المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فوائد من حادثة الإفك - ألفية أم المؤمنين عائشة - الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصديقة

[يحيى الصامولي]

الفصل: ‌فوائد من حادثة الإفك

‌فوائد من حادثة الإفك

كان ابتلاء للنبي الأكرم

يسمو به أعلى ذرى العز السمي

وهو ابتلاء للحصان الطاهره

يسمو بها نحو الجنان الباهره

قد زاد في الوداد بين المصطفى

وبين حبه خليلة الوفا

فقد أتى القرآن في أمر لها

وذاك تاج كل منقبة لها

لو لم يكن للأم أي منقبه

غير البراءة فنعم المرتبه

لو كل فضل نالها في كفة

ثم براءة لها في كفة

لرجحت كفة تبريء لها

فتلك درة علا بريقها

وهو ابتلاء للصديق الأكبر

ودونه قتل وقطع الأبهر

كذا لأهل بيته ذوي التقى

إلى جنان في العلا به ارتقى

وهو ابتلاء نال كل مؤمن

وكل قلب عامر وموقن

ص: 79

قد شاركوا المختار كل حزنه

وذاك أولى مقتضى لحبه

أمر عظيم قد أتى عليهم

وبالأذى والكرب قد غشاهم

لأنه عرض النبي الأعظم

وذا يمس دينهم فلتعلم

كيف ينال عرض منقذ لهم

يحيي القلوب وهو أصلا متهم

بأي وجه ينشرون في الورى

ذا الدين إن كان الكذاب قد جرى

أما تراه قد غدا معترضا

لدرهم في بيته يوم قضى

آلا يقال أنه ذو ثروة

أو أن يشاب ذكره بشبهة

ثم أزاح الله تلك الغمه

فانبلجت كل ثغور الأمه

كأن غيثا قد أتى فعمهم

ومن سرور القلب قد أمطرهم

لكن تعال انظر فهوم الرافضه

تلك التي عن كل خير باعده

ص: 80

هم يزعمون أن عرض المجتبى

دنس كثير الشر عن طهر نبا

أما أحس واحد في نفسه

بأن عرض المصطفى من عرضه

أليس بينهم ذوي مروءة

كلا وربي ما بهم من ذرة

هل يرجعون للهدى بتوبة

أم كلهم أهل هوى وفتنة

بأي وجه يدعون أنهم

أتباع من في عرضه قد اتهم

وكيف يدعون إلى الدين الذي

زوج النبي أتت الفعل البذي

فأي إفك ذاك بل أي هوى

إلى حضيض سافل بهم هوى

والإفك قد أذاع ذكر السلمي

غدا بريئا من شنيع التهم

لو لم يكن في الإفك هذا ما عرف

قد نال من عز رفيع وشرف

قال النبي رأفة وبرا

والله ما علمت إلا خيرا

ص: 81

ما كان يأتي بيتنا إلا معي

وذي شهادة بطهر ناصع

يقول مقسما برب ما كشف

طول حياته لأنثى عن كنف

وذا روته أمنا كما أتى

وفي سبيل الله أمسى ميتا

وفيه فضل لبرير الجاريه

فلم تكن عن الحقوق وانيه

وفضل شخصين دعاهما النبي

أسامة كذا علي الطيب

وفضل أمنا الصدوق زينبا

لها لسان صادق ما كذبا

وفيه أن الله قد أبدى لنا

أن لأهل البيت عزا وسنا

قد أذهب الرجس كذا طهرهم

ومن رفيع الفضل قد أمطرهم

فأي شبهة تحوم حولهم

فإن ربنا ولي نصرهم

يبطل كيد العائب المنافق

يرفع شأن المؤمن البر النقي

ص: 82

وفيه إعلاء لشأن العرض

وأن طعنا فيه أمر مردي

لأجله قرآن ربي قد نزل

فقل جميلا ثم حاذر الزلل

وأمسك اللسان عن سوء الأذى

وذا مثال صادق ليحتذى

وفيه أن كل حرف ينزل

من العظيم فيه خير يحصل

وأي خير ثم أي فائده

فوق القرآن ثم أي عائده

هو رحمة الله الكريم للبشر

هداية عظمى، فهل من مدكر

حقا كما قالوا لنا لو لم يكن

لأمنا من الثناء والمنن

غير نزول الوحي في تبريئها

لكان يكفي في سمو شأنها

قد استفادت وأفادت كل من

كان لدين المصطفى متبعا

جزى الإله أمنا خير الجزا

في جنة الفردوس، وعدا منجزا

ص: 83