المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌خبر أم زرع كما روته عائشة - ألفية أم المؤمنين عائشة - الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصديقة

[يحيى الصامولي]

الفصل: ‌خبر أم زرع كما روته عائشة

‌خبر أم زرع كما روته عائشة

روت عويش لنا حديثا مؤنسا

في ذكر إحدى عشرة من النسا

قالت الأولى زوجي لحم جمل

غث رديء في ذرى رأس جبل

ليس بسهل يرتقى بلا زلل

ولا سمين وافر فينتقل

ثاني تأبى أن تبث خبره

فهي تخاف الآن ألا تذره

تقول: إن أذكره أذكر عجره

فلا أرى في الزوج إلا بجره

ثالث تشكوا زوجها العشنق

تقول إن أنطق له أطلق

وإن سكت دائما أعلق

فعيشتي في بيته تملق

رابع زوجها ليل تهامه

معتدل الجو فلا سآمه

ليست تهاب دائما مقامه

لا عتب كذا ولا ملامه

ص: 29

خامسة زوجي إذا أتى فهد

ثم إذا ولى من الدار أسد

ليس يحب السؤل عما قد عهد

كأن زوجي ما أتى وما ورد

سادسة تقول بعد أكله

يلتف ويشتف بعد شربه

ولست أدري ما ولوج كفه

ليعلم البث وحال زوجه

سابعة زوجي عيايا نحوك

يمسي طباقا بداء منهك

إذا اعتدى عليك إما شجك

أو فلك أو جمع كلا لك

ثامنة فمسه كالأرنب

وريحه فاح كريح زرنب

تعني بذا الطبع ولين الجانب

يروح ويغدوا بريح طيب

تاسعة زوجي مرفوع العماد

تعني شريفا ومطول النجاد

وهو كريم ولذا كثر الرماد

وهو قريب بيته من النواد

ص: 30

عاشرة تقول زوجي مالك

إبل كثير وكذا المبارك

إذا سمعن صوت مزهر يك

أدركن قطعا أنها هوالك

خاتمة الأزواج تبكي زوجها

وهو أبو زرع فماذا شأنها

تقول أرخى من حلي أذنها

حتى لقد فاقت لديها نفسها

ألفاني في أهل غنيمة بشق

فصرت في أهل صهيل ومنق

أقول عنده فلا أقبح

أستيقظ الصباح إن تصبح

وأمه عكومها ردح

وبيت أمه كذا فساح

وابن أبي زرع صغير مضجعه

ذراع جفرة صغير يشبعه

بنت أبي زرع تطيع أمها

كذا أباها تملأ كساءها

جارية كتوم ليس مثلها

تطهي الطعام وتقم بيتها

ص: 31

ثم أبو زرعء مضى في مرة

رأى غلامين بحضن امرأة

جميلة فتاق قلبه لها

فبات لي مطلقا وضمها

نكحت بعده فتى سريا

أتى جوادا عنده شريا

تقلد رمحا له خطيا

حتى أراح نعما ثريا

وقال ذاك الخير والفضل لك

كلي هنيئا ثم ميري أهلك

فلو جمعت كل شيء كان لي

ما بلغت إناء زوجي الأول

قال النبي- مرهفا للسمع-

كنت لك كزوج أم زرع

لأم زرع داءما في بره

قالت: لأنت خيرهم لأهله

أنت الذي قد جاء بالنور الجلي

نورت قلبي بهدى الرب العلي

أنت الذي قدجاء بالعز لنا

والمجد والقدر الرفيع والسنا

ص: 32

أخرجتنا من الظلام الحالك

والشرك والجهل المريب المهلك

قد جئت بالقرآن يحيي الأفئده

يمحوا أذى تلك القرون البائده

فأنت خير الناس مرفوع الذرى

وخير زوج عال أنثى في الورى

واسمع كلام شيخنا الحويني

في شرحه تمسي قرير العين

قد قرب الألفاظ والمعنى وضح

وفاق حسنا وجمالا فاتضح

أضفى عليه من جمال نطقه

ما أتحف القلوب والعقل به

قد سار شرحه مسير شمسنا

كاللؤلؤ المنظوم في هذي الدنا

كم ذا بيوتات لزمن السنة

لروعة الشرح فيا للمنه

جزى الإله شيخنا خير الجزا

أظله في ظله يوم الجزا

ص: 33