المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عائشة المحبة المحبوبة دلائل محبتها للنبي صلى الله عليه وسلم ومحبة النبي لها - ألفية أم المؤمنين عائشة - الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصديقة

[يحيى الصامولي]

الفصل: ‌عائشة المحبة المحبوبة دلائل محبتها للنبي صلى الله عليه وسلم ومحبة النبي لها

‌عائشة المحبة المحبوبة دلائل محبتها للنبي صلى الله عليه وسلم ومحبة النبي لها

وجاء عمرو يسأل الصدوقا

ولم يكن لرده مطيقا

عمن أحبهم إلى قلب النبي

قال عويش فاستمع لا تعجب

فقال أعني من رجال الأمة

قال أبوها فهو خير الصحبة

قال الإمام الذهبي في السير

ذاك حديث ثابت مثل الدرر

برغم أنف الرافضي عائبا

والمصطفى دوما يحب الطيبا

وكان أصحاب الحبيب كلما

جاءت هداياهم إليه إنما

يؤتى بها في ليلة لعائشه

كانت أحبهم بلا مناقشه

فأرسل الأزواج بنت المصطفى

فاطمة الزهراء تسأل الوفا

فقأل يا ابنتي أحبي هذه

فعادت الزهرا إلى أزواجه

تقول لا والله لست راجعه

وأصبحت عن أمنا مدافعه

ص: 34

فأرسلوا زوج النبي زينبا

كثيرة الإحسان والتقربا

فاستأذنت ودخلت لبيتها

وعائش مع النبي في مرطها

أولئك، الأزواج قد أرسلنني

يسألنك العدل وفعل الأحسن

ثم استطالت زينب عليها

كان النبي ناظرا إليها

وعائش في كل ذاك تنتظر

هل يأذن النبي لها أن تنتصر

ثم أحست إذنه فانتصرت

فجف حلق زينب وسكتت

فقال بابتسامه الرقيق

تلك الحبيبة ابنة الصديق

ودخل النبي يوما بيتها

في يوم عيد والجواري عندها

كن يغنين وكان معرضا

فجا أبوها منكرا ما قد بدا

يقول مزمار الشياطين هنا

قال الرفيق يا صديق دعهما

ص: 35

وجعل الحبيب يخفي عائشه

كلاهما يشهد لعب الحبشه

واقفة وخدها في خده

ذاك نبي الله يا لرفقه

تقول جاعمي من الرضاعة

مستئذنا علي في الضيافة

لكن أبيت حتى جاء المصطفى

قال ائذني لعمك بلا جفا

تقول قلت يا حبيبي فادع لي

لما رأيت طيب نفس ينجلي

فقال يا رباه جد واغفر لها

ما قد بدا وما خفي من ذنبها

وما تقدم وما تأخرا

فضحكت عائش والبشر يرى

فقال هل سرك أن أدعو بذا

إني به أدعو لأمتي كذا

قال النبي المصطفى لعائشه

قولا بديع الطعم مثل المشمشه

لقد علمت حيث كنت راضيه

وإن سخطت والأمارات هيه

ص: 36

إذا رضيت قلت ورب النبي

محمد وإن علي تغضبي

قلت فلا ورب إبراهيما

فأبدعت قولا لها سليما

والله ما أهجر غير الاسم

فتلك فعادتي وذاك فقسمي

وأمنا سودة تهدي يومها

إلى عويش فالنبي يحبها

ترجو بهذا الفعل إرضاء النبي

فانظر لذاك المسلك المهذب

واسمع إلى عمار بن ياسر

وخل عنك قول فسل خاسر

حين أتاه رجل ينال من

حبيبة الحبيب فقال صه

أغرب فمنبوح ومقبوح كذا

من مس أزواج النبي بالأذى

كذاك مسروق هو المؤدب

ولعلوم الدين دوما طالب

يقول حدثتني الصديقة

هي ابنة الصديق والحبيبة

ص: 37

ليست بقول الله، كأي امرأه

وهي الحصان البكر والمبرأه

بل ذا أمين وحي رب في السما

يأتي إلى بيت النبي مسلما

يقول أقرئ عائش السلاما

هدي حقائق ليست مناما

وفضلها على النساء غيرها

مثل الثريد في عموم نفعها

بذاك قال المصطفى خير الورى

ليس بمكذوب ولا بمفترى

ألم يكن قد شرع التيمم

بسبب البكر الحصان فاعلموا

واغتسلت مع النبي في إنا

زادت معاني الحب دوما والهنا

وكان خير الخلق يوصيها بأن

تسترقي من عين حاسد تصن

وجاءه الفرسي يدعو للمرق

فلم يجب إلا معا لا نفترق

وكان يدني الرأس وهو معتكف

فرجلت واللطف، منها لا يجف

ص: 38

وطيبته في الحلال والحرم

طيبها الله بجنة النعم

وقبل المختار وجه عائشه

في صومه دوما بلا مفايشه

وكان خيرنا يصلي ليله

وعائش بين الربا وبينه

وكان يأتي ومعي صواحبي

نلعب بالبنات لم يؤنب

بل كان يدنيهن مني دائما

يأتي إلي فرحا مبتسما

يقول يا عائش يا موفقه

ويا حميراء بذا قال الثقة

يا أم عبد الله يكنيها كذا

أتت روايات صحيحة بذا

وقيل يا عويش ناداها بها

أن يغفر الله الغفور ذنبها

فكل ذلكم دليل حبه

لعائش المحبوبة من قلبه

وفيه قسم وافر من حبها

فيا له من سعد حظ وبها

ص: 39