المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌755 - (20) باب في ذكر أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير وكون أهل الجنة على صورة آدم، وفي ذكر شدة حر جهنم وبعد قعرها وما تأخذه من المعذبين وأنها مسكن الجبارين والجنة مسكن الضعفاء والمساكين وذبح الموت - الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج - جـ ٢٥

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌ كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار

- ‌736 - (1) باب الحث على ذكر الله تعالى، وبيان عدد أسمائه، والأمر بالعزم في الدعاء، وكراهة تمني الموت، ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه

- ‌737 - (2) باب فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى، وكراهة الدعاء بتعجيل العقوبة في الدنيا، وفضل مجالس الذكر وكثر ما يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم، وفضل التهليل والتسبيح

- ‌739 - (4) باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع، والتعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل

- ‌740 - (5) باب التسبيح أول النهار وعند النوم وعند صياح الديك وعند الكرب وفضل سبحان الله وبحمده والدعاء للمسلم بظهر الغيب وحمد الله بعد الأكل والشرب واستجابة الدعاء ما لم يعجل

- ‌ كتَاب الرقاق والتوبة

- ‌741 - (6) باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النَّار النساء وبيان الفتنة بالنساء وذكر قصة أصحاب الغار الثلاثة والتوسل بصالح العمل

- ‌742 - (7) باب الحض على التوبة والفرح بها وسقوط الذنب بالاستغفار توبة وفضل دوام الذكر والفكر في أمور الآخرة والمراقبة

- ‌743 - (8) باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه وقبول التوبة من الذنوب وإن تكررت الذنوب والتوبة

- ‌744 - (9) باب غيرة الله تعالى وقوله: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} وقبول توبة القاتل وإن كثر قتله وفداء المسلم بالكافر من النَّار ومناجاة الله مع المؤمن يوم القيامة

- ‌745 - (10) باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه

- ‌[تتمة]:

- ‌ 747 - (13) باب صفات المنافقين وأحكامهم

- ‌ كتاب في أبواب مختلفة

- ‌748 - (13) باب عجائب يوم القيامة

- ‌749 - (14) باب بدء الخلق وخلق آدم والبعث والنشور ونُزُل أهل الجنة وقوله صلى الله عليه وسلم: "لو تابعني عشرة من اليهود

- ‌750 - (15) باب الدخان وانشقاق القمر وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا أحد أصبر من الله" وطلب الكافر الفداء وحشر الكافر على وجهه

- ‌751 - (16) باب صبغ أنعم أهل الدنيا في النار .. إلخ وجزاء المؤمن بحسناته .. إلخ ومثل المؤمن كالزرع .. إلخ، ومثل المؤمن كالنخلة وتحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس وذكر أن مع كل أحد من الناس قرين جن

- ‌752 - (17) باب لن يدخل الجنة أحد بعمله، وإكثار الأعمال والاجتهاد في العبادة، واستحباب الاقتصاد في الموعظة

- ‌ كتاب ذكر الموت وما بعده من الجنَّة والنَّار وغيرهما

- ‌753 - (18) باب حفت الجنَّة بالمكاره والنَّار بالشهوات، وفي الجنَّة ما لا عين رأت .. إلخ، وفي الجنَّة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام، والرضوان على أهل الجنَّة وترائي أهل الجنَّة أهل الغرف فوقهم

- ‌754 - (19) باب مودة رؤية النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ببذل ماله وأهله، وذكر سوق الجنَّة، وأول زمرة تدخل الجنَّة على صورة القمر، ودوام نعيم أهل الجنَّة، وصفة خيام الجنَّة، وما في الدُّنيا من أنهار الجنَّة

- ‌755 - (20) باب في ذكر أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير وكون أهل الجنَّة على صورة آدم، وفي ذكر شدة حر جهنم وبعد قعرها وما تأخذه من المعذبين وأنها مسكن الجبارين والجنة مسكن الضعفاء والمساكين وذبح الموت

- ‌756 - (21) باب غلظ جلد الكافر، وعظم ضرسه، وعلامات أهل الجنَّة والنَّار، ورؤيته صلى الله عليه وسلم عمرو بن لحي في النَّار، وصنفين من أهل النَّار، وذكر فناء الدُّنيا والحشر يوم القيامة

الفصل: ‌755 - (20) باب في ذكر أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير وكون أهل الجنة على صورة آدم، وفي ذكر شدة حر جهنم وبعد قعرها وما تأخذه من المعذبين وأنها مسكن الجبارين والجنة مسكن الضعفاء والمساكين وذبح الموت

‌755 - (20) باب في ذكر أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير وكون أهل الجنَّة على صورة آدم، وفي ذكر شدة حر جهنم وبعد قعرها وما تأخذه من المعذبين وأنها مسكن الجبارين والجنة مسكن الضعفاء والمساكين وذبح الموت

6989 -

(2811)(171) حدَّثنا حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ. حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ اللَّيثِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، (يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ)، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ،

ــ

755 -

(20) باب في ذكر أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير وكون أهل الجنَّة على صورة آدم، وفي ذكر شدة حر جهنم وبعد قعرها وما تأخذه من المعذبين وأنها مسكن الجبارين والجنة مسكن الضعفاء والمساكين وذبح الموت

واستدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الأوَّل من الترجمة وهو أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير بحديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:

6989 -

(2811)(171)(حدَّثنا حجاج) بن يوسف الثَّقفيُّ البغدادي المعروف بـ (ابن الشَّاعر) ثقة، من (11) روى عنه في (14) بابا (حدَّثنا أبو النضر هاشم بن القاسم الليثي) مولاهم البغدادي، ثقة، من (9) روى عنه في (10) أبواب (حدَّثنا إبراهيم يعني ابن سعد) بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزُّهريّ المدني، ثقة، من (8) روى عنه في (14) بابا (حدَّثنا أبي) سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، ثقة، من (5) روى عنه في (13) بابا (عن) عمه (أبي سلمة) بن عبد الرحمن بن عوف الزُّهريّ المدني، ثقة، من (3) روى عنه في (14) بابا (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته، هكذا وقع هذا السند في أغلب نسخ صحيح مسلم بدون ذكر الزُّهريّ، وكذا وقع عند ابن هامان، وكذا خرجه الدّمشقيُّ بدون ذكر الزهري، ووقع في بعضها بزيادة الزُّهريّ بين سعد بن إبراهيم وأبي سلمة، والصَّواب ما ها هنا كما عند ابن هامان بدون ذكر الزُّهريّ، وقال الدّمشقيُّ: لا أعلم لسعد رواية عن الزُّهريّ اهـ أبي. ثم ذكر الدارقطني في العلل أن هذا الحديث مرسل عن أبي سلمة، ولم يروه موصولًا عن أبي هريرة إلَّا أبو النضر، لكن ذكر النووي رحمه الله أن الحديث مروي مرسلًا وموصولًا ومتى روي الحديث موصولًا ومرسلًا كان محكومًا بوصله على المذهب الصَّحيح لأنَّ مع الواصل زيادة علو حفظها ولم يحفظها من أرسله.

ص: 508

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَال:"يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ أَفْئِدَتُهُمْ مِثْلُ أَفْئِدَةِ الطَّيرِ".

6990 -

(2812)(172) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ. قَال: هَذَا مَا حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو هُرَيرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا:

ــ

(عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: يدخل الجنَّة) أولًا وإلا فيدخل الجنَّة كل مؤمن (أقوام أفئدتهم) أي قلوبهم في الرقة والضعف أو في الخوف والهيبة أو في التوكل (مثل أفئدة الطير) أي مثل قلوبها في ذلك، قال القرطبي: يحتمل أن يقال إنما شبهها بها لضعفها ورقتها كما قال في أهل اليمن: "هم أرق قلوبًا، وأضعف أفئدة" رواه أحمد والشيخان والترمذي، ويحتمل أنَّه أراد بها أنَّها مثلها في الخوف والهيبة، والطير على الجملة أكثر الحيوانات خوفًا وحذرًا، حتَّى قيل احذر من غراب، وقد غلب الخوف على كثير من السلف حتَّى انصدعت قلوبهم فماتوا، وقيل المراد متوكلون والله أعلم اهـ من المفهم.

وقال الطيبي: قد تقرر في علم البيان أن وجه الشبه إذا أضمر عم تناوله فيكون أبلغ مما لو صرح به فينبغي أن يحمل الحديث على المذكورات كلها ومن ثم خص الفؤاد بالذكر لأنَّه محل للصفات المذكورة دون القلب لأنَّه لحمة صنوبرية ليست محلًا لهذه الصفات كما بيناه في أول الكتاب نقلًا عن الحدائق.

وهذا الحديث مما انفرد به الإمام مسلم عن أصحاب الأمهات لكنَّه شاركه أحمد في مسنده [2/ 331].

ثم استدل المؤلف على الجزء الثَّاني من الترجمة وهو كون أهل الجنَّة على صورة آدم بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنه فقال:

6990 -

(2812)(172) حدَّثنا محمَّد بن رافع) القشيري، ثقة، من (11) روى عنه في (11) بابا (حدَّثنا عبد الرَّزاق) بن همام الحميري الصنعاني، ثقة، من (9)(أخبرنا معمر) بن راشد (عن همام بن منبه) بن كامل اليماني (قال هذا ما حدَّثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر) همام (أحاديث) كثيرة (منها) قال

ص: 509

وَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "خَلَقَ الله عز وجل آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ. طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا. فَلَمَّا خَلَقَهُ قَال: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ. وَهُمْ نَفَرٌ مِنَ الْمَلائكَةِ جُلُوسٌ. فَاسْتَمِعَ مَا يُجِيبُونَكَ، فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ. قَال: فَذَهَبَ فَقَال: السَّلامُ عَلَيكُمْ. فَقَالوا: السَّلامُ عَلَيكَ وَرَحْمَةُ الله. قَال فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللهِ. قَال:

ــ

رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذا وكذا (وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهذا السند من خماسياته (خلق الله عز وجل آدم) يوم خلقه في الجنَّة (على صورته) أي على صورة آدم التي كان عليها في الأرض إنسانًا كاملًا طويلًا سويًّا، قال القرطبي: هذا الضمير عائد على أقرب مذكور وهو آدم وهو أعم، وهذا هو الأصل في عود الضمائر ومعنى ذلك أن الله تعالى أوجده على الهيئة التي كان عليها في الأرض طويلًا ستِّين ذراعًا لم ينتقل في النشأة أحوالًا ولا تردد في الأرحام أطوارًا إذ لم يخلقه صغيرًا فكبره ولا ضعيفًا فقواه بل خلقه رجلًا كاملًا سويًّا قويًّا بخلاف سنة الله في ولده، ويصح أن يكون معناه للإخبار عن أن الله تعالى خلقه يوم خلقه على الصورة التي كان عليها في الأرض وأنَّه لم يكن في الجنَّة على صورة أخرى ولا اختلفت صفاته ولا صورته كما تختلف صور الملائكة والجن والله تعالى أعلم. ولو سلمنا أن الضمير عائد على الله لصح أن يقال هنا إن الصورة بمعنى الصفة كصفة الكلام والفهم والعلم مثلًا وإن كانت ناقصة فانية مخالفة لصفة الله تعالى، وقد ذكرنا في قوله:(أول زمرة يدخلون الجنَّة على صورة القمر) فإن معناه على صفته من الإضاءة والجمال لا على صورته من الاستدارة اهـ من المفهم. قال النووي: والمراد أنَّه خلق في أول نشأته على صورته التي كان عليها في الأرض وتوفي عليها، وهي أنَّه (طوله ستون ذراعًا) ولم ينتقل أطوارًا كذريته، وكانت صورته في الجنَّة في الأرض لم تتغير (فلما خلقه) ونفخ فيه روحه (قال) الله له:(اذهب فسلم على أولئك النفر) والجماعة (وهم نفر من الملائكة جلوس فاستمع) منهم (ما يجيبونك) أي إجابة أجابوك بها (فإنها) أي فإن إجابتهم لك أي مثل ما أجابوك بها (تحيتك وتحية ذريتك) إلى يوم القيامة (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فذهب) آدم إلى الملائكة (فقال) لهم: (السَّلام عليكم فقالوا) له: (السَّلام عليك ورحمة الله قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فزادوه) أي فزادت الملائكة في الرد على آدم لفظة (ورحمة الله قال)

ص: 510

فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ. وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا. فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدَهُ حَتَّى الآنَ"

ــ

رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فكل من يدخل الجنَّة) يكون (على صورة آدم) وصفته وجماله وعلى قده (وطوله) أي ارتفاعه في السماء (ستون ذراعًا فلم يزل الخلق) يعني ذريته (ينقص) طولهم (عن طوله) أي عن طول آدم (بعده) أي بعد آدم (حتَّى الآن) إلى الآن.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البُخاريّ في الأنبياء باب خلق آدم وذريته [3326] وفي الاستئذان باب بدء السَّلام [6227].

قوله: (طوله ستون ذراعًا) قال العيني في عمدة القارئ [7/ 311] قال ابن التين: المراد ذراعنا لأن ذراع كل أحد مثل ربعه ولو كانت بذراعه لكانت يده قصيرة في جنب طول جسمه كالإصبع والظفر، وروى أحمد من حديث سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعًا:"كان طول آدم ستِّين ذراعًا في سبعة أذرع عرضًا" وروى ابن أبي حاتم بإسناد حسن عن أبي بن كعب رضي الله عنه "أن الله خلق آدم رجلًا طوالًا كثير شعر الرأس كأنه نخلة سحوق" وقال الكشميري في فيض الباري [4/ 17] في شرح قوله صلى الله عليه وسلم: "ستون ذراعًا في السماء" أي في الطول، ويحتمل أن يكون مراد الحديث أنَّه كان قدر طولهم هذا في الجنَّة فإذا نزلوا في الجنَّة واستقروا فيها عادوا إلى القصر فإن الأحكام تتفاوت بتفاوت البلدان والأوطان كما أن يومًا عند ربك كألف سنة مما تعدون فهو يوم في العالم العلوي وألف سنة في العالم السفلي هكذا يمكن أن تكون قاماتهم تلك في الجنَّة فإذا دخلوها عادوا إلى أصل قامتهم.

قوله: (فقالوا: السَّلام عليك ورحمة الله) قال علي القاري في المرقاة [9/ 47]: هذا يدل على جواز تقديم السَّلام على عليكم في الجواب بل على ندبه لأنَّ المقام مقام التعليم، لكن الجمهور على أن الجواب بقوله: وعليكم السَّلام أفضل سواء زاد أم لا، ولعل الملائكة أيضًا أرادوا إنشاء السَّلام على آدم كما يقع كثيرًا فيما بين النَّاس لكن يشترط في صحة الجواب أن يقع بعد السَّلام لا أن يقعا معًا كما يدل عليه فاء التعقيب، وهذه المسألة أكثر النَّاس عنها غافلون فلو التقى رجلان وسلم كل منهم على صاحبه دفعة واحدة يجب على كل منهما الجواب اهـ. وذكر الرَّازي: أن الحكمة في تقديم: وعليكم

ص: 511

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

في الجواب ما ذكره سيبويه من أن العرب يقدمون في الذكر ما هو الأهم عندهم، فلما قال المجيب: وعليكم السَّلام دل على شدة اهتمام المجيب بمخاطبه اهـ.

قال القرطبي: (قوله: فلما خلقه الله قال: اذهب فسلم على أولئك النفر) إلخ، هذا الكلام إلى آخره دليل على تأكد حكم السَّلام فإنَّه مما شرع وكلف به آدم، ثم لم ينسخ في شريعة من الشرائع فإنَّه تعالى أخبره أنَّه تحيته وتحية ذريته من بعده، ثم لم يزل ذلك معمولًا به في الأمم على اختلاف شرائعها إلى أن انتهى ذلك إلى نبينا محمَّد صلى الله عليه وسلم فأمر به وبإفشائه وجعله سببًا للمحبة الدينية ولدخول الجنَّة العلية، وهذا كله يشهد لمن قال بوجوبه، وهو أحد القولين للعلماء، وقد تقدم القول في ذلك اهـ مفهم.

(قوله فلم يزل الخلق ينقص بعده حتَّى الآن) قال الحافظ في الفتح [6/ 367] أي أن كل قرن يكون نشأته في الطول أقصر من القرن الذي قبله فانتهى تناقص الطول إلى هذه الأمة، واستقر على ذلك، وقال ابن التين: أي كما يزيد الشخص شيئًا فشيئًا ولا يتبين ذلك فيما بين الساعتين ولا اليومين حتَّى إذا كثرت الأيَّام تبيّن ذلك فكذلك هذا الحكم في النقص، ثم قال الحافظ: ويشكل على هذا ما يوجد الآن من آثار الأمم السالفة كديار ثمود فإن مساكنهم تدل على أن قاماتهم لم تكن مفرطة الطول على حسب ما يقتضيه التَّرتيب السابق، ولا شك أن عهدهم قديم وأن الزمان الذي بينهم وبين آدم دون الزمان الذي بينهم وبين أول هذه الأمة ولم يظهر لي إلى الآن ما يزيل هذا الإشكال.

وقد حاول بعض العلماء في إزالة هذا الإشكال بذكر بعض الآثار التي وردت في أبناء قوم عاد، والتي تدل على أن قاماتهم كانت مفرطة في الطول، ولكن هذا لا يغني لأنَّ الله سبحانه وتعالى صرح بأن خلقتهم كانت ممتازة عن سائر النَّاس، فقال تعالى:({إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8)} [الفجر: 7 - 8]) وكذلك ذكر الله تعالى مخاطبًا لقوم عاد (وزادكم في الخلق بسطة) وهذا يدل على أن زيادتهم في الخلق كانت صفة تميزهم عمن سواهم من النَّاس فلا تدل الآيات والآثار المتعلقة بعاد على أن جميع النَّاس في عهدهم كانت قاماتهم مفرطة في الطول فيعود الإشكال، وربما يخطر بالبال جوابًا عن هذا الإشكال أن قوله صلى الله عليه وسلم:(لم يزل ينقص بعده حتَّى الآن) ليس معناه أن قامات النَّاس لم تزل تنتقص في كل قرن، بل المراد أن جسم الإنسان لم يزل ناقصًا بعده، ويؤخذ مما قدمناه عن الكشميري أن ستِّين ذراعًا إنَّما كانت مقدار قامة

ص: 512

6991 -

(2813)(173) حدَّثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ. حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ العَلاءِ بْنِ خَالِدٍ الكَاهِلِيِّ، عَنْ شَقِيق، عَنْ عَبْدِ الله، قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يُؤتَى بِجَهَنَّمَ يَؤمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلفَ زِمَامٍ. مَعَ كُلّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلفَ مَلَكِ يَجُرُّونَهَا"

ــ

آدم عليه السلام في الجنَّة فلما نزل عنها عاد إلى القصر، ولم يزل أبناؤه يولدون بقرب من هذه القامة إلى يومنا الآن، وإنَّما يرجعون إلى أصل قامتهم حيثما يعودون إلى الجنَّة فقوله عليه السلام:(لم يزل ينقص) أنَّه لم يزل يولد ناقصًا والله سبحانه وتعالى أعلم.

ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثالث من الترجمة وهو شدة حر نار جهنم بحديث ابن مسعود رضي الله عنه فقال:

6991 -

(2813)(173)(حدَّثنا عمر بن حفص بن غياث) بن طلق النَّخعيُّ الكوفيّ، ثقة، من (10) روى عنه في (8) أبواب (حدَّثنا أبي) حفص بن غياث النَّخعيُّ أبو عمر الكوفيّ، ثقة، من (8) روى عنه في (14) بابا (عن العلاء بن خالد) بن وردان الأسدي (الكاهلي) أبي شيبة الكوفيّ، قال ابن أبي حاتم: بصري، وقال يَحْيَى بن معين: كوفي، روى عن أبي وائل شقيق في صفة النَّار، ويروي عنه (م ت) وحفص بن غياث وسفيان الثوري، قال أبو حاتم: صدوق، وقال أبو داود: ما عندي من علمه سوى أني أرجو أن يكون ثقة، وقال ابن معين: كوفي ليس به بأس، وقال في التقريب: صدوق، من السادسة، وقال القطان: تركته عمدًا ثم كتبت عنه حديث "يؤتى بجهنم" عن سفيان عنه (عن شقيق) بن سلمة أبي وائل الأسدي الكوفيّ، ثقة مخضرم، من (2) روى عنه في (10) أبواب (عن عبد الله) بن مسعود وهذا السند من خماسياته، وهذا الحديث مما استدركه الدارقطني على مسلم وقال: رفعه وهم، رواه الثوري ومروان وغيرهما عن العلاء بن خالد موقوفًا. [قلت]: وحفص ثقة حافظ إمام فزيادته الرَّفع مقبولة كما سبق نقله عن الأكثرين والمحققين اهـ نووي (قال) عبد الله (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤتى بجهنم يومئذٍ) أي يوم إذ يوقف النَّاس في عرصات المحشر أي يؤتى بها يوم القيامة من الموضع الذي خلقت فيه (لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك) حالة كونهم (يجرونها) أي يسحبونها ويقودونها، والله أعلم بكيفية ذلك أعاذنا الله منها.

ص: 513

6992 -

(2814)(174) حدَّثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا المُغِيرَةُ، (يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِزَامِي)، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال:"نَارُكُمْ هَذِهِ، التِي يُوقِدُ ابْنُ آدمَ، جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِن حَرِّ جَهَنَّمَ"

ــ

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث التِّرمذيُّ في صفة جهنم باب ما جاء في صفة النَّار [2573].

قال القرطبي: قد تقدم أن جهنم اسم علم لنار الآخرة وكذلك سقر، ولها أسماء كثيرة أعاذنا الله منها بمنه وكرمه يعني أنَّها يجاء بها من المحل الذي خلقها فيه فتدار بأرض المحشر حتَّى لا يبقى للجنة طريق إلى الصراط كما دلت عليه الأحاديث الصحيحة، والزمام ما يزم به الشيء أي يشد ويربط به وهذه الأزمة التي تساق بها جهنم تمنع خروجها على أهل المحشر فلا يخرج منها إلَّا الأعناق التي أمرت بأخذ من شاء الله أخذه وملائكتها كما وصفهم الله تعالى:{غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم / 6] وأمَّا هذا العدد المحصور للملائكة فكأنه عدد رؤسائهم، وأمَّا جملتهم فالعبارة عنها ما قال الله تعالى:{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إلا هُوَ} [المدثر / 31].

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث ابن مسعود بحديث أبي هريرة رضي الله عنهما فقال:

6992 -

(2814)(174)(حدَّثنا قتيبة بن سعيد حدَّثنا المغيرة يعني ابن عبد الرحمن) بن عبد الله بن خالد بن حزام القرشي الأسدي (الحزامي) منسوب إلى الجد المذكور، ثقة، من (7) روى عنه في (6) أبواب (عن أبي الزناد) عبد الله بن ذكوان المدني (عن الأعرج) عبد الرحمن بن هرمز المدني (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ناركم هذه) والإضافة فيه لأدنى ملابسة أي ناركم الدنيوية الملابسة بكم (التي يوقد) ويشعل بها (ابن آدم) في الدُّنيا (جزء) واحد (من سبعين جزءًا من حر جهنم) لو جزأناها إلى هذا العدد يعني أنَّه لو جمع كل ما في الوجود من النَّار التي يوقدها بنو آدم لكانت جزءًا واحدًا من أجزاء جهنم المذكورة وبيانه أنَّه لو جمع حطب الدُّنيا فأوقد كله حتَّى صار نارًا لكان الجزء الواحد من أجزاء نار جهنم الذي هو من سبعين جزءًا أشد حرًّا من حر نار الدُّنيا كما بينه في آخر الحديث اهـ من المفهم.

ص: 514

قَالُوا: وَاللهِ، إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً، يَا رَسُولَ الله. قَال:"فَإنهَا فُضِّلَتْ عَلَيهَا بِتِسعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا. كُلُّهَا مِثْلُ حَرِّهَا".

6993 -

(00)(00) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ. حَدَّثَنَا عَبدُ الرَّزَّاقِ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ. عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم

ــ

وفي رواية لأحمد "مائة جزء" والجمع بينها وبين رواية المؤلف بأن المراد في كل منهما المبالغة في الكثرة لا العدد الخاص أو بأن الحكم للزائد لأنَّه لا ينافي الأقل، وزاد التِّرمذيُّ من حديث أبي سعيد "لكل جزء منها حرها" كذا في فتح الباري [6/ 334](قالوا) أي قال الحاضرون من الصّحابة (والله إن كانت) هذه الدنيوية (لكافية) في تعذيب الكفار (يا رسول الله) لو عذبوا بها، وإن مثل هذا الموضع مخففة من الثقيلة عند البصريين، وهذه اللام هي الفارقة بين إن النافية والمخففة من الثقيلة وهي عند الكوفيين بمعنى ما النافية واللام بمعنى إلَّا الاستثنائية، والتقدير عندهم ما كانت هذه إلَّا كافية، وعند البصريين إنَّها أي إن الشأن والحال لكانت كافية (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوابهم (فإنها) أي فإن نار جهنم (فضلت عليها) أي على نار الدُّنيا (بـ) نسبة (تسعة وستين جزءًا كلها) أي كل واحد من هذه الأجزاء التسعة والستين حرارتها (مثل حرها) أي مثل حرارة نار الدُّنيا يعني أنَّها كانت فضلت عليها في المقدار والعدد بتسعة وستين جزءًا فضلت عليها في شدة الحر بتسعة وستين ضعفًا أعاذنا الله منها وجميع المسلمين اهـ من المفهم. وحاصل المعنى إن هذه النَّار لكافية في إحراق الكفار وعقوبة الفجار فهلا اكتفى بها ولأي شيء زيدت في حرها.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البُخاريّ في بدء الخلق باب صفة النَّار وأنها مخلوقة [3265]، والترمذي في صفة جهنم باب ما جاء أن ناركم هذه جزء من سبعين جزءًا من نار جهنم [2589] وكذا أحمد [2/ 313].

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:

6993 -

(00)(00)(حدَّثنا محمَّد بن رافع حدَّثنا عبد الرَّزاق حدَّثنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة معمر لأبي الزناد، ولكنها متابعة ناقصة، وساق معمر (عن النَّبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم

ص: 515

بِمِثلِ حَدِيثِ أَبِي الزِّنَادِ. غَيرَ أنَّهُ قَال: "كُلهُن مِثلُ حَرِّهَا".

6994 -

(2815)(175) حدَّثنا يَحيَى بن أَيُّوبَ. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ. حَدَّثَنَا يَزِيدُ بن كَيسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، قَال: كُنا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم. إِذ سَمِعَ وَجْبَةً. فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "تَذرُونَ مَا هَذَا؟ " قَال: قُلْنَا: الله وَرَسُولُهُ أعلَمُ. قَال: "هَذَا حَجَر رُمِيَ بِهِ فِي النَّارِ مُنذُ سَبعِينَ خَرِيفًا

ــ

بمثل حديث أبي الزناد غير أنَّه) أي لكن أن معمرًا (قال) في روايته: (كلهن) بضمير جمع الإناث أي كل واحدة من تلك الأجزاء التسعة والستين أي حرارة كل واحدة منهن (مثل حرها) أي مثل حرارة نار الدُّنيا.

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث ابن مسعود بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنهما فقال:

6994 -

(2815)(175)(حدَّثنا يَحْيَى بن أيوب) المقابري البغدادي (حدَّثنا خلف بن خليفة) بن صاعد الأشجعي مولاهم الكوفيّ ثم الواسطيِّ ثم البغدادي، صدوق، من (8) روى عنه في (4) أبواب (حدَّثنا يزيد بن كيسان) اليشكري أبو إسماعيل الكوفيّ، صدوق، من (6) روى عنه في (7) أبواب (عن أبي حازم) سلمان الأشجعي مولى عزة الكوفيّ، ثقة، من (3) روى عنه في (7) أبواب (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (قال) أبو هريرة:(كُنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا (إذ سمع) رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعنا معه كما يدل عليه آخر الحديث (وجبة) أي سقطة من الأشياء الساقطة من علو إلى سفل، وإذ هنا فجائية حرف لا محل لها من الإعراب، والمعنى كُنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا ففاجأنا سماع رسول الله صلى الله عليه وسلم سقطة وهذه الأشياء الساقطة من علو إلى سفل، والوجبة الهدة، والهدة هي صوت وقع الشيء الثقيل (فقال) لنا (النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: هل (تدرون) وتعلمون (مَّا هذا) الساقط الذي سمعنا صوته (قال) أبو هريرة (قلنا) له: (الله ورسوله أعلم) فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا) الساقط الذي سمعنا صوته (حجر رمي به في النَّار) الأخروي (منذ سبعين خريفًا) أي من سبعين

ص: 516

فَهُوَ يَهْوي فِي النَّارِ الآنَ، حَتّى انْتَهَى إِلَى قَعْرِهَا".

6995 -

(00)(00) وحدّثناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ. قَالا: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَقَال:"هَذَا وَقَعَ فِي أَسْفَلِهَا، فَسَمِعْتُمْ وَجْبَتَهَا"

ــ

سنة (فهو) أي فذلك الحجر (يهوي) ويسقط (في النَّار الآن) أي في هذا الزمن الحاضر (حتَّى انتهى) ووصل (إلى قعرها) وأسفلها، وفي قوله:(أتدرون ما هذا) دليل على أنهم حين سمعوا الوجبة خرق الله لهم العادة فسمعوا ما منعه غيرهم، وإلا فالعادة تقتضي مشاركة غيرهم في سماع هذا الأمر العظيم، ففيه دليل على أن النَّار قد خلقت وأعد فيها ما شاء الله تعالى مما يعذب به من يشاء من عباده وهو مذهب أهل السنة خلافًا للمبتدعة اهـ من المفهم.

وهذا الحديث مما انفرد به الإمام مسلم، ولكنه شاركه أحمد [2/ 371].

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة هذا رضي الله عنه فقال:

6995 -

(00)(00)(وحدثناه محمَّد بن عباد) بن الزبرقان المكيِّ، نزيل بغداد، صدوق، من (10) روى عنه في (9) أبواب (و) محمَّد بن يَحْيَى (بن أبي عمر) العدني المكيِّ، ثقة، من (10) (قالا: حدَّثنا مروان) بن معاوية الفَزَاريُّ الكوفيّ، ثقة، من (8) روى عنه في (13) بابا (عن يزيد بن كيسان) اليشكري الكوفيّ (عن أبي حازم عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة مروان لخلف بن خليفة، وساق مروان (بهذا الإسناد) يعني عن أبي حازم عن أبي هريرة الحديث الذي ساقه خلف. وقوله:(بهذا الإسناد) حشو لا حاجة إليه كما هو معلوم من اصطلاحاته لأنَّه ذكر هنا تمام السند، فإلى أي شيء يرجع اسم الإشارة تأمل (و) لكن (قال) مروان في روايته (هذا) الصوت صوت حجر (وقع) أي سقط (في أسفلها) أي في أسفل النَّار (فسمعتم وجبتها) أي سقطتها أي صوت الوقعة الواقعة في النَّار.

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث ابن مسعود بحديث جابر بن سمرة رضي الله عنهما فقال:

ص: 517

6996 -

(2816)(176) حدَّثنا أَبُو بَكرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ. حَدَّثَنَا شَيبَانُ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَال: قَال قَتَادَةُ: سَمِعْتُ أَبَا نَضرَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ سَمُرَةَ؛ أَنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"إِن مِنهُم مَنْ تَأخُذُهُ النَّارُ إِلَى كَعبَيهِ. وَمِنْهُمْ مَنْ تَأخُذُهُ إلَي حُجْزَتِهِ. وَمِنهُم مَنْ تَأخُذُهُ إِلَى عُنُقِهِ".

6997 -

(00)(00) حدّثني عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ

ــ

6996 -

(2816)(176)(حدَّثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدَّثنا يونس بن محمَّد) بن مسلم البغدادي المؤدب، ثقة، من (9) روى عنه في (8) أبواب (حدَّثنا شيبان بن عبد الرحمن) التميمي مولاهم أبو معاوية البصري، ثقة، من (7) روى عنه في (9) أبواب (قال) شيبان (قال قتادة) بن دعامة البصري:(سمعت أبا نضرة) المنذر بن مالك بن قطعة العبدي البصري، ثقة، من (3) روى عنه في (11) بابا (يحدث عن سمرة) بن جندب بن هلال الفَزَاريُّ حليف الأنصار أبي سعيد البصري الصحابي المشهور رضي الله عنه، روى عنه في (5) أبواب وهذا السند من سداسياته (أنَّه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول إن منهم) أي إن من أهل النَّار (من تأخذه النَّار إلى كعبيه) أي تصل إلى كعبيه يغلي منه دماغه (ومنهم من تأخذه إلى حجزته) وهي معقد الإزار والسراويل أي تصل إلى حجزته (ومنهم من تأخذه إلى عنقه) أي تصل إلى عنقه. وهذا الحديث يدل على أن أهل النَّار يتفاوتون فيها ويصح مثل هذا في الكفار كما قلناه في حديث أبي طالب (إن أهون أهل النَّار عذابًا من في رجليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه) وهو أبو طالب، ولا شك في أن الكفار في عذاب جهنم متفاوتون كما قد علم من الكتاب والسنة ولأنا نعلم على القطع والثبات أنَّه ليس عذاب من قتل الأنبياء والمسلمين وفتك فيهم وأفسد في الأرض وكفر مساويًا لعذاب من كفر فقط وأحسن للأنبياء والمسلمين، وهذا البحث ينبني على أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة، ويصح أن يكون ذلك التفاوت فيمن يعذب من الموحدين إلَّا أن الله تعالى يميتهم إماتة كما صح في الحديث اهـ المفهم.

وهذا الحديث انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى لكنَّه شاركه أحمد [5/ 18]. ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه فقال:

6997 -

(00)(00)(حدثني عمرو بن زرارة) بن واقد الكلابي النيسابوري

ص: 518

أَخْبَرَنَا عَبدُ الْوَهَّابِ، (يعنِي ابْنَ عَطَاءٍ)، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَال: سَمِعْتُ أبَا نَضْرَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ؛ أَن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَال:"مِنهُم مَنْ تَأخُذُهُ النَّارُ إِلَى كَعبَيهِ. وَمِنْهُمْ مَنْ تَأخُذُهُ النَّارُ إِلَى رُكْبَتَيهِ. وَمِنْهُم مَنْ تَأخُذُهُ النَّارُ إِلَى حُجزَتِهِ. وَمِنهُم مَنْ تَأخُذُهُ النَّارُ إِلَى تَرقُوتهِ".

6998 -

(00)(00) حدّثناه مُحَمَّدُ بن الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ. قَالا: حَدَّثَنَا رَوحٌ. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَجَعَلَ -مَكَانَ "حُجْزَتِهِ"- "حِقوَيهِ"

ــ

المقرئ الحافظ، ثقة، من (10) روى عنه في (6) أبواب (أخبرنا عبد الوهاب يعني ابن عطاء) الخفاف العجلي مولاهم أبو نصر البصري، صدوق، من (9) روى عنه في (6) أبواب (عن سعيد) بن أبي عروبة مهران اليشكري البصري، ثقة، من (6) روى عنه في (9) أبواب (عن قتادة قال: سمعت أبا نضرة يحدث عن سمرة بن جندب) رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة سعيد بن أبي عروبة لشيبان بن عبد الرحمن (إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال منهم) أي من أهل النَّار (من تأخذه النَّار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النَّار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه النَّار إلى حجزته، ومنهم من تأخذه النَّار إلى ترقوته) قال في المرقاة: بفتح أوله وضم قافه وفتح الواو ومنهم إلى حلقه ففي الصحاح لا يضم أوله وفي النهاية هي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق وهما ترقوتان من الجانبين ووزنها فعلوة بالفتح، وفي الحديث تفاوت العقوبات في الضعف والشدة لا أن بعضًا من الشخص يعذب دون بعض آخر ويؤيده قوله في الحديث السابق وهو منتعل بنعلين يغلى منهما دماغه اهـ من النهاية. وقول النهاية ووزنها فعلوة بالفتح يعني بفتح التاء والواو مع تخفيفهما وضم القاف كذا ضبطه في محيط المحيط.

ثم ذكره المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا في حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه فقال:

6998 -

(00)(00)(حدثناه محمَّد بن المثني ومحمد بن بشار قالا: حدَّثنا روح) بن عبادة بن العلاء القيسي البصري، ثقة، من (9) روى عنه في (14) بابا (حدَّثنا سعيد) بن أبي عروبة، غرضه بيان متابعة روح لعبد الوهاب بن عطاء، وساق روح (بهذا الإسناد) يعني عن قتادة، عن أبي نضرة، عن سمرة (وجعل) روح أي ذكر (مكان) قول عبد الوهاب (حجزته حقويه) أي ذكر روح لفظة حقويه تثنية حقو وهو موضع شد الإزار

ص: 519

6999 -

(2817)(177) حدَّثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ. قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "احتَجَّتِ النَّارُ وَالْجَنَّةُ. فَقَالتْ هَذِهِ: يَدخُلُنِي الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ. وَقَالت هَذِه: يَدْخُلُني الضُّعَفَاءُ وَالْمَسَاكِينُ. فَقَال الله، عز وجل، لِهذِهِ: أَنْتِ عَذَابِي

ــ

وهو الخاصرة اهـ مصباح، وقال النووي: قوله حقويه بفتح الحاء وكسرها وهما معقد الإزار، والمراد هنا ما يحاذي ذلك الموضع من جنبيه اهـ.

ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الرابع من الترجمة وهو كون النَّار مسكن الجبارين إلخ بحديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:

6999 -

(2817)(177)(حدَّثنا) محمَّد بن يَحْيَى (بن أبي عمر) العدني المكيِّ (حدَّثنا سفيان) بن عيينة (عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (قال) أبو هريرة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احتجت) أي اختصمت (النَّار والجنة) وتفاخرت كل منهما على الأخرى، قال النووي: هذا الحديث على ظاهره وإن الله تعالى جعل في النَّار والجنة تمييزًا تدركان به فتحاجتا ولا يلزم من هذا أن يكون ذلك التَّمييز دائمًا فيهما، وقال القرطبي: ظاهر هذه المحاجة أنَّها لسان مقال فيكون خزنة كل منهما هم القائلون بذلك ويجوز أن يخلق الله ذلك القول فيما شاء من أجزاء الجنَّة والنَّار، وقد قلنا فيما تقدم أنَّه لا يشترط عقلًا في الأصوات المقطعة أن يكون محلها حيًّا خلافًا لمن اشترط ذلك من المتكلمين، ولو سلمنا لكان من الممكن أن يخلق الله في بعض أجزاء الجنَّة والنَّار الجمادية حياة بحيث يصدر ذلك القول عنه، والأول أولى والله تعالى أعلم اهـ من المفهم. والحاصل أن محاجة النَّار والجنة تحتمل أن تكون بلسان المقال وأن تكون بلسان الحال (فقالت هذه) أي النَّار (يدخلني الجبارون) على ضعفاء النَّاس ولا يبالون بهم (والمتكبرون) عن طاعة الله وعبادته أو المعظمون أنفسهم على غيرهم، قيل هما مترادفان لغة، فالثاني تأكيد لسابقه أو المتكبر هو المتعظم بما ليس فيه والمتجبر الممنوع الذي لا يوصل إليه أو الذي لا يكترث ضعفاء النَّاس وسقطهم (وقالت هذه) أي الجنَّة (يدخلني الضعفاء والمساكين) أي ضعفاء النَّاس الذين لا يلتفت إليهم لمسكنتهم فهما مترادفان، وقيل الضعف في الجسم كالزمن والمسكنة في المال (فقال الله عز وجل لهذه) النَّار (أنت عذابي) وعقوبتي أي محل

ص: 520

أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ - (وَرُبَّمَا قَال: أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ) - وَقَال لِهَذهِ: أَنتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ. وَلكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنكُمَا مِلؤُهَا".

7000 -

(00)(00) وحدّثني مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ. حَدَّثَنَا شَبَابَةُ. حَدَّثَنِي وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: "تَحَاجَّتِ النَّارُ وَالْجَنَّةُ. فَقَالتِ النَّارُ: أُوثرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ. وَقَالتِ الْجَنَّةُ: فَمَا لي لا يَدخُلُني إلا ضُعَفَاءُ النَّاسِ

ــ

تعذيبي (أعذب بك من أشاء وربما قال أصيب بك من أشاء) أي قال الراوي لفظة أصيب بك من أشاء من عبادي بدل أعذب بك (وقال لهذه) الجنَّة (أنت رحمتي أرحم بك من أشاء) من عبادي (وبكل واحدة منكما ملؤها) أي ما يملؤها.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البُخاريّ في تفسير سورة ق، باب وتقول هل من مزيد [485] وفي التَّوحيد باب ما جاء في قوله تعالى:(إن رحمت الله قريب من المحسنين)[7449]، والترمذي في صفة الجنَّة، باب ما جاء في احتجاج الجنة والنَّار [2561].

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:

7000 -

(00)(00)(وحدثني محمَّد بن رافع) القشيري (حدَّثنا شبابة) بن سوار المدائني خراساني الأصل اسمه مروان أبو عمرو الفَزَاريُّ مولاهم، ثقة، من (9) روى عنه في (10) أبواب (حدثني ورقاء) بن عمر بن كليب اليشكري الكوفيّ نزيل المدائن أصله من مرو، صدوق، من (7) روى عنه في (4) أبواب (عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة ورقاء لسفيان بن عيينة (قال) النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: (تحاجت النَّار والجنة) أي تخاصمتا وتفاخرتا (فقالت النَّار أوثرت) أنا وخصصت (بالمتكبرين والمتجبرين) أي بسكناهم فأنا خير منك، قد مر تفسيرهما آنفًا (وقالت الجنَّة) لربها شاكية إليه (فما لي) أي فأي شيء ثبت لي يا رب (لا يدخلني) ويسكنني (إلَّا ضعفاء النَّاس) الذي لا يلتفت إليهم لمسكنتهم، قال القرطبي: والضعفاء جمع ضعيف يعني الضعفاء في أمر الدُّنيا، ويحتمل أن يريد به هنا الفقراء وحمله على الفقراء أولى من حمله على الأوَّل لأنَّه يكون معنى

ص: 521

وَسَقَطُهُم وَعَجَزُهُم. فَقَال الله لِلجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي، أَرحَمُ بِكِ مَنْ أشاءُ مِن عِبَادِي. وَقَال لِلنَّارِ: أنتِ عَذَابِي، أُعَذِّبُ بِكِ مَن أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي. وَلِكُل وَاحِدَة مِنكُمْ

ــ

الضعفاء معنى المعجزة المذكورين بعد (وسقطهم) أي سقط النَّاس بفتحتين أي المحتقرون بين النَّاس الساقطون من أعينهم لتواضعهم وخضوعهم لربهم وذلتهم له اهـ قسط، وقال القرطبي: السقط بفتحتين جمع ساقط وهو النازل القدر وهو الذي عبر عنه في الحديث الآخر بأنه لا يؤبه له، وأصله من سقط المتاع وهو رديئه (وعجزهم) أي عجز النَّاس، قال القاضي: هو بفتح العين والجيم جمع عاجز عن طلب الدُّنيا والتمكن فيها اهـ سنوسي، قال القرطبي: ويلزمه على ذلك أن يكون بالتاء ككاتب وكتبة وحاسب وحسبة وسقوط التاء في مثل هذا الجمع نادر، وإنَّما يسقطونها إذا سلكوا بالجمع مسلك اسم الجنس كما فعلوا ذلك في سقطهم، وصواب هذا اللفظ أن يكون (عجزهم) بضم العين وتشديد الجيم كنحو شاهد وشهد، وكذلك أذكر أني قرأته (وغرثهم) بفتح الغين المعجمة والثاء المثلثة جمع غرثان وهم الجيعان، والغرث الجوع وقد رواه الطبري غرتهم بكسر الغين المعجمة وبالتاء المثناة فوق وتشديد الراء أي غفلتهم وأهل البله منهم كما قال في الحديث الآخر (أكثر أهل الجنَّة البله) رواه البزار في مسنده وهو حديث ضعيف يعني به عامة أهل الإيمان الذي لم يتفطنوا ولم توسوس لهم الشياطين بشيء من ذلك فهم صحاح العقائد ثابتو الإيمان وهم أكثر المؤمنين، وأمَّا العارفون والعلماء والحكماء فهم الأقل وهم أصحاب الدرجات والمنازل الرفيعة اهـ من المفهم.

وقوله: (إلَّا ضعفاء النَّاس وسقطهم) وإما كونهم ضعفاء ساقطين بالنسبة إلى ما عند الأكثر من النَّاس، أما بالنسبة إلى ما عند الله فهم عظماء رفعاء الدرجات وكذلك هم ضعفاء في أعين أنفسهم تواضعًا لله تعالى وخضوعًا له وهذا الوصف الأخير يصدق على جميع أهل الجنَّة، وأمَّا ضعفهم واحتقارهم في أعين النَّاس فيصدق على أكثرهم فإن هناك رجالًا من أهل الجنَّة عظمت رتبتهم في الدُّنيا أيضًا (فقال الله) عز وجل (للجنة أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكم) جمع الضمير بالنظر إلى أبوابهما ودركاتهما أو بالنظر إلى خزنتهما وزبانيتهما وهو هكذا في أغلب النسخ، وفي بعض النسخ كنسخة القرطبي

ص: 522

مِلؤُهَا. فَأَمَّا النَّارُ فَلَا تَمتَلِئُ. فَيَضَعُ قَدَمَهُ عَلَيهَا. فَتَقُولُ: قَطِ قَطِ. فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ. وَيُروَى بَعضُهَا إِلَى بَعضٍ".

7001 -

(00)(00) حدَّثنا عَبدُ الله بْنُ عَوْنٍ الْهِلاليُّ. حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ، (يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ حُمَيدٍ)، عَنْ مَعمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛

ــ

ونسخة الأبي والسنوسي وكذا في رواية همام بن منبه الآتية (لكل واحدة منكما) بضمير التثنية وهو المناسب لسياق الكلام بل هو الصواب، وما في نسختنا هذه لعله تحريف من النساخ (ملؤها) أي ما يملؤها فأمَّا النَّار فلا تمتلئ فيضع سبحانه (قدمه) المقدسة (عليها) أي على النَّار، والقدم صفة ثابتة لله تعالى نثبتها ونعتقدها لا نكيفها ولا نمثلها ولا نؤولها ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وقال محيي السنة رحمه الله تعالى: القدم والرجل في هذا الحديث من صفات الله تعالى المنزهة عن التكيف والتشبيه والتمثيل والتأويل فالإيمان بما فرض والامتناع عن الخوض فيها واجب، فالمهتدي من سلك فيها طريق التسليم والخائض فيها زائع والمنكر معطل والمكيف مشبه ليس كمثله شيء اهـ قسطلاني (فتقول) النَّار (قط قط) بكسر الطاء وسكونها فيهما ويجوز التنوين مع الكسر؛ والمعنى حسبي حسبي قد اكتفيت فهو إمَّا اسم صوت أو اسم فعل مضارع بمعنى يكفيني هذا (فهنالك) أي فعند وضع الله قدمه عليها (تمتلئ ويزوى) بضم أوله وفتح ثالثه على صيغة المبني للمجهول أي يضم ويجمع (بعضها إلى بعض) ولا يخلق لها خلق تملؤ به كالجنة.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:

7001 -

(00)(00)(حدَّثنا عبد الله بن عون) بن أمير مصر أبي عون عبد الملك بن يزيد (الهلالي) أبو محمَّد البغدادي الخراز بتقديم الراء المهملة آخره زاي، ثقة، من (10) روى عنه في (4) أبواب (حدَّثنا أبو سفيان يعني محمَّد بن حميد) اليشكري البصري نزيل بغداد، ثقة، من (9) روى عنه في (2) حق المملوك وصفة النَّار (عن معمر) بن راشد البصري (عن أيوب) السختياني (عن) محمَّد (بن سيرين) الأنصاري البصري (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة أيوب لأبي

ص: 523

أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال: "احتَجَّتِ الجَنَّةُ وَالنَّارُ"، وَاقْتَصَّ الحَدِيثَ بِمَعْنَى حَدِيثِ أَبِي الزِّنَادِ.

7002 -

(00)(00) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزاقِ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بنِ مُنَبِّهٍ. قَال: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيرَةَ، عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا: وَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ. فَقَالتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالمُتَجَبِّرِينَ. وَقَالتِ الْجَنَّةُ: فَمَا لي لَا يَدخُلُني إلا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ وَغرَّتُهُمْ؟

ــ

الزناد، ولكنها متابعة ناقصة ولو جعل المتابعة بين ابن سيرين والأعرج لكانت تامة واضحة (أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: احتجت) أي اختصمت (الجنَّة والنَّار) وتنازعتا في أيهما أشرف (واقتصَّ) أي ذكر أيوب (الحديث بمعنى حديث أبي الزناد) لا بلفظه.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:

7002 -

(00)(00)(حدَّثنا محمَّد بن رافع حدَّثنا عبد الرَّزاق حدَّثنا معمر عن همام بن منبه قال) همام: (هذا ما حدَّثنا أبو هريرة) رضي الله عنه (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر) همام (أحاديث منها) أي من تلك الأحاديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذا وكذا (وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تحاجت) أي تخاصمت (الجنَّة والنَّار) وتنازعت في أيهما أشرف (فقالت النَّار) أنا أشرف منك لأني (أوثرت) وخصصت (بالمتكبرين والمتجبرين) أي بسكناهم أي آثرني الله واختارني لتعذيبهم (وقالت الجنَّة فما لي) أي فأي شيء ثبت لي (لا يدخلني إلَّا ضعفاء النَّاس وسقطهم وغرتهم) أي غفلتهم، قال النووي: روي على ثلاثة أوجه حكاها القاضي وهي موجودة في النسخ أحدها (غرثهم) بفتحتين وبالغين المعجمة والثاء المثلثة، قال القاضي: هذه رواية الأكثرين من شيوخنا ومعناها أهل الحاجة والفاقة والجوع، والغرث الجوع. والثَّاني (عجزتهم) بفتحات وبالعين المهملة وبالجيم وبالزاي جمع عاجز. والثالث (غرتهم) بكسر الغين المعجمة وتشديد الراء المفتوحة وهذا هو الأشهر في نسخ بلادنا أي البله الغافلون الذين ليس لهم فتك وحذق في أمور الدُّنيا وهو نحو الحديث الآخر "أكثر أهل الجنَّة البله" قال

ص: 524

قَال الله لِلْجَنَّةِ: إِنَّمَا أَنتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي. وَقَال لِلنَّارِ: إنَّمَا أنتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِن عِبَادِي، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا. فَأمَّا النَّارُ فَلَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ الله، تبارك وتعالى، رِجْلَهُ. تَقُولُ: قَطِ قَطِ قَطِ، فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ. ويُزْوَى بَعضُهَا إِلَى بعْضٍ. وَلَا يَظلِمُ الله مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا. وَأَمَّا الجَنَّةُ فَإنَّ اللهَ يُنْشِئُ لَهَا خَلقًا".

7003 -

(2818)(178) وحدّثنا عُثمَانُ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ

ــ

القاضي: معناه سواد النَّاس وعامتهم من أهل الإيمان الذي لا يفطنون للسنة فيدخل عليهم الفتنة أو يدخلهم في البدعة أو غيرها، فهم ثابتو الإيمان وصحيحو العقائد وهم أكثر المؤمنين وهم أكثر أهل الجنَّة، وأمَّا العارفون والعلماء العاملون والصالحون والمتعبدون فهم قليلون وهم أصحاب الدرجات العلى كما مر عن القرطبي (قال الله) عز وجل (للجنة إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها، فأمَّا النَّار فلا تمتلئ حتَّى يضع الله) سبحانه تبارك وتعالى رجله) المقدسة عليها، وفي الرّواية التي بعدها حتَّى يضع فيها (قدمه) وفي الرّواية الأولى فيضع (قدمه) عليها، وتقدم البحث عن قدم الله سبحانه ورجله آنفًا فراجعه، وزعم ابن الجوزي أن الرّواية التي جاءت بلفظ الرجل تحريف من بعض الرواة لظنه أن المراد بالقدم الجارحة فرواها بالمعنى فأخطأ ذكره الحافظ في الفتح [8/ 596] فـ (تقول) النَّار:(قط قط قط) أي يكفيني هذا، وفيه ثلاث لغات (قط) بالسكون (وقط) بالكسر بلا تنوين (وقط) بالتنوين (فهنالك تمتلئ ويزوى) أي يضم ويلف (بعضها إلى بعض) ولا تحتمل مزيدًا (و) لا ينشئ الله تعالى لها خلقًا يملؤها به لأنَّه (لا يظلم الله تعالى من خلقه أحدًا) لم يعمل سوءًا (وأمَّا الجنَّة فإن الله) تعالى (ينشئ لها خلقًا) لم يعمل خيرًا حتَّى تمتلئ فالثواب ليس موقوفًا على العمل.

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما فقال:

7003 -

(2818)(178)(وحدثنا عثمان بن أبي شيبة حدَّثنا جرير) بن عبد الحميد (عن الأعمش عن أبي صالح) ذكوان السمان (عن أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه.

ص: 525

قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "احتَجَّتِ الجَنَّةُ وَالنَّارُ"، فَذَكَرَ نَحوَ حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ. إِلَى قَوْلِهِ:"وَلِكِلَيكُمَا عَلَيَّ مِلؤُهَما" وَلَم يَذكُر مَا بَعدَهُ مِنَ الزِّيَادَةِ.

7004 -

(2819) (179 حدَّثنا عَبدُ بْنُ حُمَيدٍ. حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ. حَدَّثَنَا شَيبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ. حَدَّثَنَا أنسُ بْنُ مَالِكٍ؛ أَنَّ نَبِيَّ الله صلى الله عليه وسلم قَال:"لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ تَقُولُ: هَل مِن مَزِيدٍ، حَتَّى يَضَعَ فِيهَا رَبُّ العِزَّةِ، تبارك وتعالى. قَدَمَهُ. فَتَقُولُ: قَطِ قَطِ، وَعِزَّتِكَ. وَيُروَى بَعضُهَا إِلَى بعضٍ"

ــ

وهذا السند من خماسياته (قال) أبو سعيد (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احتجت الجنَّة والنَّار فذكر) أبو سعيد (نحو حديث أبو هريرة إلى قوله) سبحانه لهما (ولكليكما عليَّ ملؤها) بدل قول أبي هريرة ولكل واحدة، وهذا متابعة في الشاهد (و) لكن (لم يذكر) أبو سعيد (ما بعده) أي ما بعد قوله ولكل واحدة منكما (من الزيادة) التي زادها أبو هريرة يعني قوله:(فأمَّا النَّار فلا تمتلئ) إلخ.

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث أبي هريرة بحديث أنس بن مالك رضي الله عنهما فقال:

7004 -

(2819)(179)(حدَّثنا عبد بن حميد) الكسي (حدَّثنا يونس بن محمَّد) بن مسلم البغدادي المؤدب ثقة، من (9) روى عنه في (8) أبواب (حدَّثنا شيبان) بن عبد الرحمن التميمي البصري ثم الكوفيّ، ثقة، من (7) روى عنه في (9) أبواب (عن قتادة حدَّثنا أنس بن مالك) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتَّى يضع فيها رب العزة تبارك وتعالى قدمه) المقدسة (فتقول) جهنم: (قط قط) أي حسبي حسبي أي كافيّ ما في (وعزتك) أي أقسمت لك بعزتك يا رب (وينزوي بعضها إلى بعض) قال الطبري: أن تنقبض على من فيها وتشتغل بعذابهم وتكف عن سؤال هل من مزيد، وقال الطبري أيضًا: جاء عن ابن مسعود ما في النَّار بيت ولا سلسلة ولا مقمعة ولا تابوت إلَّا وعليها اسم صاحبه فكل واحد من الخزنة ينتظر صاحبه الذي عرف اسمه وصفته، فإذا استوفى كل واحد منهم ما أمر به وما ينتظره قالت: قط قط أي حسبنا اكتفينا وحينئذ تنزوي جهنم على من فيها أي تجتمع وتنطبق اهـ أبي.

ص: 526

7005 -

(00)(00) وحدّثني زُهَيرُ بْنُ حَربٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبدِ الوَارِثِ. حَدَّثَنَا أَبَانُ بن يَزِيدَ العَطَّارِ. حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أنسِ، عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، بِمَعنَى حَدِيثِ شَيبَانَ.

7006 -

(00)(00) حدَّثنا مُحَمَّدُ بن عَبْدِ الله الرُّزِّيُّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوهَابِ بْنُ عَطَاءٍ، فِي قَوْلِهِ عز وجل:{يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق: 30] فَأخْبَرَنَا عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم؛

ــ

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البُخاريّ في تفسير سورة ق، باب وتقول هل من مزيد [4848] وفي الأيمان والنذور باب الحلف بعزة الله وصفاته وكلماته [6661] وفي التَّوحيد باب قول الله تعالى ملك النَّاس [7384]، والترمذي في تفسير سورة ق [3272] وكذا أحمد [3/ 134].

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أنس رضي الله عنه فقال:

7005 -

(00)(00)(وحدثني زهير بن حرب حدَّثنا عبد الصَّمد بن عبد الوارث) العنبري البصري، صدوق، من (9) روى عنه في (16) بابا (حدَّثنا أبان بن يزيد العطار) أبو يزيد البصري، ثقة، من (7) روى عنه في (8) أبواب (حدَّثنا قتادة عن أنس) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة أبان لشيبان (عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وساق أبان (بمعنى حديث شيبان) لا بلفظه.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أنس رضي الله عنه فقال:

7006 -

(00)(00)(حدَّثنا محمَّد بن عبد الله الرزي) بضم المهملة وكسر الزَّاي المشددة أبو جعفر البصري، ثقة، من (10) روى عنه في (7) أبواب (حدَّثنا عبد الوهاب بن عطاء) الخفاف العجلي مولاهم البصري، صدوق، من (9) روى عنه في (6) أبواب (في) تفسير (قوله عز وجل يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد) [ق / 30] وقوله:(فأخبرنا) عبد الوهاب بن عطاء تأكيد لقوله حدَّثنا عبد الوهاب (عن سعيد) بن أبي عروبة (عن قتادة عن أنس بن مالك) رضي الله عنه (عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة سعيد بن أبي عروبة لشيبان بن

ص: 527

أَنَّهُ قَال: "لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ يُلْقَى فِيهَا وَتَقُولُ: هَل مِن مَزِيدٍ. حَتَّى يَضَعَ رَبُّ الْعِزَّةِ فِيهَا قَدَمَهُ. فَيَنزَوي بَعضُهَا إِلَى بعْضٍ وَتَقُولُ: قَطِ قَطِ. بِعِزَّتِكَ وَكَرَمِكَ. وَلَا يَزَالُ فِي الْجَنَّةِ فَضْلٌ حَتَّى يُنشِئَ الله لَهَا خَلقًا، فَيُسكِنَهُمْ فَضلَ الجَنَّةِ".

7007 -

(00)(00) حدّثني زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا عَفانُ. حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، (يَعنِي ابنَ سَلَمَةَ)، أَخْبَرَنَا ثابِتٌ. قَال: سَمِعتُ أنَسًا يَقُولُ، عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، قَال:"يَبْقَى مِنَ الْجَنَّةِ مَا شَاءَ الله أَنْ يَبْقَى. ثُمَّ يُنشِئُ الله تَعَالى لَهَا خَلقًا مِمَّا يَشَاءُ"

ــ

عبد الرحمن (أنَّه) صلى الله عليه وسلم (قال: لا تزال جهنم يلقى) أي يقذف ويرمي (فيها) أهلها (وتقول) هي (هل من مزيد حتَّى يضع رب العزة فيها قدمه) المقدسة (فيزوى) أي يطوى ويضم (بعضها إلى بعض وتقول قط قط) أي حسبي ما في أقسمت لك يا ربي (بعزتك وكرمك ولا يزال في الجنَّة فضل) أي مكان فاضل ليس فيه أحد (حتَّى ينشئ الله) سبحانه أي حتَّى يخلق (لها) أي للجنة (خلقًا) جديدًا ليس لهم عمل خير (فيسكنهم) أي أولئك المستجدين (فضل الجنَّة) أي المكان الفاضل منها.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في حديث أنس رضي الله عنه فقال:

7007 -

(00)(00)(حدثني زهير بن حرب) الحرشي النَّسائيّ (حدَّثنا عفَّان) بن مسلم بن عبد الله الأنصاري الصفار البصري، ثقة، من (10) روى عنه في (15) بابا (حدَّثنا حماد يعني ابن سلمة) بن دينار الربعي البصري، ثقة، من (8) روى عنه في (16) بابا (أخبرنا ثابت) بن أسلم البناني البصري، ثقة، من (4) روى عنه في (14) بابا (قال) ثابت:(سمعت أنسًا) بن مالك (يقول) ويحدث (عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة ثابت لقتادة (قال) النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: (يبقى من الجنَّة ما شاء الله) سبحانه (أن يبقى) من الأمكنة الفاضلة بلا سكان (ثم ينشئ) ويخلق (الله تعالى لها) أي لسكنى ما فضل منها (خلقًا مما يشاء) من خلقه مما لا يعلمه إلَّا هو سبحانه.

ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الخامس من الترجمة وهو ذبح الموت بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه فقال:

ص: 528

7008 -

(2820)(180) حدَّثنا أَبُو بَكرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَأَبُو كُرَيبٍ، (وَتَقَارَبَا فِي اللَّفْظِ)، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاويةَ، عَنِ الأَعمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِح، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يُجَاءُ بِالمَوتِ يَومَ القِيَامَةِ كَأنَّهُ كَبْش أَمْلَحُ - (زَادَ أَبُو كُرَيبٍ): فَيُوقَفُ بَينَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، (وَاتَّفَقَا فِي بَاقِي الْحَدِيثِ) فَيُقَالُ: يَا أَهلَ الْجَنَّةِ، هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنظُرُونَ ويقُولُونَ: نَعَمْ. هَذَا المَوْتُ. قَال: وَيُقَالُ: يَا أَهْلَ النَّارِ، هَل تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قَال: فَيَشْرَئِبُّونَ

ــ

7008 -

(2820)(180)(حدَّثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وتقاربا في اللفظ قالا: حدَّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد) الخدري رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (قال) أبو سعيد (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يجاء) ويؤتى (بالموت يوم القيامة كأنه) أي كان الموت (كبش أملح) أي أبيض، والكبش ذكر الضأن وكأنه صورة مثالية للموت وكان من الممكن أن يعدم الله تعالى الموت بغير أن تذبح صورته المثالية، ولكن الحكمة في ذبحها أن يشاهد النَّاس ذلك فيزدادوا بذلك وثوقًا واطمئنانًا بأن الموت لا يأتيهم بعد ذلك، وقال القرطبي: الحكمة في الإتيان بالموت هكذا الإشارة إلى أنَّه حصل لهم الفداء به كما فدي ولد إبراهيم بالكبش، وفي الأملح إشارة إلى صفتي أهل الجنَّة وأهل النَّار لأنَّ الأملح ما فيه بياض وسواد اهـ من فتح الباري في كتاب الرقاق [11/ 420]. قيل (الأملح) هو الأبيض الخالص قاله ابن الأعرابي، وقال الكسائي: الأملح هو الذي فيه بياض وسواد وبياضه أكثر من سواده اهـ نووي.

(زاد أبو كريب) في روايته (فيوقف) الموت (بين الجنَّة والنَّار واتفقا) أي اتفق أبو بكر وأبو كريب (في باقي الحديث فيقال) أي يقول الملك الموكل بالنداء (يا أهل الجنَّة هل تعرفون هذا) الكبش (فيشرئبون) أي يرفعون رؤوسهم لينظروا إلى الكبش أو إلى المنادي (وينظرون) إلى الكبش (ويقولون نعم) نعرفه، وقولهم (هذا) الكبش هو (الموت) تفسير للجواب ولعلهم يعرفونه بعلامة يجعلها الله تعالى في الكبش تدل على أنَّه صورة للموت، وعرفوا ذلك بإلهام من الله (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ويقال يا أهل النَّار هل تعرفون هذا) الكبش (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم:(فيشرئبون) أي

ص: 529

وَيَنْظُرُونَ ويقُولُونَ: نَعَم. هَذَا المَوْتُ. قال: فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُذبَحُ. قَال: ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهلَ الْجَنَّةِ، خُلُودٌ فَلَا مَوتَ. ويا أَهْلَ النَّارِ، خُلُودٌ فَلَا مَوتَ" قَال: ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [مريم: 39] وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلى الدُّنيَا.

7009 -

(00)(00) حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ

ــ

يرفعون رؤوسهم (وينظرون) إليه ليعرفوا ما عرض عليهم (ويقولون نعم) نعرفه (هذا) هو (الموت قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فيؤمر به) أي بذبح ذلك الكبش (فيذبح قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثم يقال يا أهل الجنَّة) لكم (خلود) أي دوام الحياة (فلا موت) لكم (ويا أهل النَّار) لكم (خلود فلا موت) بعد (قال) أبو سعيد الخدري (ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم مصداق قوله قوله تعالى: (وأنذرهم) أي خوفهم يا محمَّد عذاب (يوم الحسرة) والندامة وهو يوم القيامة (إذ قضي الأمر) بينهم (وهم) في الدُّنيا (في غفلة) عن ذلك (وهم لا يؤمنون) ذلك [مريم / 39] وفي قراءة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم هذه الآية إشارة إلى أن المراد بيوم الحسرة في الآية يوم يذبح فيه الموت.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البُخاريّ في تفسير سورة مريم باب {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ} [4730]، والترمذي في صفة الجنَّة باب ما جاء في خلود أهل الجنَّة وأهل النَّار [2558].

(وأشار) النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم (بيده) الشريفة عند قوله: (وهم في غفلة) أي هؤلاء في غفلة (إلى) أهل (الدنيا) إذ الآخرة ليست دار غفلة يعني أنهم كانوا كذلك في الدُّنيا. قوله: (يا أهل الجنَّة خلود) أبد الآبدين فلا موت (ويا أهل النَّار خلود) أبد الآبدين فلا موت، ولفظ خلود إمَّا مصدر أي أنتم خلود ووصف بالمصدر للمبالغة كرجل عدل أو جمع أي أنتم خالدون نظير قولهم وهو جلوس.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:

7009 -

(00)(00)(حدَّثنا عثمان بن أبي شيبة حدَّثنا جرير) بن عبد الحميد الضبي الكوفيّ (عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد) الخدري رضي الله عنه.

ص: 530

قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أُدخِلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، قِيلَ: يَا أَهلَ الجَنَّةِ، ثُمَّ ذَكَرَ بِمَعنَى حَدِيثِ أَبِي مُعَاويةَ. غَيرَ أَنَّهُ قَال: "فَذَلِكَ قَوْلُهُ عز وجل" وَلَم يَقُل: ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم. وَلَم يَذْكُرُ أَيضًا: وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الدُّنيَا.

7010 -

(2821)(181) حدَّثنا زُهَيرُ بْنُ حَربٍ وَالحَسَنُ بن عَلِيٍّ الحُلوَانِيُّ وَعَبْدُ بن حُمَيدٍ. (قَال عَبدٌ: أَخبَرَنِي. وَقَال الآخَرَانِ: حَدَّثَنَا) يَعقُوبُ -وَهُوَ ابْنُ إِبرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ- حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ. حَدَّثَنَا نَافِعٌ؛ أَن عَبدَ الله قَال: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: "يُدخِلُ الله أَهلَ الجَنَّةِ الجَنَّةَ. وَيُدخِلُ أَهلَ النَّارِ النَّارَ. ثُمَّ يَقُومُ مُؤَذِّن بَينَهُم

ــ

وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة جرير لأبي معاوية (قال) أبو سعيد (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أدخل أهل الجنَّة الجنَّة وأهل النَّار النَّار قيل) من جهة الله (يا أهل الجنَّة) الحديث (ثم ذكر) جرير (بمعنى حديث أبي معاوية) لا بلفظه (غير أنَّه) أي لكن أن جريرًا (قال) في روايته (فذلك) أي فشاهد ذلك الذي ذكرناه في الحديث (قوله عز وجل {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ} الآية (ولم يقل) جرير في روايته لفظة (ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلخ (ولم يذكر) جرير (أيضًا) أي كما أنَّه لم يقل ثم قرأ أي لم يذكر جرير أيضًا لفظة (وأشار بيده إلى الدُّنيا).

ثم استشهد المؤلف لحديث أبي سعيد الخدري بحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقال:

7010 -

(2821)(181)(حدَّثنا زهير بن حرب والحسن بن علي الحلواني) الخلال الهذلي المكي، ثقة، من (11) روى عنه في (8) أبواب (وعبد بن حميد) بن نصر الكسي، ثقة، من (11) (قال عبد أخبرني وقال الآخران: حدَّثنا يعقوب وهو ابن إبراهيم بن سعد) الزُّهريّ المدني، ثقة، من (9)(حدَّثنا أبي) إبراهيم بن سعد، ثقة، من (8)(عن صالح) بن كيسان الغفاري المدني، ثقة، من (4) روى عنه في (10) أبواب (حدَّثنا نافع أن عبد الله) ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. وهذا السند من سداسياته (قال) عبد الله:(إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يدخل الله أهل الجنَّة الجنَّة ويدخل أهل النَّار النَّار ثم يقوم مؤذن) أي مناد من الملائكة (بينهم) أي بين

ص: 531

فَيَقُولُ: يَا أَهلَ الجَنَّةِ، لَا مَوتَ، وَيَا أَهلَ النَّارِ، لَا مَوتَ، كُلٌّ خَالِدٌ فِيمَا هُوَ فِيهِ".

7511 -

(00)(00) حدّثني هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأيلِيُّ وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى. قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ؛ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: "إِذَا صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ، وَصَارَ أَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ، أُتِيَ بِالْمَوْتِ حَتَّى يُجْعَلَ بَينَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ. ثُمَّ يُذْبَحُ. ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ:

ــ

الفريقين أهل الجنَّة وأهل النَّار (فيقول) ذلك المؤذِّن (يا أهل الجنَّة) لكم خلود (لا موت) بعده (ويا أهل النَّار) لكم خلود (لا موت) بعده (كل) من الفريقين (خالد فيما) أي في مقر (هو) أي ذلك الفريق كائن (فيه) أي في ذلك المقر.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البُخاريّ في الرقاق باب صفة الجنَّة والنَّار [6548].

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث ابن عمر رضي الله عنهما فقال:

7511 -

(00)(00)(حدثني هارون بن سعيد) بن الهيثم التميمي السعدي مولاهم (الأيلي) نزيل مصر، ثقة، من (10) روى عنه في (5) أبواب (وحرملة بن يَحْيَى) بن عبد الله التجيبي المصري، صدوق، من (11) روى عنه في (20) بابا (قالا: حدَّثنا) عبد الله (بن وهب) بن مسلم القرشي المصري، ثقة، من (9)(حدثني عمر بن محمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب) العدوي العمري المدني، ثقة، من (6) روى عنه في (10) أبواب (أن أباه) محمَّد بن زيد بن عبد الله العمري المدني، ثقة، من (3) روى عنه في (5) أبواب (حدثه) أي حدث لعمر (عن) جده (عبد الله بن عمر) بن الخطاب رضي الله عنهما. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة محمَّد بن زيد لنافع مولى ابن عمر (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صار) أي رجع (أهل الجنَّة إلى الجنَّة) واستقروا فيها (وصار أهل النَّار إلى النَّار) ونزلوا فيها (أتي بالموت) على صورة كبش (حتَّى يجعل) الموت (بين الجنَّة والنَّار ثم يذبح) الموت (ثم ينادي مناد) من

ص: 532

يَا أَهْلَ الجَنَّةِ، لَا مَوتَ، وَيَا أَهلَ النَّارِ، لَا مَوتَ. فَيَزدَادُ أَهْلُ الجَنَّةِ فَرَحًا إِلَى فَرَحِهِم. وَيزدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا إِلَى حُزنِهِم"

ــ

الملائكة (يا أهل الجنَّة لا موت) بعد اليوم (ويا أهل النَّار لا موت) بعد اليوم (فيزداد أهل الجنَّة فرحًا) وسرورًا بذبح الموت منضمًا (إلى فرحهم) بدخول الجنَّة (ويزداد أهل النَّار حزنًا) بعدم الموت منضمًا (إلى حزنهم) بدخول النَّار.

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب أحد عشر حديثًا: الأوَّل: حديث أبي هريرة الأوَّل ذكره للاستدلال به على الجزء الأوَّل من الترجمة، والثَّاني: حديث أبي هريرة الثَّاني ذكره للاستدلال على الجزء الثَّاني من الترجمة، والثالث: حديث عبد الله بن مسعود ذكره للاستدلال به على الجزء الثالث من الترجمة، والرابع: حديث أبي هريرة الثالث ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة، والخامس: حديث أبي هريرة الرابع ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة، والسادس: حديث سمرة بن جندب ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعتين، والسابع: حديث أبي هريرة الخامس ذكره للاستدلال به على الجزء الرابع من الترجمة وذكر فيه ثلاث متابعات، والثامن: حديث أبي سعيد الخدري ذكره للاستشهاد، والتاسع: حديث أنس بن مالك ذكره للاستشهاد وذكر فيه ثلاث متابعات، والعاشر: حديث أبي سعيد الخدري الثَّاني ذكره للاستدلال به على الجزء الخامس من الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة، والحادي عشر: حديث ابن عمر ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة.

* * *

ص: 533