الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثانياً: ومن العلوم والمجالات التي لم يشتهر فيها الإمام الطحاوي مع كونه إماماً فيها:
-
1 -
(علم القراءات): ومع هذا فقد عده المؤلفون في طبقات القراء من جملة العالمين بالقراءات، تلقى هذا الفن على أيدي أئمة هذا العلم في عصره.
(1)
2 -
(علم التاريخ): وكان الإمام الطحاوي مؤرخاً، وذكره السيوطي فيمن كان بمصر من المؤرخين، وله في التاريخ المصنفات الكثيرة والتي منها:(التاريخ الكبير).
(2)
4)
3 -
(علم التفسير): وكذلك لم يشتهر الإمام الطحاوي بأنه مفسر، مع أن له تفسيراً جليلاً في آيات الأحكام يعد من أبدع ما ألف في عصره، بل يعد الطحاوي بهذا أول مفسر في تفسير آيات الأحكام.
كما يتضح من خلال كتابه (أحكام القرآن) علمه الواسع في التفسير وفي علوم شتى، حيث جرى في تفسيره على طريقة (التفسير المأثور).
(1)
غاية النهاية في طبقات القراء (1/ 116، 436، 439).
(2)
انظر: حسن المحاضرة (1/ 238) والبداية والنهاية (11/ 186).
4 -
(علم اللغة): كما أخذ الإمام الطحاوي بحظ وافر من علوم اللغة، حتى عده بعضهم إماماً في النحو واللغة، قال ابن تغري بردي، المتوفى سنة 874 هـ:(كان- الطحاوي- إمام عصره بلا مدافعة في الفقه، والحديث، واختلاف العلماء، والأحكام، واللغة، والنحو).
(1)
كان ما سبق شذرة من ثقافة الإمام الطحاوي ومكانته، ومهما نذكر من فضائل هذا الإمام مما سطره المؤرخون، فلن يكون ذلك إلا غيضاً من فيض، فرحم الله الإمام الطحاوي، وجزاه الله عنا خير الجزاء.
ثانياً: ثناء العلماء على الإمام أبي جعفر الطحاوي
ومما يدل على مكانة الإمام الطحاوي: كثرة الثناء عليه من علماء عصره، وممن جاءوا بعده:
- قال ابن النديم:
(2)
(كان أوحد زمانه علماً وزهداً).
(3)
- أما ابن عبد البر
(4)
(1)
النجوم الزاهرة (3/ 239).
(2)
ابن النديم هو: أبو الفرج محمد بن إسحاق النديم، مصنف كتاب (الفهرست)، مما يدل على استيعابه واطلاعه على فنون كثيرة من العلم، وله
من الكتب أيضاً كتاب (التشبيهات)، وقد كان شيعياً معتزلياً، توفي سنة 438 هـ
انظر: معجم الأدباء (6/ 2427) ومعجم المؤلفين (3/ 122) والأعلام (6/ 29).
(3)
الفهرست ص (256).
(4)
ابن عبد البر هو: أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي، إمام زمانه في الحديث والأثر، ألف في
شرح الموطأ مؤلفات عديدة منها: (التمهيد لما في الموطأ من المعاني والاسانيد) مرتباً إياه على أسماء شيوخ مالك على حروف المعجم، وله
في الصحابة (الاستيعاب في معرفة الأصحاب)، ومن كتبه (جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله) وغير ذلك وكلها مفيدة
جليلة القدر،. توفي في مدينة شاطبة، سنة 463 هـ. (انظر: سير أعلام النبلاء - (18/ 153) ووفيات الأعيان (7/ 66) والأعلام (8/ 240).
فقد قال: (كان من أعلم الناس بسير الكوفيين وأخبارهم وفقههم مع مشاركته في جميع مذاهب الفقهاء).
(1)
- وهذه مقولة من سمع منه ودرس عليه، مسلمة بن القاسم، يقول:(كان ثقة ثبتاً جليل القدر، عالماً باختلاف العلماء بصيراً بالتصنيف).
(2)
- ولم يبالغ الذهبي حين قال عنه: (الإمام العلامة الحافظ الكبير، محدث الديار المصرية وفقيهها صاحب التصانيف).
(3)
- بل سماه ابن تغري بردي
(4)
بشيخ الإسلام، فقال:(الفقيه الحنفي المحدث، أحد الأعلام، وشيخ الإسلام).
- وقال أيضاً: (إمام عصره بلا مدافعة في الفقه والحديث واختلاف العلماء والأحكام واللغة والنحو، وصنف المصنفات الحسان).
(5)
-
وقال البدر العيني
(6)
: (مجمع عليه في ثقته وديانته وفضيلته التامة ويده الطولى في الحديث وعلله وناسخه ومنسوخه، ولم يخلفه في ذلك أحد، ولقد أثنى عليه السلف والخلف).
(7)
(1)
الحاوي (7).
(2)
لسان الميزان (1/ 276).
(3)
سير أعلام النبلاء (15/ 27).
(4)
ابن تغري بردي هو: جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي عبد الله الظاهري أخذ عن البلقيني وابن النديم وغيرهما من الفضلاء
كابن حجر والعيني، ومن أشهر تصانيفه:(النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة) وكانت وفاته سنة (874 هـ) ..
انظر: معجم المؤلفين (4/ 149) والأعلام (8/ 222).
(5)
النجوم الزاهرة (3/ 239).
(6)
العيني هو: بدر الدين أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى العينتابي المعروف بالعيني، قرأ وسمع ما لا يحصى من الكتب والتفاسير وبرع
في الفقه والحديث والتاريخ وغيرها، ولي قضاء القضاة بالديار المصرية، وله شرح البخاري:(عمدة القارئ)، كما أن له شرحان مطولان
لمعاني الآثار للطحاوي، وله غيرها في فنون كثيرة، وكانت وفاته سنة (855 هـ). (انظر: معجم المؤلفين (3/ 797) والأعلام (7/ 163).
(7)
الحاوي (13).
- وقال السيوطي:
(1)
(الإمام العلامة الحافظ صاحب التصانيف البديعة أبو جعفر أحمد بن محمد .. الطحاوي، وكان ثقة ثبتاً لم يخلف مثله، انتهت إليه رياسة الحنفية بمصر).
(2)
- من كل ما تقدم يظهر جلياً أن الإمام أبا جعفر الطحاوي كان شخصية علمية ملؤها الصفات الفاضلة، والأخلاق الحميدة، والآداب الحسنة التي تليق بأمثاله من العلماء ذوي القيادات الفكرية والمكانة الاجتماعية في المجتمع الإسلامي، مما استحق به تقدير علماء عصره وفضلاء دهره، واحترام أمراء وقته وثناء الأجيال المتعاقبة من بعده.
(1)
السيوطي هو: جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد المصري، الشافعي، الإمام الكبير، المسند المحقق المدقق، صاحب
المؤلفات النافعة كان أعلم زمانه بعلم الحديث وفنونه، ومؤلفاته بلغت خمسة وعشرين وسبعمائة، ما بين مجلدات ورسائل.
(انظر: معجم المؤلفين (2/ 82) والأعلام (3/ 301)).
(2)
حسن المحاضرة (1/ 350).