المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌قال المؤيد بالله يحيى بن حمزة في آخر التصفية ما لفظه:تنبيه: أعلم أن القول في الصحابة على فريقين - الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني - جـ ٢

[الشوكاني]

فهرس الكتاب

الفصل: ‌قال المؤيد بالله يحيى بن حمزة في آخر التصفية ما لفظه:تنبيه: أعلم أن القول في الصحابة على فريقين

(20)

21/ 1

‌قال المؤيد بالله يحيى بن حمزة في آخر التصفية ما لفظه:

تنبيه: أعلم أن القول في الصحابة على فريقين

تأليف

محمد بن علي الشوكاني

حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه

محمد صبحي بن حسن حلاق

أبو مصعب

ص: 879

وصف المخطوط

1 -

عنوان الرسالة: قال المؤيد بالله يحط بن حمزة في آخر التصفية ما لفظه: تنبيه اعلم أن القول في الصحابة على فريقين.

2 -

موضوع الرسالة: موقف أهل البيت من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

3 -

أول الرسالة: " الفريق الأول: مصرحون بالترحم عليهم والترضية، وهذا هو المشهور عن أمير المؤمنين، وعن زيد بن علي

4 -

آخر الرسالة: " لا تفي لها إلا مجلدات، دع عنك ما قال الناس ولكن أسراء التقليد لا يكف شراشر ألسنتهم إلا أقوال الرجال فذكرنا هذه القطرة دفعا لذلك.

5 -

عدد صفحات الرسالة: 5 صفحات.

6 -

عدد الأسطر في الصفحة: (25 - 28) سطرا.

7 -

عدد الكلمات في السطر: (12 - 14) كلمة.

8 -

نوع الخط: خط نسخط جيد.

ص: 881

[بين يدي الرسالة:

قال القاضي عياض في الشفا (611/ 2 - 615):

من توفيره وبره صلى الله عليه وسلم:-

1) توفير أصحابه وبرهم ومعرفة حقهم.

2) الاقتداء بهم.

3) وحسن الثناء عليهم.

4) الاستغفار لهم.

5) الإمساك عما شجر بينهم.

6) معاداة من عاداهم.

7) الإضراب عن أخبار المؤرخين، وجهلة الرواة وضلال الشيعة والمبتدعين القادحة في أحد منهم.

8) أن يلتمس لهم فيما نقل عنهم من مثل ذلك فيما كان بينهم من الفن أحسن التأويلات، ويخرج لهم أصول المخارج إذ هم أهل ذلك.

9) لا يذكر أحد منهم بسوء، ولا يغمض عليه أمير، بل تذكر حسناتهم وفضائلهم، وحميد سيرقم ويسكت عما وراء ذلك.

كما قال صلى الله عليه وسلم " إذا ذكر أصحابي فأمسكوا .. " من حديث عبد الله بن مسعود.

- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (0 243/ 1 رقم 0448 1) وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 202) و (7/ 223). وقال فيه مسهر بن عبد الملك وثقه ابن حبان وغيره وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح. ولكن المحدث الألباني انتقد الحافظ الهيثمي في قوله رجاله رجال الصحيح، لأن شيخ الطبراني ليس من رجال الصحيح ولا من رجال سائر الستة.

وقد حكم عليه في الصحيحة رقم (34) بالصحة للشواهد والمتابعة.

ص: 885

قال مالك- رحمه الله: هذا النبي مؤدب الخلق الذي هدانا الله به، وجعله رحمة للعالمين، يخرج في جوف الليل إلي البقيع فيدعو لهم ويستغفر كالمودع لهم، وبذلك أمره الله، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بحبهم، وموالاتهم ومعاداة من عاداتهم.

انظر: فضائل الصحابة للإمام أحمد. الصارم المسلول (3/ 1072 - 1075)]

ص: 886

قال (1) المؤيد بالله يحيى (2) بن حمزة عليه السلام في آخر التصفية ما لفظه:

تنبيه: اعلم أن القول في الصحابة على فريقين:

الفريق الأول: مصرحون بالترحم عليهم، والترضية، وهذا هو المشهور عن أمير المؤمنين، وعن زيد بن علي، وجعفر الصادق، والناصر للحق، والمؤيد بالله، فهؤلاء مصرحون بالترضية والترحم والموالاة، وهذا هو المختار عندنا، ودللنا عليه، وذكرنا أن الإسلام مقطوع به لا محالة، وعروض ما عرض من الخطأ في مخالفة النصوص ليس فيه إلا الخطأ لا غير. وأما كونه كفرا أو فسقا فلم يدل عليه دلالة شرعية، فلهذا بطل القول به، فهذا هو الذي نختاره ونرتضيه مذهبا، ونحب أن نلقى الله ونحن عليه.

والفريق الثاني: متوقفون عن الترضية والترحم، وعن القول بالتكفير والتفسيق، وهذا دل عليه كلام القاسم، والهادي، وأولادهما، وإليه يشير كلام المنصور (3) بالله، فهؤلاء يحكمون بالخطأ، ويقطعون به، ويتوقفون في حكمه.

فأما القول بالتكفير والتفسيق في حق الصحابة، فلم يؤثر عن أحد من أكابر أهل البيت وأفاضلهم كما حكيناه وقررناه، وهو مردود على ناقله انتهى بلفظه. قال في الترجمان عند شرح قوله في البسامة (4):

ورضي الله عنهم كما رضي أبو حسن الخ ما لفظه: قال المنصور بالله عليه السلام: ولا يمكن أحد أن يصح دعواه على أحد من سلفنا الصالح أفم نالوا من المشائخ أو سبوهم، بل يعتمدون فيهم أنهم خير الخلق بعد محمد، وعلي، وفاطمة صلوات الله عليهم وسلامه ويقولون: قد أخطئوا في التقديم،

(1) وجد في صفحة العنوان ما لفظه: هذا الكلام المنقول إلي أخره قد اشتملت عليه الرسالة السابقة: "إرشاد الغبي إلي مذهب أهل البيت في صحب صلى الله عليه وسلم " فهي مغنية عنه، وتحريره كان قبل تحريرها فلتعلم ذلك.

(2)

تقدمت ترجمته في الرسالة السابقة.

(3)

تقدمت ترجمته في الرسالة السابقة.

(4)

تقدم التعريف به في الرسالة السابقة.

ص: 887

وعصوا معصية لا يعلم قدرها إلا الله سبحانه، والخطأ لا يبرا منه إلا الله، وقد عصي آدم ربه فغوى، فإن حاسبهم الله فبذنب فعلوه، وإن عفا عنهم فهو أهل العفو، وهم مستحقون بحميد سوابقهم (1)

انتهى بلفظه. وهكذا قال المنصور بالله في رسالته، في جواب المسائل التهامية (2)

بعد أن ذكر تحريم سب الصحابة، وهذا ما يقضي به علم آبائنا [1] منا إلي علي عليه السلام (3) انتهى بلفظه ثم قال فيها ما لفظه: وفي هذا الجهد من يرى محض الولاء سب الصحابة رض الله عنهم والبراعة منهم فيتبرأ من محمد صلى الله عليه وآله وسلم من حيث لا يعلم.

فإن كنت لا أرمى وترمى كنانتي

تصب حائجات النبل كشحى ومنكبى

انتهى بحروفه.

ومثل ذلك روي عن المؤيد بالله، ذكره صاحب حواشي الفضول، وروى (4) المهدي أحمد بن يحيى في يواقيت (5) السير أنه حتى مات أبو بكر قال علي (6) رضي الله عنه: والله لقد كنت بالناس رؤوفا رحيما أو كما قال: وقد صرح (7) في القلائد (8) أن حكم أبي بكر في فدك

(1) انظر: منهاج السنة (5/ 81 - 83) تقدم نصه في الرسالة السابقة.

(2)

تقدم التعريف بها.

(3)

أكثر المصنف- عفا الله عنا وعنه- من استخدام هذه العبارة وقد أوضحنا في الرسالة السابقة حكم استخدامها. فتنمه لهذا هداك الله.

وهذه العبارة وغيرها من شعار أهل البدع في تخصيص على رضي الله عنه وآل البيت، فينبغي اجتنابه.

انظر معجم المناهي اللفظية (ص 349 - 350).

(4)

تقدمت ترجمته في الرسالة السابقة.

(5)

تقدم التعريف به.

(6)

أخرجه أحمد في فضائل الصحابة رقم (112، 178) بإسناد ضعيف وقد تقدم في الرسالة السابقة.

(7)

أي مؤلفه المهدي أحمد بن يحيى المرتضى الحسني.

(8)

وقد تقدم التعريف بالكتاب في الرسالة السابقة.

وانظره في مؤلفات الزيدية (2/ 353).

ص: 888

صحيح، وروي فيها عن زيد (1) بن على قال: لو كنت أبا بكر الصديق لما قضيت إلا بما قضى ..

ولو كان فاسقا عندهم أو غير عدل لم يصح قضاؤه. قال زيد بن على: كيف أرفضهما يعني: أبا بكر وعمر، وهما وزيرا جدي. ذكر ذلك صاحب القاموس (2) في مادة رفض. وقال محمد بن المنصور عبد الله بن حمزة يفتخر على قحطان في قصيدة:

ومنهم أبو بكر وصاحبه الذي

على السنن الغر الكريمة يغضب

قال في بيان ابن مظفر (3): مسألة: قال الإمام يحط: ولا يصح الإئتمام بفاسق التأويل، ولا بمن يفسق الصحابة الذين لقدموا عليا انتهى.

ولم يحك خلافا لأحد، قال في البستان (4): قال- عليه السلام: يعني الإمام يحي:

لمن يفسق الصحابة فهو قاس تأويل لأنه اعتقد ذلك لشبهة طرأت عليه، وهو يقدمهم على أمير المؤمنين، فلا تصح الصلاة خلف من يسبهم، لأنه جرأة على الله، واعتداء عليهم مع القطع بتقدم إيمانهم، واختصاصهم بالصحبة لرسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم والفضائل الجمة، وكثرة الثناء عليهم من الله- سبحانه- ومن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأكثر الأئمة، وعلماء الأمة. ولا دليل قاطع على كفرهم ولا فسقهم. فأما مطلق الخطأ فهو وإن قطع به لا يكون كفرا ولا فسقا، إذ لا بد فيهما من دليل لطعي شرعي. وقد قال- صلى الله عليه وآله وسلم: " لا يؤمنكم

(1) انظر الحجة للأصبهاني (2/ 352).

وسيأتي تفصيل هذه القصة ودحض الشبهة فيها، في الرسالة اللاحقة بعنوان " هل خص النبي صلى الله عليه وسلم أهل البيت بشيء من العلم ".

(2)

أي القاموس المحيط (ص830) مادة رفض،

(3)

تقدمت ترجمته.

(4)

تقدم التعريف به.

ص: 889

ذو جرأة لي دينه " (1) وأي جرأة أعظم من اعتقاد هلاك من له الفضل والسبق إلي الإسلام والهجرة، وإحراز الفضل والمراتب العلية، والإنفاق في الجهاد، وبذل النفوس والأموال لله ولرسوله! وقد قال- صلى الله عليه وآله وسلم: " لو أنفق أحدكم ملء الأرض ذهبا ما بلغ مد أحدهم " (2) فنعوذ بالله من الجهل والخذلان انتهى.

مال العلامة يحط بن (3) الحسن بن القاسم بن محمد في كتابه الإيضاح (4) بما خفي من الاتفاق على تعظيم [2] الصحابة ما لفظه: وإذا تقرر ما ذكرناه، وعرفت أقوال أئمة العلم الهداة علم من ذلك بالضرورة التي لا تنتفي بشك، ولا شبهة إجماع أئمة الزيدية على تحريم لسب الصحابة، لتواتر ذلك عنهم، والعلم به، فما خالف ما علم ضرورة لا يعمل به إلي آخر كلامه انتهى. وحكى المنصور بالله (5) عبد الله بن حمزة في كتابه الكاشف للإشكال (6) الفارق بين التشيع والاعتزال ما لفظه: والمسلك الثاني أن أمير المؤمنين هو القدوة، ولم يعلم من حاله- عليه السلام لعن القوم (7) ولا تبرأ منهم، ولا تفسيقهم. قال: وهو قدوتنا- عليه السلام فلا تزد على حده الذي وصل إليه، ولا تنقص شيئا من ذلك، لأنه إمامنا وإمام المتقن، وعلى المأمور اتباع آثار إمامه، واحتذاء مثاله، وإن تعدى خالف وظلم انتهى، وقد حكى هذا الكلام عن المنصور بالله بألفاظه السيد الهادي بن إبراهيم (8) الوزير في تلقيح الألباب (9) في شرح أبيات اللباب، بلى

(1) تقدم تخريجه في الرسالة السابقة وهو حديث ضعيف.

(2)

تقدم تخريجه في الرسالة السابقة. وهو حديث صحيح.

(3)

تقدمت ترجمته.

(4)

تقدم التعريف به.

(5)

تقدمت ترجمته.

(6)

تقدم التعريف به.

(7)

في هامش المخطوط " يعني المشائخ المتقدمين عليه ".

(8)

تقدمت ترجمته.

(9)

تقدم التعريف به.

ص: 890

حكى في البسامة أن عليا- عليه السلام كان يترضى عنهم فقال:

ورض عنهم كما رضي أبو حسن

أوقف عن السب إن ما كنت ذا حذر

وقال المنصور بالله في ذلك الكتاب: إنا إنما توقفنا في أميرهم لما قدمنا طرفا من ذكره، وهو أن لهم حسنات عظيمة (1)

بمشايعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونصرته والقيام دونه، والرمي من وري حوزته، ومعادات الأهل والأقارب في نصرة الدين، وسبقهم إلي الحق وحضور المشاهد إلي تزيغ فيها الأبصار، وتبلغ القلوب الحناجر إلي آخر كلامه.

وذكر الإمام المهدي محمد بن (2) المطهر- عليه السلام في كتابه الكواكب (3) الدرية جلة وافية، ونبذة شافية في أحوال المشائخ، وأشار إلي مثل كلام المنصور بالله في لزم التوقف، قال الهادي بن إبراهيم (4) الوزير في ...................................

وقد قدمنا في الرسالة السابقة نصوص من القرآن والسنة.

(1) انظر: قطر الولي (ص 292 - 296). و" فضائل الصحابة " للإمام احمد بن حنبل.

(2)

الإمام محمد بن المطهر بن يحي أحد أعلام الزيدية، باليمن ولد سنة 660 هـ هجرة الكريش شرق مدينة شهارة أخذ العلم عن أبيه، حقق في فنون العلم وكان كثر التدريس ى للعلوم تخرج عليه مشاهير العلماء منهم ولده الإمام الواثق بالله المطهر بن محمد.

توفي سنة 728 هـ بحصن ذمرمر.

من مصنفاته: عقود العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن.

البغية في الفرائض.

الرياض الندية في نبذ من الأموال المهدية.

أعلام المؤلفين الزيدية (ص 997) الأعلام (7/ 234) البدر الطالع (2/ 171).

(3)

" الكواكب الحرية سرح الأبيان الفخرية " شرح على قصيدة الحسن بن وهاس الرائية في إمامة أمير المؤمنين.

أعلام المؤلفين الزيدية (ص 998).

وقال في مؤلفات الزيدية (2/ 391) الكواكب الدرية في شرح الأبيات البدرية.

(4)

تقدمت ترجته.

ص: 891

تلقيح (1) الألباب: وأكثر من انتصر لجواز الترضية والموالاة الأمام يحط بن حمزة؟ فإنه بالغ في ذلك في كتبه الكلامية، وأفرد لذلك كتابه المسمى بالتحقيق (2) في الإكفار والتفسيق، وله في هذا المعنى من الكلام ما لا يمكن إيراده.

وروى الترضية عن جماعة من أهل البيت وحماهم بأعيانهم، ومن أراد ذلك طالعه من كتاب التحقيق انتهى.

وحكى السيد الهادي أيضًا في ذلك الكتاب أنه سئل الإمام المهدي على بن محمد بن علي عن حكم من تقدم على أمير المؤمنين، أو خالفه، فأجاب أن مذهب الجمهور من الزيدية أن النص وقع على وجه يحتاج في معرفة المراد به إلي نظر وتأمل، ولا يكفرون من دافعه، ولا يفسقونه

إلي آخر كلامه. وحكى السيد الهادي أيضًا في ذلك الكتاب عن الإمام الناصر محمد (3) بن علي المعروف بصلاح الدين أنه سئل عن ذلك، فأجاب بأن مذهب أئمة الزيديه [3] القول بالتخطية لو تقدم أمير المؤمنين. قال: وهؤلاء فرقتان: فرقة تقول باحتمال الخطأ، ويتوقفون في أميرهم، وفرقة يتولونهم ويقولون بأن خطأهم مغتفر في جنب مناقبهم، وأعمالهم، وجهادهم، وصلاحهم. وهذا القول الذي نراه أوهم وجوه الإسلام، وبدور الظلام إلي آخر كلام الإمام صلاح الدين (4) قال السيد الهادي بعد إيراده لكلام الناصر صلاح الدين ما لفظه: فقد بان لك اختلاف رأي الإمامين المهدي وولده الناصر، فرأى المهدي التوقف وشدد فيه، ورأى ولده الترضية، ورضي عنهم. قال: نقلته من خطه، قال: فرأته ورأي الإمام يحيى بن

(1) تقدم التعريف به.

(2)

تأليف المؤيد يحط بن حمزة الحسيني اليمني (749).

أوله "

الحمد لله ......... هذا كتاب يجب معرفة ما تضمنه من المسائل على كل مكلف ".

مؤلفات الزيدية (1/ 271).

(3)

تقدمت ترجمته في الرسالة السابقة.

(4)

انظر كلام ابن تيمية في منهاج السنة (5/ 83) وقد تقدم في الرسالة السابقة.

ص: 892

حمزة في هذه المسألة واحد، ورأي والده ورأي المنصور بالله واحد في التوقف، ثم قال: واعلم أيها المكلف أن أئمة العترة في هذا المعنى كما رأيت، والحق أنهم أخطئوا بالتقدم على أمير المؤمنين، ولكن سوابقهم الجميلة ومآثرهم الصالحة، وما كان لهم من مودة النبي- صلى الله عليه وآله وسلم والقدم الراسخة في الإسلام لم يقطع على هذه المعصية بأنها كبيرة، وربك الغفور ذو الرحمة فنسأل الله التوفيق والعصمة. انتهى كلام السيد الهادي الوزير.

وقال الإمام يحط بن حمزة في رسالته الوازعة (1) بعد أن حكى عن أهل البيت أفم لم يكفروا، ولا فسقوا من لم يقل بإمامة أمير المؤمنين، أو تخفف عنه، أو تقدمه، ما لفظه: ثم إن لهم بعد القطع بعدم الكفر والفسق مذهبين:

الأول: مذهب من صرح بالترحم والترضية عليهم، وهذا هو المشهور عن علما- عليه السلام وزيد بن على، وجعفر الصادق، والباقر، والناصر، والمؤيد بالله، وغيرهم، وهو المختار عندنا ثم قال:

المذهب الثاني: من توقف عن الترضية، والترحم، والإكفار، والتفسيق. وإلي هذا يشير كلام القاسم والهادي وأولادهما، والمنصور بالله، لأنهم لما قطعوا على الخطأ ولم يدل دليل على عصمتهم، فيكون الخطأ صغيرة في حقهم جاز أن يكون خطؤهم كبيرة، ولذلك توقفوا عن الترضية قال: ويقابله آنا قاطعون على إيمانهم قبل هذه المعصية، فيستصحب الأصل، ولا ينتزع عنه إلا لدلالة قاطعة تدل على كفر أو فسق (2)

ص: 893

قال: وما روي عن المنصور بالله أنه قال: من رض عنهم فلا تصلوا خلفه، ومن سبهم فاسألوه ما الدليل، الرواية المشهورة: من سبهم فلا تصلوا خلفه، ومن رضي عنهم فاسألوه ما الدليل (1) 0 انتهى كلام الإمام ير بن حمزة في تلك الرسالة (2).

والصحابة رضي الله عنهم أجل وأعظم من أن ينقل في تنزيه شأنهم- صانهم الله مثل هذا الكلام، فإن مناقبهم التي في نصوص القرآن والسنة [4] لا تفي لها إلا مجلدات، دع عنك ما قال الناس، ولكن إسراء التقليد لا يكفى شراشر ألسنتهم إلا أقوال الرجال، فذكرنا في هذه التيطرة دفعا لذاك.

كمل من خط المؤلف القاضي الفهامة، قطب علم الدين محمد بن علي الشوكاني حفظه الله على مر الدهور والأزمان بحق محمد وآله وصحبه وسلم تسليما [5].

(1) تقدم التعليق على ذلك في الرسالة السابقة.

(2)

أي الرسالة الوازعة للمعتدين عن سب صحابة سيد المرسلين (ص 195).

ص: 894