المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌غيرة عائشة ومواقفهامع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أمهات المؤمنين رضي الله عنهن - ألفية أم المؤمنين عائشة - الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصديقة

[يحيى الصامولي]

الفصل: ‌غيرة عائشة ومواقفهامع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أمهات المؤمنين رضي الله عنهن

‌غيرة عائشة ومواقفها

مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أمهات المؤمنين رضي الله عنهن

-

وأعجب الأشياء ذكرا أنها

تغار ممن كان مات قبلها

وهى خديجة العظيمة التي

حازت مكانا سامقا في الرفعة

يقول خير الخلق عن خديجة

كانت وكانت فهي خير زيجة

وكان يبعث الهدايا بعدها

والأعطيات في صواحب لها

وعندها تضحى عويش واجمه

غيرى وكانت بالوداد عالمه

قالت أليس في الوجود غيرها

فقال كلا لم يكن وما بها

ثم عويش الآن فاق حبها

تغار ممن قد يعيش بعدها

تقول وارأساه قال المصطفى

ممازحا ولم يكن به جفا

لو كان ذاك الآن فغسلتك

ثمت أستغفر وادعوا لك

ص: 16

قالت فوا ثكلاه يا لسعدها

تلك التي تمسي معرسا بها

فابتسم الحبيب ثم جاءه

صداع رأس ثم مات بعده

فكان آخر ابتسامه لها

فيا لها منقبة ما مثلها

واسمع إلى ما تدعيه الرافضه

ذات الرشاد والعقول الواعده

قالوا تمنى أن تموت عائشه

فيا له رأي عظيم االفشفشة

أخزى الإله قائلا وما اخترع

ذاك الزنيديق الخبيث المبتدع

تقول كان المصطفى إذا طلع

لسفر بين نسائه اقترع

فطارت القرعة في يوم لها

وحفصة كانت كمثل حظها

كان النبي ليله لعائشه

يأتي إليها يبتغي المحادثه

لكن حفصة الذكي عقلها

هي ابنة الفاروق كادت كيدها

ص: 17

قالت لعائش اركبي بعيري

لعله أجود في المسير

وركبت حفص بعير عائشه

ثم أتى النبي للمناقشه

فعند ذا غارت عويش يائسه

أتاها ما يأتي النسا من وسوسه

فوضعت أقدامها في الإذخر

قالت أيا عقرب هيا فاعقري

يا حية الدغي قد فاض صبري

لعله يشفى أنين صدري

رباه ما أقول هذا المصطفى

نبيك الهادي معلم الوفا

وليلة خرج النبي الأكرم

من عند عائشة لأمر يعلم

قالت فغرت فرأى ما أصنع

وكان قلما بليل يهجع

فقال مهلا يا عويش ما لك

هل غرت هلا تملكين نفسك،

قالت وما لي لا أغار والربا

تشهد أنك الرسول المجتبى

ص: 18

ثمت قال هل أتى شيطانك

فعن سبيل الاصطبار ردك

قالت ولي شيطان ليس يترك

أمري وأمر كل إنسي يك

قال نعم قالت وهل أيضا معك

تريد هل يضرك أم ينفعك

قال نعم إن معي لكنما

الله قد أعانني فأسلما

فليس يحدوني لشر أبدا

بل كل خير في الخفا وما بدا

فاحسنت تخلصا من فعلها

كذا استفادت العلوم يا لها

من ذات عقل ثاقب ذكي

ألم تكن حبيبة النبي

لكن ذاك الرافضي ظنه

ذما لعائش الرسول قاله

ألم ير الذم كذا يصيبه

فإن شيطانا له يجيئه

بل صار ذما للبرايا كلهم

تبا لقوم يا لقبح جهلهم

ص: 19

واسع أعاجيبا هنا تقولها

رافضة كذوب دام خزيها

يرون غيرة الحصان منقصه

كانت لأيام النبي منغصة

فهي تحب نفسها لا غيرها

ترى النساء ليس فيهم مثلها

وهي تروم القمة العلياء في

هذي الدنا وذلك المكر الخفي

وهي تريد الناس خداما لها

الكل يغدوا ويجي بأمرها

وتجحد الفضل العظيم أهله

وتدعي الفضل الذي ما مثله

قلنا لم مهلا أكل ذلكم

لأنها تغار مثل أمكم

تغار مثل أختكم وزوجكم

أين الفهوم بل وأين عقلكم

قد كان ذاك ردنا في الأول

ثم تركناه لأمر ينجلي

فإن أمهم وأختهم كذا

ليست تغار وبعلم قلت ذا

ص: 20

كيف تغار تلكم الزوج التي

يهيم أهل بيتها في المتعة

ذاك الزنا الأجلى الذي ما نمتري

في كونه فعل الأثيم المفتري

حرمه الحكيم جل وعلا

وبلغ الأمين ذا على ملا

هذي الدياثة العظيمة التي

ما تركت شيئا لتلك الغيرة

كان اضطرارا رخص المختار في

ذاك الزواج لا لأمر قد خفي

فهو كمثل الميت والخنزير

فافهم كلامي واعقلن تقريري

كانت تعيب الواهبات الأنفسا

تقول غيرى ما دها تلك النسا

تراه شيئا قد يمس الشرفا

فجاءه الترخيص رأسا وكفى

قالت فربنا قد اجتباكا

مسارع مولاك في هواكا

تعني الرضا وذلك المعنى جلي

لمن عن البلاغة لم يذهل

ص: 21

فقال ذاك الرافضي ما هوى

ولا اكتوى قلب النبي بالجوى

بل كان تنفيذا لأمر ربه

محضا وللتمكين في أصحابه

قال ولكن عويشا ادعت

أن النبي ذا هوى وما وعت

قلنا فأنت أعلم من النبي

قد سمع القول فلم يؤنب

لأن قولها لمن يتفقه

كان دلالا يا فصيح فافقهوا

ثم هوى النبي في أمر العلي

فكان قولها تحصيل حاصل

ومرة تقول تلك الصادقه

قولا بديعا كالثمار الباسقه

أيا رسول الله لو نزلت في

واد وفيه شجر قد اقتفي

فيه شجيرات أتتها السائمه

قد أكل منها وأخرى سالمه

في أي هذين البعير ينزل

قال بذلك الذي لم يؤكل

ص: 22

تعني بذاك أنه ما مثلها

في أنه لم يأت بكرا غيرها

وكان للنبي تسع نسوة

يأتي لإحداهن كل ليلة

ثمت يجتمعن كلهن في

بيت التي يأتي وذا فعل الوفي

فمد مرة لزينب يده

في ليلة الحصينة المؤيده

فقالت الحصان تلك زينب

فكف عنها يده لا تعجبوا

ثم تقاولتا وقد مر بهم

أبو بكر فقال لا تعبأ بهم

ثم قضى صلاته وعادا

قال لبنته قولا شديدا

وبعض الأمهات يوما أرسلت

إلى النبي بطعام صنعت

في صحفة لها لبيت عائشه

قالت فغرت، فغدت مستوحشه

ثم ضربت الصحفة فسقطت

للأرض ثم بالطعام انفلقت

ص: 23

فلمه المختار لا كمثلكم

يقول للأصحاب: غارت أمكم

وفي رواية النسائي ذكر

تعليل غيرة الحصان فاعتبر

أما صفية فكانت ماهره

بالطهي هذا ما أثار الطاهره

فلم تكن خفيفة العقل إذا

وما كذا بأمكم يسوء ظن

وعندما بنى النبي بزينبا

ثم دعا الناس لأكل وهبا

فجاءه الأصحاب أفواجا ترد

حتى غدا يدعوا فلم يجد أحد

قال ارفعوا طعامكم ثم خرج

لأجل قوم قد بقوا بلا حرج

قال أنيس فابتدا ببيتها

ألقى السلام وعلى جيرانها

فردت السلام ثم سألت

عن أهله كيف هم وباركت

فرجع النبي نحو بيته

ولا يزال القوم باقين به

ص: 24

فك عائدا لبيت عائشه

لأنها لحبه معايشه

فيا لها من سكن للمصطفى

ويا له حب وود قد صفا

ثمت قيل قد مضوا لشأنهم

فجاء أهله ليحتفي بهم

قالت أتاني المصطفى في ليلتي

حتى بدأت أشرع في نومتي

وكان واضعا رداءه كذا

طرف الإزار ولدى الرجل الحذا

وظل حتى ظن أني نائمه

قام رويدا والبقاع مظلمه

ففتح الباب رويدا وخرج

ثم أجافه رويدا ودحرج

جعلت درعي في دماغي واختمرت

ثم تقنعت إزاري وانطلقت

حتى أتى البقيع ظل قائما

وقتا طويلا ويديه للسما

ثلاث مرات وولى راجعا

منحرفا لبيته فمسرعا

ص: 25

ثم غدا مهرولا فأحضرا

في كل ذا ضاهيته بلا مرا

سبقته إلى المبيت المنعزل

ثم اضطجعت في السرير فدخل

فقال يا عائش حشيا رابيه

فقلت لا شيء وإني لاغيه

قال اذكري لي ما جرى لا تكتمي

ليخبرني الله عنك فاعلمي

فأخبرت بما جرى فصكها

بلهدة قد أوجعت في صدرها

يقول هل ظننت بي أن أظلما

فهل يحيف الله من فوق السما

لقد أتاني الأمين آمرا

إيت بقيع الغرقد مستغفرا

قالت فإن رحت فما قولي لهم

قال سلام الله ثم ادعي لهم

ص: 26