المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ بيان معرفة سبيل الحق من سبل الضلالةوبيان قصدنا من نظم هذه الألفية - ألفية أم المؤمنين عائشة - الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصديقة

[يحيى الصامولي]

الفصل: ‌ بيان معرفة سبيل الحق من سبل الضلالةوبيان قصدنا من نظم هذه الألفية

مقدمة

وفيها‌

‌ بيان معرفة سبيل الحق من سبل الضلالة

وبيان قصدنا من نظم هذه الألفية

يقول راجي العفو والقبول

يحيى بني عطية الصامولي

المذنب المصري وهو الأزهري

محب علم السنة والأثر

أبدأ باسم الواحد الفرد الصمد

وصاحب الفضل العظيم لا يعد

هو الكبير الحي ذو الجلال

والخير والإكرام والجمال

مقلب القلب وصاحب المنن

محيي القلوب بالقرآن والسنن

مرسل خير الخلق للهدايه

قامع أهل البغي والغوايه

ثم السلام والصلاة تترى

على النبي خير الخلق طرا

محمد والآل والصحب معا

وكل من أطاع لما سمعا

ص: 6

وبعد فالحق جلي أبلج

والباطل الصرف ردي لجلج

بينهما مراتب فيها دخن

يظهر للبيب كالماء الأسن

وفوقه ودونه مراتب

فافهم كلامي واعتبر يا طالب

فالحق أن تتبع أقوال العلي

بلا تجاوز ولا تأول

والسنة الصحيحة المبينه

بلا تطاول ولا ضيغينه

بل وسط بين غلو الغالي

وبين إفراط الجهول القالي

والحق قال الله أو قال النبي

فافهم وقول مخطئ فاجتنب

من لزم القرآن والهدي نجا

ومن سوى الله إليه الملتجا

وقد يكون قول فذ مجتهد

وغير إنصاف وعليم لم يرد

لكنما التوفيق يأتي كالعمل

فافهم وحاذر من تتبع الزلل

ص: 7

والباطل المحض فكفر واضح

ودونه كفر بذاك صرحوا

ومن أباطيل العقول كلما

رأت كلاما للحكيم يعلما

تخرصت تطاولت وأرجفت

تنفخت تنفشت وأوجست

كأن هذا العقل وحي ثالث

لا بل نراه للأثافي ثالث

شيطاننا وحرصنا وعقلنا

فكلها شر وأعداء لنا

لكنما العقل يكون سالما

عند لزوم الحد يمسي غانما

فإن تعدى واستطال واجترى

فقد تردي في الهلاك لا مرا

ومن أباطيل النفوس أن ترى

ضعيف نفس حائرا قد امترى

تراه في بعض الأمور غاليا

وفي أمور مجحفا وخاويا

يثني فيرقى في المديح للسما

ثمت يهجوا فيهيم في العما

ص: 8

ومن أئمة الغلو وطائفه

طغت وكانت للحصان مجحفه

عدوا على عرض النبي المصطفى

ثم ادعوا بأنهم أهل الوفا

هيهات أن ينجو مؤذ للنبي

هذا كلام الله لا تستغرب

تناولوا عرض الحصان الطاهره

ذات المناقب الطوال الباهره

قالوا: بغت كفرت وكانت عائشه

تكيد للدين وكانت فاحشه

قالوا: وكانت تشعل نار الفتن

وما ونى عزم لها ولا وهن

قالوا: وكانت في الحديث كاذبه

ولم تكن فتوى عويش صائبه

قالوا: وسمت النبي الخاتما

وساعدتها حفص وأبوها

أتوا كذابا ليس يحصى عددا

ولا تصده العقول أبدا

ومن هنا نظمت هذي اللؤلؤه

ردا لكيد وافترا تلك الفئه

ص: 9

ألفية بديعة كالدره

تهفوا إليها النفس غير مره

سميتها بالروضة الأنيقة

في نصرة العفيفة الصديقه

أرجوا بها فضلا من الله العلي

وطول مكث في العلا لا ينجلي

أن أسكن الفردوس مع حبيبه

إذ قد دفعت السوء عن أزواجه

وأن أكون ناصر الأحبة

أهل التقى محمدا وحزبه

فأتممن ربي وسدد رمينا

أثقل بها يوم القضا ميزاننا

ووفقن قلبي لإخلاص العمل

وجنبن عقلي وقلمي الزلل

ثم سلام وصلاة خالصه

على نبي الحق ليست ناقصه

والحمد للرحمن واهب المنن

وناصر الدين بأصحاب السنن

ص: 10