المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ما لا ينصرف: - اللمحة في شرح الملحة - جـ ٢

[ابن الصائغ]

الفصل: ‌باب ما لا ينصرف:

‌بَابُ مَا لَا يَنْصَرِفُ:

هَذَا وَفِي الأَسْمَاءِ مَا لَا يَنْصَرِفْ

فَجَرُّهُ كَنَصْبِهِ لَا يَخْتَلِفْ

وَلَيْسَ لِلتَّنْوِينِ فِيهِ مَدْخَلُ

لِشِبْهِهِ1 الْفِعْلَ الَّذِي يُسْتَثْقَلُ

[127/ أ]

مِثَالُهُ أَفْعَلُ2 فِي الصِّفَاتِ

كَقَوْلِهِمْ: أَحْمَرُ فِي الشِّيَاتِ

الاسم أصلُه الصَّرْفُ؛ وهو الجرّ والتّنوين3.

وقيل: صرفه عن شبه الفعل بوجهٍ؛ لأنّ في الأسماء ما شابه الفعل بعلّتين فرعيّتين من علل تسع، فامتنع لذلك4 ممّا5 يمتنع منه الفعل؛ وذلك

1 في أ: لِشِبْهِ.

2 في ب: أحمر.

3 هذا قولُ الزّجّاج، وابن السّرّاج، والرّمّانيّ، والسّيرافيّ.

وهو مبنيّ على أنّ الصّرف هو التّصرّف في جميع المجاري.

يُنظر: ما ينصرف وما لا ينصرف 3، 4، والأُصول 2/79، وشرح ألفيّة ابن معطٍ 1/438، والتّصريح 2/210، والهمع 1/76.

ومذهب المحقِّقين أنّه التّنوين وحده.

وهذا مبنيّ على أنّ الصّرف هو ما في الاسم من الصّوت أخذًا من الصّريف؛ وهو الصّوت الضّعيف.

يُنظر: أسرار العربيّة 36، واللُّباب في علل البناء والإعراب 1/72، ومسائل خلافيّة في النّحو، المسألة الحادية عشرة، 103، وتوضيح المقاصد 4/119، والتّصريح 2/210، والأشمونيّ 3/228.

4 في أ: كذلك.

5 في ب: كما.

ص: 743

لأنّ في الفعل فرعيّة على الاسم في اللّفظ؛ وهي اشتقاقه من المصدر1، وفرعيّة في المعنى؛ وهي احتياجه إلى الفاعل، ونسبته إليه، والفاعلُ لا يكون إلَاّ اسما؛ فالاسم حينئذ أصل الفعل2، فمتى وافق الاسم الفعل في لزوم علّتين فرعيّتين امتنع من التّنوين والجرّ؛ لأنّهما لا يدخلان الفعل.

والصَّرْفُ قيل: هو مَأخوذٌ من صَرِيْفِ البَكْرَةِ، أو من صريف ناب البعير3؛ لأنّ التّنوين قريب من ذلك.

وموانع الصّرف هذه4:

شَيْئَانِ مِنْ تِسْعَةٍ فِي اسْمٍ إِذَا اجْتَمَعَا

لَمْ يَصْرِفَاهُ وَبَعْضُ الْقَوْلِ تَهْذِيبُ

عَدْلٌ وَوَصْفٌ وَتَأْنِيثٌ وَمَعْرِفَةٌ

وَعُجْمَةٌ ثُمَّ جَمْعٌ ثُمَّ تَرْكِيبُ

وَالنُّونُ زَائِدَةً مِنْ قَبْلِهَا أَلِفٌ

وَوَزْنُ فِعْلٍ وَهَذَا الْقَوْلُ تَقْرِيبُ5

[127/ ب]

فالعدلُ فرعٌ على المعدول عنه، وهو تغيير اللّفظ مع بقاء ما كان

1 هذه مسألة من المسائل الّتي وقع الخلاف فيها بين النُّحاة؛ تعرّضنا لها في ص 115 فليُراجع هُناك.

2 في ب: للفعل.

3 الصّريف: صوت الأنياب والأبواب؛ وناقةٌ صروف: بَيِّنة الصَّريف، وصريف الفحل: تهدّرُه؛ وما في فمه صارفٌ، أي: ناب؛ وصريف القعو: صوتُه. اللّسان (صرف) 9/191.

4 في ب: بهذه.

5 هذه الأبيات من البسيط، وتُنسب لأبي سعيد الأنباريّ النّحويّ.

يُنظر: أسرار العربيّة 307، والكافية 62، وشرح الرّضيّ 1/35، وابن عقيل 2/294، والفوائد الضّيائيّة - مع الحاشية - 1/208، 209، والأشباه والنّظائر 3/61، والأشمونيّ 3/230 - وفي جميع هذه الكتب لَمْ يَرِد البيت الأوّل -، وشرح شواهد ابن عقيل 225 ورواية البيتُ الأوّل فيه هكذا:

مَوَانِعُ الصَّرْفِ تِسْعٌ كُلَّمَا اجْتَمَعَتْ

ثِنْتَانِ مِنْهَا فَمَا لِلصَّرْفِ تَصْوِيبُ

ص: 744

عليه من المعنى؛ وهو على ضربين:

عدلٌ ملتزم بالصّفة، نحو:(مَثْنَى) و (ثُلَاث) و (رُبَاع) ؛ ويقال في هذا المعدول عن العدد: مَثْلَثْ، ومَرْبَعْ.

وأجاز الكوفيّون، والزّجّاج1 قياسا على ما سُمِعَ:(خُمَاسَ) و (مَخْمَس) و (سُدَاسَ) و (مَسْدَس) ، وكذلك إلى (عُشَار) 2؛ ولم يَرِد ما سمع من ذلك إلاّ نكرة، كقوله تعالى:{أُوْلِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} 3.

1 يُنظر: ما ينصرف وما لا ينصرف 59، والمخصّص 17/120، وابن النّاظم 640، والارتشاف 1/437، وتوضيح المقاصد 4/129، والتّصريح 2/214، والأشمونيّ 3/240.

2 وذهب البصريّون إلى أنّه لا يُقاس، بل يقتصر على المسموع.

وقيل: يُقاس على (فُعَال) ؛ لكثرته لا على (مَفْعَل) .

وقال أبو حيّان: والصّحيح أنّ البناءين مسموعان من واحد إلى عشرة؛ وحكى البناءين أبو عمرو الشّيبانيّ، وحكى أبو حاتم وابن السِّكِّيت: من (أُحاد) إلى (عشار) ؛ ومَن حَفِظَ حُجّة على من لم يحفظ.

يُنظر: المخصّص 17/120، وشرح الجُمل 2/220، والارتشاف 1/437، وتوضيح المقاصد 4/129، والتّصريح 2/214، والأشمونيّ 3/240.

3 من الآية: 1 من سورة فاطر.

ص: 745

وكقول الشّاعر:

وَلَكِنَّمَا أَهْلِي بِوَادٍ أَنَيْسُهُ

ذِئَابٌ تَبَغَّى النَّاسَ مَثْنَى وَمَوْحَدُ1

ومن العدل المقابل مثل (أُخَر) في مقابلة (آخَرين) ، وهو جمع (أُخْرى) مؤنّث (آخِر) لا جمع (أُخْرَى) بمعنى (آخِرة) 2؛ لأنّ هذه غير معدولة.

1 في كلتا النّسختين: موحدا، والصّواب ما هو مثبت؛ لأنّه صفة لـ (ذئاب) وهو مرفوع.

وهذا البيتُ من الطّويل، وهو لِسَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ.

والشّاهدُ فيه: (مثنى وموحد) حيث منعهما من الصّرف؛ لأنّهما صفتان معدولتان عن (اثنين اثنين) و (واحد واحد) .

يُنظر هذا البيت في: ديوان الهذليّين 1/237، وشرح أشعار الهذليّين 3/1166، والكتاب 3/226، والمقتضب 3/381، وما ينصرف وما لا ينصرف 59، واللّمع 218، والمخصّص 17/121، وشرح المفصّل 1/62، 8/57، وابن النّاظم 641.

(أُخر) جمع (أُخرى) بمعنى (آخِرة) يصرف لانتفاء العدل؛ لأنّ مذكّرها (آخِر) بالكسر بدليل: {وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الأُخْرَى} [النّجم: 47]، {ثُمَّ اللهُ يُنْشِيءُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ} [العنكبوت: 20] ؛ فليستْ من باب أفعل التّفضيل.

والفرق بين (أخرى أنثى آخر) و (أُخرى بمعنى آخرة) : أنّ تلك لا تدلّ على الانتهاء، ويُعطَفُ عليها مثلها من جنسها؛ نحو:(جاءت امرأةٌ أُخرى وأُخرى) .

وأمّا (أُخرى بمعنى آخرة) فتدلّ على الانتهاء، ولا يُعطَف عليها مثلها من جنس واحد؛ وهي المقابلة لـ (أولى) في قوله تعالى:{وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لأُخْرَاهُمْ} [الأعراف: 39] .

يُنظر: ابن النّاظم 642، وتوضيح المقاصد 4/128، والتّصريح 2/215، والأشمونيّ 3/239.

ص: 746

الضَّرْبُ الثَّانِي: عارٍ من الصِّفة، ومنه علَمٌ للمذكّر؛ نحو:(عُمَر) و (زُفَر) عدلا عن عَامِر، وزَافِر.

ومنه: (جُمَعَ) 1 لأنّه مغيّر عن صيغته2 الأصليّة وهي (جمعاوات) ؛ لأنّ (جَمْعَاء) مؤنّث (أَجْمع) 3؛ تقول: (مررتُ بالهندات كلّهنّ جُمَعْ) فلا4 يُصرف للتّأنيث [128/ أ]

والعدل.

1 لا ينصرف كذلك للتّعريف والعدل؛ أمّا العدل فذكره الشّارح.

وأمّا التّعريف فلأنّه مضافٌ في المعنى إلى ضمير المؤكّد، وقد استغني بنيّة الإضافة عن ظهورها، وصار (جُمَع) كالعَلَم في كونه معرفة بغير قرينة لفظيّة، وأثّر تعريفه في منع الصّرف كما تؤثّر العلَميّة. ابن النّاظم 655.

2 في أ: صيغه.

3 فكما جُمع المذكّر بالواو والنّون كذلك كان حقّ مؤنّثه أن يُجمع بالألِف والتّاء؛ فلمّا جاءوا به على (فُعَلْ) عُلم أنّه معدولٌ عمّا هو القياسُ فيه وهو (جمعاوات) ؛ وهو اختيار ابن مالكٍ وابنه.

وقيل: معدول عن (فُعْل) ؛ لأنّ قياس (أَفْعل فَعْلاء) أنْ يُجمع مذكّره ومؤنّثه على (فُعْل)، نحو:(حُمْر) في أحمر، وحمراء؛ وهو قولُ الأخفش، والسّيرافيّ، واختاره ابن عُصفور.

وقيل: إنّه معدول عن (فعاليّ) ؛ لأنّ (جمعاء) اسم كـ (صحراء) .

والصّحيح الأوّل؛ لأنّ (فعلاء) لا يُجمع على (فُعْل) إلاّ إذا كان مؤنّثًا لأفعل صفة، كـ (حمراء) و (صفراء) ؛ ولا على (فعاليّ) إلاّ إذا كان اسمًا محْضًا لا مذكّرله، كـ (صحراء) ؛ و (جمعاء) ليس كذلك.

يُنظر: شرح عمدة الحافظ 2/868، وابن النّاظم 655، وتوضيح المقاصد 4/154، والتّصريح 2/222، والهمع 1/90، والأشمونيّ 3/264.

4 في أ: فلا تُصرف.

ص: 747

والوصفُ فرعٌ - على الموصوف والجُمود -؛ لأنّه مشتقٌّ، والمؤنّث فرعٌ على المذكّر؛ والتّنكير أصل، والتّعريف فرع عليه؛ والعُجمة فرعٌ على العربيّة؛ لاحتياجها إلى التّبيين بها، وبُعْدَ الاشتقاق من العربيّة أو عدمه؛ والجمع فرع على ما جُمع منه الإفراد؛ والتّركيبُ فرعٌ على ما رُكِّب1 منه؛ وما زيد في آخره ألِفٌ ونون فرعٌ على ما عُرّي من الزّيادة؛ ووزن الفعل كذلك.

وجميع ما لا ينصرف أحد عشر ضرْبا؛ خمسةٌ منها لا تنوّن2 معرفة ولا نكِرة:

أوّلها: وزن الفعل إذا كان صفة عاريا من لُحوق تاء التّأنيث به - وإن صغّر ك (أحيمر) لم تلحقه أيضا -، نحو:(أحمر) و (أبيض) و (أشهل) و (أحسن) ؛ احترازًا بتاء التّأنيث من (أَرْمَل) وهو الفَقير3، فضعف4 الشّبه، كقولهم:(امرأةأرملة) .

و (أَرْبَعٌ) فهو أحقّ بالصّرف من (أرمل) ؛ لاعتراض الوصفيّة5.

1 في ب: ما تركّب.

2 في أ: لا ينوّن.

3 في أ: الفقر.

4 إنّما اشترط أن لا تلحقه تاء التّأنيث؛ لأنّ ما تلحقه من الصّفات كـ (أرمل) ضعيف الشّبه بلفظ المضارِع؛ لأنّ تاء التّأنيث لا تلحقه.

يُنظر: ابن النّاظم 638، والتّصريح 2/213.

5 أربع: هو في الأصل اسم للعدد أربعة.

ص: 748

ولم يصرف (أَدْهَم) 1- للقيد - نظرًا إلى كونه صفةً في الأصل.

و (أَجْدَلٌ) للصّقر، و (أَخْيَلٌ) لطّائرٍ2 ذي خِيلان3، و (أَفْعًى) لضربٍ من الحيّات.

فأكثرُ العربِ4 يصرفونه للتّجرّد عن الوصفيّة5؛ ومنهم6 مَن لا يصرفه لملاحظة معنى الوصفيّة، وهو في (أفعى)[128/ب]

أبعد منه7 في (أجدل) و (أخيل) ؛ لأنّهما مأخوذان من (الجَدْلِ) وهو الشِّدّة8، ومن (المخيول)

1 لعدم الاعتداد بالعارِض لم يؤثّر عروض الاسميّة فيما أصله الوصفيّة.

يُنظر: ابن النّاظم 638، والتّصريح 2/213.

2 في كلتا النّسختين: للطّائر، والتّصويب من ابن النّاظم 638.

3 جمع خال: وهي النُّقط المخالِفة لبقيّة البدن.

والأخيل: طائرٌ أخضر وعلى جناحيْه لُمْعَة تخالِف لَونَه؛ سُمّي بذلك للخيلان؛ وقيل: الأخيل الشَّقِرَّاق، وهو مشؤومٌ عند العرب؛ تقول العرب:((أشأمُ من أخيل)) .

اللّسان (خيل) 11/229.

4 يُنظر: ابن النّاظم 638، والارتشاف 1/430، وأوضح المسالك 3/143، والتّصريح 2/214، والأشمونيّ 3/236.

5 في أصل الوضع، ولا أثر لِمَا يلمح في (أجدل) من الجدْل وهو الشّدّة، ولا في (أخيل) من المخيول وهو كثرة الخيلان، ولا في (أفعى) من الإيذاء؛ لعروضه عليهنّ.

يُنظر: ابن النّاظم 638، والتّصريح 2/214، والأشمونيّ 3/236.

6 يُنظر: ابن النّاظم 638، والارتشاف 1/430، وأوضح المسالك 3/143، والتّصريح 2/214، والأشمونيّ 3/236.

7 في أ: أبعد من.

8 في كلتا النّسختين: الشّدّ، والصّواب ما هو مثبَت.

ص: 749

وهو الكثيرُ1 الخيلان.

و [أَمّا] 2 أفعى فلا مادّة [له] 3 في الاشتقاق، بل بذكره4.

وممّا جاء فيه (أجدل) و (أخيل) غير مصروفين قولُ الشّاعر:

كَأَنَّ العُقَيْلِيِّينَ يَوْمَ لَقِيتُهُمْ

فِرَاخُ القَطَا لَاقَيْنَ أَجْدَلَ بَازِيا5

وقول الآخَر:

ذَرِينِي وَعِلْمِي بِالأُمُورِ وَشِيمَتِي

فَمَا طَائِرِي يَوْما عَلَيْكَ6 بِأَخْيَلَا7

1 في ب: كثير.

2 ما بين المعقوفين زيادةٌ يقتضيها السّياق، من ابن النّاظم 639.

3 ما بين المعقوفين ساقطٌ من ب.

4 أي: إنّ (أفعى) لا مادّة له في الاشتقاق، ولكن ذكره يقارِن تصوّر إيذائها؛ فأشبهت المشتقّ، وجرَتْ مجراه على هذه اللّغة.

يُنظر: ابن النّاظم 639، والتّصريح 2/214، والأشمونيّ 3/236.

5 هذا بيتٌ من الطّويل، وهو للقطاميّ، وقيل: لجعفر بن عُلْبة الحارثيّ.

و (أجدل) : الصّقر. و (بازيًا) : متطاولاً، من بزا عليه، يبزو: إذا تطاول عليه؛ ويجوز أن يكون بازيًا: الطّير المشهور، ويكون معطوفًا على (أجدل) ، وقد حذف حرف العطف ضرورة، والأصل: لَاقَيْنَ أجدل وبازيًا.

والشّاهدُ فيه: (أجدل) حيث منعه من الصّرف لوزن الفعل ولمح الصّفة؛ وذلك لأنّه مأخوذ من (الجدل) وهو الشّدّة.

وأكثرُ العرب يصرفه؛ لخلوّه عن أصالة الوصفيّة.

يُنظر هذا البيتُ في: المؤتلف والمختلف 19، وشرح شواهد الإيضاح 393، وابن النّاظم 639، واللّسان (جدل) 11/104، وأوضح المسالك 3/143، والمقاصد النّحويّة 4/346، والتّصريح 2/214، والأشمونيّ 3/237، والدّيوان 182.

6 في كلتا النّسختين: عليكم، والصواب ما هو مثبَت؛ كما ورد في المصادر الّتي ذكرت البيت.

7 هذا بيتٌ من الطّويل، وهو لحسّان بن ثابت رضي الله عنه.

والشّاهدُ فيه: (بأخيلا) حيث منعه من الصّرف لوزن الفعل ولمح الصّفة؛ لأنّه مأخوذٌ من (المخيول) وهو الكثير الخيلان.

يُنظر هذا البيتُ في: الاشتقاق 2/300، وشرح شواهد الإيضاح 392، وابن النّاظم 639، واللّسان (خيل) 11/230، وأوضح المسالك 3/144، والمقاصد النّحويّة 4/348، والتّصريح 2/214، والأشمونيّ 3/237، والدّيوان 1/44.

ص: 750

أَوْ جَاءَ فِي الْوَزْنِ مِثَالَ سَكْرَى1

أَوْ وَزْنَ دُنْيَا2 أَوْ مِثَالَ ذِكْرَى

هذا ممّا فيه ألف التّأنيث مقصورة فهي تمنع صرف ما هي فيه؛ نكرةً كان، أو معرفة، أو اسما، أو صِفة، أو مفرَدًا، أو جمْعا، ك (ذكرى) 3 و (سكرى) 4 و (رضوى) و (مرضى) .

وإنّما كانت وحدها سببا مانعا من الصّرف؛ لأنّهازيادة لازمة لبناء ما هي فيه5.

ففي6 المؤنّث بها فرعيّة في اللّفظ؛ وهي لُزوم الزّيادة حتى كأنّها من أُصول الاسم، فإنّه7 لا يصحّ انفكاكها عنه.

1 في ب: تنكرى، وهو تحريف.

2 في شرح الملحة 305: أَوْ وَزْنَ بُشْرَى.

3 في ب: لذكرى.

4 في ب: بلدى، وهو تحريف.

5 ولم تلحقه إلاّ باعتبار تأنيث معناه تحقيقًا أوتقديرًا.

6 في ب: نفي، وهو تحريف.

7 في كلتا النّسختين: فإنّها، والتّصويب من ابن النّاظم 635.

ص: 751

وفرعيّة في المعنى [129/ أ]

وهي الدّلالة على التّأنيث؛ ولا خِلافَ أنّه فرعٌ على التّذكير؛ لاندراج كلّ مؤنّث تحت مذكّر1، من غير عكس.

أَوْ وَزْنَ فَعْلَانَ الَّذِي مُؤَنَّثُهْ

فَعْلَى كَسَكْرَانَ فَخُذْ مَا أَنْفُثُهْ2

هذا الاسم يمنع صرفَه الألفُ والنّون المزيدتان في (فَعْلَان) صفةً لا تلحقه تاء التّأنيث، ك (سَكْرَان) و (غَضْبَان) و (عَطْشَان) ، ومؤنّثه على (فَعْلَى) ك (سَكْرَى) .

فمنع الصّرف لتحقق3 العلّتين الفرعيّتين به، أعني: فرعيّة المعنى؛ لأنّ فيه الوصفيّة، وهي فرعٌ على الجُمود؛ لأنّ الصّفة تحتاجُ إلى موصوف يُنسب4 معناها إليه، والجامِدُ لا يحتاج إلى ذلك5.

وأمّا فرعيّة اللّفظ فإنّ فيه الزّيادتين المضارعتين لألفي التّأنيث، من نحو:(حَمْرَاء) في أنّهما في بناء يخصّ6 المذكّر.

كما أنّ ألفيْ (حَمْرَاء) في بناء يخصّ7 المؤنّث، وأنّهما لا يلحقهما التّاء؛ فلا يُقال:(سَكْرَانة) ولا (حَمْرَاءَة) .

1 في ب: تحت كلّ مذكّر.

2 في متن الملحة 44: مَا أَلَّفْتُهْ.

3 في كلتا النسختين: لتحقيق والتّصويب من ابن الناظم 635.

4 في ب: ينتسب.

5 وما يحتاج فرعٌ عمّا لا يحتاج.

6 في ب: يختصّ.

7 في ب: يختصّ.

ص: 752

أَوْ وَزْنَ فَعْلَاءَ وَأَفْعِلَاءَ

كَمِثْلِ حَسْنَاءَ1 وَأَنْبِيَاءَ

حكم الألِف الممدودة في امتناع [صرف] 2 ما يتّصل بها3 كحكم الألِف المقصورة [129/ ب] في كونه مفرَدًا، أو جمعا، أو مذكّرًا، أو مؤنّثا، أو نكِرة، أو معرفة، أو صِفة، أو اسما، ك (بَيْداء) و (أشياء) و (زكريّاء) و (حمراء) .

ف (فَعْلَاءَ) نحو4: (طَرْفَاء) 5 و (كَرْمَاء) ، و (أفعلاء) ك (أنبياء) و (أصدقاء) ؛ فهذه الألِف - كما تقدّم - زيادة لازِمة لبناء ما هي [مزيدة] 6 عليه باعتبار التّأنيث.

أَوْ وَزْنَ7 مَثْنَى وَثُلَاثَ فِي الْعَدَدْ

إِذْ مَا رَأَى صَرْفَهُمَا قَطُّ أَحَدْ8

هذا قد تقدّم الكلامُ في الإشارة إليه بالعدد والمعدول؛ فقولهم: (جاء القومُ أُحَادَ) ، (جاءوا واحدًا واحدًا) ؛ وكذا (مَثْنَى)(اثنين اثنين) ؛

1 في أ: حمراء.

2 ما بين المعقوفين ساقطٌ من ب.

3 في كلتا النّسختين: به، والأَلْيَقُ بالنّص المطابَقة، كما هو مثبَت.

4 في ب: كطرفاء.

5 في أ: ظرفاء، وهو تحريف.

و (طرفاء) : جماعة الطّرفة؛ شَجَرٌ. اللّسان (طرف) 9/220.

6 ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السياق.

7 في متن الملحة 44: أَوْ مِثْلِ مَثْنَى.

8 وَرَد عجُز هذا البيتُ في شرح الملحة 308 كالتّالي:

فَاصْغِ يَا صَاحِ إِلَى قَوْلِ السَّدَدْ

9 في أ: اثنيا، وفي ب: اثنا؛ والصّواب ما هو مثبَت.

ص: 753

وكذا1 (ثُلَاث) و (رُباع) ؛ وهذا غير مصروف2 لِمَا فيه من العدل والصّفة.

وَكُلُّ جَمْعٍ بَعْدَ ثَانِيهِ أَلِفْ

وَهْوُ3 خُمَاسِيٌّ فَلَيْسَ يَنْصَرِفْ4

وَهَكَذَا إِنْ زَادَ فِي المِثَالِ

نَحْوُ: دَنَانِيرَ بِلَا إِشْكَالِ

هذا الجمعُ أيضا ممّا لا ينصرف إلاّ إذا كان معرفة بدخول الألِف واللاّم عليه أو أُضيف؛ وهو كلّ جمع على وزن5 (مفاعل) أو (مفاعيل) ممّا بعد ألِفه حرفان، ك (مساجد) و (دراهم) و (كواعب) 6 و (دوابّ) وأصله: دوابب7؛ أو ثلاثة8 [130/ أ] غير منويّ به، وبما بعده الانفصال، ك (مصابيح) و (دنانير) فإنّ الجمع المذكور9 متى كان بهذه الصّفة كان فيه فرعيّة اللّفظ بخروجه عن صيغ الآحاد العربيّة، وفرعيّة

1 في ب: كذلك.

2 في أ: متصرّف.

3 في ب: فهو.

4 في ب: منصرف.

5 الأولى أن يقول: كل جمع مشبه بـ (مفاعل) و (مفاعيل) في كون أوّله مفتوحًا.

6 في ب: كواكب.

7 في ب: دوايب.

8 أوسطها ساكن.

9 في أ: المذكّر، وفي ب: الذّكر؛ وكلتاهما محرّفة، والصّوابُ ما هو مثبَت.

ص: 754

المعنى بالدّلالة على الجمعيّة؛ فاستحقّ بذلك منع1 الصّرف.

والإشارة بخروجه عن الآحاد العربيّة؛ لأنّك لا تجد مفرَدًا ثالثه ألِف بعدها حرفان، أو ثلاثة إلاّ وأوّلها مضموم، ك (عُذَافِر) 2 أو الألِف عوض عن إحدى يائي النّسب، ك (يمانٍ) 3 و (شآمٍ) 4، أو ما يلي الألِف ساكن، ك (عَبَالّ) 5، أو مفتوح، ك (بَرَاكَاءٍ) 6، أو مضموم، ك (تَدَارُكٍ) ، أو عارض الكسر لأجل اعتلال آخره، ك (توانٍ) 7 و (تدانٍ) 8، أو ثاني الثّلاثة متحرّك، ك (طواعيَة)

1 في أ: معنى، وهو تحريف.

2 عُذافِر: جَمَلٌ صَلْبٌ عظيمٌ شديدٌ، واسمٌ من أسماء الأسد.

اللّسان (عذر) 4/555.

3 في ب: كميان، وهو تحريف.

4 فإنّ أصلهما: (يمنيّ) و (شاميّ) ؛ فحُذفت إحدى اليائين، وعوض عنها الألِف، ثم أُعِلَاّ إعلال قاضٍ، وفتحت همزة شآم؛ لتناسِب الألِف.

يُنظر: الصّبّان 3/242.

5 عبالّ: جمع عبالة، والعبالة: الثّقل؛ يُقال: ألقى عليه عبالته، أي: ثِقله.

اللّسان (عبل) 11/421.

6 البراكاء: الثّبات في الحرب والجدّ. اللّسان (برك) 10/398.

7 في أ: نوان، وفي ب: فوان؛ والصّواب ما هو مثبَت.

8 في كلتا النّسختين: يدان، وهو تصحيف؛ وأصلهما:(تدانُي) و (توانُي) بضمّ النّون فيهما، ثم قلبت الضّمّة كسرة؛ لتناسب الياء، وأُعِلاّ إعلال قاضٍ.

يُنظر: الصّبّان 3/242.

ص: 755

و (كراهية) ؛ ومن ثَمَّ صُرِفَ1 نحو: (ملائكة) و (صياقلة)2.

ول (سراويل) بهذا الجمع شبه؛ ومنهم3 مَن زعم أنّ (سراويل) اسم مفرَد أعجميّ [جاء] 4 على مثال (مفاعيل) ؛ فشبّهوه به ومنعوه من الصّرف.

ومنهم5 مَن زعم أنّ فيه وجهين: الصَّرف، ومنعه.

ومنهم6 مَن زعم [أنّ سراويل] 7 جمع (سِرْوالة) سمّي به المفرد، وأنشد:

عَلَيْهِ مِنَ اللُّؤْمِ سِرْوَالَةٌ8

..............................

1 أي: من أجل وجود تحرّك ثاني الثّلاثة في غير وزن منتهى الجُموع.

2 الصّيقل: شحّاذ السّيوف وجلاّؤها، والجمع: صياقِل، وصَيَاقِلة، دخلتْ فيه الهاء لغير علّة، وإنّما على حدّ دخولها في الملائكة. اللّسان (صقل) 11/380.

3 كسيبويه رحمه الله وأكثر النُّحاة كذلك.

يُنظر: الكتاب 3/229، والمقتضب 3/326، 345، وشرح المفصّل 1/64، وشرح الجُمل 2/216، وابن النّاظم 649، وشرح الرّضيّ 1/57، والتّصريح 2/212، والأشمونيّ 3/246.

4 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

5 هو ابن الحاجب حيث قال في الكافية 64: "وسراويل إذا لم يُصرف - وهو الأكثر - فقد قيل: إنّه أعجميّ حمل على موازِنِهِ، وقيل: عربيّ جمع (سروالة) تقديرًا؛ وإذا صُرفَ فلا إشكال".

6 يُنظر: المقتضب 3/345، وشرح المفصّل 1/64، وابن النّاظم 648، وشرح الرّضيّ 1/57، والتّصريح 2/212، والأشمونيّ 3/247.

7 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

8 هذا صدرُ بيتٍ من المتقارِب، وعجزه:

فَلَيْسَ يَرِقُّ لِمُسْتَعْطِفِ

وقائله مجهول.

وقيل: سروالة لغة في السّراويل.

والأخفش ينقل أنّ من العرب من يجعل سراويل واحدًا، ومنهم مَن يراها جمعًا واحده سروالة.

والشّاهدُ فيه: (سروالة) حيث احتجّ به مَنْ قال: إنّ (سراويل) جمع (سروالة) .

يُنظر هذا البيت في: المقتضب 3/346، وشرح المفصّل 1/64، وشرح الجُمل 2/217، وشرح الكافية الشّافية 3/1501، وابن النّاظم 468، وشرح الشّافية 1/270، واللّسان (سرل) 11/334، والتّصريح 2/212، والأشمونيّ 3/247، والخزانة 1/233.

ص: 756

وقيل: هذا مصنوع على العرب لا حُجّة فيه1.

وكلّ ما سمّى به من (مفاعل) 2 / أو (مفاعيل) 3 فحقّه منعُ الصّرف. [130/ ب]

فإنْ كان في آخر هذا الجمع ياء قبلها كسرة، نحو (جواري) و (ليالي) جَرَى مجرى الاسم المنقوص الّذي تحذف ياؤُه في الرّفع والجرّ وينوّن4؛ فتقول:(هؤلاء جوارٍ) و (مررتُ بجوارٍ) ، وتثبت في حال النّصب وتفتح، فتقول:(رأيتُ جواريَ) .

فَهَذِهِ الأَنْوَاعُ لَيْسَتْ تَنْصَرِفْ

فِي مَوْضِعٍ يَعْرِفُ هَذَا المُعْتَرِفْ

أي: إنّ هذه الأنواع المتقدّم5 ذكرها لا تنصرف6 إلَاّ إذأ أُضيفت، أو دخل عليها الألِف واللاّم.

1 يُنظر: ابن النّاظم 648، والتّصريح 2/212، والأشمونيّ 3/247، والخزانة 1/233.

2 في ب: مفاعيل، وهو تحريف.

3 في أ: ومفاعيل.

4 في أ: تنوّن.

5 في ب: المقدّم.

6 في أ: لا ينصرف.

ص: 757

وَكُلُّ مَا تَأْنِيثُهُ بِلَا أَلِفْ

فَهْوَ إِذَا عُرِّفَ غَيْرُ مُنْصَرِفْ

تَقُولُ: هَذَا طَلْحَةُ الْجَوَادُ

وَ1 هَلْ أَتَتْ زَيْنَبُ أَو2 سُعَادُ

وَإِنْ يَكُنْ مُخَفَّفا كَدَعْدِ

فَاصْرِفْهُ إِنْ شِئْتَ كَصَرْفِ سَعْدِ

فصل:

قَدْ أَشَارَ هَهُنا إلى ما ينصرف في حال التّنكير؛ فمن ذلك [131/أ] ما يمنع الصّرف لاجتماع العلميّة والتّأنيث بالتّاء لفظا أو تقديرًا؛ فاللّفظيّ نحو: (حمزة) و (طلحة) ؛ ولم يُصرف3 لوُجود العلَميّة في معناه، ولُزوم علامة التّأنيث في لفظه؛ ف (التّاء) فيه بمنزلة الألِف في (حبلى) و (صحراء) ، بخلاف (التّاء) في الصّفة.

وأمّا التّقدير ف (سُعاد) و (زينب) 4، أو في الأصل ك (عَنَاق) اسم رجل، أقاموا [تقدير] 5 العلامة مقام ظُهورها.

والعلَم المؤنّث [المعنى] 6 على ضربين:

ما يتحتّم فيه منع7 الصّرف؛ وهو ما كان زائدًا على ثلاثة أحرُف،

1 في أ: أو هل.

2 في ب: أَمْ.

3 في ب: ينصرف.

4 مؤنّث مسمّى في الحال.

5 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

6 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

7 في كلتا النّسختين: معنى، وهو تحريف؛ والصّواب ما هو مثبَت.

ص: 758

ك (سُعاد) ، نزّل1 الحرف الرّابع منه منزلة هاء التّأنيث، أو كان ثلاثيا متحرّك الأوسط، ك (سَقَر) 2؛ لأنّ حركة الوسط قامت مقام الحرف الرّابع، أو مسكّن الوسط وهو أعجميّ3؛ ك (مَاه) و (جُور) 4 في اسمي بلدتين5.

الضّرب الثّاني: يجوز فيه الصّرف وتركُه؛ وهو الثُّلاثيّ السّاكن الأوسط غير الأعجميّ6، [ولا مذكّر الأصل] 7، ك (هند) و (دَعْد) ، والأعجميّ الثّلاثيّ العلَم، ك (نُوح) و (لُوط) 8؛ فمن صرفه نظر إلى خفّة اللّفظ وأنّها قد قاومت أحد السّببين، [ومن لم يصرفه - وهو المختار9- نظر إلى وُجود

1 في ب: نزلت.

2 سقر: علَم على النّار ـ أجارنا اللهُ منها ـ.

((أو مذكّر الأصل، كـ (زيد) اسم امرأة؛ لأنّه حصل له بنقله من التّذكير إلى التّأنيث ثقل، عادَل خفّة اللّفظ)) . ابن النّاظم 650.

4 ماه، وجور: علَمان على بلدتين بأرض فارس. معجم البُلدان 2/181، 5/49.

5 في أ: اسمي بلديين، وفي ب: اسم بلد تعيّن؛ والتّصويب من ابن النّاظم 650.

6 في أ: أعجميّ.

7 ما بين المعقوفين زيادةٌ يقتضيها السّياق، من ابن النّاظم 651.

8 يجوز فيه الوجهان بشرط أن يكون ساكن الوسط كالأمثلة.

يُنظر: ابن النّاظم 651، والتّصريح 2/219، والأشمونيّ 3/257.

9 عند سيبويه، والخليل وجميع البصريّين؛ قال سيبويه رحمه الله:"اعلم أنّ كل مؤنّث سمّيته بثلاثة أحرُف متوالٍ منها حرفان بالتّحرّك لا ينصرف، فإنْ سمّيته بثلاثة أحرُف فكان الأوسط منها ساكنًا وكانت شيئًا مؤنّثًا، أو اسمًا الغالِب عليه المؤنّث، كـ (سُعاد) فأنت بالخيار: إنْ شئتَ صرفته، وإنْ شئت لم تصرفه، وتركُ الصّرف أجود". الكتاب 3/240.

ويُنظر: المقتضب 3/350، وما ينصرف وما لا ينصرف 67، وشرح المفصّل 1/70، وشرح الكافية الشّافية 3/1491، وابن النّاظم 651، والتّصريح 2/218.

ص: 759

السّببين] 1؛ وهما: العلَميّة والتّأنيث2، وأنشدوا بيتا يجمع [بين] 3صرفه ومنع صرفه [وهو] 4:

لَمْ تَتَلَفَّعْ بِفَضْلِ مِئْزَرِهَا

دَعْدٌ وَلَمْ تُسْقَ دَعْدُ فِي العُلَبِ5

[131/ب]

1 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

2 والزّجّاج رحمه الله يوجِب منع صرفه.

يُنظر: ما ينصرف وما لا ينصرف 68، وشرح المفصّل 1/70، وشرح الكافية الشّافية 3/1492، وابن النّاظم 651، والتّصريح 2/218.

3 ما بين المعقوفين ساقطٌ من ب.

4 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

5 هذا بيتٌ من المنسرح، ويُنسب لجرير، ولعُبيد الله بن قيس الرّقيّات.

و (التلفّع) : الالتحاف بالثّوب. و (الفضل) : الزّيادة.

و (العلَب) : جمع علبة؛ وهو: إناءٌ من جلد يشرب به الأعراب.

فهو يصفها بأنها حضريّة رقيقة العيش، لا تلبس ما يلبسه الأعراب، ولا تشرب فيما يشربون.

والشّاهدُ فيه: صرفُ (دعْد) وترك صرفها في بيتٍ واحد؛ وكِلَا الأمرين جائز، والمختار منع الصّرف عند سيبويه، والخليل، وجميع البصريّين، ويوجِب الزّجّاج منع صرفه.

يُنظر هذا البيت في: الكتاب 3/241، وأدب الكاتب 282، وما ينصرف وما لا ينصرف 68، والخصائص 3/61، 316، وشرح المفصّل 1/70، واللّسان (دعد) 3/166، (لفع) 8/321، والأشمونيّ 3/254، وملحق ديوان جرير 2/1021، وملحق ديوان عبيد الله بن قيس الرّقيّات 178.

ص: 760

وَأَجْرِ مَا جَاءَ بِوَزْنِ الْفِعْلِ

مُجْرَاهُ فِي الحُكْمِ بِغَيْرِ فَصْلِ

فَقَوْلُهُمْ: أَحْمَدُ مِثْلُ أَذْهَبُ

وَقَولُهُمْ: تَغْلِبُ مِثْلُ تَضْرِبُ

وممّا يمنع الصّرف اجتماع العلَميّة ووزن الفعل الخاصّ به، أو الغالب فيه؛ بشرط كونه لازِما [غير] 1 مغيّر إلى مثالٍ هو للاسم2، وذلك نحو3:(أحمد) و (يزيد) و (يَشْكُر) و (يَعْلَى) .

والمُرادُ بالوزن الخاصّ بالفعل: [ما] 4 لا يوجَد دون نُدورٍ في غير فعلٍ، أو علَم، أو أعجميّ؛ فالنّادر نحو:(دُئِل) 5 لدويبة6، و (يَنْجَلِبُ) لخرزة7، و (تُبَشِّر) 8 لطائر.

1 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

2 في ب: الاسم.

3 في أ: مثل.

4 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

5 في أ: ذيل، وهو تحريف.

وفي الصّحاح: "هي: شبيهة بابن عِرْس"، وفي اللّسان:"دُويَّبة كالثّعلب".

يُنظر: الصّحاح (دأل) 4/1694، واللّسان (دأل) 11/233.

6 في كلتا النّسختين: الدّويبة، والصّواب ما هو مثبَت.

7 في أ: لحوره، وهو تحريف.

واليَنْجَلِبُ: خَرَزَةٌ. وذكر الأزهريّ هذه الخرزة في الرّباعيّ قال: "ومن خرزات الأعراب: اليَنْجَلِب؛ وهو: الرُّجوع بعد الفِرار، والعطْفُ بعد البُغْض".

يُنظر: التّهذيب (الينجلب) 11/259، واللّسان (جلب) 1/274.

8 يُقال لهذا الطّائر: الصُّفَّاريَّة، وضبطه في اللّسان بضمّ الباء وفتحها.

يُنظر: اللّسان (بشر) 4/63.

ص: 761

والعَلم نحو: (خَضَّم) 1 لرجل، و (شَمَّر) 2 لفرس.

والأعجميّ ك (بَقَّم) 3 و (اسْتَبْرَق)4.

فلا يمنع وجدان هذه الأمثلة اختصاص أوزانها بالفعل؛ لأنّ النّادر والأعجميّ لا حكم لهما؛ ولأنّ العَلَم منقولٌ من فِعل؛ فالاختصاصُ فيه باق.

والمُراد بالوزن الغالب: ما كان الفعل به أولى؛ إمّا5لكثرته ك (إِثْمِد) 6 و (إِصْبَع) 7 و (أُبْلُم) 8 فإنّ أوزانها تقلُّ في الاسم وتكثُر

1 هو العنبر بن عمرو بن تميم، وقد غلّب على القبيلة.

يُنظر: الصّحاح (خضم) 5/1914.

2 في أ: شهر، وهو تحريف.

وشَمَّر: اسم فرس. يُنظر: اللّسان (شمر) 4/429.

3 البَقَّمُ: صِبْغ أحمر، وهو فارسيّ معرّب. يُنظر: الصّحاح (بقم) 5/1873، والمعرّب 176.

4 الاستبرق: الدّيباجُ الغَليظ، وهو فارسيّ معرّب. يُنظر: الصّحاح (برق) 4/1450، والمعرّب 108.

5 في كلتا النّسختين: وإمّا، والصّوابُ ما هو مثبَت.

6 إثمد - بكسر الهمزة والميم، وسكون المثلّثة، وبالدّال المهملة -: حجرٌ يُتّخذ منه الكُحْل، وقيل: ضَربٌ من الكُحْل، وقيل: هو نفس الكُحل. يُنظر: اللّسان (ثمد) 3/105.

7 إصبع - بكسر الهمزة، وفتح الباء الموحّدة -: واحدة الأصابع؛ وفيها عشر لُغات حاصلة من ضرب ثلاثة أحوال الهمزة في ثلاثة أحوال الباء، والعاشرة (أصبوع) .

يُنظر: اللّسان (صبع) 8/192.

8 أبلم - بضمّ الهمزة واللاّم، وسُكون الباء -: سعف المقل.

يُنظر: اللّسان (بلم) 12/53، 54.

ص: 762

في الأمر من الثُّلاثيّ1.

وإمّا لأنّ أوَّله2 زيادة تدلّ على معنىً في الفعل، و3 لا تدلّ على معنىً في الاسم، ك (أَفْكَل) 4 و (أَكْلُب) فإنّ نظائرهما5 تكثُر في الأسماء والأفعال، لكن الهمزة في (أَفْعَل) و (أَفْعُل) تدلّ على معنىً في الفعل6، و7 لا تدلّ على معنىً في الاسم، وما هي فيه دالّة على معنىً، أصلٌ لِمَا لم تدلّ فيه على [معنى]8. [132/أ]

1 كالأمر من (ضرب) فإنّه موازِنٌ (إِثْمِد) ، والأمر من (ذهب) فإنّه موازِنٌ (إِصْبَع)، والأمرُ من (كتب) فإنّه موازِن (أُبْلُم) . يُنظر: التّصريح 2/220.

2 في ب: أوزانه.

3 في ب: فلا.

4 في كلتا النّسختين: كافك، والصّوابُ ما هو مثبَت.

والأَفْكَلُ: رعدة تعلو الإنسان ولا فعل له. التّهذيب (فكل) 10/257.

وأكلب: جمع كلب.

5 فمن نظائر أفكل من الأسماء: (أبيض) و (أسود) و (أفضل) ؛ ومن الأفعال: (أذهب) و (أعلم) و (أسمع) .

ومن نظائر أكلب من الأسماء: (أبحر) و (أوجه) و (أعين) ؛ ومن الأفعال: (أنصر) و (أدخل) و (أخرج) .

يُنظر: الصّبّان 3/259.

6 نحو: (أذهب) و (أكتب)، ولا تدلّ على معنىً في الاسم؛ فكان المفتَتح بأحدهما من الأفعال أصلاً للمُفتتح بأحدهما من الأسماء. يُنظر: الأشمونيّ 3/259.

7 في كلتا النّسختين: فلا، والصّوابُ ما هو مثبَت.

8 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

ص: 763

واشتُرط في وزن الفعل كونُه لازما؛ لأنّ نحو: (امرئ) لو سُمّي به انصرف؛ لأنّ عينه تتبع1 حركة لامه؛ فهو وإن لم يخرج2 بذلك عن وزن الفعل مخالِف له في الاستعمال، إذِ الفعلُ لا اتباع فيه، فلم يُعتبر في (امرئ) 3 الموازنة، ولم يجز فيه إلاّ الصّرف.

واشتُرط - أيضا -: كونُ الوزن غير مغيّر إلى مثال هو للاسم4؛ لأنّ نحو: (رُدّ) و (قِيل) لو سّمي بهما انصرفا؛ لأنّهما - وإنْ كان أصلُهما: (رُدِدَ) و (قُوِل) - قد خرجا بالإعلال [والإدغام] 5 إلى مشابهة (بُرْد) و (عِلْمٍ) فلم يُعتبر فيهما الوزن الأصليّ.

وَإِنْ عَدَلْتَ فَاعِلاً إِلَى فُعَلْ

لَمْ يَنْصَرِفْ مُعَرَّفا6 مِثْلُ: زُحَلْ

يمنع من الصّرف اجتماعُ التّعريف والعدل؛ وهذا اسم عُدِل به7 عن صيغة (فَاعِل) إلى (فُعَل)، نحو:(مُضَر) المعدول به عن (مَاضِر) وهو مازِجُ8 اللّبن بالماء9، و (جُشَم) 10 المعدول به عن (جَاشِم)

1 في ب: يتبع.

2 في ب: لم تخرُج.

3 في أ: أمور، وهو تحريف، وفي ب: بياضٌ لا يتّضح معه رسمُ الكلمة.

4 في كلتا النّسختين: الاسم، والصّواب ما هو مثبَت.

5 ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السّياق، من ابن النّاظم 652.

6 في ب: معرفة.

7 في أ: فيه.

8 في أ: ماجز، وهو تحريف.

9 مَضَر اللّبن، يَمْضُرُ مُضُورًا: حَمُضَ وابْيَضَّ، ومَضَرَ اللّبن، أي: صار ماضِرًا، وهو الّذي يحذي اللّسان قبل أن يَرُوب؛ ومُضَر: اسم رجل، سُمّي به؛ لأنّه كان مولَعًا بشُرب اللّبن الماضر. يُنظر: اللّسان (مضر) 5/177.

10 جَشِمَ الأمر، يجشمه جَشْمًا وجشامة، وتَجَشَّمه: تكلّفه على مشقّة؛ وقد تجشّمت كذا وكذا، أي: فعلته على كُره ومشقّة؛ والجَشْمُ: الاسم من هذا الفعل.

يُنظر: اللّسان (جشم) 12/100.

ص: 764

وهو الّذي يفعل الشّيء على استثقال، و (دُلَفَ) المعدول [132/ب] به عن (دَالِف) وهو المتأخّر الخَطْو1، و (زُحَلْ) 2 [و] 3 هو النّجم المعروف بالطّارِق، عُدِل به عن (زَاحِل) ؛ لأنّه أبعدُ الكواكب السّيّارة؛ و (عُمَر) المعدول به عن (عامِر) .

فهذه الأسماء لا تنصرف معرفة، وتنصرف نكِرة؛ كقولهم:(ما كلّ عُمَرٍ أبا حفصٍ) .

ولا يحسُن أن تقول4 في: (مضر) 5 و (زحل) و (دلف) : المضر، والزّحل، والدّلف6.

ويجوز في (فُعَل) الّذي من غير هذا الباب، وذلك من أحد ثلاثة أقسام:

أحدها: أن يكون اسم جنسٍ، نحو:(صُرَد) 7 و (رُطَب)

1 الدّالف: هو الّذي يمشي بالحمل الثّقيل ويقارِب الخَطْو.

ودَلَفَ، يَدْلِفُ، دَلْفًا، ودلْفانًا، ودليفًا، ودُلوفًا: إذا مشى وقارَب الخَطْو.

يُنظر: الصّحاح (دلف) 4/1360، واللّسان (دلف) 9/106.

2 زُحَل: اسم كوكبٍ من الخُنَّس، وقيل للكوكب زُحل؛ لأنّه زَحَلَ، أي: بَعُد، ويقال: إنّه في السّماء السّابعة. يُنظر: اللّسان (زحل) 12/303.

3 العاطِف ساقطٌ من أ.

4 في أ: يقول.

5 في أ: في زحل، ومضر.

6 لأنّه يصرف ما لا ينصرف منها بدُخول الألِف واللاّم.

7 الصُّرَد: طائرٌ فوقَ العُصفور، وقيل: طائرٌ أبقع ضخم الرّأس يكونُ في الشّجر، نصفُه أبيض ونصفه أسود، ضخم المنقار، له بُرثن عظيم. يُنظر: اللّسان (صرد) 3/249، 250.

ص: 765

و (جُعَل) 1؛ أو صفة نحو: (حُطَم) 2 و (لُبَد) 3؛ أو جمعا نحو: (زُبَر) و (عُمَر) جمع: زُبْرَة4، وعُمْرَة5؛ فهذه الأنواع تنصرِفُ بكلّ حالٍ.

وأمّا (جُمَع) في قولك: (مررت بالهندات جُمَع) فلا ينصرفُ للتّعريف والعدل، وصار (جُمَع) كالعلَم في كونه معرفة بغير قرينة لفظيّة؛ فأثّر تعريفُه في منع الصّرف كما تؤثِّر6 في العلميّة.

وَالأَعْجَمِيُّ مِثْلُ7: مِيكَائِيلَا

كَذَاكَ فِي الحُكْمِ وَإِسْمَاعِيلَا

وممّا لا ينصرف: ما فيه فرعيّة المعنى بالعلَميّة، وفرعيّة اللّفظ بالعجميّة؛ [133/أ] وذلك أن يكون أعجميّ العلَميّة، كـ (إبراهيم) و (إسماعيل)

1 الجُعَل: دابّة سوداء من دوابّ الأرض؛ ورجلٌ جُعَل: أسود دميم مُشَبّه بالجُعَل، وقيل: هو اللّجوج؛ لأنّ الجُعَل يوصَف باللّجاجة، يقال: رجلٌ جُعَل، وجُعَل الإنسان: رقيبُه. يُنظر: اللّسان (جعل) 11/112.

2 رجلٌ حُطَمٌ وحُطُمٌ: لا يَشْبَع، لأنّه يَحْطِمُ كلّ شيء؛ وقيل: رجلٌ حُطَمٌ وحُطَمَةٌ: إذا كان قليل الرّحمة للماشية يَهْشِمُ بعضها ببعض. يُنظر: اللّسان (حطم) 12/138، 139.

3 اللُّبَدُ واللَّبِدُ من الرّجال: الّذي لا يسافِر ولا يَبْرَحُ منزله، ولا يَطْلُب معاشًا، وهو الأَلْيَسُ. يُنظر: اللّسان (لبد) 3/385.

4 الزُّبْرَةُ: القطعة من الحديد، والجمع: زُبَرٌ. يُنظر: اللّسان (زبر) 4/316.

5 العُمْرة: طاعةُ الله عز وجل؛ والعُمْرة في الحجّ: معروفة؛ وقد اعتمر؛ وأصلُه من الزّيارة، والجمع: عُمَر. يُنظر: اللّسان (عمر) 4/604.

6 في أ: يؤثّر.

7 في أ: نحو.

ص: 766

فإنْ كان عربيّ العلَميّة، كـ (لجام) 1- اسم رجل - انصرف؛ لأنّه قد نقل عمّا وضعته2 العجم له فألحق بالأمثلة العربيّة3.

وأن يكون زائدًا على ثلاثة أحرُف؛ فإنْ كان ثُلاثيا ضعف فيه فرعيّة اللّفظ [بـ] 4 مجيئه على أصل ما تبنى عليه الآحاد العربيّة5 وصُرِفَ، نحو:(نوح) و (لوط) ؛ ولا فرق في ذلك بين ساكن الوسط ومتحركة6.

1 اللِّجام - وَضَعَهُ العَجَمُ -: اسم جنسٍ للآلة الّتي تُجعَل في فَمِ الفَرس.

يُنظر: المعرّب 564، واللّسان (لجم) 12/534.

2 في أ: وضعه.

3 وذهب قومٌ منهم الشّلوبين، وابن عصفور إلى منع صرف ما نقلته العرب من ذلك إلى العلَميّة ابتداء كـ (بُنْدَار) ؛ وهؤلاء لا يشترطون أن يكون الاسم علَمًا في لغة العجم.

وذهب قومٌ إلى أنّه منصرف؛ لأنّهم يشترطون أن يكون علَمًا في لغة العجم؛ وهو ظاهر مذهب سيبويه، وابن مالك. يُنظر: توضيح المقاصد 4/145، والتّصريح 2/219، والأشمونيّ 3/256.

4 ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السّياق، من ابن النّاظم 651.

5 وهو الثُّلاثيّ.

6 فكلّه مصروف لكونه ثُلاثيًّا، والعُجمة ملغاة فيه؛ صرّح بذلك السّيرافيّ، وابن بَرْهَان، وابن خَروف.

يُنظر: شرح الكافية الشّافية 3/ 1470، والارتشاف 1/439، وتوضيح المقاصد 4/145، والتّصريح 2/219، والأشمونيّ 3/257.

ص: 767

ومنهم1 مَن زعم أنّ [الثُّلاثيّ] 2 السّاكن3 الوسط ذو وجهين، والمتحرّك4 الوسط ممتنعُ الصّرف دائما5.

وَهَكَذَا الاِسْمَانِ حِينَ رُكِّبَا

كَقَوْلِهِمْ: رَأَيْتُ مَعْدِي كَرِبا

وممّا لا ينصرف معرفة وينصرف نكرة: العلَم المركّب تركيب المزج، نحو:(بعلبك) و (حضرموت) و (معدي كرِب) ؛ لأنّه لا ينصرف لاجتماع فرعيّة المعنى بالعلَميّة، وفرعيّة اللّفظ بالتّركيب.

والمُراد بتركيب المزْج: أن يجعل6 الاسمين اسما واحدًا، لا بالإضافة ولا بالإسناد، بل يتنزّل عجزه من الصّدر بمنزلة تاء التّأنيث.

1 وهو عيسى بن عمر، وابن قُتيبة، والجُرجانيّ، والزّمخشَريّ.

يُنظر: الكتاب 3/234، والمقتضب 3/352، والمقتصد 2/994، 995، وشرح المفصّل 1/70، 71، وشرح الجُمل 2/223، وشرح الكافية الشّافية 3/1469، 1470، والارتشاف 1/439، وتوضيح المقاصد 4/145، 146، والتّصريح 2/219، والأشمونيّ 3/256، 257.

2 ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السياق، من ابن الناظم 651.

3 في أ: ساكن.

4 في ب: متحرّك.

5 وهُناك قولٌ ثالثٌ في المسألة؛ وهو: أنّ ما تحرّك وسطُه لا ينصرف، وما سكن وسطُه منصرف، وبه جزم ابن الحاحب. يُنظر: الكافية 64، وتوضيح المقاصد 4/146.

6 في ب: أن يجعل الاسمان.

ص: 768

ولذلك1 التزم فيه فتح آخر الصّدر، إلاّ إذا كان معتلاًّ [فإنّه] 2 يسكّن، نحو:(معدي كرِب)[133/ب] ؛ لأنّ ثقل3 التّركيب أشدّ من ثقل4 التّأنيث؛ فناسَب أن يختصّ بمزيد التّخفيف؛ فسكّنوا منه ما كان معتلاًّ.

وقد يُضاف صدر المركّب5 إلى عجزه فيعربان: يعرب6 صدُره بما يقتضيه العامل، ويعرب عجزه بالجرّ للإضافة7.

فإنْ كان فيه مع التّركيب عُجمة، ك (رَامَ هُرْمُز) 8 امتنع من الصّرف، وإلاّ كان مصروفا، كقولك:(هذه حضرُموتٍ) 9 و (رأيت حضرَموتٍ) و (نزلتُ بحضرِموتٍ) ؛ ومن العرب10 مَن يقول: (هذا11 معدِ يكربَ) و (رأيت معد يكرب) و (مررتُ بمعد يكرب) يمنعه12

1 في أ: وكذلك.

2 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

3 في أ: نقل، وهو تصحيف.

4 في أ: نقل، وهو تصحيف.

5 في ب: التّركيب.

6 في ب: فيعرب.

7 في ب: بالإضافة.

8 اسم بلد. يُنظر: معجم البُلدان 5/402، واللّسان (هرمز) 5/433.

9 لأنّ (موتًا) ليس فيه مع التّعريف سببٌ ثانٍ. يُنظر: شرح الكافية الشّافية 3/1457.

10 يُنظر: شرح الكافية الشّافية 3/1457، وابن النّاظم 649، وتوضيح المقاصد 4/138، والأشمونيّ 3/250.

11 في كلتا النسختين: هذي، والصواب ما هو مثبت.

12 في ب: ويمنعه.

ص: 769

من الصّرف1؛ لأنّه عنده مؤنّث2.

وَمِنْهُ مَا سُمِّي3 عَلَى فَعْلَانا

عَلَى اخْتِلَافِ فَائِهِ أَحْيَانا

تَقُولُ: مَرْوَانُ أَتَى كِرْمَانا

وَرَحْمَةُ اللهِ عَلَى عُثْمَانا

اعلم أنّ كلّ علَم في آخِره ألِف ونون مزيدتان على أيّ وزن كان، فإنّه لا ينصرف للتّعريف والزّيادتين المضارعتين لألفيْ التّأنيث، وذلك نحو:(مروان) و (غطفان) و (إصفهان) .

فإن نُكِّر انصرف؛ فإن دلّ دليل على أنّ [النّون] 4من/ أصل الكلمة كان الاسم منصرفا، ك (حَسَّان) من الحُسْنِ، و (سَمَّان) من السّمْنِ، و (تَبّان) 5 من التِّبْن6، و (علاّن) من العَلَن7، و (شيطان)[134/أ]

1 لكنّ اللّغة المشهورة في (معدي كرِب) أنّه مصروف.

يُنظر: شرح الكافية الشّافية 3/1457، وتوضيح المقاصد 4/138، والأشمونيّ 3/250.

2 وذلك إذا قدّر (كرب) اسمًا للكُربة؛ ومَن قدّره اسمًا للحزن صرفه. يُنظر: الصّبّان 3/250.

وهُناك وجهٌ آخر في المركّب: وهو أنّ يُبنى صدره وعجزه على الفتح ما لم يعتلّ الأوّل فيسكّن تشبيهًا بخمسة عشر.

يُنظر: توضيح المقاصد 4/139، والتّصريح 2/216، والأشمونيّ 3/250.

3 في متن الملحة 45، وشرح الملحة 314: وَمِنْهُ مَا جَاءَ.

4 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

5 في أ: تيّان.

رجلٌ تَبّان: يبيعُ التِّبن؛ والتِّبن: عصيفة الزّرع من البُرِّ ونحوه معروف؛ واحدته: تِبْنَة؛ والتَّبْنُ: لغةٌ فيه؛ والتَّبْنُ - بالفتح - مصدر تَبَن الدّابّة يَتْبِنُها تَبْنًا: عَلَفَهَا التّبن. يُنظر: اللّسان (تبن) 13/71.

6 في أ: من التّين.

7 العِلانُ، والمعالنة، والإعلان: المجاهرة؛ وعَلَنَ الأمر يَعْلُنُ عُلُونًا وَيَعْلِنُ، وَعَلِن يَعْلَنُ علنًا وعلانيَة فيهما: إذا شاع وظَهَر. يُنظر: اللّسان (علن) 13/288.

ص: 770

من الشَّطْنِ1- أي: بَعُدَ - فوزنها على (فَعَّال) .

وإنْ2 كان (حَسَّان) من الحِسِّ، و (سَمّان) من السَّمِّ، و (تَبّان) من التَّبّ - وهو الخُسران -، و (عَلَاّن) من العَلِّ3- إذا شرِب ثانيا -، و (شيطان) من شَاطَ إذا التهب؛ فالنّون زائدة، ووزنُه (فَعْلَان) فلا ينصرف4.

فَهَذِهِ إِنْ عُرِّفَتْ لَا تَنْصَرِفْ

وَمَا أَتَى مُنَكَّرًا مِنْهَا صُرِفْ

يعني: أنّ كلّ ما كان مَنعٌ صرفِه موقوفا5 على التّعريف إذا نُكِّر انصرف لذهاب جزء السّبب؛ وذلك فيما المانع من صرفه6 التّعريف مع التّأنيث بالهاء لفظا أو تقديرًا، أو العُجمة، أو العدل في (فُعَل) ، أو وزن الفعل في غير باب (أَحْمَر) أو التّركيب، أو زيادة الألِف والنّون؛ تقول: رُبَّ طَلْحَةٍ وسُعادٍ وإبراهيمٍ وعمرٍ ويزيدٍ7 ومعدي كرِبٍ وعمرانٍ لقيتُهم؛ فتُصرف لذهاب الموجِب لمنع الصّرف.

1 الشَّطْن: البُعْد، أي: بَعُدَ عن الخير؛ أو من الحبل الطّويل كأنّه طال في الشّرّ.

يُنظر: اللّسان (شطن) 13/239.

2 في ب: فإنْ كان.

3 العَلُّ والعَلَلُ: الشّربة الثّانية؛ وقيل: الشُّرب بعد الشّرب تِباعًا.

يُنظر: اللّسان (علل) 12/467.

4 في أ: ولا ينصرف.

5 في ب: موصوفًا، وهو تحريف.

6 في ب: الصّرف.

7 في ب: زيد، وهو تحريف.

ص: 771

وما سوى ما ذُكِرَ1 ممّا لا ينصرف وهو معرفة؛ نحو: ما فيه العلميّة / مع وزن الفعل في باب (أَحْمر) ، أو مع2 صيغة منتهى الجُموع، أو مع العدل في أسماء العدد. [134/ب]

و (أُخَر) فإنّه إذا نُكّر بقي على منع الصّرف؛ لأنّه كان قبل التّعريف ممنوعا منه، فإذا طرأ عليه أشبه الحال التّي كان عليها قبل التّعريف؛ فلو سمّيت رجلاً بـ (أَحْمَرَ) لم تصرفه للعلَميّة ووزن الفعل، فلو نكّرته3لم تصرفه أيضا لأصالة الوصفيّة ووزن الفعل.

وَإِنْ عَرَاهَا أَلِفٌ وَلَامُ

فَمَا عَلَى صَارِفِهَا مَلَامُ

وَهَكَذَا تَصْرِفُ فِي4 الإِضَافَهْ

نَحْوُ: سَخَا بِأَطْيَبِ الضِّيَافَهْ

قد تقدّم أنّ منع الصّرف لشبه الفعل؛ فإنْ دخل الاسمَ الّذي

1 في ب: ما ذكرنا.

2 في كلتا النّسختين: ومع، والصّواب ما هو مثبَت.

3 هذا مذهب الخليل، وسيبويه.

وذهب الأخفش، وجماعةٌ من البصريّين والكوفيّين إلى صرفه؛ وحُجّتهم: أنه قد خرج بالتّنكير عن الصّفة فصار بمنزلة (أحمد) إذا سمّينا به؛ فتصرفه في النّكرة، وتمنع صرفه إذا كان معرفة كما نصرف (أحمد) .

تُنظر هذه المسألة في: الكتاب 3/193، 198، والمقتضب 3/377، وما ينصرف وما لا ينصرف 11، والتّعليقة 3/15 - 17، وشرح الكافية الشّافية 3/1499، وابن النّاظم 660، وتوضيح المقاصد 4/165، والتّصريح 2/227، والأشمونيّ 3/271.

4 في متن الملحة 46، وشرح الملحة 315: بِالإِضَافَهْ.

ص: 772

لا ينصرف الألِفُ واللاّمُ أو أُضيف، كـ (الأحمر) و (الحمراء) و (مساجد المدينة) و (عمركم) و (عثماننا) انصرف؛ لخُروجه بالإضافة والتّعريف عن شبه الفعل.

وَلَيْسَ مَصْرُوفا مِنَ الْبِقَاعِ

إِلَاّ نَوَاحٍ1 جِئْنَ فِي السَّمَاعِ

مِثْلُ: حُنَيْنٍ ومِنًى وَبَدْرِ

وَوَاسِطٍ وَدَابِقٍ وَحَجْرِ

/الغالبُ على أسماء البِقاع التّأنيث؛ فلا تنصرف2 في المعرفة؛ إلاّ أنّه قد جاء في كلام العرب تذكير3 ثلاثة فصرفوها؛ وهي: (وَاسِطٌ) و (بَدْرٌ) و (فَلْجٌ)4. [135/أ]

وجاء عنهم التّذكير والتّأنيث في خمسة؛ وهي: (منى) و (دَابِق) 5 و (هَجَر) و (حنين) و (حَجْر) - وهو قصبة اليمامة -؛ فيجوز صرفها وترك صرفها، وما عدا هذه المواضع الثّمانيّة6 فالغالبُ تركُ صرفه.

وَجَائِزٌ فِي صَنْعَةِ الشِّعْرِ الصَّلِفْ

أَنْ يَصْرِفَ الشَّاعِرُ مَا لَا يَنْصَرِفْ

1 في متن الملحة 46، وشرح الملحة 316: إِلَاّ بِقَاعٌ.

2 في أ: فلا تُصرف.

3 في أ: تذكّر.

4 فَلْجٌ: موضعٌ بين البصرة وضَرِّية؛ مذكّر؛ وقيل: هو وادٍ بطريق البصرة إلى مكّة، ببطنه منازل للحاجّ؛ مصروف. يُنظر: معجم البُلدان 4/272، واللّسان (فلج) 2/349.

5 دابق: قريةٌ قُرب حلَب، من أعمال عزاز، بينها وبين حلَب أربعةُ فراسخ؛ وهي في الأصل: اسم نهر. يُنظر: معجم البُلدان 2/416، والصّحاح (دبق) 4/1473.

6 في أ: المؤنّثة، وهو تحريف.

ص: 773

فصل:

واعلم أنّ صرف الاسم المستحقّ1 لمنع الصّرف جائز؛ لاضطّرار الشّاعر لإقامة الوزن بلا خلاف.

فمن2ذلك قولُ الشّاعر في وزن (مَفَاعِيل) :

كَأَنَّ دَنَانِيرًا عَلَى قَسَمَاتِهِمْ

وَإِنْ كَانَ قَدْ شَفَّ الوُجُوهَ لِقَاءُ3

فالوزن هو محلّ ضرورة.

فلنذكر ما4 جُوِّز للشّاعر ممّا ورد من كلام العرب للضّرورة؛ فمن ذلك قطعُ ألِفُ الوصل

[في] 5 قولُ حسّان:

1 في ب: المستحقّ للصّرف، وهو تحريف.

2 في ب: في ذلك.

3 هذا بيتٌ من الطّويل، وهو لمحرز بن مكعبر الضّبّيّ.

و (القسمات) : الوُجوه، وقيل: مجاري الدُّموع، ويقال: وجهٌ مُقسَّمٌ، أي: حَسَن، والقسامة: الحُسْن. و (الشّفّ) : الرِّقّة، والنُّحول، والخِفّة.

والشّاهدُ فيه: (دنانيرًا) حيث جاء مصروفًا للضّرورة، وحقُّه المنع من الصّرف؛ لأنّه على صيغة منتهى الجموع.

يُنظر هذا البيتُ في: الكامل 1/108، والاشتقاق 62، وشرح القصائد السّبع الطِّوال 308، والصِّحاح (قسم) 5/2011، ومعجم مقاييس اللّغة (قسم) 5/86، وشرح الحماسة للمرزوقيّ 3/1457، وشرح ملحة الإعراب 317، وكشف المشكِل 2/49، واللّسان (قسم) 12/483.

4 في أ: فليذكر ممّا.

5 ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السّياق.

ص: 774

لَتَسْمَعَنَّ1 وَشِيكا فِي دِيَارِهِمُ

اللَّهُ أَكْبَرُ يَا ثَارَاتِ عُثْمَانَا2

وصل3 ألف القطع: [135/ب]

أَلَا أَبْلِغْ حَاتِما وَأَبَا عَلِيٍّ

بِأنَّ عُرَابَةَ الضَّبْعِيِّ فَرَّا4

تذكير المؤنّث:

فَلَا مُزْنَةٌ وَدَقَتْ وَدْقَهَا

وَلَا أَرْضَ أَبْقَلَ إِبْقَالَهَا5

1 في أ: ليسمعنّ، وفي ب: لتسمعون، والصّوابُ ما هو مثبَت كما في الدّيوان.

2 هذا بيتٌ من البسيط.

(وشيكًا) : سريعًا. و (الثّأر) الطّلب بالدّمّ، وقيل: الدّم نفسه؛ ويُقال: يا ثارات فلان، أي: يا قتلَة فلان، ويا ثارات عثمان، أي: أهل ثاراته ويا أيّها الطّالبون بدمه. و (عثمان) هو عثمان بن عفّان ـ رضي الله تعالى عنه ـ.

والشّاهدُ فيه: (أللَّهُ) حيث قطع همزة الوصل للضّرورة الشِّعريّة.

يُنظر هذا البيتُ في: شرح أبيات سيبويه للنّحّاس 349، وما يحتمل الشّعر من الضّرورة 76، والمسائل البصريّات 1/599، والمنصف 1/68، وشرح ملحة الإعراب 319، وضرائرُ الشّعر 53، ورصف المباني 132، والخزانة 7/210، والدّيوان 216.

3 في ب: ووصل.

4 هذا بيتٌ من الوافر، ولم أقف على قائله.

والشّاهدُ فيه: (ابْلِغْ) حيث وصل همزة القطع للضّرورة الشّعريّة.

يُنظر هذا البيتُ في: شرح ملحة الإعراب 319.

5 هذا بيتٌ من المتقارِب، وهو لعامِر بن جُوَيْن الطّائيّ؛ يصف أرضًا مخصبة لكثرة الغيث.

و (المُزنة) : السّحابة. و (الوَدَق) : المطر. و (أبقلتْ) أخرجت البقل؛ وهو من النّبات ما ليس بشجر.

والشّاهدُ فيه: (ولا أرض أبقل إبقالها)، والقياسُ: أبقلت إبقالها؛ لأنّ الفعل مسند إلى ضمير عائد على الأرض وهي مؤنّث مجازي، فحذف التّاء ضرورة.

يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب2/46، والكامل2/841، 994، وما يحتمل الشّعر من الضّرورة262، والخصائص2/411، والمذكّر والمؤنّث لابن الأنباريّ370، وشرح المفصّل5/94، وضرائرُ الشّعر275، ورصف المباني241.

ص: 775

ومنه أيضا:

قَامَتْ تُبَكِّيهِ عَلَى قَبْرِهِ

مَنْ لِي مِنْ بَعْدِكَ يَا عَامِرُ

تَرَكْتَنِي فِي الدَّارِ ذَا وَحْشَةٍ

قَدْ ذَلَّ مَنْ لَيْسَ لَهُ نَاصِرُ1

تَأنيث المذكّر:

لَمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ

سُورُ المَدِينَةِ وَالجِبَالُ الخُشَّعُ2

1 هذان بيتان من السّريع، وهما لامرأةٍ من العرب - كما ذكر أبو بكر الأنباريّ في المذكّر والمؤنّث 151 -.

والشّاهدُ فيهما: (ذا وَحشة) مع أنّه على لسان امرأة تخاطِبُ رجلاً و (ذا) لفظٌ يُطلق على المذكّر؛ والأصل أن يُقال: ذات وحشة، لكنّه ذكّر المعنى؛ فالمرأة إنسانٌ والإنسانُ مذكّر.

يُنظرُ هذان البيتان في: مجاز القرآن 2/76، والأصول 3/438، وما يحتمل الشّعر من الضّرورة 50، والإفصاح 68، وأمالي ابن الشّجريّ 2/425، والإنصاف 2/507، وشرح المفصّل 5/101، وشرح الجُمل 2/569.

2 هذا بيتٌ من الكامل، وهو لجرير.

و (خبرُ الزّبير) : مقتله حين انصرف يوم الجمل، وقُتل في طريقه غِيْلَة.

و (تواضعت) : تضاءلت وخشعت. و (الخُشَّع) : صفةٌ للجبال باعتبار ما آلت إليه.

يقول: لَمّا وافى خبرُ مقتل الزّبير بن العوّام رضي الله عنه مدينة الرّسول صلى الله عليه وسلم تواضعت هي وجبالُها وخشعتْ حزنًا عليه.

والشّاهدُ فيه: (تواضعت سور المدينة) حيث ألحق تاء التّأنيث بالفعل ضرورة؛ لأنّ الفاعل مذكّر؛ وهو (سور المدينة) .

يُنظر هذا البيت في: الكتاب 1/52، ومعاني القرآن للفرّاء 2/37، ومجاز القرآن 1/197، 2/163، والمقتضب 4/197، والجمهرة (رسو) 2/723، وشرح أبيات سيبويه للنّحّاس 65، والخصائص 2/418، والمذكّر والمؤنّث لابن الأنباريّ 595، والدّيوان 2/913.

ص: 776

تشديد المخفَّف:

ضحْمٌ يُحِبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمَّا1

تخفيف المشدّد:

أَزُهَيْرُ إِنْ يَشِبِ القَذَالُ فَإِنَّهُ2

رُبَ هَيْضَلٍ لَجِبٍ لَفَفْتُ بِهَيْضَلِ3

1 هذا بيتٌ من الرّجز، وهو لرؤبة.

والشّاهدُ فيه: (الأَضْخَمَّا) حيث شدّد الميم من (الأضخمّ) وهي مخفّفة في الأصل؛ لأنّها على وزن أَفْعَلْ مثل الأَحْسَن، ثمّ وصل الميم بالأَلِف الّتي للإطلاق؛ وهذه الميم لا تشدّد إلاّ في الوقف إذا كانت منتهى الكلمة.

يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب 1/29، 4/170، والأُصول 3/453، وما يحتمل الشّعر من الضّرورة 272، وشرح أبيات سيبويه للسّيرافيّ 1/419، والتّعليقة 1/52، وسرّ صناعة الإعراب 1/162، 416، 2/515، وضرائر الشّعر 51، ورصف المباني 238، وملحقات ديوان رؤبة 183.

2 في كلتا النّسختين: فإنّني، والصّوابُ ما هو مثبَت كما في جميع المصادر.

3 تقدّم تخريجُ هذا البيت في ص 255.

والشّاهدُ فيه هُنا قولُه: (رُبَ) حيث خفّفت، وهي في الأصل مشدّدة (رُبّ) ، وهذا التّخفيف لغة.

ص: 777

وتخفيفُ (رُبَّ) لغة1.

إظهار المدغم:

مَهْلاً أَعَاذِلَ قَدْ جَرَّبْتِ مِنْ خُلُقِي

أَنِّي أَجُودُ لأقْوَامٍ وَإِنْ ضَنِنُوا2

[136/أ]

رَفْعُ المَنْقُوصِ:

تَرَاهُ وَقَدْ فَاتَ الرُّمَاةَ كَأَنَّهُ

أَمَامَ الْكِلَابِ مُصْغيُ الخَدِّ أَصْلَمُ3

1 أفرد الشّارحُ رحمه الله بابًا لـ (رُبّ)، يُنظر: ص 255 من هذا الكتاب.

2 في كلتا النّسختين: ظننوا، وهو خطأ.

وهذا بيتٌ من البسيط، وهو لِقَعْنَب بن أمّ صاحب.

والشّاهدُ فيه: (وإن ضننوا) يريد: ضَنُّوا، فأظهر التّضعيف ضرورةً.

يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب 1/29، 3/535، ونوادر أبي زيد 44، والمقتضب 1/142، 253، 3/354، وما يحتمل الشّعر من الضّرورة 63، والخصائص 1/160، 257، وشرح ملحة الإعراب 321، وشرح المفصّل 3/12، وضرائر الشّعر 20.

3 هذا بيتٌ من الطّويل، وهو لأبي خراشٍ الهذليّ.

والضّمير في (تراه) يرجِعُ إلى تَيْس الرَّبْل - وهو الظبي - المذكور في قوله قبل:

فَوَ اللهِ مَا رَيْدَاءُ أَوْ عِلْجُ عَانَةٍ

أَقَبُّ وَمَا إِنْ تَيْسُ رَبْلٍ مُصَمِّمُ

و (أصلم) : مقطوع الأذنين.

والمعنى: إنّ هذا الظّبي في عدوه الشّديد يميل خدّه ويُصغيه، ويُخفض أذنيه، فكأنّه أصلم قُطعتْ أُذناه.

والشّاهدُ فيه: (مصغيُ الخدّ) حيث ضمّ الياء من الاسم المنقوص مجريًا حرفَ العلّة مجرى الحرف الصّحيح للضّرورة.

يُنظر هذا البيتُ في: ديوان الهذليّين 2/146، وشرح أشعار الهذليّين 3/1219- وروي (مُصْغِىَ) فيهما بالنّصب؛ وقال السّكّريّ: نصب (مُصْغِىَ) على الحال؛ ولا شاهد فيه على هذه الرّواية ـ، والمعاني الكبير 730، والخصائص1/258، والمنصف 2/81، والممتِع 2/556.

ص: 778

جَرَّهُ1:

لَا بَارَكَ اللهُ فِي الغَوَانِيِ هَلْ

يُصْبِحْنَ إِلَاّ لَهُنَّ مُطَّلَبُ2

آخر الفعل المعتلّ:

أَ3 لَمْ يَأْتِيكَ وَالأَخْبَارُ تَنْمِي

بِمَا لَاقَتْ لَبُونُ بَنِي زِيَادِ4

تسكين الواو المفتوحة:

فَمَا سَوَّدَتْنِي عَامِرٌ عَنْ وِرَاثَةٍ

أَبَى اللهُ أَنْ أَسْمُوْ بِأُمٍّ5 وَلَا أَبِ6

1 أي: جرّ المنقوص.

2 تقدّم تخريجُ هذا البيت في ص 176.

والشّاهدُ فيه هُنا قولُه: (في الغوانيِ) حيث حرّك الياء بالكسر مُجرِيًا إيّاها على الأصل؛ وذلك للضّرورة الشّعريّة.

3 سقطت الهمزة من ب.

4 هذا بيتٌ من الوافر، وهو لقيس بن زُهير.

والشّاهدُ فيه: (ألم يأتيك) حيث أثبت الياء وهي حرفُ علّة في آخر الفعل - وهو يأتيك - للضّرورة الشّعريّة.

وقيل: الياء في (يأتيك) نشأت عن إشباع الكسرة، والياءُ الأصليّة محذوفة للجزم.

وقيل: الفعل مجزومٌ بحذف الحركة.

يُنظرُ هذا البيت في: الكتاب 3/316، ونوادر أبي زيد 203، والجُمل 407، وما يحتمل الشّعر من الضّرورة 67، والخصائص 1/333، وأمالي ابن الشّجريّ 1/126، 328، والإنصاف 1/30، وشرح المفصّل 8/24، والمقرّب 1/50، 203.

5 في ب: لأمّ، وهو تحريف.

6 هذا بيتٌ من الطّويل، وهو لعامر بن الطُّفيل.

والشّاهدُ فيه: (أن أسمو) حيث سكّن الشّاعرُ الواوَ من (أسمو) مع النّاصب؛ للضّرورة الشّعريّة.

يُنظر هذا البيتُ في: الخصائص 2/342، وشرح ملحة الإعراب 322، وشرح المفصّل 10/101، وشرح الشّافية 3/183، واللّسان (كلل) 11/593، والمغني 887، والأشباه والنّظائر 2/185، والخزانة 8/343، والدّيوان 13.

ص: 779

تسكين الياء:

تَرَكْنَ رَاعِيْهِنَّ مِثْلَ الشَّنِّ1

إشباع الحركات حتَّى يَصِرْنَ حروفا؛ كالألِف:

قَالَتْ وَقَدْ خَرَّتْ عَلَى الْكَلْكَالِ2

1 في أ: البئَر، وهو تحريف.

وهذا البيتُ من الرّجز المشطور، وقبلَه:

حَدْبًا حَدَابِيرَ مِنَ الوَخشَنِّ

ولم أقف على قائله.

و (الحَدابِيرُ) : جمعُ حِدْبار؛ وهي النّاقة الّتي بدا عظم ظهرِها ونَشَزَتْ حراقيفها من الهُزال، فشبّه بها السّنين الّتي كثُر فيها الجدْب والقحْط. اللّسان (حدر) 4/175.

و (الوخشنّ) : يريد به الوخش، وزاد نونًا ثقيلةً.

و (الوَخْشُ) : رذالةُ النّاس وصغارُهم. اللّسان (وخش) 6/371.

و (الشّنّ) : القربة الخَلَق الصّغيرة؛ والجمع شنان. اللّسان (شنن) 13/241.

والشّاهد فيه: (رَاعِيْهِنَّ) حيث سكّن (الياء) للضّرورة الشّعريّة، وكان حقّها الفتح؛ لأنّ الفتحة تظهر في الإعراب على الياء لخفّتها.

يُنظر هذا البيت في: المحتسب 1/126، 290، وشرح ملحة الإعراب 323.

2 هذا بيتٌ من الرّجز المشطور، ولم أقفْ على قائله.

والكَلْكَلُ والكَلْكَالُ: الصّدرُ من كلّ شيء، وقيل: هو ما بين التّرقُوتين، وقيل: هو باطِنُ الزّور.

والشّاهدُ فيه: (الكلكال) يريد: الكَلْكَل، فأشبع فتحة الكاف الثّانية فنشأ عن هذا الإشباعِ ألِفُ ضرورة.

يُنظر هذا البيتُ في: المحتسب 1/166، والإنصاف 1/25، 2/749، وضرائر الشّعر 33، ورصف المباني 106، واللّسان (كلل) 11/596، والجنى الدّاني 178، والأشمونيّ 2/485.

ص: 780

[أَراد] 1: الكَلْكَلْ.

الياء2:

تَنْفِي يَدَاهَا الحَصَى فِي كُلِّ هَاجِرَةٍ3

نَفْي الدَّرَاهِمِ تَنْقَادُ4 الصَّيَارِيفِ5

[136/ب]

إشباعُ الواو:

وَأَنَّنِي حَيْثُمَا يَثْنِي الْهَوَى بَصَرِي

مِنْ حَيْثُمَا سَلَكُوا أَدْنُو فَأَنْظُورُ6

1 ما بين المعقوفين زيادة منّي يقتضيها السّياق.

2 أي: إشباع الياء.

3 ورد هذا الشّطر في كلتا النّسختين هكذا:

تَنْفِي الحَصَى يَدَهَا فِي كُلِّ هَاجِرَةٍ

والصّواب ما هو مثبَت.

4 في أ: نقّاد.

5 تقدّم تخريجُ هذا البيتُ في ص 360.

والشّاهدُ فيه هُنا قولُه: (الصَّيَارِيفِ) حيث أشبع كسرة الرّاء، فنشأ عن الإشباع الياء؛ وذلك للضّرورة الشّعريّة.

6 هذا بيتٌ من البسيط، ولم أقف على قائله.

والشّاهدُ فيه: (فأنظور) حيث أشبع ضمّة الظّاء، فنشأ عن الإشباع الواو؛ وذلك للضّرورة الشّعريّة. يُنظر هذا البيتُ في: الخصائص 2/316، 3/124، وسرّ صناعة الإعراب 1/26، 338، والإنصاف 1/24، وشرح المفصّل 10/106، والممتع 1/156، وضرائر الشّعر 35، ورصف المباني 107، والجنى الدّاني 173، والمغني 482، والهمع 5/333، والخزانة 1/121.

ص: 781

حذف النّون مِنْ (مِنْ) :

وَكَأَنَّ الخَمْرَ المُدَامَةَ مِ الأَسْ1

فَنْطِ مَمْزُوجَةً بِماءٍ زُلَالِ2

وحذفها من (لَكِنْ) :

وَلَسْتُ بِآتِيْهِ وَلَا أَسْتَطِيْعُهُ

وَلَاكِ اسْقِنِي إِنْ كَانَ مَاؤُكَ3 ذَا فَضْلِ4

1 في كلتا النّسختين: ملا سفنط.

2 هذا بيتٌ من الخفيف، وهو للأعشى.

و (الإِسْفَنْطُ) : ضربٌ من الأَشْرِبة، فارسيّ معرّب؛ وقال الأصمعيّ: هو بالرُّوميّة.

والشّاهدُ فيه: (م الإسفنط) يريد: من الإسفنط، فحذف النّون للضّرورة الشِّعريّة.

يُنظر هذا البيتُ في: المذكّر والمؤنّث للفرّاء 74، وما يحتمل الشّعر من الضّرورة 116، والصّحاح (سفط) 3/1131، 1132، والمعرّب 111 - وفيه (من الإسفنط) بدل (م الأَسفنط) ولا شاهد فيه على هذه الرّواية -، والمخصّص 17/19، وشرح ملحةالإعراب 324، وضرائرُ الشّعر 114، واللّسان (سفط) 7/315، والدّيوان 5 - وفيه (من الإسفنط) بدل (م الأسفنط) ولا شاهد فيه على هذه الرّواية -.

3 في أ: ماك، وهو تحريف.

4 هذا بيتٌ من الطّويل، وهو للنّجاشيّ الحارثيّ. والشّاهدُ فيه:(ولاك) يريدُ: ولكن، فحذف النّون للضّرورة الشّعريّة؛ لالتقاء السّاكِنين.

يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب 1/27، وما يحتمل الشّعر من الضّرورة 115، والمنصف 2/229، والأزهيّة 296، وأمالي ابن الشّجريّ 2/167، والإنصاف 2/684، وشرح المفصّل 9/142، وضرائر الشّعر 115، والجنى الدّاني 592، والخِزانة 1/418، وشعره - ضمن مجلّة المجمَع العلميّ العراقيّ - 13/111.

ص: 782

حذف الياء من (الّذي) :

كَاللَّذْ1 [تَزَبَّى] 2 زُبْيَةً3 فَاصْطِيْدَا4

ومن تثنية (الّذي) :

أَبَنِي كُلَيْبٍ إِنَّ عَمَّيَّ اللَّذَا

قَتَلَا5 الْمُلُوْكَ وَفَكَّكَا6 الأَغْلَالَا7

1 في أ: كاللّذيْ، وفي ب: كالّذي، والصّواب ما هو مثبَت.

2 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ، وفي ب: ترى، وهو تحريف.

3 في أ: زيَّنَه، وفي ب: ريته؛ وكلتاهُما محرّفة، والصّواب ما هو مثبَت.

4 هذا بيتٌ من الرّجز المشطور، وهو لرجل من هذيل لم يسمَّ.

و (تزبّى) : اتّخذ زُبْية، والزُّبية: حُفرة بعيدة الغَوْر تُصنع لاصطياد السّبع، إذا وقع فيها لم يستطع الخُروجَ منها.

والشّاهدُ فيه: (اللّذْ) حيث حذف الياء من (الّذي) وأسْكن الذّال للضّرورة الشّعريّة.

يُنظر هذا البيتُ في: الكامل 1/27، وشرح أشعار الهذليّين 2/651، وما ينصرف وما لا ينصرف 111، والمقصور والممدود لابن ولاّد 51، والأزهيّة 292، وأمالي ابن الشّجريّ 3/53، والإنصاف 2/672، وشرح المفصّل 3/140، وشرح الجُمل 1/171، وشرح الكافية الشّافية 1/255.

5 في أ: قتل.

6 في أ: وفكك، وفي ب: وفكذا؛ والصّواب ما هو مثبَت.

7 في ب: الاغلال.

وهذا البيتُ من الكامل، وهو للأخطل.

والشّاهدُ فيه: (اللّذا) حيث حذف النّون من (اللّذان) للضّرورة الشّعريّة.

يُنظرُ هذا البيت في: الكتاب 1/186، والمقتضب 4/146، وما ينصرف وما لا ينصرف 112، وما يحتمل الشّعر من الضّرورة 248، والمنصف 1/67، والأزهيّة 296، وأمالي ابن الشّجريّ 3/55، وشرح المفصّل 3/154، 155، وضرائر الشّعر 109، والدّيوان 86.

ص: 783

وحذفُها من (الّذين) :

فَإِنَّ الَّذِي حَانَتْ بِفَلْجٍ دِمَاؤُهُمْ

هُمُ الْقَومُ كُلُّ الْقَوْمِ يَا أُمَّ خَالِدِ1

حذف الواو [من (هو) ] 2:

فَبَيْنَاهُ يَشْرِي رَحْلَهُ قَالَ قَائِلٌ

لِمَنْ جَمَلٌ رِخْوُ المِلَاطِ نَجِيبُ3

[137/أ]

1 هذا بيتٌ من الطّويل، وهو للأشهب بن رُميلة.

و (فَلْج) : اسم بلدٍ، ومنه قيل: الطّريق يأخذ من طريق البصرة إلى اليمامة طريق فلْج؛ وقيل: فلْج وادٍ بين البصرة وحِمَى ضَريّة. و (حانتْ دماؤهم) : لم يُؤخذ لهم بديَة ولا قِصاص.

والشّاهدُ فيه: (الّذي) حيث حذف النّون من (الّذين) للضّرورة الشّعريّة.

يُنظرُ هذا البيتُ في: الكتاب 1/187، ومجازُ القرآن 2/190، والمقتضب 4/146، والمنصف 1/67، والأزهيّة 299، وأمالي ابن الشّجريّ 3/57، وشرح المفصّل 3/155، وضرائر الشّعر 109، وشرح الكافية الشّافية 1/261، وشعره - ضمن شعراء أُمويّون - 4/231.

2 ما بين المعقوفين زيادة منِّي يقتضيها السّياق.

3 هذا بيتٌ من الطّويل، وهو للعُجير السّلوليّ، وقيل: للمُخلَّب الهلاليّ.

و (يشري) : يبيع. و (الملاط) : عضدا البعير. و (النّجيبُ) : الجيِّد الأصيل.

والشّاهدُ فيه: (فبيناه) يريد: فبينا هو، فحذف الواو من (هو) للضّرورة الشّعريّة.

يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب 1/32 - الحاشية -، وشرح أبيات سيبويه للسّيرافيّ 1/332، وما يحتمل الشّعر من الضّرورة 51، 130، والقوافي 51، 52، والأُصول 3/439، 460، والتّكملة 31، والمسائل العسكريّات 199، والخصائص 1/69، وأمالي ابن الشّجريّ 2/506، والإنصاف 2/512، 2/678، وشرح المفصّل 1/68، 3/96، وضرائر الشّعر 126.

ص: 784

حذف الياء1 من (هي) :

دَارٌ لِسَلْمى إِذْ هِ مِنْ هَوَاكا2

حذفُ [حركة هاء] 3 الضّمير:

لَهُ زَجَلٌ كَأَنَّهْ صَوْتُ حَادٍ4

...............................

1 في كلتا النّسختين: الهاء، وهو تحريف، والصّوابُ ما هو مثبَت.

2 هذا بيتٌ من الرّجز المشطور، ولم أقف على قائله.

والشّاهدُ فيه: (إذْ هِ) يريد: إذْ هِيَ، فحذف الياء للضّرورة الشّعريّة.

يُنظر هذا البيتُ في الكتاب 1/27، والأُصول 3/461، وما يحتمل الشّعر من الضّرورة 130، والمسائل العسكريّات 199، والخصائص 1/89، وأمالي ابن الشّجريّ 2/506، والإنصاف 2/680، والفُصول الخمسون 274، وشرح المفصّل 3/97، وضرائرُ الشِّعر 126.

3 ما بين المعقوفين ساقطٌ من ب.

4 هذا صدرُ بيتٍ من الوافِر، وعجُزُه:

إِذَا طَلَبَ الْوَسِيقَةَ أَوْ زَمِيرُ

وهو للشّمّاخ.

و (الزَّجَل) : صوتٌ فيه حنينٌ وترنُّم. و (الحادي) : الّذي يتغنّى أمام الإِبِل ويُطْرِبُها لكي يُعينَها على السّير وألاّ تملّ. و (الزّمير) : صوتُ المزمار. و (الوسيقة) : أُنثى حمار الوحش.

والمعنى: إذا طلب أُنثاه صوّت بها في تطريب وترجيع، كالحادي يتغنّى بالإبل، أو كأنّ صوته صوت مزمار.

والشّاهدُ فيه: (كأنّه) حيث اختلس الضّمّة للضّرورة الشّعريّة، والأصل: كأنّهو.

يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب 1/30، والمقتضب 1/267، والخصائص 1/127، 371، والإنصاف 2/516، واللّسان (زجل) 11/302، (ها) 15/477، والهمع 1/203، والخزانة 5/270، والدّيوان 155 - وفيه (تقول أصوات حادٍ) بدل (كأنّه صوتُ حادٍ) ولا شاهد فيه على هذه الرّواية -.

ص: 785

استعمال التّرخيم في غير النّداء:

لَنِعْمَ الْفَتَى تَعْشُو1 إِلَى ضَوْءِ نَارِه

ِطَرِيفُ بنُ مَالٍ لَيْلَةَ الْجُوعِ وَالْخَصَرْ2

نصب المُضارِع بالفاء [في الإيجاب] 3:

سَأَتْرُكُ مَنْزِلِي لِبَنِي تَمِيمٍ

وَأَلْحَقُ بِالْحِجَازِ فَأَسْتَرِيحا4

1 في أ: يعشو.

2 تقدّم تخريجُ هذا البيت في ص 647.

والشّاهدُ فيه هُنا قولُه: (مالِ) يريد: مالك، حيث رُخِّم من غير أن يكون منادًى؛ وذلك للضّرورة الشّعريّة.

3 في كلتا النّسختين: غير جواب، وهو تحريف؛ والصّوابُ ما هو مثبَت؛ ويُنظر: شرح ملحة الإعراب 327.

4 هذا بيتٌ من الوافر، وهو للمُغيرة بن حبناء التّميميّ.

والشّاهدُ فيه: (فأستريحا) حيث نصب الفعل بـ (أنْ) مضمَرة بعد فاء السّببيّة، دون أن تُسبَق بنفيٍ أو طلب؛ وهذا ضرورة.

يُنظر هذا البيت في: الكتاب 3/39، 92، والمقتضب 2/24، والأُصول 3/471، وما يحتمل الشّعر من الضّرورة 241، والمحتسب 1/197، وأمالي ابن الشّجريّ 1/427، وشرح المفصّل 7/55، وضرائرُ الشّعر 284، وشعرُه - ضمن شعراء أمويّون - 3/83.

ص: 786

حذفُ الفاء من جواب الجزاء:

مَنْ يَفْعَلِ الحَسَنَاتِ اللهُ يَشْكُرُهَا

وَالشَّرُّ بِالشَّرِّ عِنْدَ اللهِ مِثْلَانِ1

تنوينُ العلَم المنادى:

سَلَامُ اللهِ يَا مَطَرٌ عَلَيْهَا

وَلَيْسَ عَلَيْكَ يَا مَطَرُ السَّلَامُ2

تقديمُ المعطوف على الأوّل3:

أَلَا يَا نَخْلَةً مِنْ ذَاتِ عِرْقٍ

عَلَيْكِ وَرَحْمَةُ اللهِ السَّلَامُ4

1 هذا بيتٌ من البسيط، وقد نسبه سيبويه إلى حسّان بن ثابت رضي الله عنه؛ ونسبه المبرّد إلى عبد الرّحمن بن حسّان، وقيل: لكعبِ بن مالك.

والشّاهدُ فيه: (من يفعل الحسنات اللهُ يشكُرها) حيث حذف الفاء الرّابطة من جواب الجزاء؛ والتّقديرُ: فاللهُ يشكُرُها؛ وهذا الحذفُ للضّرورة الشّعريّة.

يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب 3/65، ونوادر أبي زيد 31، والمقتضب 2/72، والأُصول 2/195، وما يحتمل الشّعر من الضّرورة 135، والخصائص 2/281، والتّبصرة 1/410، وأمالي ابن الشّجريّ 1/124، 2/9، 144، وشرح المفصّل 9/2،3، وضرائر الشّعر 160، وزيادات ديوان حسّان 2/516، وديوان عبد الرّحمن بن حسّان 61، وديوان كعب بن مالك 288.

2 تقدّم تخريجُ هذا البيت في ص 604. والشّاهدُ فيه هُنا قولُه: (يا مطرٌ) حيث نوّن العلَم المنادى للضّرورة الشّعريّة، والقياسُ: يا مطر.

3 أي: تقديمُ المعطوف على المعطوف عليه.

4 هذا بيتٌ من الوافر، وهو للأحوص.

و (النّخلة) هُنا: كناية عن المرأة. و (ذات عرق) : موضعٌ بالحجاز.

والشّاهدُ فيه: (عليك ورحمة الله السّلام) حيث قدّم المعطوف وهو (رحمة الله) على المعطوف عليه وهو (السّلام) للضّرورة الشّعريّة.

يُنظرُ هذا البيت في: مجالس ثعلب 1/198، والأُصول 1/326، 344، 2/226، والجُمل 148، والخصائص 2/386، وأمالي ابن الشّجريّ 1/276، واللّسان (شيع) 8/191، والمغني 467، والمقاصد النّحويّة 1/527، والتّصريح 1/344، والخزانة 2/192، وحواشي ديوان الأحوص 239.

ص: 787

إلحاق النّون بالفعل الموجِب: [137/ب]

رُبَّمَا أَوْفَيْتُ فِي عَلَمٍ

يَرْفَعنْ ثَوْبِي شَمَالَاتُ1

وله أن يجعل اسم (كان) نكِرة والخبر معرِفَة:

قِفِي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ضُبَاعَا

وَلَا يَكُ2 مَوْقِفٌ مِنْكِ الْوَدَاعَا3

ويجوز له جمع (فاعل) على (فواعل) صفةً4لمذكّر، كقوله:

وَإِذَا الرِّجَالُ رَأَوا يَزِيدَ رَأَيْتَهُمْ5

خُضُعَ الرِّقَابِ نَوَاكِسَ الأَبْصَارِ6

1 هذا بيتٌ من المديد، وهو لجُذيمة الأبرش.

و (أوفيتُ) : أشرفتُ. و (العلَم) : الجبَل. و (الشّمالات) : جمع شَمال - بالفتح - وهي: الرّيحُ الّتي تهبّ من هذه النّاحية.

والشّاهد فيه: (يرفعن) حيث أكّد الفعل بالنّون الخفيفة بعد (ما) المسبوقة بـ (رُبّ) للضّرورة الشّعريّة.

يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب 3/518، ونوادِر أبي زيد 210، والمقتضب 3/15، وما يحتمل الشّعر من الضّرورة 82، والأزهيّة 94، وأمالي ابن الشّجريّ 2/565، وشرح شواهد الإيضاح 219، وشرح المفصّل 9/40، وضرائر الشّعر 29.

2 في أ: ولم يك.

3 تقدّم تخريجُ هذا البيت في ص585.

والشّاهدُ فيه هُنا قولُه: (ولا يكُ موقف منكِ الوداعا) حيث جعل اسم (كان) نكِرة وهو (موقف) وخبرها معرفة وهو (الوداعا) للضّرورة الشّعريّة.

4 في ب: حيفة، وهو تحريف.

5 في ب: رايهم.

6 هذا بيتٌ من الكامل، وهو للفرزدق.

والشّاهدُ فيه: (نواكِس) حيث جمع (ناكس) صفة لمذكّر عاقل على (نواكس) للضّرورة الشّعريّة.

يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب 3/633، والمقتضب 1/121، 2/219، والكامل 2/574، والجمهرة (خضع) 1/607، والجُمل 377، والمخصّص 14/117، وشرح المفصّل 5/56، واللّسان (نكس) 6/241، (خضع) 8/74، والخزانة 1/204، والدّيوان 1/304

ص: 788

وقصر الممدود:

كَسَتْهَا عَجَاجَ الْبُرْقَتَيْنِ1 وَرَاوحَتْ

بِذَيْلٍ2 مِنْ الدَّهْنَا عَلَى الدَّارِ مُرْفَلِ3

وهذا متّفقٌ عليه بردّه4 إلى الأصل5.

1 في كلتا النّسختين: الرّقمتين، وهو تحريف.

2 في كلتا النّسختين: بدل، وهو تحريف.

3 هذا بيتٌ من الطّويل، وهو لذي الرّمّة.

و (العجاج) : التُّراب بريح. و (البرقة) رملٌ وحجارة مختلِطة. و (راوحت بذَيْلٍ من الدّهنا) أي: جاءتْ بذا ثمّ جاءت بتُراب آخر، عاقبت. و (مرفل) : مُسْبَغٌ يغطّي كلّ شيء، وهو نعتٌ لـ (ذيل) .

والشّاهدُ فيه (الدّهنا) فإنّ أصله: الدّهناء ممدودًا، فلّما اضطّر لإقامة وزن البيت قصره.

يُنظر هذا البيت في: الدّيوان 2/1454، وأساس البلاغة (رفل)171.

4 في ب: يردّه.

5 ومنع الفرّاء قصر الممدود للضّرورة فيما له قياس يوجِب مدّه، نحو:(فعلاء) ؛ لأنّ (فعلاء) تأنيث (أفعل) لا يكون إلاّ ممدودًا؛ فلا يجوز عنده أن يقصر للضّرورة.

ورُدّ بقول الأقيشر:

وَأَنْت لَوْ بَاكَرْت مَشْمُولةً

صَفْرَا كَلَوْنِ الفَرسِ الأَشْقَرِ

فقصر (صفرا) للضّرورة، وهي (فعلاء) أنثى (أفعل) .

يُنظر: الإنصاف 2/745، 746، والتّصريح 2/293، والأشمونيّ 4/109.

ص: 789

ومدّ المقصور مختلَفٌ1 فيه؛ ومنه:

سَيُغْنِيني الَّذِي أَغْنَاكَ عَنِّي

فَلَا فَقْرٌ يَدُومُ وَلَا غِناءُ2

ويجوزُ له أن ينقص من الكلمة نقصانا لا يتغيّر معناها به.

1 مدّ المقصور منعه جمهور البصريّين مطلَقًا.

وأجازه جمهور الكوفيّين مطلَقًا.

وممّن وافق الكوفيّين على جواز ذلك: الأخفش، وابن ولاّد، وابن خَروف؛ وفصّل الفرّاء: فأجاز مدّ ما لا يخرجه المدّ إلى ما ليس في أبنيتهم؛ فيُجيز مدّ (مِقليّ) - بكسر الميم -، فيقولون:(مقلاء) لوُجود مفتاح؛ ويمنع مدّ (مولى) لعدم (مَفعال) - بفتح الميم -.

تُنظر هذه المسألة في: المقصور والممدود لابن ولاّد 131، والإنصاف، المسألة التّاسعة بعد المائة، 2/745، وضرائر الشّعر 38 - 41، وشرح الكافية الشّافية 4/1768، والتّصريح 2/293، والأشمونيّ 4/110.

2 هذا بيتٌ من الوافر، ولم أقف على قائله.

والشّاهدُ فيه: (غناء) فإنّ أصله: الغنى مقصورًا، فلمّا اضطّر الشّاعرُ لإقامة وزن البيت مدّه.

يُنظر هذا البيتُ في: المنقوص والممدود للفرّاء 28، والمقصور والممدود لابن ولاّد 131، والإنصاف 2/747، وضرائر الشّعر 40، واللّسان (غنا) 15/136، وتذكرة النُّحاة 509، وأوضح المسالك 3/245، والمقاصد النّحويّة 4/513، والتّصريح 2/293.

ص: 790

فالزّيادة:

إِلَى الجُودِيِّ حَتَّى صَارَ حِجْرًا

وَحَانَ لِتَالِكَ1 الغُمَرِ انْحِسَارُ2

زاد (ألِفا) في (تِلْكَ)3.

ومن النّقص:

في لُجَّةٍ أَمْسِكْ فُلَانا عَنْ فُلِ4

1 في أ: ليالك، وفي ب: لنالك، وكلتاهما مصحّفة؛ والصّواب ما هو مثبَت.

2 هذا بيتٌ من الوافرٌ، وهو للقُطاميّ من قصيدة يصِفُ فيها سفينة نوحٍ - عليه وعلى نبيّنا الصّلاة والسّلام -، ويذكُر قصتّه مع قومه، ويذكُر الطّوفان.

و (الجوديّ) : اسمُ الجبَل الّذي استقرّتْ عليه سفينة نوحٍ عليه السلام. و (الحِجْر) : الممنوع الّذي له حاجز. و (الغُمَر) : جمع غُمْرة، والغُمْرَةُ: الشّدّة، وغمرة كلّ شيء: مُنْهَمَكه وشدَّتُه، كغَمْرةِ الهمّ والموت ونحوهما. و (الانحسار) : الانكشاف.

والشّاهدُ فيه: (لِتالك) حيثُ زاد (ألِفًا) في (تِلْكَ) للضّرورة الشّعريّة.

يُنظر هذا البيتُ في: الصّحاح (تا) 6/2548، والتّنبيه والإيضاح عمّا وقع في الصّحاح 2/179، واللّسان (غمر) 5/30، (تا) 15/447، وتاجُ العروس (غمر) 13/261، والدّيوان 144.

3 قال الجوهريّ: "تَالِكَ: لغة في تِلْكَ". الصّحاح (تا) 6/2548.

4 في ب: عن قتل، وهو تحريف.

وهذا البيتُ من الرّجز المشطور، وهو لأبي النّجم العجليّ.

و (اللّجة) : الجَلَبة واختلاطُ الأصوات في الحرب.

والشّاهدُ فيه: (عن فل)، أصلُه: فلان، فرخّمه بحذف النّون في غير النّداء للضّرورة الشّعريّة، ثمّ حذف الألف؛ لأنّها زائدة.

يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب 2/248، والمقتضب 4/238، والأُصول 1/349، والجُمل 164، وأمالي ابن الشّجريّ 2/337، وشرح المفصّل 1/48، 5/119، والمقرّب 1/182، وأوضح المسالك 3/92، والخزانة 2/389، والدّيوان 199.

ص: 791

حَذَفَ الأَلِفَ والنُّونَ. [138/أ]

وأجازوا1 ما هو أقبحُ من ذلك، وهو:

قَوَاطِنا2 مَكَّةَ مِنْ وُرْقِ الْحَمِي3

قيل: إنّه حَذَفَ الميم، فبقي (الحَمَا) فأبدل من الألِف ياء4.

وقال السّيرافيّ5: "حَذَف الألِف والميم جميعا، ثمّ أطلق معوّضا بالياء"6.

1 في ب: وأجاز.

2 في كلتا النّسختين: قواطنُ، والصّوابُ ما هو مثبَت.

3 هذا بيتٌ من الرّجز المشطور، وهو للعجّاج.

والشّاهدُ فيه: (الحمي) على ما ذكر الشّارح.

يُنظرُ هذا البيت في: الكتاب 1/26، وما ينصرف وما لا ينصرف 69، وأمالي القالي 2/199، وما يحتمل الشّعر من الضّرورة 106، والخصائص 3/135، 2/473، والمحتسب 1/78، والإنصاف 2/519، وشرح المفصّل 6/75، وضرائر الشّعر 143، والمقاصد النّحويّة 3/554، 4/285، والدّيوان 1/453.

4 يُنظر: شرح الكتاب للسّيرافيّ جـ1/ق170/أ، وما يحتمل الشّعر من الضّرورة 107، وتحصيل عين الذّهب 58.

5 يُنظر: شرح الكتاب للسّيرافيّ جـ1/ق 169/ب، وما يحتمل الشّعر من الضّرورة 106.

6 وهُناك وجهٌ آخر؛ وهو: أن يكون حذف الألِف فبقي (الْحَمَم) فأبدل من الميم الثّانية ياءً استثقالاً للتّضعيف، كما قالوا في (تظنّنت) : تظنّيت، ثمّ كُسر ما قبل الياء لئلاّ تقلب ألِفًا، فصار (الحَمي) .

يُنظر: شرح الكتاب للسّيرافيّ جـ 1/ ق 169/ب، وما يحتمل الشّعر من الضّرورة 106، 107، وتحصيل عين الذّهب 58.

ص: 792

مخاطبة الاثنين بلفظ الواحد:

منه:

لَيَالِيَ سَمْعُ الْغَانِيَاتِ وَطَرْفُهَا

إِلَيَّ وَإِذْ رِيحِي لَهُنَّ هُبُوبُ1

إثبات نون الجمع مع الضّمير، كقوله:

هُمُ الْفَاعِلُونَ الْخَيْرَ وَالآمِرُونَهُ2

...................................

إثباتُ نون مئتين ونصب ما بعدها، كقوله:

إِذَا عَاشَ الْفَتَى مِائَتَيْنِ عَاما3

...................................

1 هذا بيتٌ من الطّويل، وهو لحميد بن ثور الهلاليّ.

يُنظرُ هذا البيتُ في: الوحشيّات 291، والزّهرة 272، والأشباه والنّظائر للخالديين 1/39، والحُجّة لأبي عليّ الفارسيّ 2/255، ومعجم البُلدان 2/419، والدّيوان 52.

2 هذا صدرُ بيتٍ من الطّويل، وعجُزه:

إِذَا مَا خَشَوا مِنْ مُحْدَثِ الأَمْرِ مُعْظَمَا

ولم أقف على قائله.

والشّاهدُ فيه: (والآمرونه) حيث أثبت نون الجمع مع الضّمير للضّرورة الشّعريّة.

يُنظرُ هذا البيت في: الكتاب 1/188، والكامل 1/468، ومجالس ثعلب /123، وتحصيل عين الذّهب 157، وشرح المفصّل 2/125، وضرائر الشّعر 27، واللّسان (طلع) 8/236، والهمع 5/342، والخزانة 4/269.

3 هذا صدرُ بيتٍ من الوافر، وعجزُه:

فَقَدْ أَوْدَى المَسَرَّةُ وَالْفَتَاءُ

وهو للرّبيع بن ضبع الفزاريّ.

والشّاهدُ فيه: (مائتين) حيث أثبت النّون في (مائتين) ونصب ما بعدها للضّرورة الشّعريّة؛ وكان الوجهُ حذف نون (مائتين) وخفض ما بعدها.

يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب 1/208، 2/162، والمنقوص والممدود للفرّاء 17، والمعمرّين 16، والمقصور والممدود لابن ولاّد 83، وأدب الكاتب 299، والمقتضب 2/169، ومجالس ثعلب 1/275، وأمالي المرتضى 1/254، وشرح المفصّل 6/23، وشرح عمدة الحافظ 1/525.

ص: 793

إسْكانُ لام الفعل من غير جازم، كقول الشّاعر:

فَالْيَوْمَ أَشْرَبْ غَيْرَ مُسْتَحْقِبٍ1

إِثْما مِنَ اللهِ وَلَا وَاغِلِ2

1 في ب: غير محتقب، وهو تحريف.

2 هذا بيتٌ من السّريع، وهو لامرئ القيس، قاله حينما أدرك ثأر أبيه فتحلّل من نذره ألاّ يشرب الخمر حتى يثأَرَ به.

و (المستحقب) : المكتسب المحتمل. و (الواغل) : الدّاخلُ على القوم يشربون ولم يُدْعَ.

والشّاهدُ فيه: (أشرب) حيث سكّن (الباء) وهي لام الفعل من غير جازم للضّرورة الشّعريّة.

يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب 4/204، والأصمعيّات 130، والكامل 1/318 - وفيه (فَالْيَوْمَ أُسْقَى) ولا شاهد فيه على هذه الرّواية ـ، وإصلاحُ المنطق 245، 322، والجمهرة (غلو) 2/962، والخصائص 1/74، 2/317، وشرح المفصّل 1/48، وضرائر الشّعر 94، 110، والتّصريح 1/88، والخزانة 8/350، والدّيوان 122 - وفيه (فَالْيَوْمَ أُسْقَى) ولا شاهد فيه على هذه الرّواية -.

ص: 794

حذف لام الأمر للمخاطب، كقول الشّاعر:

مُحَمَّدُ تَفْدِ نَفْسَكَ كُلَّ نَفْسٍ1

...................................

مخاطَبة الواحد بلفظ الجمع، كقول الشّاعر:

لَوْ كَانَ مِدْحَةُ حَيٍّ مُنْشِرًا أَحَدًا

أَحْيا أَبَاكُنَّ يَا لَيْلَى الأَمَادِيحُ2

1 هذا صدرُ بيتٍ من الوافر، وعجزُه:

إِذَا مَا خِفْتَ مِنْ أَمْرٍ تَبَالَا

يُنسب إلى حسّان بن ثابت رضي الله عنه، وإلى أبي طالب، وإلى الأعشى؛ وليس في ديوان واحدٍ منهم على ما ذكر الشّيخ عبد السّلام هارون في حواشي الكتاب 3/8.

والشّاهدُ: أثبته المستشرق رودلف جاير في ديوان الأعشى (الصّبح المنير) 252 بيتًا مفرَدًا في زيادات ديوان الأعشى.

والشّاهدُ فيه: (تفد) يريد: لِتَفْدِ، فحذف لام الأمر للمخاطب؛ وهذا من أقبح الضّرورات؛ لأنّ الجازِم أضعف من حرف الجرّ، وحرف الجرّ لا يُضمَر.

يُنظرُ هذا البيت في: الكتاب 3/8، والمقتضب 2/132، واللاّمات للزّجّاجيّ 96، وسرّ صناعة الإعراب 1/391، وأمالي ابن الشّجريّ 2/150، وأسرار العربيّة 319،321، وشرح المفصّل 7/35، وضرائرُ الشّعر 149، والخزانة 9/11.

2 هذا بيتٌ من البسيط، وهو لأبي ذؤيب الهذليّ.

والشّاهدُ فيه: (أباكُنَّ يا ليلى) حيث خاطب الواحد بلفظ الجمع للضّرورة الشّعريّة.

يُنظر هذا البيتُ في: شرح أشعار الهذليّين 1/127، وما يجوز للشّاعر في الضّرورة 25، وضرائِرُ الشّعر 276، واللّسان (مدح) 2/589، (نشر) 5/206، والهمع 5/345، والدّرر 6/245.

ص: 795

مخاطَبة الواحد بلفظ التّثنية:

فَإِنْ تَزْجُرَانِي1 يَا بْنَ عَفَّانَ أَنْزَجِرْ

وَإِنْ تَتْرُكَانِي أَحْمِ عِرْضا مُمَنَّعا2

[138/ب]

صرف مفاعل:

فَاقْرِ الهُمُومَ قَلَائِصا عَبْدِيّةً

تَطْوِي الْفَيَافِي بِالْوَجِيْفِ الْمُعْنِقِ3

1 في أ: ترجواني، وهو تحريف.

2 هذا بيتٌ من الطّويل، وهو لسُويد بن كراع.

والشّاهدُ فيه: (فإنْ تزجراني) ، (وإن تترُكاني) حيث خاطَب الواحد بلفظ التّثنية للضّرورة الشّعريّة.

يُنظرُ هذا البيتُ في: معاني القرآن للفرّاء 3/78، وتأويل مشكل القرآن 291، وتفسير الطّبريّ 22/354، والصّاحبيّ 363، والمخصّص 2/5، وضرائر الشّعر 254، واللّسان (جزز) 5/320، وشرح شواهد الشّافية 483، 484.

3 هذا بيتٌ من الكامل، ولم أقف على قائله.

و (القَلُوصُ) من الإبل: الشّابّة، أو الباقيةُ على السّير، أو أوّل ما يُرْكَبُ من إناثها إلى أن تُثْنِي ثمّ هي ناقةٌ، والنّاقة الطّويلة القوائم خاصّ بالإناث، والجمع: قلائص، وقُلُصٌ. و (الوجِيفُ) : ضربٌ من سير الإبل والخيل؛ وقد وجَف البعِير يجف وجفًا ووجيفًا. و (العَنَقُ) من السّير: المنبسط، والعَنِيقُ كذلك، وسير عَنَقٌ وعَنِيقٌ: معروف، وقد أَعْنَقَت الدّابةُ فهي مُعْنِقٌ ومِعْناق وعَنيق.

والشّاهد فيه: (قلائصًا) حيث صرفه وهو غير مصروف؛ للضّرورة الشّعريّة.

ولم أجد مَنْ ذكر هذا البيت.

ص: 796

منع صرف ما ينصرف1:

طَلَبَ [الأَزَارِقَ] 2 بِالْكَتَائِبَ إِذْ هَوَتْ

بِشَبِيْبَ3 غَائِلَةُ النُّفُوسِ غَدُورُ4

ويجوز أن يصرف ما لا يستحقّ5 الصّرف للتّناسُب، كقراءة6

1 ذهب الكوفيّون إلى أنّه يجوز تركُ صرف ما ينصرف في ضرورة الشّعر، وإليه ذهب أبو الحسن الأخفش، وأبو عليّ الفارسيّ، وابن بَرْهان من البصريّين؛ وإليه ذهب ابن مالك.

وذهب البصريّون إلى أنّه لا يجوز.

تُنظر هذه المسألة في: الإنصاف، المسألة السّبعون، 2/493، وشرح المفصّل 1/68، وضرائر الشّعر 101، وشرح الكافية الشّافية 3/1509، وابن النّاظم 661، وشرح الرّضيّ 1/38، وتوضيح المقاصِد 4/170، 171، وأوضح المسالك 3/158، والتّصريح 2/228.

2 ما بين المعقوفين في (ب) بياض.

3 في كلتا النّسختين: تشبيب، وهو تصحيف، والصّواب ما هو مثبَت.

4 هذا بيتٌ من الكامل، وهو للأخطل.

و (الأزارِق) هم الأزارقة: فرقة من الخوارج. و (شبيب) : هو شبيب بن يزيد بن نعيم الشّيبانيّ: كان رأسًا من رؤوس الخوارج في عهد عبد الملك بن مروان. و (الغائلة) : الدّاهية، ويُقصد بغائلة النّفوس: المنيّة.

والشّاهدُ فيه: (بشبيب) حيث منعه من الصّرف وهو مصروف؛ للضّرورة الشّعريّة.

يُنظر هذا البيتُ في: الإنصاف 2/493، وضرائرُ الشّعر 104، وشرح الكافية الشّافية 3/1509، وابن النّاظم 661، وأوضح المسالك 3/158، والمقاصد النّحويّة 4/362، والتّصريح 2/228، والأشمونيّ 3/275، والدّيوان 282.

5 في أ: ويجوز أن يصرف مستحقّ الصّرف، وفي ب: ويجوز أن يصرف ما يستحقّ الصّرف، والصّوابُ ما هو مثبَت. يُنظر: ابن النّاظم 663.

6 يُنظر: السّبعة 663، والمبسوط 454، وحجّة القراءات 737، 738، والكشف 2/352، 354، والتّيسير 176، 177.

ص: 797

نافع1 والكسائيّ: {سَلَاسِلاً} 2 و {قَوَارِيرًا} 3.

وكقراءة4 الأعمش5: {وَلَا يَغُوثا وَيَعُوقا} 6 صرفهما لِيُنَاسِبا: {وَدًّا} و {سُوَاعا} و {نَسْرًا} 7.

الجمع بين أحرُف النّداء [والميم] 8 المشدّدة:

أَقُولُ: يَا اللَّهُمَّ يَا اللَّهُما9

1 هو: نافع بن عبد الرّحمن بن أبي نعيم، اللّيثيّ وَلاءً: أحدُ القُرّاء السّبعة، وانتهتْ إليه رياسة القراءة بالمدينة؛ توفّي سنة (169هـ) .

يُنظر: معرفة القُرّاء 1/107، وغاية النّهاية 2/330.

2 من الآية: 4 من سورة الإنسان.

3 من الآية: 15 من سورة الإنسان.

4 في أ: وقراءة.

وتُنظر هذه القراءة في: مختصر في شواذ القرآن 162، ومشكل إعراب القرآن 2/761، والكشّاف 4/143، والتّبيان في إعراب القرآن 2/1242، والإتحاف 2/564.

5 هو: سُليمان بن مهران، أبو محمّد، الكوفيّ، المقرئ: صاحبُ نوادر، أخذ القراءة عن النّخعيّ، وعاصم، ويحيى بن وثّاب، وغيرهم؛ توفّي سنة (148هـ) .

يُنظر: معرفة القُرّاء 1/94، وغاية النّهاية 1/315.

6 من الآية: 23 من سورة نوح.

(يغوث) و (يعوق) و (ودّ) و (سواع) و (نسر) : كلّها أصنام.

8 ما بين المعقوفين زيادة منّي يقتضيها السّياق.

9 هذا بيتٌ من الرّجز المشطور، وهو لأبي خِراش الهذليّ في شرح أشعار الهذليّين، وقيل: لأُميّة بن أبي الصّلت، وليس في ديوانه؛ وقبله:

ص: 798

.......................................................................

=

إِنِّي إِذَا مَا حَدَثٌ أَلَمَّا

والشّاهدُ فيه: (يا اللهمّ يا اللهمّا) حيث جمع بين حرف النّداء والميم المشدّدة الّتي يُؤتَى بها للتّعويض عن حرف النّداء، وذلك ضرورة عند البصريّين.

أمّا الكوفيّون فذهبوا إلى أنّ الميم المشدّدة في (اللهم) ليستْ عِوضًا من (يا) الّتي للتّنبيه في النّداء؛ إذْ لو كانت كذلك لَمَا جاز أن يُجمع بينهما؛ لأنّ العوض والمعوّض لا يجتمعان.

يُنظرُ هذا البيتُ في: نوادر أبي زيد 165، والمقتضب 4/242، وشرح أشعار الهذليّين 3/1346، والبغداديّات 159، واللّمع 175، والتّبصرة 1/356،وأمالي ابن الشّجريّ 2/340، والإنصاف 1/341، وشرح المفصّل 2/216، وضرائر الشّعر 57.

ص: 799