المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌رأس الأفعى عبد الله بن سبأ - ألفية أم المؤمنين عائشة - الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصديقة

[يحيى الصامولي]

الفصل: ‌رأس الأفعى عبد الله بن سبأ

‌رأس الأفعى عبد الله بن سبأ

رأس الحديث وبداية النبأ

عند اليهودي الخبيث ابن سبأ

أراد صدع ديننا فلم يجد

إلا سبيلا واحدا "فرق تسد"

وفي خلافة الحيي أسلما

ووضع كيدا خبيثا محكما

نادى بأقطار البلاد كلها

برجعة المختار يا أولي النهى

لأنه من المسيح أفضل

فهو أحق بالرجوع، أمثل

ثمت قال: وعلي الوصي

بعد الرسول لم يكن بالناكص

عثمان قد أخفى وصية النبي

لم يمتثل قط لأمم واجب

لذا فقوموا واخلعوه واجعلوا

أمر الرسول نافذا وعجلوا

كيلا يعمكم عقاب ربكم

وتدخلوا النار بسوء فعلكم

ص: 94

فصدقت ناس من الغوغاء

أراذل القوم من الدهماء

وكذبوا على الإمام وادعوا

عليه كل تهمة وما رعوا

ونشروا الكذاب في الأنحاء

حتى لقد هزت من الأرجاء

ثم أتى عثمان علم ما جرى

وما أتاه القوم من ذا الافترا

لكن عثمان أبى أن يفتحا

باب المآسي ورأى أن يصلحا

وقال فروا من ضراوة الفتن

لا تقتلوا نفسا ولوذا بالسكن

وقد أتى الباغي الخبيث ابن سبأ

في جمع غوغاء لشر قد خبأ

وحاصروا الأمير في بيت له

هم مجمعون أمرهم لخلعه

قالوا له دع الأمور تسلم

واترك خلافتنا لنا كي تغنم

قال له البر الفقيه ابن عمر

لا تخلعنها لن تزيد في العمر

ص: 95

كي لا تكون سنة من بعدكا

قم واستعد للقا مولى لكا

ثم ارتقى الغوغاء من أسواره

وأوقعوه ميتا في داره

سال الدم الزكي من أوصاله

حتى أصاب مصحفا في حجره

ولم يكن فيهم من الصحابة

قط فتى، قال فقيه البصرة

فذاك أمر قتل عثمان التقي

وما جرى في عهده المبارك

ثمت جاء بعده ليث الحمى

مجندل الأقران، سباق الكما

أعني عليا الإمام الطيبا

ما فل عزم دينه وما نبا

فبايعته الناس من أصحابه

إلا قليلا ليس عن شيء به

وإنما كان اعتزالا للفتن

نأيا بنفس عن تباريح المحن

كان الإمام كارها أن يصبحا

خليفة للمسلمين الصلحا

ص: 96

يقول إن أكن وزيرا أفضل

لكنهم عن بيعة لم يعدلوا

وكان فيمن جاءه وبايعه

طلحة والزبير قد أتى معه

واختلف الأصحاب في أمر الدم

هل يرجأ أم يحظ بالتقدم

فاستأذن الزبير معه الصاحب

من الإمام والرحيل أوجبوا

لمكة بعد شهور أربعه

من مقتل الإمام والمبايعه

الصاحبان وعويش أمهم

في مكة والثأر قد أهمهم

لو أرجأوا أيضا لأبطل الدم

وصار سنة ويبقى الندم

وذاك من توهين سلطان العلي

إن يبق هذا الضرب ولم يقتل

فأجمعوا العزم على الثأر له

فمن أراق دمه يا ويله

ص: 97