الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ التَّرْخِيمِ:
وَإِنْ تَشَأ التَّرْخِيمَ فِي حَالِ النِّدَا
…
فَاخْصُصْ بِهِ المَعْرِفَةَ المُنْفَرِدَا
وَاحْذِفْ إِذَا رَخَّمْتَ آخِرَ اسْمِهِ
…
وَلَا تُغَيِّرْ مَا بَقِي مِنْ1 رَسْمِهِ
تَقُولُ: يَا طَلْحَ وَيَا عَامِ اسْمَعَا
…
كَمَا تَقُولُ فِي سُعَادَ: يَا سُعَا
[103/ب]
التّرخيم في اللّغة2: ترقيقُ الصّوت، وتليينُه.
وهو عند النّحويّين: حذفُ بعض الكلمة على وجهٍ مخصوص3.
وكذلك4 قيل5: هو تخفيف اللّفظ وتسهيلُه؛ ومنه قولُ الشّاعر:
لَهَا بَشَرٌ مِثْلُ الحَرِيرِ وَمَنْطِقٌ6
…
رَخِيمُ الحَوَاشِي لَا هُرَاءٌ وَلَا نَزْرُ7
1 في متن الملحة 36، وشرح الملحة 260: عَنْ رَسْمِهِ.
2 اللّسان (رخم) 12/234.
3 يُنظر: ابن النّاظم 596.
4 في ب: ولذلك.
5 أي: في تعريفه في اللّغة.
6 في أ: منطلق، وهو تحريف.
7 هذا بيتٌ من الطّويل، وهو لذي الرُّمّة.
و (بشر) : أراد به ظاهر جلدها. و (رخيم الحواشي) : ليّن نواحي الكلام. و (لا هراء) : وهو الكلام الكثير الّذي ليس له معنى. و (النّزر) : القليل؛ ويعني: أنّ كلامها لا كثيرٌ بلا فائدة، ولا قليلٌ مُخلّ؛ بل بين ذلك.
والشّاهد فيه: (رخيم الحواشي) حيث جاء (الرّخيم) بمعنى الصّوت اللّيّن السّهل؛ والتّرخيم: تخفيفُ اللّفظ وتسهيلُه وتليينُه.
يُنظر هذا البيتُ في: جمهرة اللّغة (هنأ) 2/1106، والخصائص 1/29، والمحتسب 1/334، وشرح شواهد الإيضاح 333، وشرح المفصّل 1/16، 2/19، واللّسان (هرأ) 1/181، (نزر) 5/203، وابن عقيل 2/263، والمقاصد النّحويّة 4/285،والأشمونيّ 3/171، والدّيوان 1/577.
وهو ثلاثة أنواع:
أحدها: حذف آخر الاسم في النّداء لغير موجِب؛ وشرطُه: أن يكون مفرَدًا، عَلَمًا، زائدًا على ثلاثة أحرُف1؛ وإنّما لم يرخّم الثّلاثيّ؛ لأنّه يبقى بحذف آخره على أقلّ ما عليه الأُصول، وأقلّ الأصول ثلاثة أحرُف؛ فلا يجوز ذلك في نحو:(زيد) ؛ لبقائه على حرفين، والمؤنّث بالهاء ليس كذلك - ويأتي ذكره -2.
وأكثر ما في شعر العرب مرخّمًا ممّا ليس فيه تاء التّأنيث ثلاثة ألفاظٍ؛
1 ومن شروط ترخيم المنادى أيضًا:
ألاّ يكون مضافًا؛ لأنّه لو حُذف من الأوّل لبقي التّرخيم في وسط الكلمة من حيث المعنى، والثّاني لا يمكن الحذف منه؛ لأنّه ليس منادى؛ لأنّ الّذي وقع عليه النّداء لفظًا هو الأوّل.
ولا مستغاثًا مجرورًا باللاّم؛ لعدم ظهور أثر النّداء فيه، والتّرخيم من خصائص المنادى.
ولا مستغاثًا في آخره زيادة، ولا مندوبًا؛ لأنّ المقصود بهما امتدادُ الصّوت، والتّرخيم يضادّ ذلك.
يُنظر: أمالي ابن الشّجريّ 2/315، والإيضاح في شرح المفصّل 1/298، وشرح المفصّل 2/19، وشرح الرّضيّ 1/149، 150، والفوائد الضّيائيّة 1/341، 342، والتّصريح 2/184، والأشمونيّ 3/175، 176،والصّبّان 3/176.
2 في ص 641.
وهي: (حارث) و (عامر) و (منصور) ؛ لكثرة تسميتهم بها.
وللعرب في الاسم المرخّم مذهبان1:
أحدهما: أن يبقى في آخره بعد الحذف على ما كان عليه [104/أ] من حركة أو سُكون، وأن ينوى ثبوت المحذوف - وهذا الأكثر -2؛ فتقول في (حَارِثٍ) : يا حَارِ3 أقبِل، ومنه قولُ الشّاعر:
يَا حَارِ [لَا] 4 أُرْمَيَنْ مِنْكُمْ5 بِدَاهِيَةٍ6
…
.........................................
1 في أ: وجهان.
2 وتسمّى هذه اللّغة: لغة من ينتظر. يُنظر: التّصريح 2/188، والأشمونيّ 3/179.
3 بكسر الرّاء كما كانت مكسورة قبل التّرخيم؛ وفي ترخيم جعفر: يا جعفَ بفتح الفاء، كما كانت مفتوحة قبل التّرخيم.
4 ما بين المعقوفين ساقطٌ من ب.
5 في أ: عنكم، وهو تحريف.
6 هذا صدرُ بيتٍ من البسيط، وعجزُه:
لَمْ يَلْقَهَا سُوقَةٌ قَبْلِي وَلَا مَلِكُ
وهو لزهير بن أبي سُلمى، من قصيدة يُخاطِب بها الحارث الصّيداويّ، وكان أغار على إبل زُهير، وأخذ راعيه يَسَار، فطلب منه أن يردّ إليه راعيه، وتوعّده بالهجاء؛ فأطال عليه، فهجاه بهذه القصيدة، فردّ عليه راعيه وإِبله.
و (الدّاهية) : النّازلة بالقوم، والخَطْب الشّديد.
والشّاهدُ فيه: (يا حارِ) حيث رخّم على لغة مَن يحذف آخر الاسم ويُبقي الباقي على ما كان عليه من كسر الرّاء؛ وهذه اللّغة هي الأكثر.
يُنظر هذا البيت في: جمهرة اللّغة (شظظ) 2/1009، والجُمل 169، واللّمع 177، والتّبصرة 1/367، وأمالي ابن الشّجريّ 2/302، وشرح المفصّل 2/22، وابن النّاظم 597، والمقاصد النّحويّة 4/276، والهمع 3/88، والدّرر 3/56، والدّيوان 87.
و [منه] 1 قول الآخر:
حَارِ2 بْنَ كَعْبٍ أَلَا3 أَحْلَامَ تَزْجُرُكُمْ4
…
.....................................
ومنه:
فَصَالِحُونَا جَمِيْعًا إِنْ بَدَا لَكُمْ
…
وَلَا تَقُولُوا لَنَا أَمْثَالَهَا عَامِ5
1 ما بين المعقوفين ساقطٌ من ب.
2 في كلتا النّسختين: يا حَارِ، والصّواب ما هو مثبَت؛ كما في الدّيوان، والمصادر الأُخرى.
3 في كلتا النّسختين: لا، والصّواب ما هو مثبَت؛ كما في الدّيوان، والمصادر الأُخرى.
4 هذا صدرُ بيتٍ من البسيط، وعجزُه:
عَنِّي وَأَنْتُمْ مِنَ الجُوفِ الجَمَاخِيرِ
وهو لحسّان بن ثابت رضي الله عنه، وهو مطلَع قصيدة يهجو بها الحارث بن كعب المجاشعيّ، من رهط النّجاشيّ، وكان هجا بني النّجّار.
و (الجوف) جمع أجوف؛ وهو: عظيم الجَوْف. و (الجماخير) جمع جُمخُور؛ وهو: العظيم الجسم، القليل العقل والقوّة، وقيل: الواسع الجَوْف.
والشّاهد فيه: (حارِ بن كعب) حيث رخّم على لغة مَن يحذف آخر الاسم، ويُبقى الباقي على ما كان عليه من كسر الرّاء؛ وهذه اللّغة هي الأكثر.
يُنظر هذا البيت في: الكتاب 2/73، والمقتضب 4/233، والجُمل 169، وأمالي ابن الشّجريّ 2/302، وشرح المفصّل 2/102، واللّسان (جوف) 9/35، وشرح شواهد المغني 1/210، والخزانة 4/72، 75، والدّيوان 1/219.
5 هذا بيتٌ من البسيط، وهو للنّابغة الذّبيانيّ، يخاطِب بني عامر بن صعصعة، وكانوا عرضوا عليه وعلى قومه مقاطعة بني أسد ومخالفتهم دونهم، فقال لهم: صالحونا وإيّاهم إِنْ شِئتُم ولا تَعْرِضوا علينا مصالحتكم دونهم، فإنّا لا نرضى بَدَلاً بهم.
والشّاهدُ فيه: (عام) يريد: يا عامِر؛ حيث رخّم على لغة مَن يحذف آخر الاسم، ويُبقي الباقي على ما كان عليه من كسر الميم؛ وهذه اللّغة هي الأكثر.
يُنظر هذا البيت في: الجمل المنسوب للخليل 138، والكتاب 2/252، والبغداديّات 450، والتّبصرة 1/366، وتحصيل عين الذّهب 334، وأمالي ابن الشّجريّ 2/303، والخزانة 2/133، والدّيوان 82.
أراد: عامرًا؛ وكذلك تقول في (مالك) : يا مال.
وقد جاء في غير فَاعلٍ قليلاً، ومنه قولُ أَوْس1بن حَجَر2:
تَنَكَّرْتِ مِنَّا بَعْدَ مَعْرِفَةٍ لَمِي3
…
....................................
1 في ب: أُويس.
2 هو: أوس بن حَجَر بن مالك التّميميّ، أبو شريح: شاعرُ تميم في الجاهليّة، كان كثير الأسفار، وأكثر إقامته عند عمرو بن هند في الحيرة؛ عُمِّر طويلاً، ولم يُدرك الإسلام.
يُنظر: طبقات فُحول الشّعراء 1/97، والشّعر والشّعراء 174، والأغاني 11/73، والأعلام 2/31.
3 في ب: لي، وهو تحريف.
وهذا صدرُ بيتٍ من الطّويل؛ وعجزُه:
وَبَعْدَ التَّصَابِي وَالشَّبَابِ المُكَرَّمِ
والمعنى: إنّك يا لميس قد أنكرتنا في الكبر والشّيخوخة بعد المعرفة الّتي كانت بيننا زمن الشّباب.
والشّاهدُ فيه: (لَمِي) يريد: يا لميس؛ فرخّمه بحذف السّين.
يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب 2/254، والصّاحبيّ 383، وتحصيل عين الذّهب 335، وأمالي ابن الشّجريّ 2/304، وشرح قطر النّدى 236، والدّيوان 117.
أراد: يا1 لميس.
وتقول فيما كان رُباعيًّا كـ (جعفر) : يا جعفَ، وفي (قمطر) : يا قِمَطْ، وفي (هرقل) : يا هِرَقْ. فلا يحذف مِمَّا حروفه أصول سوى حرفٍ؛ رباعيًّا كان أو خماسيًّا2.
والفرّاء3 يرى فيما قبل حرف إعرابه ساكن، نحو (هِرَقْلُ) و (قِمَطْرُ) أن يَحْذِف في التّرخيم حرفين4؛ واستدلّ بأنّه إذا قال:(يا قِمَطْ) - بسكون الطّاء - لزِم عدمُ النّظير؛ إذْ ليس في الأسماء المتمكّنة [ما] 5 آخره حرف صحيح ساكن6.
1 في ب: يريد يا نفس، وهو تحريف.
2 إذا كان الاسم مجرّدًا من التّاء جاز ترخيمُه بشروط؛ وهي:
1 -
أن يكون عَلَمًا. 2 - زائدًا على ثلاثة أحرف.
3 -
غير مضاف. 4 - ولا مركّب تركيب إسناد.
يُنظر: أوضح المسالك 3/103، وابن عقيل 2/265، والتّصريح 2/185، والأشمونيّ 2/175.
3 يُنظر: الأصول 1/365، وشرح المفصّل 2/21، وشرح الكافية الشّافية 3/1357، وابن النّاظم 600، والأشمونيّ 3/177.
4 فتقول في (هرقل) و (قمطر) : يَا هِرَ، ويَا قِمَ.
5 في أ: ممّا، وهو تحريف، وفي ب: ساقطة.
6 عند الجمهور يرخّم الاسم بحذف حرفين بشروطٍ؛ وهي:
1 -
أن لا يكون الاسم مختومًا بالتّاء.
2 -
أن يكون ما قبل الأخير حرف لين ساكنًا، زائدًا، مكمّلاً أربعة أحرُف فأكثر؛ وذلك نحو:(عثمان) و (منصور)، تقول في التّرخيم: يا عثم، ويا منص، بحذف حرفين؛ الأخير وما قَبله.
يُنظر: شرح الكافية الشّافية 3/1353، وابن النّاظم 599، وأوضح المسالك 3/103، وابن عقيل 2/266، والتّصريح 2/186، والأشمونيّ 3/177.
وقيل: ليس هذا بشيء؛ لأنّه يلزمه ألَاّ يُجيز: (يا حارُ) ؛ لئلاّ يلتبس بـ (قَبْلُ) و (بَعْدُ) عند بنائهما على الضّمّ1. [104/ب]
وَقَدْ أُجِيزَ الضَّمُّ فِي التَّرْخِيمِ
…
فَقِيلَ: يَا عَامُ بِضَمِّ المِيمِ
المذهب الثّاني: أَلَاّ ينوي2 المحذوف؛ فيصير ما بقي كأنّه اسم تامّ؛ فيبنى على الضّمّ لِمَا عَرض له من النّداء3؛ فتقول: (يا حارُ) و (يا عامُ) و (يا مالُ) و (يا هرقُ) و (يا قمطُ) ؛ فإن رخمت اسم رجل سمّي بـ (بُلْبُل) فإنّك تضمّ الباء على اتّفاق المذهبين4؛ فتقول: (يا بلبُ أقبِل) .
وَأَلْقِ حَرْفَينِ5 بِلَا غُفُولِ
…
مِنْ وَزْنِ فَعْلَانَ وَمِنْ مَفْعُولِ6
1 التّعليلان مختلفان؛ فالفرّاء يرى المنع مُعَلِّلاً بعدم النّظير، وذلك أعمّ من أن يكون للّبس أولغيره؛ والشّارحُ أورد عليه بما هو أخصّ من ذلك وهو الالتباس.
2 في كلتا النّسختين: بنون، وهو تحريف.
3 وتسمّى هذه اللّغة لغة من لا ينتظر. يُنظر: التّصريح 2/188.
4 فضمّ الباء على المذهب الأوّل إقرارًا لها على الضّمّة الأصليّة، وعلى المذهب الثّاني ضمّة بناء.
5 في أ: حرفان، وهو خطأ.
6 في أ: فعول، وهو تحريف.
تَقُولُ فِي مَرْوَانَ: يَا مَرْوَاجْلِسِ
…
وَمِثْلُهُ: يَا مَنْصُ فَافْهَمْ وَقِسِ
هذا الكلام يُشيرُ إلى أنّه إذا كان آخر الاسم زائدتين زيدتا مَعًَا؛ ويشترط ذلك أن يكونا معًا بعد ثلاثة أحرف فما فوقها؛ وهي: من (ألِف ونون) كـ (مروان) ، أو (واو ونون) كرجل اسمه (مسلمون) ، أو (ياء ونون) كـ (مسكين) 1، أو2 (ألف وهمزة) كـ (أسماء) ، أو3 (ألف وتاء) كـ (بركات)، أو (واو وراء) 4 كـ (منصور) ؛ فتقول: يا مروُ، ويا مسلمُ، ويا مِسْكُ، ويا أسمُ، ويا بَرَكُ، ويا مَنْصُ5؛ و [منه] 6 قولُه:
يَا مَرْوَ إِنَّ مَطِيَّتِي مَحْبُوسَةٌ
…
تَرْجُو الحِبَاءَ وَ7 رَبُّهَا لَمْ يَيْأَسِ8
[105/أ]
1 في كلتا النّسختين: مسلمين، والصّواب ما هو مثبَت؛ ويتّضح ذلك من ترخيمه هُنا.
2 في أ: وألف.
3 في كلتا النّسختين: وألف.
4 في شرح ملحة الإعراب 262: "أو واو قبلها ضمّة، نحو: منصور
…
؛ فإنّك تحذف منه الحرف الأخير، وحرف الاعتلال الّذي قبله
…
، فتقول: يا منص".
5 بحذف الزّائدتين معًا.
6 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.
7 العاطِف ساقطٌ من ب.
8 هذا بيتٌ من الكامل، وهو للفرزدق.
و (يا مرو) أراد: يا مروان. و (الحِباء) : العطاء.
والشّاهدُ فيه: (يا مرو) فإنّ أصله: يا مروان؛ فرخّمه بحذف النّون وحذف الألِف قبلها؛ لزيادتهما، وكون الاسم ثُلاثيًّا بعد حذفهما.
يُنظر هذا البيت في: الكتاب 2/257، والجُمل 172، واللّمع 177، والتّبصرة 369، وأمالي ابن الشّجريّ 2/313، وشرح المفصّل 2/22، وأوضح المسالك 3/103، والمقاصد النّحويّة 4/292، والتّصريح 2/186، والأشمونيّ 3/178، والدّيوان 1/384 - وروايته:
مَرْوَانُ إِنَّ مَطِيَّتِي مَعْكُوسَةٌ
…
......................................
ولا شاهد فيه على هذه الرّواية.
ومنه [قولُه] 1:
قِفِي فَانْظُرِي يَا أَسْمَ هَلْ تَعْرِفِينَهُ
…
أَهَذَا المُغِيرِيُّ2 الَّذِي كَانَ يُذْكَرُ3
1 ما بين المعقوفين ساقطٌ من ب.
2 في ب: المُعيديّ، وهو تحريف.
3 هذا بيتٌ من الطّويل، وهو لعمر بن أبي ربيعة.
والآمِرة هي نُعْمٌ محبوبة الشّاعر، و (يا أَسْم) أي: يا أسماء، وهي صاحبة نُعْم. و (المغيريّ) : المنسوب إلى المغيرة وهو جدّ عمر بن أبي ربيعة؛ وقد عنى بالمغيريّ نفسه.
والشّاهدُ فيه: (يا أسم) حيث رخّمه بحذف الهمزة، ثم حذف الألف الّتي قبلها؛ والأصل: يا أسماء.
يُنظر هذا البيت في: الجمل 171، وأمالي ابن الشّجريّ 2/314، وشرح المفصّل 2/22، وشرح قطر النّدى 235، والخزانة 11/369، والدّيوان 93، وروايته:
قِفِي فَانْظُرِي أَسْمَاءُ هَلْ تَعْرِفِينَهُ
…
......................................
ولا شاهد فيه على هذه الرّواية
فإنْ كان في جميع هذا هاء [تأنيث] 1، أو ياء نسب، لم يحذف من هذه الزّوائد غيرها؛ فتقول في ترخيم (مُرْجَانَةٍ) على (فُعْلان) : يا مُرْجَانَ اقبِلي؛ وكذلك2 في رجل سُمّي بـ (حمراويّ) 3: يا حمراو4 أقبِل.
وأمّا الأسماء المركّبة نحو: (مَعْدِي يكرب) و (سِيبَويْه) و (حضرموت) إذا سُمّي به رُخِّم بحذف عجزه في التّرخيم؛ لأنّه بمنزلة هاء التّأنيث من نحو: (طلحة)، إلاّ أنّه خالف هاء التّأنيث في أنّه يُحذف معه ما قبله5؛ قال سيبويه6:"وأَمَّا اثْنَا7 عَشَر إذا سُمّي به ورُخّم حَذَفتَ8 [عشر مع] 9 الألف؛ لأنّ [عَشَر] 10 بِمَنْزِلَةِ نُون مُسْلِمين".
1 ما بين المعقوفين ساقطٌ من ب.
2 في ب: كذا.
3 في ب: بحمراء.
4 في أ: يا حمرا، وفي ب: يا ذي حمرا.
5 كقولك في اثنا عشر: (يا اثن) حذفت العجز مع الألِف قبله؛ وهو خاصّ بالمركّب العدديّ فقط. يُنظر: توضيح المقاصد 4/50.
6 يُنظر: الكتاب 2/269.
7 في أ: اثنى.
8 في أ: حُذِفَ.
9 ما بين المعقوفين ساقطٌ من كلتا النّسختين، وإكمالُه من الكتاب 2/269؛ لأنّ النّصّ منقولٌ منه.
10 في كلتا النّسختين: لأنّ الألِف، وهو سهو من النّسّاخ.
فتقول: [يا سيب] 1 [ويا اثن] 2 و (يا مَعْدِي) و (يا حَضْرَ) ؛ هذا إذا كان مركّبًا3 تركيب مزج؛ ومنهم مَن يركّبهما تركيب إضافة؛ فيقول4: (هذا حضرموت) ؛ فعلى هذا لم يجز ترخيمُه5 كما لم يجز6 ترخيم (غلام زيد)7.
وَلَا تُرَخِّمْ هِنْدَ فِي النِّدَاءِ
…
وَلَا ثُلَاثِيًّا خَلَا مِنْ هَاءِ8
وَإِنْ يَكُنْ آخِرَهُ هَاءٌ فَقُلْ
…
فِي هِبَةٍ: يَا هِبَ مَنْ هَذَا الرَّجُلْ؟
[105/ب]
المؤنّث بالهاء يجوز9 ترخيمُه مطلَقًا؛ أي: سواء كان ثلاثيًّا، أو ما زاد، علَمًا أو غير10 علم11.
1 في أ: ياس، وهو تحريف، وفي ب: ساقطة.
2 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.
3 في أ: تركيبهما.
4 في أ: فتقول، وهو تصحيف.
5 وسيأتي في ص 650 أنّ الكوفيّين يجيزون ترخيم المركّب الإضافي بحذف عجزه؛ أما البصريّون فلا يجيزون ترخيمه.
6 في ب: لا يجوز.
7 في ب: قبل هذا النّظم: قال النّاظم.
8 في أ: ولا ثلاثيٍّ من الأسماء.
9 في أ: نحو، وهو تحريف.
10 في أ: وغير علم.
11 معرِفةً كان أو نكِرة؛ وشرط المبرّد في ترخيم المؤنّث بالهاء العلَميّة؛ فمنع ترخيم النّكرة المقصودة؛ والصّحيح جوازُه.
يُنظر: المساعِد 2/547، والتّصريح 2/189، والأشمونيّ 3/172.
وتاء التّأنيث بمنزلة اسم ضمّ إلى اسم، كالاسم المركّب؛ وكما أنّ الاسم الأوّل من المركّب مفتوح، فكذلك1 ما قبل تاء التّأنيث مفتوحٌ دائمًا؛ فتقول2 من ذلك في (ثُبَةٍ) : يَا ثُبَ أَقْبِل، وفي (جارية) : يَا جَارِيَ3 اسمع؛ قال الرّاجز4:
جَارِيَ لَا تَسْتَنْكِرِي5عَذِيْرِي6
…
...................................
وقالوا: (يا شا ارْجُني) 7 أي: يا شاة أقيمي.
1 في ب: فلذلك.
2 في ب: فنقول.
3 في أ: يا جار.
4 في أ: الشّاعر.
5 في ب: لا نستكبري، وهو تحريف.
6 هذا بيتٌ من الرّجز المشطور، وبعده:
سَيْرِي وَإِشْفَاقِي عَلَى بَعِيرِي
وهو للعجّاج.
و (جاري) : مرخّم جارية. و (العذير) : الأمر الّذي يحاوله الإنسان ممّا يُعذر عليه إذا فعله.
والشّاهد فيه: (جَاري) حيث رُخِّم بحذف تاء التّأنيث.
يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب 2/231، 241، والمقتضب 4/260، والصّحاح (عذر) 2/471، والتّبصرة 1/368، وأمالي ابن الشّجريّ 2/315، وشرح المفصّل 2/16، 20، وابن النّاظم 597، وأوضح المسالك 3/102، والخزانة 2/125، والدّيوان 227.
7 في أ: ارحبي، وهو تصحيف.
يُقال: (شاة راجنٌ) أي: مقيمةٌ في البيوت؛ ورجَنَتْ تَرْجُن رُجُونًا: حبسها عن المرعى على غير علف.
وقد رُويت هذه اللّفظة بالدّال (ادجني) من الدّجون؛ وهو إِلْفُ البيت والإقامة به.
ويُقال: دجن بالمكان، يدجن دجونًا: أقام به.
يُنظر: الصّحاح (دجن) 5/2111، (رجن) 5/1212، واللّسان (دجن) 13/148، (رجن) 13/176.
وتقولُ في (هِبَةٍ) : يا هِبَ1، وفي (فاطمة) : يا فَاطِمَ، وفي (عائشة) : يَا عَائِشَ؛ قال الشَّمَّاخُ2:
أَعَائِشَ مَا لأَهْلِكِ لَا أَرَاهُمْ
…
يُضِيعُونَ الهِجَانَ مَعَ المُضِيعِ3
وكذلك (حمزة) و (طلحة) ؛ وهذا يجوز فيه أربعة أوجُه إذا رُخِّمَ؛ تقول: [يا طلحَ، على: يا حارِ، و] 4 يا طلحُ، على: يا حارُ، ويا طلحةُ على الإقحام؛ ومعنى الإقحامُ: الزّيادة، مثل:
يَا بُؤْسَ5 لِلْحَرْبِ6........
…
.................................
1 في ب: وتقول في (فاطمة) : يا فطم، وفي (هبة) : يا هب.
2 هو: الشّمّاخ بن ضِرَار الغطفانيّ، وقيل: اسمه معقل؛ والشّمّاخ لقبٌ له، ويُكنى أبا سعيد، وأبا كثير: شاعرٌ مخضرَم، أدرك الجاهليّة والإسلام، وكان شديد متون الشّعر؛ وكان أوصف الشّعراء للقوس، وأرجز النّاس على البديهة.
يُنظر: طبقات فحول الشّعراء 1/132، والشّعر والشّعراء 195، والأغاني 9/184، والإصابة 3/285.
3 هذا بيتٌ من الوافر.
و (عائش) : مرخّم عائشة. و (الهجان) : كرائم الإبل.
والشّاهد فيه: (أعائش) حيث رُخِّمَ بحذف تاء التّأنيث.
يُنظر هذا البيت في: الجمل 170، والصّاحبيّ 261، والأزهيّة 156، وأمالي ابن الشّجريّ 2/309، واللّسان (ثبج) 2/220، والدّيوان 219.
4 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.
5 في ب: يا با بؤس، وهو تحريف.
6 هذا جزء من بيت من مجزوء الكامل، وهو بتمامه:
يَا بُؤْسَ لِلْحَرْبِ الَّتِي وَضَعَتْ أَرَاهِطَ فَاسْتَراحُوا
وهو لسعد بن مالك بن ضُبَيْعَة.
والشّاهدُ فيه: (للحرب) حيث أقحم اللاّم بين المضاف والمضاف إليه.
يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب 2/207، والمقتضب 4/253، والجُمل 173، والخصائص 3/106، والتّبصرة 1/343، وشرح الحماسة للمرزوقيّ 2/500، وأمالي ابن الشّجريّ 1/421، 2/307، وشرح المفصّل 2/10، والمغني 1/468، 473.
يريد: با بُؤْس الحربِ؛ فالتّاء زيدت ساكنةً بين الحاء وحركة التّاء1؛ لأنّه يمكنك أن تقول: (يَا طَلْحَتْ) - بسُكون التّاء -؛ فلمّا قيل: (يا طلحة)[106/أ]
صارت التّاء بين الفتحة والحاء2، فوقعت بين شيئين.
الرّابع: أن تقول: يا طلحَ؛ فإذا وقفت قلت: يا3طلحهْ، بهاء السّكت؛ ومَن قال: يا طَلْحَةَ؛ أقحم الهاء توكيدًا، وترك [آخِر] 4 الاسم مفتوحًا على حاله؛ قال النّابغة:
كِلِينِي لِهَمٍّ يَا أُمَيْمَةَ5 نَاصِبِ
…
وَلَيْلٍ أُقَاسِيهِ بَطِيءِ الكَوَاكِبِ6
1 في أ: وحركة السّكون، وهو تحريف.
2 في كلتا النّسختين: التّاء، وهو تحريف.
3 حرفُ النّداء ساقطٌ من ب.
4 ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.
5 في ب: با لميمة، وهو تحريف.
6 هذا بيتٌ من الطّويل، وهو للنابغة الذّبيانيّ.
و (كِليني) : دَعيني وَهمِّي. و (أُميمة) : تصغير ترخيم أُمامة، وهي بِنْتُه. و (ناصب) : بمعنى منصب من النّصب؛ وهو التّعب. و (بطيء الكواكب) : من الطّول. أي: طويل.
والشّاهد فيه: (أُميمة) حيث أقحم الهاء بعد حذفها ضرورة، فترك المنادى على حاله قبل الهاء.
يُنظر هذا البيت في: الكتاب 2/207، 3/382، والجُمل 172، والبغداديّات 501، 503، والأزهيّة 237، وأمالي ابن الشّجريّ 2/306، وشرح المفصّل 2/12، 107، ورصف المباني 237، والمقاصد النّحويّة 4/303، والهمع 3/91، والخزانة 2/321، والدّيوان 40.
وأجاز الفرّاء1 ترخيم الثّلاثيّ المتحرّك الأوسَط، نحو:(حكم) ؛ لأنّه إذا قيل فيه: (يا حك) 2لم يلزم عدمُ النّظير؛ إِذْ في الأسماء3ما هو على حرفين ثانيهما4 متحرّك، كـ (غدٍ) و (يدٍ) ؛ فإنْ كان الاسم5 ساكن
1 وترخيم الثّلاثيّ المتحرّك الأوسط هو مذهب الأخفش والكوفيّين إلا الكسائيّ.
وذهب البصريّون إلى أنّ ترخيم ما كان على ثلاثة أحرُف لا يجوز بحال؛ وذلك لأنّ التّرخيم إنّما دخل في الكلام لأجل التّخفيف، وما كان على ثلاثة أحرف فهو على غاية الخِفّة، فلا يحتمل الحذف؛ لأنّ الحذف منه يؤدّي إلى الإجحاف به.
يُنظر: الكتاب 2/255، 256، وأمالي ابن الشّجريّ 2/304، 305، والإنصاف، المسألة التّاسعة والأربعون، 1/356، وأسرار العربيّة 237، والتّبيين، المسألة الرّابعة والثّمانون، 456، وشرح الجُمل 2/114، وشرح الكافية الشّافية 3/1357، وابن النّاظم 600، وشرح الرّضيّ 1/149، وتوضيح المقاصد 4/43، وائتلاف النّصرة، فصل الاسم، المسألة الثّامنة والعشرون، 48.
2 في أ: يا حكم، وهو تحريف.
3 أي: المتمكّنة.
4 في ب: قبل ثانيهما، وهو تحريف.
5 أي: الثّلاثيّ، نحو:(بَكْر) .
الأوسط لم يجز ترخيمُه1.
وَقَوْلُهُمْ فِي صَاحِبٍ: يَا صَاحِ
…
شَذَّ لِمَعْنًى فِيهِ بِاصْطِلَاحِ
ترخيم النّكرة لا يجوز2، نحو:(عالم) فلا يُقال فيه: يا عال، ولا يا راك في (راكب)، بل سُمع من العرب في (صاحب) : يا صاح، ومنه قولُ الشّاعر:
يَا صَاحِ مَا هَاجَ الدُّمُوعَ3 الذُّرَّفَا4
وهذا شاذّ؛ والعلّة فيه كثرة استعماله.
فإنْ قلت: يا فار، في ترخيم (فارس) 5؛ فإنْ كان علَمًا جاز ترخيمُه،
1 نقل ابن عصفور الاتّفاق على منع ترخيمه؛ وكذلك ابن مالك، وابنه؛ والصّحيح ثُبوت الخلاف فيه.
وحكي عن الأخفش وبعض الكوفيّين إجازة ترخيمه.
يُنظر: أمالي ابن الشّجريّ 2/305، وشرح الجُمل 2/114، وشرح الكافية الشّافية 3/1358، وابن النّاظم 600، والمساعد 2/552، والتّصريح 2/185، والأشمونيّ 3/175
2 أجاز بعضُ النُّحاة ترخيم النّكرة المقصودة، نحو: يا غضنف، في (غَضَنْفَر) .
يُنظر: الارتشاف 3/154، والأشمونيّ 3/175.
3 في ب: العُيون.
4 تقدّم تخريج هذا البيت في ص 158.
والشّاهدُ فيه هُنا: (يا صاح) حيث رخّم (صاحب) وهو نكرة فهذا شاذّ؛ وسَوّغ ترخيمه كثرة استعماله لَمَّا كَثُرَ دعاء بعضهم بعضًا بـ (الصّاحب) أشبه العلم، فَرُخِّمَ بحذف يائه.
5 في ب: يا فارس.
وإنْ كان نكرة لم يجز.
والثّاني1: هو حذف آخر الاسم في غير [106/ب]
النّداء لغير موجِب؛ ويختصّ بضرورة الشّعر، لكن بشرط كونه صالحًا أن2ينادى3؛ ومنه قولُ امرئ القيس:
لَنِعْمَ الْفَتَى تَعْشُو إِلَى ضَوْءِ نَارِهِ
…
طَرِيْفُ بْنُ مَالِ لَيْلَةَ الجُوعِ وَالخَصَرْ4
وأجاز سيبويه ذلك على نيّة المحذوف5، وأنشد أيضًا من ذلك:
1 أي: النّوع الثّاني من أنواع التّرخيم، والأول سبق في ص 632.
2 في أ: بأن يُنادى.
3 وأن يكون إمّا زائدًا على الثّلاثة، أو بتاء التّأنيث. يُنظر: أوضح المسالك 3/108، والتّصريح 2/189، والأشمونيّ 3/183.
4 في أ: الحصرى.
وهذا البيتُ من الطّويل.
و (تعشو) : تقصِد إليها. و (الخصر) : شدّة البرد.
والشّاهدُ فيه: (مالِ) حيث رخّم الاسم غير المنادى؛ وأصلُه: مالك؛ وهذا خاصّ بالضرورة.
يُنظر هذا البيت في: الكتاب 2/254، وشرح الكافية الشّافية 3/1370، وابن النّاظم 602، وتذكرة النُّحاة 420، وأوضح المسالك 3/109، وابن عقيل 2/270، والمقاصد النّحويّة 4/280، والتّصريح 2/190، والهمع 3/77، والدّيوان 142.
5 التّرخيم في هذا النّوع يكون على لغة من لا ينتظر بإجماع؛ أما على لغة من ينتظر فأجازه سيبويه، ومنعه المبرّد - كما سيأتي -. وقد استشهد سيبويه على ذلك بعدّة شواهد.
يُنظر: الكتاب 2/269 وما بعدها.
أَلَا أَضْحَتْ حِبَالُكُمْ رِمَامًا1
…
وَأَضْحَتْ مِنْكَ شَاسِعَةً أُمَامَا2
و [قال] 3 الآخر:
إِنَّ ابْنَ حَارِثَ إِنْ أَشْتَقْ لِرُؤْيَتِهِ
…
أَوْ أَمْتَدِحْهُ فَكُلُّ النَّاسِ قَدْ عَلِمُوا4
1 في أ: زماما.
2 في أ: أياما، وهو تحريف.
وهذا البيتُ من الوافر، وهو لجرير.
و (الحبال) هنا: حبال الوصل وأسبابُه. و (الرّمام) : جمع رميم؛ وهو: الخلِق البالي. و (الشّاسعة) : البعيدة.
والشّاهدُ فيه: (أماما) حيث رخّم (أُمامة) في غير النّداء للضّرورة، وترك الميم على لفظها مفتوحة على لغة من ينتظر؛ وهي في موضع رفع.
يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب 2/270، ونوادر أبي زيد 31، والجُمل 174، وأمالي ابن الشّجريّ 2/317، وأسرارُ العربيّة 240، والإنصاف 1/353، وشرح عمدة الحافظ 1/313، وابن النّاظم 603، وأوضح المسالك 3/110، والخزانة 2/363، والدّيوان 1/221، وروايته:
أَأَصْبَحَ وَصْلُ حَبْلِكُمُ رِمَامَا
…
وَمَا عَهْدٌ كَعَهْدِكِ يَا أُمَامَا
3 ما بين المعقوفين ساقطٌ من ب.
4 هذا بيتٌ من البسيط، وهو للمُغيرة بن حبناء التّميميّ.
والشّاهدُ فيه: (حارث) حيث رخّم (حارثة) وتركه على لفظه مفتوحًا كما كان قبل التّرخيم، وذلك في غير النّداء ضرورة.
يُنظر هذا البيت في: الكتاب 2/272، والأُصول 3/458، والتّبصرة 1/373، وأمالي ابن الشّجريّ 2/320، وأسرار العربيّة 241، والإنصاف 1/354، والمقرّب 1/188، وشرح الكافية الشّافية 3/1371، وابن النّاظم 603، والمقاصد النّحويّة 4/283، وشعره ـ ضمن شعراء أمويّون ـ 3/100، وروايته:
إِنَّ المُهَلِّبَ إِنْ أَشْتَقْ لِرُؤْيَتِهِ
…
أَوْ أَمْتَدِحْهُ فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ عَلِمُوا
ولا شاهد فيه على هذه الرّواية.
أراد: أُمامة، وحارِثة1.
ومنع المبرّد2 من ذلك، وأنشد الأوّل:
...................................
…
وَلَا عَهْدٌ كَعَهْدِكِ يَا أُمَامَا3
1 في أ: أراد: حارثة، وأُمامة.
2 أي: إنّ المبرّد منع التّرخيم على لغة من ينتظر في هذا النّوع.
يُنظر: أمالي ابن الشّجريّ 2/317، وشرح الكافية الشّافية 3/1371، وابن النّاظم 603، وأوضح المسالك 3/110، والأشمونيّ 3/184.
3 في ب: ولا عهدٌ كعهدكم بدل يا أُماما، وهو تحريف.
وموقف المبرّد من رواية البيت والاستشهاد به: أنّه منع ما أجازه سيبويه؛ وكان يزعم أنّ الرّواية فيه:
وَمَا عَهْدٌ كَعَهْدِكِ يَا أُمَامَا
وأنّ عُمَارَةَ بن عَقيلِ بن بِلال بن جَريرٍ أنشده هكذا - كما قال الأعلم الشّنتمريّ في كتابه: تحصيل عين الذّهب 341-
ثم قال الأعلم - مناصِرًا لسيبويه -: "وسيبويه أوثقُ من أن يُتَّهم فيما رواه".
يُنظر: نوادر أبي زيد 31، وأمالي ابن الشّجريّ 2/317، وشرح الجمل 2/571، وضرائر الشّعر 138، وشرح الكافية الشّافية 3/1371، وابن النّاظم 603، والأشمونيّ 3/184، والخزانة 2/364.
وقيل1: كلتا الرّوايتين لا تقدح2 إحداهما في الأُخرى3.
وذهب الكوفيّون4 إلى ترخيم الثّاني من المضاف؛ وأنشدوا:
خُذُوا حَظَّكُمْ يَا آلَ عِكْرَمَ وَاذْكُروا
…
أَوَاصِرَكُمْ وَالرِّحْمُ بِالْغَيْبِ يُذْكَرُ5
1 يُنظر: شرح الجمل 2/571، وشرح الكافية الشّافية 3/1371، وابن النّاظم 603.
2 في أ: لا يقدح، وهو تصحيف.
3 وشرطُ ذلك - فيما أرى -: صحّة الرّوايتين؛ لأنّ كل رواية منهما تصلُح شاهدًا لِما استُشهد عليها به؛ فتكون رواية سيبويه شاهدًا على التّرخيم في هذا النّوع - وهو التّرخيم للضّرورة - على لغة من ينتظر.
وتكونُ رواية المبرّد شاهدًا على ترخيم المنادى، لا على التّرخيم للضّرورة.
4 ذهب الكوفيّون إلى أنّ ترخيم المضاف جائز؛ ويوقِعون التّرخيم في آخر الاسم المُضاف إليه.
وذهب البصريّون إلى أنّ ترخيم المضاف غير جائز؛ وذلك لأنّه لو حُذف من الأوّل لبقي التّرخيم في وسط الكلمة من حيث المعنى، والثّاني لا يمكن الحذف منه؛ لأنّه ليس منادى، لأنّ الّذي وقع عليه النّداء لفظًا هو الأوّل.
يُنظر: الجُمل 168، وأمالي ابن الشّجريّ 2/315، والإنصاف، المسألة الثّامنة والأربعون، 1/347، والتّبيين، المسألة الثّالثة والثّمانون، 453، والإيضاح في شرح المفصّل 1/298، وشرح المفصّل 2/20، والفوائد الضّيائيّة 1/341، والتّصريح 2/190.
5 هذا بيتٌ من الطّويل، وهو لزُهير بن أبي سُلمى، من قصيدة قالها لبني سليم وقد بلغه أنّهم أرادوا الإغارة على غَطَفان.
و (عكرمة) : هو عكرمة بن خَصَفَةَ بن قيس بن غيلان. و (الأواصِر) جمع آصِرة؛ وهي: القَرابة.
والشّاهدُ فيه: (يا آل عكرم) حيث رخّم المضاف إليه المنادى؛ واستدلّ به الكوفيّون على جواز ترخيم المنادى المضاف بحذف آخر المضاف إليه.
وذهب البصريّون إلى منع ذلك؛ وعلّتهم في المنع: أنّ المضاف إليه ليس هو المنادَى،
ولا ترخيم عندهم إلاّ للمنادى؛ وأجابوا عن هذا وما هو مثله أنّه محمُولٌ على الضّرورة.
يُنظر هذا البيت في: الكتاب 2/271، والأُصول 3/457، والتّبصرة 1/372، وأمالي ابن الشّجريّ 1/191، 2/315، والإنصاف 1/347، والتّبيين 454، وشرح المفصّل 2/20، وشرح الجمل 2/571، والخزانة 2/329، والدّيوان 159.
يُريد: يا آل عكرمة.
والثّالث: ترخيم التّصغير، كقولك في (أَسْوَد) : سُوَيْد1، [107/أ] وما أشبه ذلك.
1 في ب: سيويد، وهو خطأ.