المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عائشة الزاهدة السخية - ألفية أم المؤمنين عائشة - الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصديقة

[يحيى الصامولي]

الفصل: ‌عائشة الزاهدة السخية

‌عائشة الزاهدة السخية

وأمنا أيضا حصان زاهده

سخية دوما رزان عابده

عاشت مع المختار ولم يشبعا

ثلاثة من خبز أو زيت معا

ويوم جاءت عائش تسألها

امرأة أتت ببنتين لها

تقول ما وجدت غير التمرة

بين ابنتيها عدلت في القسمة

ثمت زاد زهدها بعد الجمل

وأكثرت من السخاء والعمل

يقول عروة هو ابن أختها

قد نكست ورقعت في ثوبها

وجاءها يوما بمال وافر

ابن أبي سفيان كالموقر

فلم تبت ودرهم في بيتها

بل أنفقها كلها في وقتها

فما اشترت لحما لها بدرهم

تقول للفتاة لا تتهمي

ص: 54

لو كنت ذكرتيني كنت أفعل

فيا له قلب سخي فاضل

جادت بكل مالها للفقرا

ولم تذر لنفسها شيئا يرى

قد علمت بأنها أم لهم

فكان لا بد وأن تؤثرهم

ألم تكن بنت أبي بكر البهي

من جاء للنبي بكل ماله

أسمى معاني الزهد والأمومة

فردديها في الورى يا أمتي

واشتهرت بالبذل حتى عابها

ابن الزبير الطيب ابن أختها

قال: لئن لم تنته أو تقتصد

لأحجرن مالها ولم يزد

فنقل القول إليها من عدا

فنذرت لتهجرنه أبدا

فطال هجران عويش لابنها

ولم يطق فيح أسى جفوتها

فاستشفع الابن ولكن لم تجب

عز عليها الرفق منها والأدب

ص: 55

فجاءها يوما مع الصحابة

ودخلوا جميعهم في الحجرة

وبينهم ذاك الفتى المدلل

ودمع الاستعطاف منه مرسل

فاعتنق الأم مناشدا لها

أن تقبل العذر وتكفى نذرها

وأكثروا على الحصان الطاهره

ليس يحل أن تكوني هاجره

وهي تقول لا يعود الناذر

باكية والدمع منها يغزر

فأعتقت في نذرها ذا أربعه

في عشرة من الرقاب دامعه

وكلما تذكرت هذا بكت

لم ترو ذا! بنفسها وما حكت

ص: 56