الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القطرة عن طريق الأنف:
الأنف منفذ إلى الحلق، كما هو معلوم بدلالة السنة، والواقع، والطب الحديث.
فمن السنة قوله صلى الله عليه وسلم: "وَبَالِغْ في الِاسْتِنْشَاقِ إلَّا أَنْ تَكُونَ صَائمًا"(1)، فدل هذا الحديث على أن الأنف منفذ إلى الحلق، ثم المعدة، والطب الحديث أثبت ذلك؛ فإن التشريح لم يَدَعْ مجالًا للشك باتصال الأنف بالحلق.
اختلف الفقهاء المعاصرون في التفطير بالقطرة في الأنف على قولين:
القول الأول: أنه لا يفطر؛ لأنها ليست أكلًا ولا شربًا ولا في معناهما، وأيضًا لأن الواصل منها أقل بكثير من المتبقي من المضمضة، فهي أولى بعدم التفطير، وهذا ما ذهب إليه مجمع الفقه الإِسلامي (2).
القول الثاني: أن القطرة في الأنف تفطر، وهو الراجح، وقال به الشيخ عبد العزيز بن باز (3)، وقيد ذلك بقوله:"إن وجد طعمها في حلقه"، والشيخ محمَّد بن عثيمين (4)، وقيد ذلك بقوله:"إذا وصلت إلى المعدة". دليل ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث لقيط بن صبرة: "وَبَالِغْ في الِاسْتِنْشَاقِ إلَّا أَنْ تكُونَ صَائِمًا"(5). فالحديث يدل على أنه لا يجوز للصائم أن يقطر في أنفه ما يصل إلى معدته، فإن وَضْعَ القطرة في الأنف أبلغ من المبالغة في الاستنشاق؛ لأن المبالغة في الاستنشاق يحتمل أن يصل بها إلى حلقة شيء من الماء ويحتمل أن لا يصل، لكن القطرة آكَدُ؛ لأن الإنسان يضعها بحيث لا تخرج.
(1) رواه الترمذيُّ (788)، وأبو داود (142)، وصححه الألباني في الإرواء (ج 4 ح 935).
(2)
مجلة مجمع الفقه الإِسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإِسلامي، قرار رقم 93 (1/ 10).
(3)
مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله (15/ 261).
(4)
مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين رحمه الله (19/ 206).
(5)
سبق تخريجه، (ص: **).