المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إفك آخر، وآخر - ألفية أم المؤمنين عائشة - الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصديقة

[يحيى الصامولي]

الفصل: ‌إفك آخر، وآخر

ثمت يبني فوقها عظائما

وترهات كالبلاء جاسما

مدلس يزور الحقائقا

ويقلب العلقم شهدا رائقا

يقدم المكذوب لا الصحيحا

كذلك الموضوع والمطروحا

يعنى بجمع من قمامات الكتب

مثل الأغاني، والصحيح قد حجب

كذاك ينقد الصحيح إن وجد

أما الضعيف ذاك كنز قد وجد

لا يعرف الجمع ولا الترجيحا

كلا ولا الضعيف والصحيحا

فذاك منهج لكل رافضي

من رامه فليس بالمؤيد

وقد رددت كل شبهة له

مبينا منهجه وجهله

‌إفك آخر، وآخر

لم ينته الإفك أخي فلتسمع

بل ثم إفك ظاهر لا يرتدع

ففي كتابات لأهل السنة

جاءت دسائس من أهل البدعة

ص: 87

فيها غلو وافتراء وكذب

وبخس حق بالغ من العجب

فإن شانئي الحصان الطاهره

رأوا مناقبا لها متواتره

فلم يرق لبعضهم أن ينتهي

عن هتك عرض أمنا وذمه

فوضعوا الأخبار تلك الكاذبه

أتوا بكل الإفك والمشاغبه

كي يصرفوا الأنظار عن فضل لها

كذاك عن تكريم ربها لها

وينشروا الإفك الصريح العاري

من كل مكذوب من الأخبار

لكن أهل العلم أصحاب الأثر

قد أظهروا تلك المساوي والعرر

وفندوا أقوال أهل الباطل

ونسفوا البهتان بالحق الجلي

وبينوا الصحيح من مكذوبه

بفهم حاذق فقيه نابه

وقد أتى الكثير من ذا الافترا

في كتب أعلام لنا بلا مرا

ص: 88

مثل الإمام الطبري البارع

في سرد تاريخ الملوك الجامع

فقد أتى فيه بتاريخ الفتن

وكان ذكر أمنا مشوها

فهي التي قد ألبت أحزابها

على الإمام لم تراع ربها

قالت أميتوا نعثلا فقد كفر

وأظهرت نعل النبي فبهر

ثمت جاءوا واستباحوا دمه

وعينه في مصحف أمامه

قالوا وكانت آنذاك في سرف

وأمر عثمان لديها ما عرف

فلقيت عبدا هو ابن أمه

فسألت ذاك الفتى عن أمره

قال لها إن الخليفة قتل

وجاز أمرهم إلى خير الدول

فبايعوا علي في المدينة

قالت فردوني ألا يا حسرتي

ليت السماء هذه أن تنطبق

إن تم الأمر نحو صاحبك

ص: 89

وإن عثمان الشهيد قد ظلم

لأطلبن دمه بين الأمم

قال: فأنت قد أملت حرفه

قالت: فإني ما أردت قتله

قال فمنك ذا البداء والغير

ومنك أيضا الرياح والمطر

وعند ذا قامت تريد ثأره

وهي التي قد أشعلت أواره

ثم امتطت من الجمال أحدبا

وعطلت أمر النبي الواجبا

أقامت الحرب على ساق لها

وأججت في المسلمين نارها

وأوقعتهم في البلاء والفتن

وفتحت باب العداء والمحن

بل قال راجز لنا لم يصدق

مخاطبا عليا الليث التقي

يا جبلا تأبى الجبال ما حمل

ماذا رمت عليك ربة الجمل

أثأر عثمان الذي شجاها

أم غصة لم ينتزع شجاها

ص: 90

قضية من دمه تبنيها

هبت لها واستنفرت بنيها

ذلك فتق لم يكن بالبال

كيد النساء موهن الجبال

وإن أم المؤمنين لامرأه

وإن تك الطاهرة المبرأه

أخرجها من كنها وسنها

ما لم يزل طول المدى من ضغنها

وقال أيضا بلسان جاهل

عن الحقائق العظام ذاهل

وانتهك الحي دماء الحي

من أجل ميت غابر وحي

وجاء في الأسد أبو تراب

على متون الضمر العراب

يرجو لصدع المؤمنين رأبا

وأمهم تدفعه وتأبى

تجر ذات الطهر فيه عسكرا

وتذمر الخيل وتغري العسكرا

فقلت بل كذبت أيها الرجل

هلا شققت قلب ربة الجمل

ص: 91

امبتغ حقا فغرت فاكا

أم سهم باطل أتى أعماكا

أما طلبت العلم بالنقاوه

حتى تزيل الجهل والغشاوه

من قال أن غصة في حلقها

ولم يزل طول المدى ضغنا لها

وأن أمي ما أرادت رأبا

وأنها كانت لصلح تأبى

وأن ذات الطهر جرت عسكرا

وذمرت خيلا وأغرت عسكرا

كلا وربي قد أسأت الفهما

ولم تنل من الصواب سهما

رددت قول الرافضي كالببغا

وصغت إفك من تعدى وطغا

وضابط الأمر بهذي المسأله

أن ليس للأخبار نفس المنزله

فيها صحيح وضعيف وحسن

وعند أهل العلم ليس خافيا

بل ثم موضوع ومكذوب كذا

قد دسه أهل النفاق والأذى

ص: 92

وجل إفكهم رواه ابن عمر

لا لا تظنه الإمام المعتبر

بل ذاك سيف وهو مثلوم كذا

يرويه عنه ابن مزاحم وذا

يروي الأكاذيب التي لا يرتجى

نفع بها، بل كل ضر وشجا

وقد رماه بعضهم بالزندقه

لأجل مروياته المختلقه

فهل نظرت نظرة المحدث

قبل تفوه بذي الخبائث

هيهات أن تكون قد فعلتها

بل عن أصولنا لقد نأيتا

ثم سلكت منهج الروافض

ولست عند ذاك بالمؤيد

وذاك تفصيل لكل ما جرى

خذه بقلب نابه بلا امترا

قد صغته من كل موثوق الخبر

لا من دواهي كل كذاب أشر

ص: 93