراحهم"- حديث حسن لغيره-.

قال الحافظ ابن حجر في "الفتح"(6/ 44): وإذا تقرر ذلك فيكون إطلاق الشهداء على غير المقتول في سبيل الله مجازًا، فيحتج به من يجيز استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه. والمانع يجيب بأنه من عموم المجاز فقد يطلق الشهيد على من قتل في حرب الكفار لكن لا يكون له ذلك في حكم الآخرة لعارض يمنعه كالانهزام وفساد النية.

ص: 4962

وفي رأسه ثؤلولٌ فقطعه فمات قال فيروز إنه شهيدٌ.

انتهى البحثُ بمنّ اللهِ وفضْلِهِ والصلاةُ والسلامُ على خير خلقه محمدٍ وآلِهِ وصحبه.

ص: 4963