المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌بَابُ التَّصْغِيرِ: وَإِنْ1 تُرِدْ تَصْغِيرَ الاسْمِ المُحْتَقَرْ … إِمَّا لاهْوانٍ2 وَإِمَّا - اللمحة في شرح الملحة - جـ ٢

[ابن الصائغ]

الفصل: ‌ ‌بَابُ التَّصْغِيرِ: وَإِنْ1 تُرِدْ تَصْغِيرَ الاسْمِ المُحْتَقَرْ … إِمَّا لاهْوانٍ2 وَإِمَّا

‌بَابُ التَّصْغِيرِ:

وَإِنْ1 تُرِدْ تَصْغِيرَ الاسْمِ المُحْتَقَرْ

إِمَّا لاهْوانٍ2 وَإِمَّا لِصِغَرْ

فَضُمَّ مَبْدَاهُ لِهَذِي الحَادِثَهْ

وَزِدْهُ يَاءً تَبْتَدِي3 ثَالِثَهْ

تَقُولُ فِي فَلْسٍ: فُلَيْسٌ يَا فَتَى

وَهَكَذَا كُلُّ ثُلَاثِيٍّ أَتَى

التّصغير: يختصّ بالاسم الخالي من مانعٍ لفظيّ4، أو معنويّ.

فاللّفظيّ على ضربين5:

ضربٌ متوغّلٌ في شبه الحرف، كالمضمرات، وأسماء الأفعال، والاستفهام6، والشّرط.

وضربٌ هو على صيغة تشبه صيغة المصغّر7، كـ (مسيطِر) 8 و (مهيمِن) .

والمعنويّ: كون الاسم مستحقًّا للتّعظيم لزومًا، كاسم الله تعالى، وكُتبه، ورُسله؛ فإذا خلا الاسم من ذلك جاز تصغيرُه9.

1 في ب: فإن.

2 في متن الملحة 37: إِمَّا لِهَوانٍ، وفي شرح الملحة 265: إِمَّا لِتِهْوَانِ.

3 في متن الملحة 37، وشرح الملحة 265: تَبْتَدِيْهَا.

4 في ب: من المانع اللّفظيّ، أو المعنويّ.

5 في أ: ضرفين، وهو تحريف.

6 في أ: وللاستفهام.

7 في ب: التّصغير.

8 في أ: مسطر.

9 ومن شروط التّصغير أيضًا: أن يكون اسمًا؛ فلا يصغّر الفعل ولا الحرف؛ لأنّ التّصغير وصفٌ في المعنى، والوصفُ من خواصّ الأسماء.

يُنظر: التّصريح 2/317، والأشمونيّ 4/156.

ص: 653

والتّصغير يأتي على خمسة معان:

أحدها: التّحقير؛ كقولك في (رجل) : رُجَيْل.

والثّاني: لتقليل العدد؛ كقولك في (دراهم) : دُرَيْهِمَات.

والثّالث: لتقريب المسافة؛ كقولك: ( [نزلنا] 1 دوين المنزلة) .

والرّابعُ: للتّحنُّن والتّلطُّف2؛ كقولك: (يا بُنيّ) و (يا أُخيّ) . [107/ب]

والخامس: تصغير التّفخيم والتّهويل3؛ كقول الحُبَابِ4 بن المنذر5: "أَنَا جُذَيْلُهَا المُحَكَّكُ، وَعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ"6.

1 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

2 في أ: والتّعطُّف.

3 وهذا المعنى زاده الكوفيّون، وردّه البصريّون بالتّأويل إلى تصغير التّحقير ونحوه.

يُنظر: شرح المفصّل 5/114، وشرح الجمل 2/289، والارتشاف 1/169، والتّصريح 2/317، والهمع 6/130، والأشمونيّ 4/157.

4 في أ: حباب.

5 هو: الحُبَابُ بن المنذر بن الجموح الأنصاريّ الخزرجيّ ثمّ السُّلميّ، يكنى أبا عمرو: صحابيٌّ جليل، شَهِد بدرًا، وكان من الشُّجعان الشّعراء؛ يقال له:(ذو الرّأي) ؛ مات في خلافة عمر رضي الله عنه وقد زاد على الخمسين.

يُنظر: الاستيعاب 1/377، وأُسد الغابة 1/436، والإصابة 2/9

6 هذا مثلٌ قاله الحُباب بن المنذر رضي الله عنه يوم السّقيفة عند بيعة أبي بكر رضي الله عنه يريد أنّه رجل يُسْتَثْفَى برأيه وعَقْله.

و (الجُذَيْل) : تصغير الجِذْل؛ وهو أصل الشّجرة. و (المحكّك) : الّذي تتحكّك به الإبل الجَرْبَى. و (العُذَيْق) : تصغير العَذْق؛ وهو: النّخلة. و (المرجّب) : الّذي جعل له رُجْبَة؛ وهي دِعامة من الحجر يُبنى حولها.

يُنظر: صحيح البخاريّ، كتاب الحُدود، باب رجْم الحُبلى من الزّنا إذا أحصنت، 8/304، ومسند أحمد 1/56، وغريب الحديث لأبي عُبيد 2/252، وكتاب الأمثال لأبي عُبيد 103، والسّيرة النّبويّة 4/231، ومجمع الأمثال 1/52، والمستقصى 1/377، واللّسان (جذل، حكك، عذق، رجب) .

ص: 654

ومنه قولُ الشّاعر:

وَكُلُّ أُنَاسٍ سَوْفَ تَدْخُلُ بَيْنَهُمْ

دُوَيْهِيَّةٌ تَصْفَرُّ مِنْهَا الأَنَامِلُ1

1 هذا بيتٌ من الطّويل، وهو للبيد بن ربيعة.

و (دويهيّة) : تصغير داهية؛ وأصلُ الدّاهية: المصيبة من مصائب الدّهر، وأراد بها ههنا الموت. و (تصفرُّ منها الأنامل) أراد بالأنامل ههنا: الأظافر؛ لأنّها هي الّتي تصفرّ بالموت.

والشّاهدُ فيه: (دويهيّة) حيث إنّ التّصغير يفيد التّعظيم والتّهويل؛ وهو مذهب الكوفيّين.

ورُدَّ بأنّ تصغيرها على حسب احتقار النّاس لها وتهاوُنهم بها؛ إذِ المراد بها الموت، أي: يجيئُهم ما يحتقرونه مع أنّه عظيمٌ في نفسه تصفرّ منه الأنامل.

يُنظر هذا البيتُ في: جمهرة اللّغة (خوخ) 1/232 - وفيه (خُوَيْخِيَّة) بدل (دويهيّة) ومعناها الدّاهية -، وديوان المعاني 1/118، وأمالي ابن الشّجريّ 1/36، 2/257، 384، والإنصاف 1/139، وشرح المفصّل 5/114، والمغني 70، والمقاصد النّحويّة 1/8، 4/535، والهمع 6/130، والأشمونيّ 4/157، والخزانة 6/159، والدّيوان 132.

ص: 655

يُشير إلى الموت.

وقد صغّر1 فعل التّعجُّب؛ كقولك: (ما أُحيسنَ زَيدًا) 2، ومنه قولُ الشّاعر:

يَا مَا أُمَيْلِحَ غِزْلَانًا شَدَنَّ لَنَا3

...................................

وعلامة التّصغير: أن يضمّ أوّل الاسم، ويُزاد فيه ياء ثالثة4.

ولا يصغّر ما هو أقل من ثلاثة أحرُف5.

فصيغة المصغّر الثُّلاثيّ (فُعَيْل)، كقولك6 في (كعبٍ) : كُعَيْب؛ فإنْ كان7 مضعّفًا أظهرت التّضعيف؛ فتقول في (جدّ) : جُدَيْد، وفي (دنٍّ) 8:

دُنَيْن؛ فهذا المثال الأوّل.

1 في ب: يصغّر.

2 وتصغير فعل التّعجُّب شاذٌّ عند البصريّين.

ينظر: التّصريح 2/317، والأشمونيّ 4/156.

3 تقدّم تخريجُ هذا البيت في ص 506.

والشّاهدُ فيه هُنا: (أُميلح) فإنّه تصغير (أملح) ، وهو فعل تعجُّب؛ وهذا البيتُ شاذّ عند البصريّين.

4 وهذه الياء ساكنة، مفتوحٌ ما قبلها.

5 لأنّ أدنى أبنية التّصغير (فُعَيْل) ؛ وذلك لا يكون إلاّ من بنات الثّلاثة، وما حُذف منه حرف رُدّ ما حذف منه حتى يصير ثلاثة.

يُنظر: الكتاب 3/449، وشرح المفصّل 5/118.

6 في أ: كقولهم.

7 أي: الثّلاثيّ.

8 الدّنُّ: وِعاءٌ ضخمٌ للخمر ونحوها. اللّسان (دنن) 13/159.

ص: 656

وَإِنْ يَكُنْ مُؤَنَّثًا أَرْدَفْتَهُ

هَاءً كَمَا تُلْحِقُ لَوْ وَصَفْتَهُ

فَصَغِّرِ النَّارَ عَلَى1 نُوَيْرَهْ

كَمَا تَقُولُ: نَارُهُ مُنِيرَهْ

المصغّر إن يكن2 مؤنّثًا بالمعنى3 أُلحقت به في التّصغير هاء التّأنيث؛ لأنّ التّصغير [108/أ] يَرُدُّ الأشياء إلى أُصولها4؛ فتقوم مقام الوصف؛ فتقول في (أرض) : أُريضة5، كما تقول:(أرض ضيّقة) فجرى إلحاق6 الهاء مجرى الصّفة؛ وهذا الحكم يطّرد في سبعة أسماء؛ فجائز7 إلحاق الهاء بها في حال التّصغير، وحذفها - والحذفُ أفصح -؛ وهي:(الحَرْب) 8 و [الفرس] 9 و (القَوْس) و (العِرْس) 10

1 في أ: فقل.

2 في ب: يكون، وهو تصحيف.

3 المؤنّث المعنويّ: ما ليس علامته لفظيّة؛ وإلاّ فالتّأنيث مطلَقًا راجعٌ للّفظ؛ لأنّ علامته الملفوظة أو المقدّرة لفظيّة. الصّبّان 3/253.

4 أي: إذا كان ثلاثيًّا. قال ابن يعيش 5/127: "وإنّما لحقت التّاء في تحقير المؤنّث إذا كان على ثلاثة أحرُف لأمرين:

أحدهما: أنّ أصل التّأنيث أن يكون بعلامة، والآخر: خفّة الثّلاثيّ.

فلمّا اجتمع هذان الأمران، وكان التّصغير قد يردّ الأشياء إلى أصولها فأظهروا العلامة المقدّرة لذلك".

ويُنظر: شرح ملحة الإعراب 267، والفُصول الخمسون 250، والصّبّان 4/171.

5 في ب: رضيّة، وهو تحريف.

6 في أ: بإلحاق.

7 في أ: فجاز.

8 في أ: الحرث، وهو تصحيف.

9 ما بين المعقوفين ساقطٌ من ب.

10 في ب: والعرس، والقوس.

و (العِرْس) بالكسر: امرأةُ الرّجل، ورَجُلُها، ولَبُؤَةُ الأسد؛ وبالضّمّ وبضمّتين: طعامُ الوليمة، والنّكاح؛ والمناسِب هُنا: العِرْس - بالكسر -. القاموس المحيط (عرس)718.

ص: 657

[والعَرَب] 1 و (درع الحديد) و (النَّابُ من الإِبل)2.

وَصَغِّرِ البَابَ فَقُلْ: بُوَيْبُ

وَالنَّابُ إِنْ صَغَّرْتَهُ نُيَيْبُ

لأَنَّ بَابًا جَمْعُهُ أَبْوَابُ

وَالنَّابُ أَصْلُ جَمْعِهِ أَنْيَابُ

فإن كان ثاني الثّلاثيّ حرف علّة نُظر؛ فإنْ كان واوًا لم يتغيّر في التّصغير؛ فتقول في (ثوبٍ) و (حوضٍ) : ثُوَيْبٌ، وحُوَيْضٌ.

وإن كان ياءً فالأحسن ضمّ أوّله؛ [وقد] 3 كسروه4، فقالوا في تصغير (بيت)، و (عين) : بِييت، وعِيينة.

وإنْ كان ألِفًا فتردّ إلى ما انقلبت عنه؛ كقولك في (اب) : بويب، وفي (ناب) : نييب، وكذلك (مالٌ) و (غارٌ)5.

ومعرفة ذلك بالجمع6، أو بتصريف الكلمة، كقولك:(أبواب)

1 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

2 النّابُ من الإبل: النّاقة المسنّة. اللّسان (نيب) 1/776.

3 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

4 في أ: كسر.

5 تقول في تصغيرهما: مويل، وغُوير.

6 قال سيبويه 3/417: "التّصغير والجمع من وادٍ واحد". وقال - أيضًا - 3/461: "تحقير ما كانت الألف بدلاً من عينه إن كانت بدلاً من واو ثم حقّرته رددت الواو، وإن كانت بدلاً من ياء رددت الياء؛ كما أنّك لو كسّرته رددتّ الواو إنْ كانت عينه واوًا، والياء إنْ كانت عينُه ياءً".

ص: 658

و (أنياب) و (تَمَوَّلْتُ) 1 و (غَيَّرْتُ)2.

وتقول في (ريح) و (ديمةٍ) 3: رويحة، ودويمة؛ كقولك في التّصريف: رَوَّحتْ، ودامت تدوم4. [108/ب]

فإن كان مؤنّثًا5 أُلحقت به الهاء، كقولك في تصغير (رحى) و (عصا) : رحيّة، وعصيّة6.

وَفَاعِلٌ تَصْغِيرُهُ فُوَيْعِلُ

كَقَوْلِهِمْ فِي رَاجِلٍ: رُوَيْجِلُ

هذا المِثال الثّاني؛ وهو (فُعَيْعِل) ؛ وهذه الصّيغة تختصّ بالاسم الرُّباعيّ؛ فتقولُ في تصغير (جعفر) و [درهم] 7: جعيفر، ودريهم؛ ولا تلحق هاء التّأنيث بالرّباعيّ المؤنّث، كقولك في [تصغير] 8 (عقرب)

1 في أ: موّلت، وفي ب: أمور؛ وكلتاهما محرّفة.

2 في ب: غيران.

3 الدِّيمة: المطر يطول زمانُه في سُكون؛ وقيل: من المطر الّذي لا رعد فيه ولا برْق تدوم يومها. اللّسان (دوم) 12/213.

4 في اللّسان (دوم) 12/213: "دامتِ السّماء تَدِيم دَيْمًا، ودَوَّمَتْ، ودَيَّمَتْ".

5 في ب: منوّنًا، وهو تحريف.

6 هذا مستفادٌ من الحريريّ في شرحه على ملحة الإعراب 269؛ وهناك إضافةٌ يحسُن إيرادُها؛ وهي: "وإنْ كان آخر الاسم الثّلاثيّ حرف اعتلالٍ جعلتَه ياءً مشدّدة، سواءً أكان ألِفًا، أو واوًا، أو ياءً؛ تقول في تصغير (قفا) و (قرو) و (جَدْي) : قفي، وقري، وجدي".

7 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

8 ما بين المعقوفين ساقطٌ من ب.

ص: 659

و (زينب) : عُقيرب، وزيينب؛ ويجوز كسر أوّله لأجل الياء، فتقول: زِيينب.

فإنْ كان ثانيه حرف علّة نُظر؛ فإنْ كانت واوًا أصليّة ثبتت، كقولك في تصغير (جوهر) : جويهر.

فإنْ كانت منقلبة عن ياء فتردّها إلى الياء؛ فتقول في تصغير (موسر) و (موقِن) : مييسر، ومييقن؛ لأنّهما من أيسر، وأيقن1.

فإنْ كان ثانيه ياءً مشدّدة خُفِّفت في التّصغير؛ لئلاّ يجتمع ثلاثُ ياءات؛ فتقولُ في تصغير (سيِّد) و (ليِّن) : سييد، وليين.

فإنْ كان2ألِفًا أبدلت3منها واوًا مفتوحة؛ كقولك في (راجل) و [خاتم] 4: رُويجل، وخويتم.

وَإِنْ تَجِدْ مِنْ بَعْدِ ثَانِيهِ أَلِفْ

فَاقْلِبْهُ يَاءً أَبَدًا وَلَا تَقِفْ

تَقُولُ: كَمْ غُزَيِّلٍ ذَبَحْتُ

وَكَمْ دُنَيْنِيرٍ بِهِ سَمَحْتُ

[109/ أ]

إنْ كان ثالث الرّباعيّ حرف علّة قلبته ياءً مشدّدة؛ فتقول في تصغير (كتاب) و (غزال) : كُتَيِّب، وغُزَيِّل؛ و (عجوز) و (سعيد) : عُجَيِّز، وسُعَيِّد.

1 وإنْ كان ثانيه ياءً بقيَتْ؛ كقولك في (زينب) : زيينب. شرح ملحة الإعراب 269.

2 أي: فإنْ كان ثانيه ألِفًا.

3 في أ: بدّلت.

4 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

ص: 660

فإنْ كانت الواو متحرّكة جاز أن تقلبها في التّصغير ياءً مشدّدة؛ وجاز أن تظهر الواو كما كانت متحرّكة؛ كقولك في تصغير (أَسْوَد) و (جدول) 1: أُسَيِّد2، وجُدَيِّل3، [وإنْ شئتَ قلتَ: أُسَيْوِد، وجُدَيْوِل] 4، والقلبُ أجود5.

وإنْ كان آخره ألفًا مقصورة؛ فإنْ كانت للتّأنيث6 أقررتها على حالها، كقولك في تصغير (حُبْلَى) و (بُشْرى) : حُبَيْلى، وبُشَيْرَى.

فإنْ كان آخره همزة صُغِّر كتصغير7 الثّلاثيّ؛ فتقول في تصغير (كساء) و (رِداء) : كُسَيٍّ، ورُدَيٍّ.

1 في كلتا النّسختين: أجدل، والتّصويب من الحريريّ 270.

2 في كلتا النّسختين: أسيود، والتّصويب من الحريريّ 270.

3 في كلتا النّسختين: أُجيدل، والتّصويب من الحريريّ 270.

4 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

5 القلب هو الجيِّد؛ لأنّ الكلمة بعد التّصغير أشبهت باب سَيّد، والإعلال فيه واجب.

وإنّما جاز التّصحيح مع موجب الإعلال لقوّة الواو المتحرّكة، وعدم كونها في الآخر

الّذي هو محلّ التّغيير، وكون ياء التّصغير عارضة غير لازمة.

وقال بعضُهم: إنّما جاز ذلك حملاً على التكسير، نحو: أَسَاوِد، وجداوِل.

يُنظر: الكتاب 3/469، وشرح المفصّل 5/124، وشرح الشّافية 1/230.

6 "وإنْ كانت لغير التّأنيث قلبتها تاء؛ كقولك في تصغير (ملهى) و (معزى) : مُليهة، ومُعيزة". شرح ملحة الإعراب 271.

7 في أ: تصغير.

ص: 661

فإنْ كان خُماسيًّا ورابعه1 حرف علّة ما كان، قلبته في التّصغير ياءً؛ فتقول في تصغير (دينار) و (سِرْبال) : دُنينير، وسُريبيل؛ وفي تصغير (منديل) و (عصفور) : منيديل، وعصيفير.

وَلَا تُغَيِّرْ فِي عُثَيْمَانَ الأَلِفْ

وَلَا سُكَيْرَانَ الَّذِي لَا يَنْصَرِفْ2

[109/ب]

إذا كان آخر الاسم ألِفًا ونونًا فلا يخلو من أن يكون ما قبل الألِف والنّون ثلاثة أحرف، أو أربعة:

فإنْ كان ثلاثة كـ (سِرحان) و (سلطان) و (عثمان) و (سكران) فانظر إلى الاسم هل3 جُمِعَ جمع التّكسير أم لا؟ 4.

فإنْ جُمع جمع التّكسير فإنّ ألِفه تنقلِبُ ياءً في الجمع؛ فكذلك تُقلَب في التّصغير، فتقول في تصغير (سِرحان) و (سلطان) : سريحين، وسُليطين، كقولك في الجمع: سراحين، وسلاطين.

فإن لم يُجمع جمع التّكسير5 فصغِّر الصّدرُ6 منه، ثمّ أُلحق به الألِف

1 في أ: آخره.

2 في متن الملحة 39، وشرح الملحة 271 جاء النّظم هكذا:

وَقُلْ: سُرَيْحِينُ لِسَرْحَانَ كَمَا

تقول في الحمع: سَرَاحِينُ الحِمَى

وَلَا تُغَيِّرْ فِي عُثَيْمَانَ الأَلِفْ

وَلَا سُكَيْرَانَ الَّذِي لَا يَنْصَرِفْ

وَهَكَذَا زُعَيْفَرَانُ فَاعْتَبِرْ

بِهِ السُّدَاسيَّاتُ وَافْقَهْ مَا ذُكِرْ

3 في ب: إنْ كان يُجمع.

4 في ب: تكسير.

5 في ب: تكسير.

6 في أ: المصدر.

ص: 662

والنّون؛ فتقول في تصغير (عثمان) و (سكران) : عثيمان، وسكيران؛ لأنّهما لم يُقَلْ في جمعهما: عثامين، ولا سكارين1.

فإنْ كان ما قبل الألِف والنّون أربعة أحرُف صغّرت الأربعة، ثمّ ألحقت بها الألِف والنّون؛ فتقول في تصغير2 (زعفران) و (ثعلبان) و (عقربان) : زُعيفران، وثُعيلبان، وعُقيربان؛ وهذا مطّرد3.

وَارْدُدْ إِلَى الْمَحْذُوفِ مَا كَانَ حُذِفْ

مِنْ أَصْلِهِ حَتَّى يَعُودَ مُنْتَصَفْ4

كَقَوْلِهِمْ فِي شَفَةٍ: شُفَيْهَهْ

وَالشَّاةُ إِنْ صَغَّرْتَهَا: شُوَيْهَهْ

[110/أ]

اعلم أنّ كل اسم يَرِدُ5على حرفين فإنّ التّصغير يردّه إلى أصله، ويُعيد إليه ما كان نقص منه.

فمنه ما حُذف فاؤُه6 كـ (عِدَة)، فتقول في تصغيرها: وُعَيْدة، وما حُذف عينُه كـ (مُذْ)، فتقول فيه: مُنَيْذ، وما حُذف لامُه كـ (يد)

1 لأنّ الألِف والنّون فيهما شابها ألفي التّأنيث بدليل منع الصّرف؛ فكما لم يتغيّر ألفا التّأنيث لا يتغيّر ما أشبههما، ولَمّا لم تكن الألِف والنّون في (سرحان) و (سلطان) كذلك حصل التّغيير. التّصريح 2/320.

2 في ب: فتقول في تصغير زعفران: زُعيفران، وفي ثعلبان، وعقربان: ثُعيلبان، وعقير، وعُقيربان.

3 في أ: يطّرد.

4 في ب: منصرف.

5 في ب: يزيد.

6 في أ: واوُه.

ص: 663

و (دم) و (سنة)، فتقول في تصغيرها: يُدَيَّة؛ لأنّ المحذوف منها الياء، كقولهم: يَدَيْتُه1، أي: أوليتُه يدًا2، ومنه قولُ الشّاعر:

يَدَيْتُ عَلَى ابْنِ حَسْحَاسِ بْنِ وَهْبٍ

بِأَسْفَلِ ذِي الجِدَاةِ3 يَدَ الكَريمِ4

وتقولُ في تصغير (دم) : دُمَيٌّ؛ لأنّ المحذوف منه الياء، بدليل قولهم [في تثنيته] 5: دَمَيَان، ومنهُ قولُ الشّاعر:

1 في ب: يديه.

2 قال الجوهريّ في الصّحاح (يدى) 6/2540: "يَدَيْتُ الرّجلَ: أصبتُ يَدَهُ، فهو مَيْدِيٌّ؛ فإنْ أردت أنّك اتّخذتّ عنده يَدًا قلتَ: أَيْدَيْتُ عنده يَدًا، فأنا مُودٍ؛ وهو مُودًى إليه. ويَدَيْتُ لغة". ثمّ استشهد بالشّاهد الّذي أورده الشّارح.

3 هكذا بالدّال المهملة، وفي أكثر المصادر بالذّال المعجمة؛ وذكر ياقوت أنّها لغة في (الجداة) بالدّال المهملة، والجيم مفتوحة ومكسورة.

وهو موضعٌ لم يعيِّنه البَكريّ؛ وقال ياقوت: "موضعٌ في بلاد غطفان".

يُنظر: معجم ما استعجم 1/278، ومعجم البُلدان 2/112، 116.

4 هذا بيتٌ من الوافر، وهو لمعقِل بن عامر الأسديّ.

ومعنى البيت - كما قال المرزوقيّ في شرحه على الحماسة -: "اتّخذتُ عند هذا الرّجل بهذا المكان يَدًا غَرَّاء وصنيعة شريفة، مثلُها يفعله الكِرام".

والشّاهدُ فيه: (يديت) ففيه دليل على أنَّ لام (يد) ياء.

يُنظر هذا البيت في: الصّحاح (يدى) 6/2540، وشرح الحماسة للمرزوقيّ 1/193، ومعجم ما استعجم 1/287، وشرح الحماسة للتّبريزيّ 1/58، وأمالي ابن الشّجريّ 2/230، ومعجم البُلدان 2/112، وشرح المفصّل 5/84، واللّسان (جذا) 14/139، (يدي) 15/421، والخزانة 7/478 حكاية عن ابن الشّجريّ.

5 ما بين المعقوفين ساقطٌ من ب.

ص: 664

وَلَوْ أَنَّا عَلَى حَجَرٍ ذُبِحْنَا

جَرَى الدَّمَيَانِ بِالْخَبَرِ اليَقِينِ1

وتقولُ في تصغير (شَفَةٍ) : شُفَيْهَة2،؛ لأنّ المحذوف منها الهاء،

كقولهم: شَافَهْتُ؛ وتقولُ في تصغير (شَاةٍ) : شُوَيْهَة، كقولهم في [110/ب]

1 هذا بيتٌ من الوافر، وهو لعليّ بن بَدَّال بن سليم، ونُسب - أيضًا - إلى المثقّب العبديّ، وإلى الفرزدق، وإلى الأخطل - وليس في ديوان أيٍّ منهم -، وإلى المرداس بن عمرو.

وقد رجّح البغداديّ في الخزانة 7/489 نسبته إلى عليّ بن بدّال قال: "وابن دُرَيْد هو المرجع في هذا الأمر؛ فينبغي أن يُؤخذ بقوله - والله أعلم -". وقد نسبه ابن دُريد إلى عليّ بن بدّال.

والمعنى: أنّه لشدّة العداوة والبغضاء بينه وبين من ذكره لا تختلط دماؤهما؛ فلو ذُبحا على حجر لذهب دم هذا يمنة، ودمُ ذاك يسْرة.

والشّاهدُ فيه: (الدّميان) حيث أتى بمثنى الدّم، وجعل لامه ياءً؛ ومن المقرّر أنّ التّثنية والجمع يردّان الأشياء إلى أصولها؛ فمجيء (الدّميان) بالياء يدلّ على أنّ اللاّم المحذوفة من (الدّم) كانت ياءً.

وهي مسألة خلافيّة بين النُّحاة؛ لأنّ بعضهم يقول: أصلُ اللاّم المحذوفة من (الدّم) واو؛ بدليل أنّهم ثنّوه فقالوا: (دموان) ؛ وبعض العرب يقولون في تثنيته: (دمان) ؛ فلم يردّوا اللاّم.

يُنظر هذا البيتُ في: المقتضب 1/231، 2/238، وجمهرة اللّغة (دمي) 2/686، 3/1307، والمجتنى 62، والمنصف 2/148، والتّبصرة 2/599، وأمالي ابن الشّجريّ 2/228، 3/127، والإنصاف 1/357، وشرح المفصّل 4/151، 5/84، والمقرّب 2/44، والممتع 2/624، والخزانة 7/482.

2 ويُقال في تصغيرها - أيضًا -: (شُفَيَّة) ؛ لأنّ لامها ذات وجهين.

يُنظر: اللّسان (شفه) 13/506.

ص: 665

جمعها: شِيَاهٌ؛ وأمّا (سنة) فقد صُغِّرت على: سُنَيَّة، وعلى: سُنَيْهَة، كقولك في تصريف الفعل: سَانَيْتُ، وسَانَهْتُ1؛ وتقول في تصغير (فم) : فُوَيْه؛ لأنّ المحذوف منه الواو لا غير2.

3 وَأَلْقِ فِي التَّصْغِيرِ مَا يُسْتَثْقَلُ

زَائِدُهُ وَمَا4 تَرَاهُ يَثْقُلُ

وَالأَحْرُفُ اللَاّتِي تُزَادُ فِي الكَلِمْ

مَجْمُوعُهَا قَوْلُكَ5: سَائِل وَانْتَهِمْ6

يُستثقل تصغير الاسم الخُماسيّ إذا لم يكن رابعه7 [حرف] 8 علّة، وكذلك السُّداسيّ؛ وذلك9 لوُقوع ثلاثة أحرف بعد ياء التّصغير، وحرفين قبله؛ فيميل أحدُ جانبي الكلمة إلى [الجانب] 10 الآخر.

1 الكتاب 3/452.

2 لأنّ التّصغير يردّ الأشياء إلى أُصولها؛ وكذلك لقولهم في جمعه: (أفواه)، وكذا قولُهم:(تفوّهتُ بكذا) و (رجلٌ أَفْوَه) .

يُنظر: الكتاب 3/264، والبغداديّات 149، ودرّة الغوّاص 90، 91، وشرح المفصّل 1/53.

3 في متن الملحة 39 صدّرت هذه الأبيات بهذا العنوان: بابُ حروف الزّوائد، وفي شرح الملحة 274: باب الحروف الزّوائد في التّصغير.

4 في متن الملحة 39: أَوْ مَا تَرَاهُ.

5 في متن الملحة 40: مَجْمُوعُهَا سَائِل وَانْتَهِمْ.

6 في ب: يَا هَوْلُ اسْتَنِمْ.

7 في ب: آخره.

8 ما بين المعقوفين ساقطٌ من ب.

9 في أ: وكذلك، وهو تحريف.

10 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

ص: 666

وسبيل [ياء] 1 التّصغير أنْ تكون2وسطًا، والّذي قبلها أرجح من الّذي بعدها.

فإذا أُريد تصغير اسمٍ خُماسيّ أو سداسيّ سليم الحروف فيُنظر إنْ3كان فيه حرف من حروف الزّيادة حذف4؛ طلبًا للتّخفيف.

وحروف الزّيادة5 عشرة؛ وهي: (الهمزة) و (التّاء) و (السّين)[111/أ] و (الميم) و (الهاء) و (اللاّم) و (النّون) وحروف العلّة الثّلاثة؛ وقد جمعها6في قوله: (سَائِل وانْتَهِمْ)، وتُجمع في قولك7:(يَا هَوْلُ اسْتَنِمْ) ، وفي (سَأَلْتُمُونِيهَا) ، وفي (الوسمي هَتّان) ، و [في] 8 (الموت ينساه) 9، وفي (اليَوْمَ تَنْسَاهُ)10.

1 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

2 في أ: يكون، وهو تصحيف.

3 في أ: بإن.

4 في أ: حذفت.

5 قال ابن يعيش 9/141: "ليس المُراد من قولنا: (حروف الزّيادة) أنّها تكون

زائدة لا محالة؛ لأنّها قد توجَد زائدة وغير زائدة؛ وإنّما المُراد أنّه إذا احتيج إلى زيادة حرفٍ لغرضٍ لم يكن إلاّ من هذه العشرة".

6 في ب: جُمعت.

7 في أ: ذلك، وهو تحريف.

8 ما بين المعقوفين ساقطٌ من ب.

9 في أ: تنساه، وهو تصحيف.

10 في أ: ينساه، وهو تصحيف.

ص: 667

وحَكى المبرّد1 قال: "سألتُ أبا عثمان المازنيّ عنها، فأنشد:

هَوِيتُ السِّمَانَ فَشَيَّبْنَنِي

وَمَا كُنْتُ قِدْمًا2 هَوِيتُ السِّمَانَا3

فراجعته فقال: قد أجبتك مرّتين".

يعني: أنّ مجموعها: هَوِيتُ السِّمَانَ.

تَقُولُ فِي مُنْطَلِقٍ: مُطَيْلِقُ

فَافْهَمْ وَفِي مُرْتَزِقٍ: مُرَيْزِقُ

وَقِيلَ فِي سَفَرْجَلٍ: سُفَيْرِجُ

وَفِي فَتًى مُسْتَخْرِجٍ: مُخَيْرِجُ

الاسم الخُماسيّ لا يخلو من أحد ثلاثة أقسام:

أحدها: أن لا يكون فيه حرفٌ من حروف الزّيادة؛ نحو: (فَرَزْدَق)، فهذا وما يشابهه4 إذا صغّرت حذف آخره؛ فتقول فيه: فُرَيْزِد؛ وقد حذف بعضُهم5 الدّال فقال: فُرَيْزِق؛ لأنّها أخت التّاء.

1 يُنظر: المنصف 1/98، وشرح المفصّل 9/141، وشرح الشّافية 2/331.

2 في ب: قد هويت، وهو تحريف.

3 هذا بيتٌ من المتقارِب.

والتّمثيل فيه: (هويت السِّمان) حيث جمع حروف الزّيادة في هذه الكلمة.

يُنظر هذا البيت في: المنصف 1/98، والوجيز في علم التّصريف 31، وشرح الملحة 275، والتّتمّة في التّصريف 43، وشرح الملوكيّ 100، وشرح المفصّل 9/141، وشرح الشّافية 2/331.

4 في ب: شابهه.

5 قال سيبويه 3/448، 449: "وكذلك تقول في فَرَزْدَق: فُرَيْزِدٌ؛ وقد قال بعضُهم: فُرَيْزِقٌ؛ لأنّ الدّال تشبه التّاء، والتّاء من حروف الزّيادة، والدّال من موضعها؛ فلمّا كانت أقربَ الحروف من الآخر كان حذفُ الدّال أحبَّ إليه، إِذْ أَشْبهت حرفَ الزّيادة، وصارت عنده بمنزلة الزّيادة؛ وكذلك خَدَرْنَقٌ

؛ ولا يجوز في (جَحْمَرِشٍ) حذف الميم وإنْ كانت تُزاد

؛ فهذان قولان، والأوّل أقيَس".

فالأرجح حذف الخامس.

ويُنظر: المقتضب 2/249، 250، وشرح المفصّل 5/117، وشرح الشّافية1/205.

ص: 668

الثّاني: أن يكون في الاسم الخُماسيّ حرفُ علّة؛ فتخصّ الحذف به، فتقول في تصغير (قَرْقَرَى) 1: قُرَيْقِر2؛ فإنّ بقاء هذه الألِف3 [111/ب] يخرج الاسم عن مثال (فعيعل) و (فعيعيل) .

الثّالث: أن يكون في الاسم حرفان من حروف الزّيادة؛ فإنْ كان لأحدهما مزيّة أُقرّ، وحُذف الآخر؛ فإنْ تساوَيا كنت مخيّرًا في حذف أيّهما شئت.

مثالُ الأوّل: قولك في تصغير (منطلق) و (مرتزق) : مطيلق4، ومريزق، فتحذف التّاء دون الميم؛ لأنّ للميم5 مزيّة بدليل صيغتها على الفاعل ونحوه، [كـ]ـقولك6 في تصغير (مختار) : مخيِّر7.

1 موضع مخصب باليمامة.

يُنظر: معجم البُلدان 4/326.

2 في ب: قريقي.

3 في كلتا النّسختين: الياء، وهو تحريف، والصّواب ما هو مثبَت.

4 في ب: مطليق.

5 الميم لها مزيّة؛ لأنّها دالّة على معنىً، ومتصدّرة؛ فهي تدلّ على بناء صيغة اسم الفاعل في نحو:(مستفهم) ، دون نون (منطلق) وتاء (مرتزق) .

6 الكاف ساقطةٌ من ب.

7 فتُحذف التّاء دون الميم.

ص: 669

الثّاني: قولك1 في تصغير (حَبَنْطَى) 2- وهو العظيم البطن-3: حُبَيْنِطٌ4، وحُبَيْطا؛ لأنّ الألِف والنّون زائدتان فيه؛ لأنّ أصله من حَبِطَ بطنُه إذا عَظُمَ5؛ وكذلك (قَلَنْسُوة) 6إذا7صغّرتها لك أن تقول على حذف النّون: قُلَيْسِية8، وعلى حذف الواو: قُلَيْنسة.

فأمّا السُّداسيّ فيُحذف في تصغيره ما قبل ياء التّصغير من حروف الزّيادة؛ فتقول في تصغير (مستخرج) : مخيرج9.

وَقَدْ تُزَادُ اليَاءُ لِلتَّعْوِيضِ

وَالجَبْرِ لِلْمُصَغَّرِ المَهِيضِ

كَقَوْلِهِمْ: إِنَّ المُطَيْلِيقَ10 أَتَى

وَاخْبَأ السُّفَيْرِيجَ إِلَى فَصْلِ الشِّتَا

اعلم أنّ كل اسم حُذف منه حرف أو حرفان، في تصغيره جاز أن يعوّض ممّا حُذف11 منه الياء؛ فتقول في تصغير (سفرجل) و (منطلق)[112/أ]

1 في أ: في قولك.

2 في أ: حنبطي، وهو تحريف.

3 يُنظر: اللّسان (حبط) 7/271.

4 في أ: حنيبط، وهو تحريف.

5 في أ: عظمت.

6 القَلَنْسُوة: من ملابس الرُّؤوس؛ معروف. اللّسان (قلس) 6/181.

7 في ب: فإذا.

8 في أ: قُلَيْسَة.

9 بحذف السّين والتّاء؛ لأنّهما من حروف الزّيادة.

10 في أ: المطيلق، وهو تحريف.

11 في ب: حذفت.

ص: 670

و (مستخرج) إذا عوّضت [منه] 1: سُفَيْرِيج2، ومُطَيْليق3، ومُخَيْرِيج4.

وَشَذَّ مِمَّا أَصَّلُوهُ ذَيَّا

تَصْغِيرُ ذَا وَمِثْلُهُ اللَّذَيَّا

التّصغير لا يدخل غير الاسم المتمكّن إلَاّ (ذا) و (الّذي) وفروعهما؛ فإنّها أشبهت الأسماء المتمكّنة بكونها توصَف، ويوصف بها5، فصغّرت على وجهٍ خولِف به تصغير المتمكّن6؛ فتُرك7أوّلهما على ما كانا عليه قبل التّصغير، وعوِّض من ضمّه ألف8 مزيدة في الآخر؛ فقيل في (الّذي) و (الّتي) : اللَّذَيَّا، واللَّتَيَّا.

وفي (ذَا) و (تَا) : ذَيَّا، وتَيَّا9؛ والأصل: ذَيَيَّا، وتَيَيَّا؛ بثلاث يَاءَات:

1 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

2 في كلتا النّسختين: سفيرج، والتّصويب من الحريريّ 278.

3 في أ: مطيلق، وهو تحريف.

4 في كلتا النّسختين: مخيرج، والتّصويب من الحريريّ 278.

5 قال ابن يعيش 5/139: "القياسُ في الأسماء المبهمة أن لا تصغّر من حيث كانت مبنيّة على حرفين كـ (من) و (ما) ؛ إلاّ أنّها لَمّا كان لها شبه بالظّاهر من حيث كانت تثنّى وتُجمع، وتُوصف، ويوصف بها، والتّصغير وصفٌ في المعنى فدخلها التّصغير كما دخلها الوصف".

6 ليكون ذلك منبّهة على أنّ تصغيرها خلاف الأصل.

7 في أ: فتردك، وهو تحريف.

8 في أ: ضمّة الفاء، وهو تحريف، وفي ب: الفًا؛ ولعلّه من تحريف النّسّاخ.

9 وقد حُكي (اللُّذَيَّا) و (اللُّتَيَّا) بضمّ الأوّل جمعًا بين العِوض والمعوض منه.

يُنظر: شرح الشّافية 1/288، وشرح المفصّل 5/141.

ص: 671

الأولى: عين الكلمة1؛ والثّالثة2: لامها؛ والوُسطى: ياء التّصغير؛ فاستُثْقِل ثلاث ياءات، فَقُصِدَ3 التّخفيف بحذف واحدة.

فلم تُحذف ياء التّصغير؛ لدلالتها على معنى، ولا الثّالثة4؛ لحاجة الألِف إلى فتح ما قبلها5؛ فتعيّن حذف الأولى6.

ويُقال في (ذَاكَ) : ذَيَّاكَ، وفي (ذَلك) : ذَيَّالك، [112/ب] ومنه قولُ الرّاجز7:

لَتَقْعُدِنَّ مَقْعَدَ الْقَصِيِّ

مِنِّي ذِي القَاذُورَةِ المَقْليِّ8

أَو تَحْلِفِي بِرَبِّكِ العَلِيِّ

أَنِّي أَبُو ذَيَّالِكِ الصَّبِيِّ9

1 وهي الّتي كانت ألفًا في المكبّر.

2 في كلتا النّسختين: الثّانية، والتّصويب من ابن النّاظم 793.

3 في أ: فقصدوا.

4 في كلتا النّسختين: الثّانية، والتّصويب من ابن النّاظم 793.

5 فلو حُذفت لزم فتح ياء التّصغير، وهي لا تحرّك لشبهها بألف التّكسير.

شرح الكافية الشّافية 4/1925.

6 مع أنّه يلزم على ذلك وُقوع ياء التّصغير ثانية؛ فاغتُفر لكونه عاضدًا لَمَا قُصد من مخالفة تصغير ما لا تمكُّن له لتصغير ما هو متمكِّن. شرح الكافية الشّافية 4/1925.

7 في أ: الشّاعر.

8 في أ: الهكي، وهو تحريف.

9 هذان بيتان من الرّجز، وهما لرؤبة؛ وقال ابن برّي: هُما لأعرابي قدِم من سفرٍ فوجد امرأته قد وضعت ولدًا، فأنكره.

و (القصيّ) : البعيد. و (ذو القاذورة) : المكروه الّذي لا يصاحبه النّاس. و (المقليّ) : المبغوض.

والشّاهدُ فيهما: (ذيّالك) فإنّه مصغّر (ذلك) .

يُنظر هذان البيتان في: اللّمع 286، وشرح الكافية الشّافية 4/1925، وابن النّاظم 793، 793، واللّسان (ذا) 15/450، والمقاصد النّحويّة 2/232، 4/535، وملحق ديوان رؤبة 188.

ص: 672

وقال الآخر:

بِذَيَّالِكَ الوَادِي أَهِيمُ وَلَمْ أَقُلْ

بِذَيَّالِكَ الوَادِي وَذَيَّاكَ مِنْ زُهْدِ

وَلَكِنْ إِذَا مَا حُبَّ شَيْءٌ تَوَلَّعَتْ

بِهِ أَحْرُفُ التَّصْغِيرِ مِنْ شِدَّةِ الوَجْدِ1

وَقَوْلِهِمْ أَيْضًا: أُنَيْسَانُ2

شَذَّ كَمَا شَذَّ مُغَيْرِبَانُ

وَلَيْسَ هَذَا بِمِثَالٍ يُحْذَى3

فَاتَّبِعِ الأَصْلَ وَدَعْ مَا شَذَّا

اعلم أنّه يجيء التّصغير والتّكسير4على غير بناء واحده5؛ فيُحفظ ولا يُقاس عليه.

1 هذان بيتان من الطّويل، ولم أقف على قائلهما.

والشّاهدُ فيهما: (بذيّالك) فإنّه مصغّر (ذلك) ؛ و (ذيّاك) فإنّه مصغّر (ذاك) .

يُنظر هذان البيتان في: شرح ملحة الإعراب 278.

2 في متن الملحة 40، وشرح الملحة 279: أُنَيْسَيَانُ.

3 في ب: وليس في هذا مثال يحذى.

4 في أ: والتّكبير.

5 في أ: واحدٍ.

ص: 673

فممّا خولِف به القياس في التّصغير قولُهم في (المغرب) :

مُغَيْرِبان1، وفي (العشاء) : عُشَيَّان، وفي (عَشِيَّة) : عُشَيْشِيَة2، وفي (إنسان) : أُنَيْسِيَان3، وفي (بَنُون) : أُبَيْنُون4، وفي (لَيْلَة) : لُيَيْلِيَة5،

1 والقياس: مُغَيْرِب، فزيادة الألف والنّون في طرفه شذوذ.

يُنظر: التّبصرة 2/709، وشرح الشّافية 1/276، والتّصريح 2/319، والصّبّان 4/159.

2 والعشيّ والعشيّة: آخرُ النّهار، وقيل: من زوال الشّمس إلى طلوع الفجر؛ وقيل: من صلاة الفجر إلى العَتَمة؛ والقياس: (عُشَيّ) و (عُشَيّة) بحذف الياء الثّالثة من هذين.

يُنظر: الصّحاح (عشا) 6/2426، 2427، والتّبصرة 2/709، وشرح الشّافية 1/275، واللّسان (عشا) 15/60، 61.

3 في كلتا النّسختين: أُنيسان، والتّصويب من الحريريّ 279.

زادوا في المصغّر ياءً لم تكن في المكبّر؛ وقياسُه: أُنَيْسين.

وقال الكوفيّون: (أُنَيْسِيَان) تصغير إنسان؛ لأنّ أصله: إِنْسيان، على زِنَة (إِفْعِلان)، وإذا صغّر (إفعلان) قيل: أُفَيْعِلَان؛ وهو مبنيّ على قولهم: أنّ إنسان مأخوذ من النّسيان؛ وعلى هذا يكون وزن (إنسان) : إِفْعَان.

ويرى البصريّون أنّه مأخوذٌ من الأُنس؛ وعلى هذا فوزنه: فِعْلَان.

يُنظر: الصّحاح (أنس) 3/905، والمخصّص 1/16، والإنصاف، المسألة السّابعة عشرة بعد المائة، 2/809، وشرح الشّافية 1/274، واللّسان (أنس) 6/10، 11، والتّصريح 2/319.

4 والقياس: بُنَيُّون. يُنظر: شرح الشّافية 1/277، والتّصريح 2/319، والصّبّان 4/159.

5 والقياس: لُيَيْلَة. يُنظر: التّبصرة 2/709، وشرح الشّافية 1/277، والتّصريح 2/319.

ص: 674

وفي (رجل) : رُوَيْجِل1، وفي (صِبْيَة) و (غِلْمَة) : أُصَيْبية، وأُغَيْلمة2.

ومن التّصغير نوعٌ يسمّى [تصغير] 3 التّرخيم؛ وهو تصغير الاسم بتجريده من [113/أ] الزّوائد؛ فإنْ كانت أصوله ثلاثة رُدَّ إلى (فُعَيْل) ، وإنْ كانت أربعة رُدّ إلى (فُعَيْعِل) .

فإنْ كانت 4 ثلاثة، والمسمّى5 مؤنّث أُلحقت به التّاء؛ فيُقال6 في (المِعْطَف) : عُطَيف، وفي (أَسْود) و (حَامِد) و (مَحْمُود) : سُوَيْد، وحُمَيْد؛ وفي (قِرْطَاس) و (عُصْفُور) : قُرَيْطِس، وعُصَيْفر7؛ وفي (سَوْدَاء) و (حُبْلَى) : سُوَيْدَة، وحُبَيْلَة، وفي (إبراهيم) و (إسماعيل) 8: بُرَيْه، وسُمَيْع، نصّ على ذلك سيبويه9 في كتابه.

1 والقياس: رُجَيْل. يُنظر: شرح الشّافية 1/278، والتّصريح 2/319، والصّبّان 4/159.

2 والقياس: صُبَيَّة، وغُلَيْمة. يُنظر: شرح الشّافية 1/278، والتّصريح 2/319، والصّبّان 4/159.

3 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

4 في أ: فإنْ كانت، كرّرت مرّتين سهوًا من النّاسخ.

5 في ب: والمسمّى به مؤنّثًا.

6 في أ: فتقول.

7 في كلتا النّسختين: قريطيس، وعصيفير، والتّصويب من ابن النّاظم 791.

8 في أ: وفي إسماعيل، وإبراهيم، حيث قَدَّم وأخّر.

9 يُنظر: الكتاب 3/476.

وهذا شاذّ باتّفاق؛ لأنّ فيه حذف حرف أصليّ وهو الميم في (إبراهيم) واللاّم في (إسماعيل) .

ص: 675

......................................................................

= أمّا الهمزة فهي زائدة عند سيبويه؛ فالتّصغير القياسي عنده: (بُرَيْهِيم) و (سُمَيْعِيل) وهو الصّحيح الّذي سمعه أبو زيد وغيره من العرب، والتّرخيم:(بُرَيْهِم) و (سُمَيْعِل) .

وادّعى المبرّد أصالة الهمزة؛ فالتّصغير القياسي عنده: (أُبَيْرِيه) و (أُسَيْمِيع)، والتّرخيم:(أُبَيْرِه) و (أُسَيْمِع) .

يُنظر: الكتاب 3/446، 476، والانتصار لسيبويه على المبرّد 223، 224، والتّعليقة 3/297، والنّكت 2/928، وشرح الشّافية 1/263، 264، 283، والارتشاف 1/191، والتّصريح 2/323، والهمع 6/153، والأشمونيّ 4/170، والتّعريف بفنّ التّصريف 43.

ص: 676