المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل [البدل] : - اللمحة في شرح الملحة - جـ ٢

[ابن الصائغ]

الفصل: ‌فصل [البدل] :

‌فَصْلُ [البَدَلِ] :

1

البَدَلُ2 هو3: إِعلامُ السّامع بمجموعي الاسمين4 على جهة البيان من غير أن ينوى بالأوّل منهما5 الطّرح6.

و7 أقسامُه أربعة:

1ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السّياق.

2 البدل تسمية بصريّة، والكوفيّون يسمّونه التّرجمة، والتّبيين، والتّكرير.

يُنظر: الكتاب 1/150، 431، ومعاني القرآن للفرّاء 1/7، 2/73، والمقتضب 4/295، 399، والارتشاف 2/619، وتوضيح المقاصد 3/247، والتّصريح 2/155، والهمع 3/212، والأشمونيّ 3/123.

3 قال ابن عصفور: "البدل: إعلامُ السّامع بمجموعي الاسمين أو الفعلين على جهة البيان أو التّأكيد، على أن ينوى بالأوّل منهما الطّرح من جهة المعنى لا من جهة اللّفظ".

شرح الجُمل 1/279.

ويُنظر: المقرّب 1/242، وكشف المُشكِل 2/16، وشرح المقدِّمة المحسبة 2/423، وشرح ألفيّة ابن معطٍ 2/799.

4 في كلتا النّسختين: الاسم، والصّواب ما هو مثبَت؛ بدليل ما بعده.

5 في أ: منها، وهو تحريف.

6 لأنّه لو نوى بالأوّل الطّرح لفظًا، ولم يعتدّ به أصلاً لَمَا جاز مثل:(ضربتُ زيدًا يده) إذ لو لم يعتدّ بـ (زيد) لم يكن للضّمير في (يده) ما يعود عليه. شرح الجُمل 1/280.

ويُنظر: شرح المقدِّمة المحسبة 2/423، والارتشاف 2/619.

7 في أ: فأقسامُه.

ص: 715

الأوّل: بدل كُلّ من كُلّ؛ كقولك: (هذا زيدٌ أخوكَ)، وكقوله تعالى:{إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ اللهِ} 1. [122/ أ]

والثّاني: بدل بعض من كلّ؛ كقولك: (هذا زيدٌ وجهه)، وكقوله تعالى:{وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ} 2.

والثّالث: بدل الاشتمال3؛ كقولك4: (أعجبني زيدٌ عقلُه)، وكقوله تعالى:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ} 5 [أي: عن قتالٍ في الشّهر الحرام]6.

والرّابع: بدل الغلط والنّسيان7؛ ولا يقع شيءٌ من ذلك في القرآن،

1 من الآيتين 1، 2 من سورة إبراهيم؛ في قراءة الجرّ على أنّ لفظ الجلالة بدلٌ من الحميد؛ وهي قراءة ابن كثير، وأبي عمرو، وعاصم، وحمزة، والكِسائيّ.

وقرأ بالرّفع نافع، وابن عامر.

يُنظر: السّبعة 362، وإعرابُ القراءات السّبع وعللها 1/334، والمبسوط 256، وحجّة القراءات 376.

2 من الآية: 251 من سورة البقرة، ومن الآية 40 من سورة الحجّ.

3 في ب: اشتمال.

4 في أ: كقوله.

5 من الآية: 217 من سورة البقرة.

6 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

7 من النُّحاة مَن جعل هذا البدل قسمين؛ كابن النّاظم، وابن عقيل، وغيرهما:

بدل غلط ونسيان؛ وهذا القسم الأوّل، وقد مثّل له الشّارح.

وبدل إضراب، نحو قولك:(أكلت ثمرًا زبيبًا) .

ومنهم مَن جعله ثلاثة أقسام، كالرّضيّ، وابن هشام، وغيرهما:

بدل إضراب، ويسمّى أيضًا:(بدل البداء) ؛ وهو ما كان قصد كلّ واحدٍ منهما صحيحًا.

وبدل غلط: إن لم يكن مقصودًا ألبتّة ولكن سبق إليه اللّسان.

وبدل نسيان: وهو ما كان مقصودًا وتبيّن فساد قصده بعد ذكره.

يُنظر: ابن النّاظم 566، وشرح الرّضيّ 1/339، 340، وتوضيح المقاصد 3/252، وأوضح المسالك 3/66، وابن عقيل 2/228، والتّصريح 2/158، 159، والهمع 5/214، 215، والأشمونيّ 3/125.

ص: 716

ولا في الشّعر، ولا في فصيح الكلام؛ كقولك:(هذا زيدٌ عمرو)[و] 1 سبق اللّسان على وجه الغلط إلى ذكر زيد.

وأحكام البدل: أنَّ جميعه يجري على ما قبله في إعرابه؛ لأنَّه في البيان كالنّعت.

ومنها: أنّه يجوزُ في بدل الكُلّ ثمانية أشياء2:

بدل معرفة من معرفة:؛ كقوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ} 3.

وبدل نكرة من نكرة:؛ كقوله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا حَدَائِقَ وَأَعْنَابَا} 4.

1 العاطِف ساقطٌ من ب.

2 يُنظر: شرح المقدّمة المحسبة 2/424.

3 الآية: 6، ومن الآية 7 من سورة الفاتحة.

4 سورة النّبأ، الآيتان: 31، 32.

ص: 717

وبدل نكرة من معرفة:؛ فلا تبدّل النّكرة من المعرفة إلاّ إذا كانت موصوفة1؛ كقوله تعالى: {لَنَسْفَعَا بِالنَّاصِيَةِ. نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} 2.

وكقول الشّاعر:

...................................

وَقَفْتُ بِالدَّارِ دَارٍ أُنْسُهَا بَانَا3

[122/ ب]

1 هذا مذهب البغداديّين والكوفيّين - كما ذكر ابن عصفور في شرح الجُمل 1/286 -.

ودليلُهم: أنّ النّكرة لا تُفيد في البدل إلاّ أنْ تكون موصوفة.

وبرأيهم أخذ ابن الحاجب في الكافية 138، والرّضيّ في شرحه على الكافية 1/340، وبيَّن أنّ ذلك ليس على الإطلاق، بل هو في بدل الكلّ من الكلّ؛ كما ذهب إليه ابن أبي الرّبيع في الملخّص 1/564، والسُّهيليّ. الهمع 5/218.

واشترط البغداديّون في بدل النّكرة من غيرها: أن تكون من لفظ الأوّل.

وردّ ذلك كلّه ابن عصفور، ووصفه بالفساد، واستشهد ببعض الشّواهد.

يُنظر: شرح الجُمل 1/286، 287.

والصّحيح: أنّه لا يُشترط شيءٌ من ذلك؛ لوُرود السّماع به.

قال أبو حيّان في الارتشاف 2/620: "وسُمع بدل النّكرة من المعرفة، وليست من لفظ الأوّل، ولا موصوفه؛ وهذا مذهب البصريّين".

ويُنظر: الحجّة لأبي عليّ الفارسيّ 6/372، وشرح المفصّل 3/68، والمقرّب 1/244، 245، وتوضيح المقاصد 3/255، 256، والهمع 5/218.

2 من الآية: 15، والآية: 16 من سورة العَلق.

3 هذا عجُز بيتٍ من البسيط، ولم أقف على صدره، ولم أعثر على قائله.

والشّاهدُ فيه: (دارٍ) حيث أبدلت من الدّار، وسوّغ إبدالها من المعرفة كونها موصوفة بالجملة الّتي بعدها.

ولم أجد مَنْ ذكر هذا البيت.

ص: 718

وبدل معرفة من نكرة:؛ كقوله [تعالى] 1: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. صِرَاطِ اللهِ} 2، ولا تلزم3 النّكرة ههنا الصّفة.

وبدل ظاهر من ظاهر: - وهو كما تقدّم -.

وبدل مضمَر من مضمَر:؛ كقولك: (قصدتُّكَ إيَّاكَ) 4؛ لأنّهم لا يجيزون: (ضربتُني)، ويُجيزون:(إيّاي) بجريان الضّمير المنفصل5 مجرى الأجنبيّ6.

وبدل ظاهر من مُضمَر:؛ مثل: (مررت به المسكين) ويجوز رفع (المسكين) ولا يكون بدلاً؛ [و] 7من ذلك قولُه تعالى: {وَمَا أَنْسَانِيْهُ إِلَاّ

1 ما بين المعقوفين ساقطٌ من ب.

2 من الآيتين: 52، 53 من سورة الشّورى.

3 في أ: ولا يلزم.

4 الكوفيّون يمنعون إبدال المضمَر من المضمَر؛ وبقولهم أخذ ابن مالك.

أمّا البصريّون فإنّه يجوز عندهم إبدالُ المضمَر من المضمَر.

يُنظر: الكتاب 2/386، والمقتضب 4/296، وشرح التّسهيل 3/305، 332، وشرح الرّضيّ 1/341، وتوضيح المقاصد 3/184، 261، والارتشاف 2/618، 620، والتّصريح 2/159، والهمع 5/219.

5 في ب: المتّصل.

6 قال ابن با بشاذ في شرح المقدّمة المحسبة 2/426: "وإنّما حَسُن ذلك من قبَل أنّ المُضمَر المنفصل يجري مجرى الأجنبيّ؛ ألا تراهم يجيزون: ما ضربتُ إلاّ إيّايَ، كما يُجيزون: ما ضربت إلا نفسي، ولا يُجيزون: ضربتُني".

ويُنظر: شرح المفصّل 3/70.

7 العاطِف ساقطٌ من ب.

ص: 719

الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} 1 فـ {أَنْ أَذْكُرَهُ} في موضع نصب بدلاً2 من الهاء.

وبدل مضمَر من ظاهر: 3؛ كقولك: (أكرمتُ زيدًا إيّاه) .

فهذا كلّه جائز في [بدل] 4 الكلّ من الكلّ، وكذلك جائزٌ في بدل البعض، وبدل الاشتمال، إلاّ مضمَرًا من ظاهر، ومضمَرًا من مضمَر5.

وجميع المعارِف يجوز [أن يبدل] 6منها إلاّ ضمير المتكلّم والمخاطب؛ لأنّهما على غاية من الوُضوح، فلا يحتاجان إلى بيان بدل7.

1 من الآية: 63 من سورة الكهف.

2 في أ: بدل.

3 يرى ابن مالكٍ أنّ نحو: (رأيت زيدًا إيّاه) لم يُستعمَل في كلام العرب نثره ونظمه، ولو استعمل لكان توكيدًا لا بدلاً. شرح التّسهيل 3/332.

وقال السّيوطيّ في الهمع 5/220: "وأجازه الأصحاب".

4 ما بين المعقوفين ساقطٌ من ب.

5 يُنظر: شرح المقدّمة المحسبة 2/426، وشرح الجُمل 1/287.

6 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

7 هذه المسألة فصّل النُّحاة القول فيها؛ وهي: أنّ الضّمير إنْ كان لغائب أبدل منه الظّاهر مطلَقًا، نحو:(ضربته زيدًا) .

وإنْ كان لحاضر أُبدل منه بدل البعض، نحو:(أعجبتني وجهك) ، وبدل الاشتمال، نحو:(أعجبتني كلامك) .

وأمّا بدلُ الكلّ: فإمّا أن يُفيد معنى الإحاطة كالتّوكيد أو لا؟

فإنْ أفاد معنى الإحاطة جاز، نحو:(جئتم صغيركم وكبيركم) ؛ وإلاّ فمذاهب:

أحدها: المنع؛ وهو قولُ جمهور البصريّين.

والثّاني: الجواز، وهو قولُ الأخفش، والكوفيّين.

والثّالث: أنّه يجوز في الاستثناء، نحو:(ما ضربتكم إلاّ زيدًا) ؛ وهو قولُ قُطرُب.

تُنظر هذه المسألة في: شرح المفصّل 3/69، 70، وابن النّاظم 558، وشرح ألفيّة ابن معطٍ 2/806، وتوضيح المقاصد 3/257 - 261، والارتشاف 2/622، وأوضح المسالك 3/67 والتّصريح 2/160، والهمع 5/217، والأشمونيّ 3/128

ص: 720

وبين بدل البعض وبدل الاشتمال شبه ما؛ والفرق بينهما1:

أنّ غالب بدل الاشتمال أن يكون بالمصادر، كـ (العقل) و (النّبل) و (الجود)[123/ أ]

وما أشبه ذلك؛ وبدل البعض بأسماء الأجناس الجوامد، كـ (اليد) و (الرّجل) وما أشبهه2.

وأمّا بدل الغلط فلا يُقاس عليه؛ لأنّه يقع على غير قصد، والأولى في مثل هذا إذا وقع في كلام الإنسان أن يأتي بـ (بل) ؛ ليُعلم أنّه غالط.

والأفعال يبدل بعضها من بعض3 إذا كان في الفعل4 الثّاني معنىً من الأوَّل؛ كقولك: (من يأتني يمشي5 أكلّمْه) و (ومن يتّق الله يطلب رِضاه أعظّمْه) ؛

1 وهُناك فروقٌ أُخرى ذكرها ابن با بشاذ في شرح المقدّمة المحسبة 2/428.

2 في أ: وما اشبه.

3 يجوز إبدالُ الفعل من الفعل بدل كلّ من كلّ، وبدل اشتمال على الصّحيح؛ ولا يبدل بدل بعض.

وأمّا بدل الغلط فجوّزه سيبويه، وجماعة من النّحويّين، والقياسُ يقتضيه.

يُنظر: توضيح المقاصد 3/262، والارتشاف 2/627، والتّصريح 2/161، والهمع 5/220، والأشمونيّ 3/131.

4 في ب: إذا كان الفعل الثّلاثيّ.

5 في أ: مسي.

ص: 721

ومن ذلك قولُه تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ} 1 فـ {يُضَاعَفْ} بدلٌ2 من {يَلْقَ} ؛ ولذلك3 جُزِمَ.

وقولُ الرّاجز:

إِنَّ عَليَّ اللهَ4 أَنْ تُبَايِعَا5

تُؤْخَذَ6 كَرْهًَا أَوْ تَجِيءَ7 طَائِعَا8

فأبدل (تؤخذ) من (تُبَايِعا) .

1 من الآيتين: 68، 69 من سورة الفُرقان.

2 أي: بدل اشتمال، كما نصّ على ذلك المُراديّ، وأبو حيّان، والأشمونيّ.

وبدل كلّ من كلّ، كما ذكر ذلك الأزهريّ في التّصريح، والسّيوطيّ في الهمع.

يُنظر: توضيح المقاصد 3/263، والارتشاف 2/627، والتّصريح 2/161، والهمع 5/220، والأشمونيّ 3/31، والخزانة 5/203.

3 في أ: وكذلك، وهو تحريف.

4 في ب: لله، وهو تحريف.

5 في أ: أنّ أباها، وهو تحريف.

6 في أ: يؤخذ، وهو تصحيف.

7 في أ: يَجِيءَ، وهو تصحيف.

8 هذا بيتٌ من الرّجز، ولم أقف على قائله.

والشّاهدُ فيه: (تؤخذ) حيث نصب؛ لأنّه بدل اشتمال من (أَنْ تُبَايِعَا) ؛ والبدل هنا من بدل الجملة من الجملة.

يُنظر هذا البيت في: الكتاب 1/156، والمقتضب 2/63، والأُصول 2/48، والتّبصرة 1/162، وشرح عمدة الحافظ 2/591، وابن النّاظم 563، وابن عقيل 2/232، والمقاصد النّحويّة 4/199، والتّصريح 2/161، والخزانة 5/203.

ص: 722

ومن الأسماء ما يجوز حمله [تارةً] 1على التّأكيد، وتارةً على البدل، مثل:(ضُرِبَ زيد اليد والرجل) فجعله تأكيدًا من جهة الحصر والعُموم؛ وجعله بدلاً من جهة تفصيل البعض؛ تقول: (مُطرنا السَّهْلَ والجَبَلَ)، [والسَّهْلُ والجَبَلُ] 2 فالرّفعُ على البدل تقديرُه: مُطِرَتْ أرضُنا سهلُها وجبلُها، والنّصبُ عند قومٍ على الظّرف، أو على حذف حرف الجرّ عند آخرين3.

وممّا أنشد من البدل [قولُه] 4: [123/ ب]

وَكُنْتُ كَذِي رِجْلَيْنِ رِجْلٍ صَحِيْحَةٍ

وَأُخْرَى رَمَى فِيْهَا الزَّمَانُ فَشَلَّتِ5

1 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

2 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.

3 يُنظر: الكتاب 1/158، 159، وشرح الرّضيّ 1/341.

4 ما بين المعقوفين ساقطٌ من ب.

5 هذا بيتٌ من الطّويل، وهو لكثيّر عزّة.

والشّاهدُ فيه: (رجلٍ صحيحة) حيث أبدل النّكرة وهي (رجل صحيحة) من النّكرة وهي (رجلين) .

ويجوز الرّفع على القطع إمّا مبتدأ حذف خبره؛ وتقديرُ الكلام: منهما رجل صحيحة، ومنهما رجل رمى فيها الزّمان.

وإمّا خبر مبتدأ محذوف تقديره: إحداهما رجلٌ صحيحة، والأُخرى رجل رمى فيها الزّمان.

يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب 1/433، والمقتضب 4/ 290، والجُمل 24، وشرح عيون الإعراب 241، وشرح المفصّل 3/68، والمغني 614، والمقاصد النّحويّة 4/204، والأشمونيّ 3/128، والخزانة 5/211، والدّيوان 99.

ص: 723

شاهدٌ على إبدال النّكرة من النّكرة؛ وقد يجوز الرّفع على تقدير: (ومنهما رجل) أو (إحداهما1 رجل) ؛ وأمّا بيتُ الأعشى:

لَقَدْ كَانَ فِي حَوْلٍ ثَوَاءٍ ثَوَيْتَهُ

تَقَضِّي لُبَانَاتٍ وَيَسْأَمَ سَائِمُ2

فشاهدٌ على بدل الاشتمال؛ لأنّ (الثّواء) : الإقامة في الحول3، وهو مشتمل عليه؛ و (تَقَضِّي لُبَاناتٍ) اسم كان، فتَنصب4 (يسأمَ) بإضمار (أن) وترفعه5؛ فاسم6 كان على هذه الرّواية ضمير شأن

1 في أ: واحدهما، وهو تحريف.

2 هذا بيتٌ من الطّويل.

و (اللّبانات) : الحاجات، واحدُها: لُبانة.

والشّاهدُ فيه: (في حولٍ ثواءٍ) حيث أبدل (ثواء) من (حول) بدل اشتمال، وحذف الضّمير الّذي يجب أن يتّصل ببدل الاشتمال، وسهّل حذفه علم المخاطب به وإرشادُ الكلام إليه.

ويُروى البيتُ برواية أُخرى وهي (تُقَضَّى لبانات) على أنّها فعلٌ مبنيٌّ للمجهول؛ وتتمّة هذه الرّواية (ويسأمُ سائم) .

يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب 3/38، ومعاني القرآن للأخفش 1/229، والمقتضب 1/27، 2/26، 4/297، والأُصول 2/48، والجُمل 26، والتّبصرة 1/159، وأمالي ابن الشّجريّ 2/130، 3/233، ونتائج الفكر 317، وشرح المفصّ 3/65، وشرح عمدة الحافظ 2/590، والدّيوان 77.

3 اللّسان (ثوا) 14/125.

4 في أ: ينصب.

5 في أ: يرفعه.

6 في ب: باسم.

ص: 724

وقصّة، مضمَر1 في كان لا يظهر؛ و (تُقَضَّى لُبانات) جملةٌ في موضع نصب خبرًا لكان، و (يَسْأَمُ) فعل مرفوع معطوفٌ على مثله، و (في) متعلّقة بـ (تُقَضَّى) .

1 في ب: يضمر.

ص: 725