المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل [التوكيد] : - اللمحة في شرح الملحة - جـ ٢

[ابن الصائغ]

الفصل: ‌فصل [التوكيد] :

‌فَصْلُ [التَّوْكِيدِ] :

1

التَّوكيد: ويقال فيه: تأكيد، كما يقال في فعله: أكّدتّ، ووكّدتّ.

والتّأكيد هو: تمكين معنى القول عند السّامع.

وهو قسمان: لفظيٌّ ومعنويّ.

فـ (اللّفظيّ) : إعادة المؤكِّد بلفظه، كقولك:(واللهِ إِنِّي ضعيفٌ إنّي ضعيف) ؛ وهذا يكون في الأسماء، والأفعال، والحُروف، والمفردات، والجُمل.

و (المعنويّ) : هو إعادة الشّيء المؤكَّد بما يدلّ على معناه.

وله تسعة ألفاظٍ؛ وهي:

نفسه، [وعينه] 2، وكلّه، وكلاهما، وكلتاهما، وأجمع، وأجمعون، وجَمْعَاء، [وجُمَع]3.

فـ (النّفس) و (العين) : مقدَّمان على (كُلّ) 4؛ لأنّهما اسمان،

1 ما بين المعقوفين زيادةٌ مِنِّي يقتضيها السّياق.

2 ما بين المعقوفين ساقط من أ.

3 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ، وفي ب: جميع.

وهُناك ألفاظٌ أُخرى للتّوكيد؛ مثل: جميع، وعامّة؛ وألفاظٌ أُخرى تابعة؛ مثل: أكتع، وأبصع.... يُنظر: شرح المفصّل 3/40، وشرح الكافية الشّافية 3/1171، 1172، وابن النّاظم 503، 504، والارتشاف 2/610، والهمع 5/198.

4 في ب: الكُلّ.

ص: 705

ولم يوضعا للتّأكيد1 في الأصل، في مثل:(طابت نفسه)[120/ أ]

و (صحّت عينُه) فهما مضافان إلى ضمير المؤكّد، مطابِقًا له في الإفراد، والتّذكير، وفروعهما؛ تقولُ:(جَاءَ زَيْدٌ نَفْسُهُ) فترفع بذكر (النّفس) احتمالَ كون الجائي رسول زيد أو خبره؛ وكذلك إذا قلت: (لقيتُ زيدًا عَيْنَه) .

ولفظهما في تأكيد المؤنّث كلفظهما في تأكيد2 المذكّر؛ تقول: (جاءت هندٌ نفسها) و (رأيتها عينها) .

وأمّا في توكيد الجمع فيُجمعان على (أَفْعُل) ؛ تقول: (جاء الزّيدون3 أنفسُهُم) و (كلّمت الهندات أعيُنهنّ)4.

وكذا في توكيد المثنّى على المختار، تقول:(جاءَ الزّيدان أنفسُهما) و (لقيتُهما أعيُنهما) ؛ ويجوز فيهما الإفراد والتّثنية5.

وكذا6 كلّ مثنّى7 في المعنى مضاف إلى متضمّنه، يُختار فيه لفظ الجمع على لفظ الإفراد8، ولفظ الإفراد على لفظ التّثنية، ومن ذلك9 قولُ الشّاعر:

1 في ب: للتّوكيد.

2 في أ: توكيد.

3 في أ: الزّيدان، وهو تحريف.

4 في ب: أنفسهنّ.

5 نحو: (جاء الزّيدان نفسهما و (عينُهما و (نفساهما و (عيناهما.

6 في أ: كذا وكلّ.

7 في كلتا النّسختين: مضاف، والتّصويب من ابن النّاظم 501.

8 نحو قوله تعالى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التّحريم: 4] .

9 في ب: ومنه.

ص: 706

حَمَامَةَ بَطْنِ الْوَادِيَيْنِ تَرَنَّمِي

سَقَاكِ مِنَ الْغُرِّ الغَوَادِي مَطِيرُهَا1

و (كُلٌّ) 2: مقدَّمٌ على (أَجْمَع) ؛ لأنّ (كلاًّ) يُستعمل تأكيدًا، و3 يُستعمل اسمًا غير تأكيد، ويؤكَّد4به غير المثنّى ممّا له أجزاء يصحّ وُقوع بعضها موقعه، كقولك:(جاء الجيش كلّه) و (القبيلة كلّها) و (القومُ كلّهم) و (النّساء كلّهنّ) فامتنع كونُ [120/ ب] الجائي بعض المذكور.

و (كِلَا) و (كِلْتَا) : يؤكَّد بهما المثنّى؛ نحو: (جاء الزّيدان كلاهُما)(الهندان5 كلتاهما) .

وأمّا (أَكْتَعون، أبصعون6، كُتَع، بُصَع، [أَكْتَع، أَبْصَع]

1 هذا بيتٌ من الطّويل، وهو للشّمّاخ، ويُنسب إلى تَوْبَةَ بن الحُمَيِّر، وإلى مجنون ليلى.

و (ترنّمي: رجِّعي صوتك. و (الغُرّ: جمع غرّاء؛ يعني: البيضاء. و (الغوادي: جمع غادية؛ وهي السّحابة الّتي تنشأ صباحًا.

والشّاهدُ فيه: (بطن الواديين حيث أفرد البطن، وكان القياس أن يُقال: بطني الواديين، بل الأحسن أن يُقال: بطون الواديين.

يُنظر هذا البيتُ في: الشّعر والشّعراء 289، وأمالي القالي 1/88، والمقرّب 2/128، وابن النّاظم 502، والمقاصد النّحويّة 4/86، والهمع 1/173، والأشمونيّ 3/74، والدّرر 1/154، وملحق ديوان الشّمّاخ 438، 440، وديوان توبة بن الحُميِّر 37، وديوان مجنون ليلى 148.

2 في أ: الكلّ.

3 في ب: أو.

4 في أ: وتؤكّد.

5 في كلتا النّسختين: الهندات، وهو تصحيف.

6 في أ: أفصعون، وهو تحريف.

7 ما بين المعقوفين ساقطٌ من ب.

ص: 707

كَتْعَاء، بَصْعَاء) فكلُّها اتباع لـ (أجمع) لا تُستعمَل1 إلاّ معه؛ هذا كلُّه تأكيد معنويّ.

والغرض به: تمكينُ2 المعنى في نفس3 المخاطَب، وإزالة الشّكّ؛ فعلى هذا تقولُ: قام القوم أنفسُهم أعينهم [كلُّهم] 4 أجمعون أكتعون أبصعون5؛ وتقولُ: جاء الجيشُ كلّه أجمع أكتع أبصع، والقبيلة كلّها جمعاء كتعاء بصعاء، والهنداتُ كلّهنّ جُمَع كُتَع بُصع.

ولا يحسُن: (قام القوم [كلُّهم] 6 أنفسهم أعيُنهم) أو (أجمعُهم كلّهم)7.

وجميعُ هذه يؤكّد بها ما يتبعّض، إلاّ النّفس والعين فإنّه يؤكَّدُ بهما ما يتبعّض وما لا يتبعّض؛ لأنّهما موضوعان لتحقيق الشّيء لا للإحاطة والعُموم.

1 في ب: لا يُستعمَل.

2 في ب: تأكيد.

3 في ب: النّفس.

4 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

5 في أ: أفصعون، وهو تحريف.

6 ما بين المعقوفين زيادة مِنِّي يقتضيها السّياق.

7 فالنّفس والعين مقدَّمان على (كلّ؛ لأنّهما أشدّ تمكُّنًا في الاسميّة من (كلّ؛ و (كلّ مقدَّمة على (أجمع؛ لأنّ (كُلاًّ تكونُ تأكيدًا وغير تأكيد، و (أجمع لا تكون إلا تأكيدًا؛ تقولُ: (إنّ القومَ كلُّهم في الدّار، فيجوز رفع (كلّ ونصبها؛ فالنّصبُ على التأكيد، والجارّ والمجرور الخبر؛ وأمّا الرّفع فعلى الابتداء وخبره الجارّ والمجرور بعده، والجُملة من المبتدأ والخبر خبر (إنّ. يُنظر: شرح المفصّل 3/46.

ص: 708

وجميعُ هذه الأسماء لا يجوز أن تُقطع عن1 إعراب ما قبلها كما يفعل2 بالنّعت؛ لأنّه ليس فيها معنى مدح3 ولا ذمّ.

وشَذَّ قولُ بَعْضِهِم4: "أَجْمَعُ أَبْصَعُ"5، وربّما أُكِّدَ بـ (أكتع) 6 [و](أبصع) غير مسبوقين بـ (أجمع)، ومنه قولُ الرّاجِز:

يَا لَيْتَنِي كُنْتُ صَبِيًّا مُرْضَعَا

تَحْمِلُنِي الذَّلْفَاءُ7 حَوْلاً أَكْتَعَا

إِذَا بَكَيْتُ قَبَّلَتْنِي أَرْبَعَا

وَلَا أَزَالُ الدَّهْرَ أَبْكِي أَجْمَعَا8

[121/ أ]

1 في ب: على.

2 في أ: تفعل.

3 في ب: لا مدح.

4 يُنظر هذا القولُ في: شرح الكافية الشّافية 3/1173، وابن النّاظم 505، والأشمونيّ 3/76.

5 الشُّذوذ من ناحية أنّه يلتزم التّرتيب بين هذه التّوابِع عند الجمهور على النّحو التّالي: (أجمع، أكتع، أبصع.

وأجاز الكوفيّون وابن كيسان أن تبدأ بأيّتهنّ شئت بعد (أجمع.

يُنظر: شرح المفصّل 3/46، والارتشاف 2/611، والأشمونيّ 3/76، والصّبّان 3/76.

6 العاطِف ساقطٌ من أ.

7 في كلتا النسختين: الدّلفاء، وهو تصحيف.

8 هذان بيتان من الرّجز، ولم أقف على قائلهما.

و (الذّلفاء: من الذّلف؛ وهو: صغر الأنف، واستواءُ الأرنبة. و (أكتعا: تامًّا كاملاً.

والشّاهدُ فيهما: ذكره الشّارح.

يُنظر هذان البيتان في: شرح الكافية الشّافية 3/1173، وشرح عمدة الحافظ 1/562، وابن النّاظم 505، واللّسان (كتع 8/305، وابن عقيل 2/194، والمقاصد النّحويّة 4/93، والأشمونيّ 3/76، والخزانة 5/168، والدّرر 6/35، 36.

وورد عجُزه الأوّل في: المقرّب 1/240، والهمع 5/201.

ص: 709

ففي هذا1 الرّجز إفرادُ (أَكْتَع) عن (أَجْمَع) ، وتوكيد النّكرة المحدودة، والتّوكيد بـ (أَجْمَع) غير مَسْبُوقٍ بـ (كلّ) .

والكوفيّون2 يجيزون توكيد النّكرة المحدودة كـ (يوم) و (ليلة) و (شهر) و (حول) مِمَّا3 يَدُلُّ على مُدَّةٍ مَعْلومةٍ4.

فإنْ كانت غير محدودة فلا يجيزون توكيدها كـ (حين) و (وقت) و (زمان) ؛ لأنَّه لا فائدة في توكيدها. ومنع البصريّون توكيدها محدودة5.

وقولُ الكوفيّين أَوْلَى بالصّواب6؛ فَإنَّ مَنْ قال: (صُمْتُ شَهْرًا)

1 في أ: هذه.

2 تُنظر هذه المسألة في: الإنصاف، المسألة الثّالثة والسّتّون، 2/451، وشرح المفصّل 3/44، وشرح الكافية الشّافية 3/1177، وابن النّاظم 506، وابن عقيل 2/195، وأوضح المسالك 3/22، وائتلاف النّصرة، فصل الاسم، المسألة الثّامنة والأربعون، 61، والتّصريح 2/124.

3 في ب: بما.

4 في ب: محدودة. أي: معلومة المقدار. يُنظر: ابن النّاظم 506.

5 وكذلك غير محدودة. يُنظر: ابن النّاظم 506.

6 لصحّة السّماع بذلك؛ ولأنّ في توكيد النّكرة المحدودة فائدة كالّتي في توكيد المعرفة.

يُنظر: ابن النّاظم 506، وشرح الكافية الشّافية 3/1177.

ص: 710

قد يُريد جميع الشّهر، و [قد] 1 يريد أكثره2.

فإذَا قال: (صمتُ شهرًا كلّه) ارتفع الاحتمال، فصار كلامه نصًّا3.

ولو لم يُسْمَع من العرب ذلك لكان جائزًا، لِمَا فيه من الفائدة، فكيف واستعمالُه ثابتٌ - كما تقدّم -4، وكقول الآخر:

...................................

قَدْ صَرَّتِ5 الْبَكْرَةُ يَوْمًا أَجْمَعَا6

1 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

2 ففي قوله احتمال. يُنظر: ابن النّاظم 506.

3 على مقصوده. يُنظر: ابن النّاظم 506.

4 في قول الشّاعر:

تَحْمِلُنِي الذَّلْفَاءُ حَوْلاً أَكْتَعَا

5 في أ: سرت، وهو تحريف.

6 هذا بيتٌ من الرّجز المشطور، ولم أقف على قائله، وقبله:

إِنَّا إِذَا خُطَّافُنَا تَقَعْقَعَا

و (صرّت: صوّتت. و (البكرة: ما يستقى عليها الماء من البئر.

والشّاهدُ فيه: (يومًا أجمعَا حيث أكّد النّكرة المحدودة (يومًا بـ (أجمعا على مذهب الكوفيّين.

يُنظر هذا البيتُ في: الإنصاف 2/454، وشرح المفصّل 3/45، والمقرّب 1/240، وشرح الكافية الشّافية 3/1177، وابن النّاظم 507، وابن عقيل 2/195، والمقاصد النّحويّة 4/95، والهمع 5/204، والأشمونيّ 3/78، والدّرر 6/39.

ص: 711

وكقول الآخر:

لَكِنَّهُ شَاقَهُ أَنْ قِيلَ ذَا رَجَبُ

يَا لَيْتَ عِدَّةَ شَهْرٍ1كُلِّهِ رَجَبُ2

والتّوكيدُ اللّفظيّ هو: تكرارُ معنى المؤكّد بإعادة لفظه؛ خوفًا من النّسيان، [121/ ب]

أو عدم الإصغاء3.

1 في أ: شهري.

وقال ابن هشام في أوضح المسالك 3/23: "ومن أنشد (شهر مكان (حول فقد حَرَّفه".

وبيّن الشّيخ خالد في التّصريح 2/125 هذا التّحريف حيث قال: "لأنّ المعنى يفسُد عليه؛ لأنّ الشّاعر تمنّى أن يكون عدّة الحول من أوّله إلى آخره رجبًا، لِمَا رأى فيه من الخيرات؛ ولا يصحّ أن يتمنّى أنّ عدّة شهر كلّه رجب؛ لأنّ الشّهر الواحد لا يكون بعضه رجبًا وبعضه غير رجب، حتى يتمنّى أن يكون كلّه رجبًا".

2 هذا بيتٌ من البسيط، وهو لعبد الله بن مسلم الهذليّ.

والشّاهدُ فيه: (عدّة شهرٍ حيث أكّد النّكرة المحدودة (شهر بـ (كلّه على مذهب الكوفيّين.

يُنظر هذا البيتُ في: شرح أشعار الهذليّين 2/910، والإنصاف 2/451، وشرح المفصّل 3/44، وابن النّاظم 507، وتذكرة النُّحاة 640، وأوضح المسالك 3/22، والمقاصد النّحويّة 6/96، والتّصريح 2/125، والأشمونيّ 3/77، والخزانة 5/170.

والرّواية في هذه الكتب (عدّة حول بدل (عدّة شهر.

3 هذا تعريف شيخه ابن النّاظم 509؛ لكنّه أسقط منه بعض الكلمات، وهو بتمامه:

:هو: تكرار معنى المؤكّد بإعادة لفظه، أو تقويته بمرادفه؛ لفصل التّقرير، خوفًا من النّسيان، أو عدم الإصغاء، أو الاعتناء".

ص: 712

وأكثرُ ما يجيء مؤكِّدًا لجُملة1، كقول الشّاعر:

أَيَا مَنْ لَسْتُ أَقْلَاهُ

وَلَا فِي الْبُعْدِ أَنْسَاهُ

لَكَ اللَّهُ عَلَى ذَاكَ

لَكَ اللَّهُ لَكَ اللَّهُ2

وكثيرًا ما تقترن الجملة المؤكِّدة3بعاطِف، كقوله تعالى:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ. [ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ] 4} 5، وكقوله تعالى:{أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى. ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} 6.

والمثنّى يؤكَّدُ بـ (كِلَا) و (كِلْتَا)، كقولك: (لَقيتُ7 الأميرين8

1 في كلتا النّسختين: بجملة، والتّصويب من ابن النّاظم 509.

2 هذان بيتان من الهزج، ولم أقف على قائلهما.

و (أقلاه: أبغضه، من قلاه يقليه؛ ويقلاه لغة طيّء، والشّعر على لغتهم.

والشّاهدُ فيهما: (لكَ الله لكَ الله حيث أكّد الجملة بإعادة لفظها.

يُنظر هذان البيتان في: شرح الكافية الشّافية 3/1184، وشرح عمدة الحافظ 1/573، وابن النّاظم 509، والمقاصد النّحويّة 4/97، والهمع 5/208،والبهجة المرضيّة 124، والأشمونيّ 3/80، والدّرر 6/48.

3 في ب: المذكورة، وهو تحريف.

4 ما بين المعقوفين زيادةٌ يقتضيها السّياق، وبها يتّضح الشّاهد؛ وهي في ابن النّاظم كذلك.

5 سورة الإنفطار، الآيتان: 17، 18.

6 سورة القيامة، الآيتان: 34، 35.

7 في ب: رأيت.

8 في كلتا النّسختين: الأمرين، وهو تحريف، والتّصويب من شرح ملحة الإعراب 288.

ص: 713

كليهما1) و (دخلتُ الجنّتين كلتيهما) ، وليس الألِفان ألفيْ2 تثنية3، بل صيغ لفظُهما لتأكيد4 المثنّى؛ [وهما عند البصريّين5اسمان مفردان أُضيفا إلى مثنّى] 6، والدّليل على إفرادهما قولُه تعالى:{كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا} 7 ولم يقل: (آتتا) فإِفراد الخبر عنهما دليلٌ على أنّها مفردة.

ويؤكّد بضمير الرّفع المنفصل الضّمير المستتر، كقوله تعالى:{اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} 8.

والضّمير المتّصل9؛ مرفوعًا، أو منصوبًا، أو مجرورًا، نحو:(فَعَلْتَ أَنْتَ) و (رَأَيْتَنِي أَنَا) و (مَرَرْتُ بِهِ هُوَ) .

1 في ب: كلتيهما، وهو تحريف.

2 في أ: ألفا، وهو سهوٌ.

3 في ب: التّثنية.

4 في أ: التّأكيد، وهو تحريف.

5 هذا مذهب البصريّين؛ فهما عندهم مفردان لفظًا، مثنّيان معنىً.

أمّا الكوفيّون فعندهم مثنّيان لفظًا ومعنىً.

تُنظر هذه المسألة في: الإنصاف، المسألة الثّانية والسّتّون، 2/439، والهمع 1/136، والأشمونيّ 1/77، 78.

6 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

7 من الآية: 33 من سورة الكهف.

8 من الآية: 35 من سورة البقرة.

9 أي: يؤكّد الضّمير المتّصل بضمير الرّفع المنفصل، سواء كان المتّصل مرفوعًا، أو منصوبًا، أو مجرورًا.

ص: 714