المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌العالمة الفقيهة المفسرة - ألفية أم المؤمنين عائشة - الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصديقة

[يحيى الصامولي]

الفصل: ‌العالمة الفقيهة المفسرة

‌العالمة الفقيهة المفسرة

وأمنا كانت من العلماء

خاضت علوم الدين باستيفاء

ألم تكن تلميذة النبي

ثم بفضل عقلها الذكي

ونزل القرآن في لحافها

وسألت عن كل شيء رابها

وهي محدثة كذا والراويه

ذات الأسانيدا العظام العاليه

ما بينها راو وبين المصطفى

فعن معين العلم تروي وكفى

وعن أبي بكر كذا عن فاطمه

قد أخذت أيضا علوما قيمه

ومن روى عنها كثير قد ذكر

عند الإمام الذهبي في السير

قد ذكر خلقا كثيرا منهم

زر حبيش ثم زيد أسلم

أبو هريرة والوادعي

ثم أبو موسى كذا النهدي

ص: 57

ثم ابن عباس كذا وابن عمر

وعروة ابن الأخت وابن المنكدر

والقدوة ابن زيد النخعي

وصنوه ابن زيد التيمي

وابن يسار ثم زدهم عكرمه

مجاهد وابن بشير علقمه

وابن أبي مليكة والحسن

كذلك الشعبي الإمام الفطن

مسروق ميمون كذاك نافع

وابن المسيب الإمام البارع

وغيرهم جمع عظيم أكثر

من مائتين كلهم موقر

مسندها ألفان فهي مكثره

ثمت زد مائتين بعد العشره

سبعين ومائة وزدهم أربعه

أخرجها الفذ البخاري معه

تلميذه النجيب، ثم ينفرد

بأربع من بعد خمسين تعد

وانفرد تلميذه بتسعة

من بعد ستين روى بصنعة

ص: 58

كانت عويش تحسن الفرائضا

وتجمع العلم الغزير الفائضا

قال المحدث الشهاب الزهري

بحر الحديث جملة كالدر

لو جمعت كل علوم الناس

كانت هي الأعلى بلا التباس

ذات رسوخ في العلوم والسنن

والفقه والنزول ما أسمى المنن

كان ابن صخر يكثر القول اسمعي

يا ربة الحجرة فاروي أو دعي

وعروة يقول قد رأيتني

أقول لو ماتت لما أزعجني

ولا ندمت إذ وعيت علمها

من قبل خمس حجج من موتها

أعلم بالحلال والحرام

والشعر والطب وبالأعلام

قال ابن حزم وهي كانت مكثره

من الفتاوى لم تكن مستأثره

وكان عثمان الحيي وعمر

يبعث من يسألها عن الخبر

ص: 59

ما أشكلت قط عليهم مسأله

إلا رأوها للجواب حامله

قد استقلت بالفتاوى وقتها

وعروة دوما ملازم لها

وأمنا عويش كانت أنكرت

على الصحاب غيرها واستدركت

مسائلا تروي رسوخ قلبها

في الفقه وتومي إلى رقيها

هذا الإمام الزركشي الشافعي

أتى عليها في كتاب جامع

وماتع سماه سماه بالإجابة

ما استدركت أم على الصحابة

أو ما تفردت به من علمها

أو خالفت فيه اجتهاد غيرها

أو كان عندها دليل بين

فصل مفيد فيه علم متقن

أو أنكرت فيه على الأئمة

أو رجعوا لرأيها في الجملة

أو حبرت وحررت من فتوى

أو كان من رأي رأته أقوى

ص: 60

قد رجع الصديق صوب رأيها

وكان في الأمور يستشيرها

وعمر الفاروق يوم موته

ردت عليه وعلى بنيه

واستدركت على علي وابن عمر

كذا ابن عمرو وأخيها قد ذكر

على ابن ثابت وزيد أرقم

على ابن عباس الإمام العالم

على أبي هريرة الفذ العلم

من كان خير حافظ بين الأمم

على ابن عوف وكذا ابن عازب

على ابن مسعود الإمام الطيب

والأشعري زدهم والخدري

وبنت قيس وابني الزبير

وغيرها مسائلا قد بينت

وحررت واستدركت وعلمت

كانت عويش للكتاب قارئه

وتعرف التفسير وهي ناشئه

فتسأل المختار عما رابها

لكي تزيل بالعلوم جهلها

ص: 61

قد جاءها ذاك الفتى العراقي

وهو يجوب الأرض باشتياق

فقال يا أمي أريني مصحفا

لكي عليه مصحفي أؤلفا

قالت له هل يا فتى يضركا

أن تقرأ في مصحف كذلكا

أول شيء يا بني منزل

ما كان من قرآنناه مفصل

وفيه ذكر الجنة والنار

إيماننا بالله والأقدار

ثمت ثاب الناس للإسلام

فجيء بالحلال والحرام

لو قيل لا تزنوا كذا في الأول

لا تشربوا الخمور، لم يمتثل

قد قال ربي: ساعة موعدهم

أدهى أمر ليس من ينجدهم

أيام كنت في البوادي ألعب

بمكة مع الجواري أذهب

ثم أرته الأم مصحفا لها

أملت عليه ىلآي وترتيبها

ص: 62