الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحاديث زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن «تلخيص الحبير» مع تصرُّف وزيادة من «التهذيب» و «اللسان»
.
1.
هارون بن أبي قزعة، عن رجل من آل حاطب، عن حاطب مرفوعًا:«من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي، ومن مات بأحد الحرمين يُبعث من الآمنين يوم القيامة»
(1)
.
وفي «اللسان»
(2)
: «هارون بن أبي قَزَعة [المدني] عن رجل في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قال البخاري: لا يتابع عليه.
عبد الملك بن إبراهيم الجُدِّي
(3)
، ثنا شعبة، عن سوار بن ميمون، عن هارون بن قزعة، عن رجل من آل الخطاب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:«من زارني متعمدًا كان في جواري يوم القيامة، ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله يوم القيامة من الآمنين» .
والمحاملي
(4)
والساجي قالا: حدثنا محمد بن الوليد البسري، ثنا وكيع، ثنا ابن عون وخالد بن أبي خالد، عن الشعبي والأسود (؟)
(5)
بن ميمون، عن هارون بن أبي قزعة (؟)
(6)
رجل من آل حاطب، عن حاطب
(1)
«التلخيص الحبير» (2/ 286).
(2)
(8/ 309).
(3)
ومن طريقه أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (3856).
(4)
ومن طريقه أخرجه الدارقطني (2694) والبيهقي في «شعب الإيمان» (3855).
(5)
وضع عليه الشيخ علامة الاستفهام لأنه في السند السابق: «سوار بن ميمون» .
(6)
وضع عليه الشيخ علامة الاستفهام لأنه في السند السابق: «هارون بن قزعة» .
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: .... (كما في التلخيص) انتهى.
قال الأزدي: هارون أبو قزعة يروي عن رجل من آل حاطب المراسيل. قلت: فتعين أنه الذي أراد الأزدي، وذكره العقيلي والساجي وابن الجارود في الضعفاء».
أقول: فالرجل متفق على ضعفه، وقال البخاري في حديثه هذا:«لا يتابع عليه» . ثمَّ [في] رواية شعبة ــ على ما في «اللسان» ــ: سوار بن ميمون. وفي رواية ابن عون: الأسود بن ميمون.
وفي رواية شعبة: هارون بن قزعة. وفي رواية ابن عون: ابن أبي قزعة.
وفي رواية شعبة: عن رجل من آل الخطاب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وفي رواية ابن عون: من آل حاطب، عن حاطب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ويَحتمِل أن تكون هذه الاختلافات من خطأ النسخة.
وفي رواية شعبة: «من زارني متعمِّدًا كان في جواري يوم القيامة» . وفي رواية ابن عون: «من زارني بعد موتي فكأنَّما زارني في حياتي» .
ومع ذلك فالرجل الذي من آل حاطب مجهول، وحاطب لا يُدرى أهو ابن أبي بلتعة الصحابي أم غيره؟
وفي قوله: «من زارني بعد موتي فكأنَّما زارني في حياتي
(1)
» نكارةٌ لمخالفته النصوص الصحيحة والإجماع.
وللحديث طريق ثالث:
(1)
في الأصل: «حياته» ، سبق قلم.
قال الطيالسي
(1)
: حدثنا سوار بن ميمون أبو الجراح العبدي، قال: حدثني رجل من آل عمر، عن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من زار قبري ــ أو قال: من زارني ــ كنت له شفيعًا أو شهيدًا، ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله من الآمنين يوم القيامة» .
وهذا يوافق رواية شعبة، ويخالفها في الوصل والإرسال. والشك الذي في رواية الطيالسي يُحمل على رواية شعبة، فيكون الراجح عن سوار:«من زارني» لا: «من زار قبري» . ورواه البيهقي
(2)
من طريق الطيالسي ثم قال: «إسناده مجهول» .
وفي هذا كلِّه
(3)
، فالحديث ساقط لا يصلح للمتابعة. والله أعلم.
2.
الدارقطني
(4)
من حديث حفص بن أبي داود، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عمر مرفوعًا:«من حجَّ فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي» .
والطبراني في «الأوسط»
(5)
من طريق الليث ابن بنت الليث بن أبي سليم، عن عائشة بنت يونس امرأة الليث، عن ليث.
(1)
«مسند الطيالسي» (65).
(2)
في «الكبرى» : (5/ 245). وأخرجه أيضًا الطبراني في «الكبير» (13497)، و «الأوسط» (3376).
(3)
كذا في الأصل.
(4)
في «سننه» (2693).
(5)
برقم (287). وأخرجه أيضًا في «الكبير» (13496).
قال ابن حجر
(1)
: وهذان الطريقان ضعيفان.
أقول: حفص بن أبي داود، هو حفص القارئ
(2)
. اتَّفقوا على تركه، وجاء عن الإمام أحمد فيه ثلاث عبارات؛ مرَّة:«صالح» ، ومرَّة:«ما به بأس» ، ومرَّة:«متروك الحديث» .
والجمع بينها: أنَّه في دينه صالح ما به بأس، وفي حديثه متروك، أي لغلبة خطائه وغفلته وغلطه. فإن شككت في هذا الجمع فأسقِط العبارات كلَّها لتعارضها.
بل قال أبو حاتم الرازي: «لا يصدق» . وقال ابن خراش: «كذَّاب» .
وقال الساجي عن أحمد بن محمد البغدادي عن ابن معين: «كان كذَّابًا» .
نعم، قال أبو عمرو الداني: قال وكيع: «كان ثقةً» ، ولم يبيِّن سنده إلى وكيع. ولو صحَّ فهو محمول على أنه كان ثقةً في القراءة. أو يسقط ذلك لمعارضته الجرح المفسَّر من نحو خمسة عشر إمامًا. ومع هذا، فحديثه هذا أورده البخاري في ترجمته في الضعفاء إنكارًا له.
ثمَّ شيخه ليث بن أبي سليم، وخلاصة ترجمته قول الحافظ في «التقريب»:«اختلط أخيرًا ولم يتميَّز حديثه فتُرك» .
ثم إن الرواة عن ليث كثيرون فانفراد حفصٍ مما يزيده وهنًا على وهن.
(1)
«التلخيص الحبير» (2/ 286).
(2)
انظر لأقوال الأئمة فيه «تهذيب التهذيب» .
وأما الليث ابن بنت الليث عن عائشة بنت يونس
(1)
امرأة الليث، فبغاية الجهالة.
ولا حاجة لذكر مجاهد ــ رحمه الله ــ وتدليسه، فهو أجلُّ من أن يُذكر هنا.
ومع ذلك ففي الحديث النكارةُ المتقدِّم ذكرها. فالحديث من الضعف بحيث لا يصلح للمتابعة.
3.
ورواه العقيلي
(2)
من حديث ابن عبَّاس، وفي إسناده فضالة بن سعيد المأربي، وهو ضعيف.
أقول: لفظه كما في «اللسان»
(3)
: «حدثنا سعيد بن محمد الحضرمي، ثنا فضالة، حدثنا محمد بن يحيى، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس ــ رضي الله عنهما ــ مرفوعًا: «من زارني في مماتي كان كمن زارني في حياتي» . ولا يُعرف إلا به.
قال الذهبي: هذا موضوع على ابن جريج. اهـ. وفضالة، قال أبو نعيم: روى المناكير لا شيء».
أقول: ومحمد بن يحيى المأربي
(4)
، قال ابن حزم: مجهول، ووثَّقه
(1)
في الأصل: «مسلم» ، سبق قلم، وقد سبق على الصواب.
(2)
في «الضعفاء» : (3/ 457).
(3)
(6/ 332).
(4)
انظر «تهذيب التهذيب» (9/ 521).